البناء وعكسه الهدم وحين نقول بنية النص. أي القواعد والأعمدة البنائية المكونة للنص - التصميم الداخلي - كركيزة وسند للعمل الأدبي. من ينشأ عنه سياق النص وبنيته من كلمات وجمل شعرية أو نثرية متراصة مترابطة تماماً مع بعضها البعض داخل النص على نحو لا تشرد ولا تبتعد عن حدوده.
من هنا يمكننا القول أن بناء النص يعتمد على أطر مستحدثة من مشروعية المفردة الواحدة وهي بتلقائية الجملة الشعرية من تكون أصلاً حاضرة في كنه العمل ذاته، هذا الحضور الذي يؤسس للبناء التحتي والقاعدة الرصينة التي يرتكز عليها العمل. بحيث تتصدره الركيزة الأهم وهي " اللغة "
عرّف المجتمع اللغة على أنها ظاهرة تميز الإنسان عن الكائنات الأخرى كمجموعة من الإشارات والرموز لتشكيل أداة من أدوات الحوار والتفاهم والتخاطب. إضافة للتعبير عن مكنونات النفس وأوجاعها وأفراحها. فالإنسان يفرق عن سواه بأنه مهيأ عضوياً وبيولوجيا للكلام. وانه يمتلك قدرات ليس للحيوان منها نصيب. إضافة لكونه يمتلك ملكة تعينه على اكتساب اللغة في مرحلة وجيزة لا تتجاوز الخامسة من عمره.
كما عرفها بعض الفلاسفة وأذكر هنا " ابن جني " حيث يقول: اللغة أصوات عبر بها كل قوم عن أغراضهم, وهذا يوضح تماماً إن اللغة هي أصوات قبل أي شيء وينقض قول الكثيرين أنها في جوهرها ظاهرة مكتوبة. ولكي نتفق مع تعريف ابن جني ونأخذ به سنعمل على توضيح شان اللغة كأسلوب صوتي ( نظام من الرموز) ، لذا يمكن القول: أن اللغة تتألف من جمل, والجملة من كلمات، والكلمات هي أصوات، والصوت أثر سمعي ناتج عما تقوم به أعضاء النطق من حركات. تظهر بصورة ذبذبات في الهواء لتستقبلها أعضاء السمع ناقلة إياها إلى المخ ليقوم بحل رموزها واستخلاص معانيها.
إذن اللغة هي الأداة الأولى للكاتب. كما أنها تقسم لقسمين، إما بلاغية أو إبلاغية. بحيث تعنى لخلق وظيفة جمالية تتلاقى مع الوظيفة الإبلاغية. ولغة الخطاب العادي لا انزياح فيها في حين أن شعرية الأدب تقوم من جملة ما تقوم على الانزياح. لأن الأدب والشعر حالة خاصة عند تناوله اللغة محاولاً تمرير واستغلال كل طاقاتها البنائية.
وهنا على الأديب والشاعر خرق قوانين اللغة العادية أو - أن يستخدمها لا أن يخدمها - والخروج عن المألوف ليتكون لدينا الإبداع اللغوي والحصيلة الشعرية الأدبية حضوراً وقبولاً وهذا الخروج يصاحبه الشكل والمستوى والقيمة بالإضافة للصياغة الخاصة على أن تأخذ جانباً وسطاً بحيث لا تكون مجموعة من الكلمات غير المفهومة واللامحكومة داخل البنية السياقية بالإضافة أن لا تكون جملاً إيصاليه تبشيرية وحسب.
عزمي الطيب
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني