ركز الناقد " جبريل سبعي" جهوده النقدية( ) على دراسة تشكيل النص الأدبي، ومعرفة مكوناته الذاتية، والتخييلية، واللغوية، من خلال الدراسة النظرية الخالصة في كتابه " المتخيل والملفوظ"، الذي خصصه للإجابة على خمسة أسئلة أساسية، هي: " كيف يتخلق النص الأدبي ؟ وما مادته؟ وكيف يتم تلقيه؟ وكيف يستنفد النص طاقة المبدع من جهة؟ ويؤثر في المتلقي من جهة أخرى؟" ( ).
ولحقتها الدراسة النقدية التطبيقية التي تمثل القسم الثاني من كتابه " معمار النص "، ويحتوي قسمه الأول على دراسة تنظيرية ، تعد تطويرا متميزا لرؤيته النقدية.
وقد وسمت الرؤية النقدية لجبريل سبعي في مرحلتها الأولى- مثل كثير من البدايات- بعدم الانضباط المنهجي؛ نتيجة لرغبته الملحة في الإفادة من كافة المناهج النقدية، وعدم الانتباه إلى أن بعض هذه المناهج يتعارض مع البعض الآخر تعارضا تاما في المنطلقات والإجراءات. يظهر ذلك في إشارته إلى إفادته وأخذه من البنيوية ( ضرورة التركيز على الجوهر الداخلي للنص الأدبي )، ومن التداولية ( دراسة الحالة الذهنية للمؤلف)، ومن الأسلوبية الفردية (إعادة التكوين الواعي للعملية الإبداعية الداخلية)، ومن نظرية التعبير (قدرة الذات على تصوير عالمها الخاص)، ومن التجريدية (البحث عن جوهر الأشياء، والتعبير من خلاله عن الروح الموجودة بأعماق الإنسان)، ومن النقد التطبيقي (تحليل النص تحليلا داخليا، دون النظر إلى أسباب كتابته، أو حياة صاحبه)، ومن النقد التكويني ( الإجابة عن السؤال: كيف تكون الأثر الأدبي؟) ومن النقد النصي ( الاهتمام بعملية البناء، وتأمل العلاقات بين العناصر التي يتكون منها العمل الأدبي) ( ).
بنظرة سريعة على ما سبق، يستطيع القارئ بسهولة إدراك مدى التعارض بين منطلقات وإجراءات عدد من المناهج التي أشار جبريل سبعي إلى محاولته الإفادة منها، كالبنيوية، والأسلوبية الفردية، والتداولية. وقد قلل النهج الانتقائي للاقتباسات في كتاب " المتخيل والملفوظ " من تماسك الرؤية النقدية، ووضوح معالمها، واعتمد في بناء فقرات الكتاب على " التأليف بين المقتبسات المأخوذة كأدلة من حقول معرفية متباعدة، ومختلفة في كثير من الأحيان، لا تتشكل الفقرة الواحدة سوى من المقتبسات المتعاقبة، التي تخلو من حضور صاحب الدراسة ، إلا كمؤلف، ومنسق"( ).
وشهدت الرؤية النقدية في كتاب " معمار النص " تحولا واضحا، حيث اتسمت بكثير من العمق، والتماسك، والانضباط المنهجي، وبروز الوعي الذاتي، ووضوح الرؤية الخاصة المبنية على رصيد كبير من الخبرة القرائية، وإدراك الخصائص الفارقة بين المناهج النقدية المختلفة، ويستطيع القارئ المتابع لتجربة جبريل سبعي النقدية إدراك الفارق الكبير بين بدايته المترددة، المعتمدة على الاقتباسات المتلاحقة في كتابه " المتخيل والملفوظ "، وبين رؤيته النقدية الرصينة المعمقة في كتابه " معمار النص "، من خلال قوله في المقدمة: " ولعلي كنت في مجمل التنظيرات، والممارسات التطبيقية، مأخوذا باستقطار رؤيتي الخاصة، ومن ثم باجتراح جهازي المفاهيمي، وابتكار آليات اشتغالي، فليس يعنيني الاتباع، بقدر ما يستهويني في الممارسة النقدية الانقطاع، والنقض، والابتداع. هذا، وكنت أنتهج بشكل عام التحليل، يعقبه التركيب، وأستفيد من كل العلوم بدون استثناء، ما دامت هي وسائل تعين على الفهم، وعلى قنص لؤلؤة المجهول"( ).
ترتكز رؤية جبريل سبعي النقدية في دراسته للنص الأدبي على اعتباره منتجا يتكون من ثلاثة كيانات كبيرة، هي : الذات، والطبيعة، واللغة. وتنطوي تلك الكيانات على شبكة من العلاقات الممتدة والمتشابكة، ولديها القدرة على الحركة، والقابلية للتفاعل فيما بينها لتشكيل كيان جديد هو (النص)، " فالذات تندغم في الطبيعة، والطبيعة تندغم في الذات، وهما يندغمان في اللغة؛ ليخلق كيان جديد هو النص، يتسم بالتعقيد؛ لضخامة وتعقد الكيانات المشاركة في إنتاجه، ويتسم كذلك بالاختلاف عن الكيانات المنتجة، إذ لم يعد ذاتا منفصلة، أو مجرد طبيعة، أو لغة، وإنما صار كيانا مشكلا من جوهر هذه الكيانات، بل ومؤثرا فيها؛ عندما يتغيا إعادة صياغتها وفقا لمنطقه الداخلي"( ).
وفي لحظة العملية الإبداعية تأتي الذات على هيئة عقل مضطلع بمهمة الإنتاج المعبر عن الذات الإنسانية.
وتحضر الطبيعة على هيئة وجود ذهني مجرد، ومحمل بالمعنى الذاتي، ومهيأ للتشكيل، وإعادة الصياغة، والطبيعة بذلك تفقد الكثير من هويتها الواقعية، وبالتالي فرصة الالتقاء بها، واستثمارها على الصعيد الإبداعي.
وتحضر اللغة على هيئة مجموعة من الخصائص الصوتية، واللفظية، والتركيبية التي تفرغ من محتواها العادي المألوف، ويعاد استثمارها إبداعيا، وشحنها بالدلالات المتجددة التي مرجعها الذات، وليس شيئا آخر خارج الذات.
ويمكن صياغة ذلك في صورة مبادئ ثلاثة، هي :
1- النص مكون من كيانات ذات ماهيات مختلفة.
2- تضافر تلك الكيانات في عملية إنتاج النص.
3- الذات المبدعة عقل، والطبيعة تجريد، واللغة إمكان( ) .
ويتشكل النص من ثلاثة مستويات، هي :
المستوى الأول: "البنية الذهنية"، وهو المستوى العميق في النص، وتتسم بالكلية، والوحدة، والتجريد.
المستوى الثاني: "المتخيل"، وهو مستوى حسي تخييلي، يتشكل من صور جزئية، ومركبة، ويدرك ببواسطة الخيال دون الحواس، ويتسم بالتنافر، والتجزؤ، والحسية.
المستوى الثالث: "الملفوظ"، وهو المستوى السطحي الذي يتمتع بالحسية الحقيقية الظاهرة، ويدرك من خلال الحواس، ويتسم بالجدة، والتفرد، والإدهاش.
وترتبط تلك المستويات بعلاقة "تطابق" تبرز انسجام النص، وهي علاقة تتجه إلى داخل النص في المقام الأول، وعلاقة "تمظهر" (ظهور)، تبرز تماسك النص، وهي علاقة تتجه إلى ظاهر النص في المقام الأول( ) .
ويمكن تلخيص ما سبق فيما يلي:
الذات ـــ العقل ــ البنية ذهنيةــ إضمارــ كلية، وحدة، تجريد.
الطبيعة ــ تجريد ــ المتخيل ـــ إحلال ــ تنافر، تجزؤ، مفارقة.
اللغة ـــ إمكان ــ الملفوظ ـــ إيحاء ـــ جدة، تفرد، إدهاش.
ـــــــــــــ التطابق والتمظهرـــــــــــــ
ولا تهمل الدراسة جانب المتلقي، فيتم استحضاره عبر آليات إدراكه وتلقيه للعملية الإبداعية في النص، وهي ثلاث آليات :
1- الذهن، وهو آلة إدراك البنية الذهنية في النص، ويصحبه الانسجام الناتج عن الوحدة، والكلية، والتجريد، وهي سمات البنية الذهنية.
2- الخيال، وهو آلة إدراك المتخيل، ويصحبه الانتباه والاستثارة؛ للمواءمة بين علاقات التنافر، والمفارقة التي تميز أجزاء المتخيل.
3- الحس، وهو آلة إدراك الملفوظ، وتصحبه الدهشة المتولد عن عناصر الجدة، والتفرد التي يتميز بها الملفوظ( ).
ويرى جبريل سبعي أن مستويات النص لا توصف بأنها جميلة، أو قبيحة؛ لأنها أجزاء، والجزء لا يحكم عليه حكم جمالي، ولكن التأثير الجمالي يتولد عن الكيان النصي بكامله.
ويؤخذ على الناقد الواعد عدم إفادته من إنجازات علم النص، وإجراءات اللسانيات النصية، لتعميق دراسته لمكونات النص، وتشكيلاته الصوتية، واللفظية، والتصويرية، والدلالية، مع أنه كرر مفردة "النص" مرتين في عناوين كتبه الأصلية، والفرعية.
وقد طبق جبريل سبعي رؤيته النقدية في دراسته وتحليله لمجموعة من القصائد الشعرية المفردة، والدواوين الكاملة لعدد من شعراء جازان البارزين.
فدرس "حركة الأشياء عبر المتخيل"، في قصيدة "غدا تأتين" للشاعر أحمد الحربي، من ديوانه " الخروج من بوابة الفل".
ودرس " مناورات الجميل والقبيح"، في قصيدة "عطاء المتسولين"، للشاعر موسى عقيل، من ديوانه " قلب الريح ليس معك".
ودرس " تشكلات الزمن عبر الذات واللغة "، في ديون " زجاج "، للشاعر أحمد السيد عطيف.
ودرس "غياب الإنسان/ حضور الطبيعة"، في ديوان " الأجساد تسقط في البنفسج"، للشاعر إبراهيم زولي.
ودرس " جماليات العبث والفوضى "، في ديوان " قادم كلي إليك "، للشاعر أحمد الحربي.
ودرس " الزمان والمكان/ قطبا التحول والارتداد"، في ديوان " بين الزحام"، للشاعر علي رديش( ) .
وهي دراسات معمقة، تتميز بالمنهجية، والبراعة في تحليل النصوص، واستنطاق تشكيلاتها اللغوية، للوصول إلى البؤرة الدلالية المقصودة.
وبذلك تعد دراسات جبريل سبعي النظرية، والتطبيقية إضافة مهمة للحركة الأدبية والنقدية في منطقة جازان، وإثراء للمشهد النقدي في المملكة العربية السعودية.
ولحقتها الدراسة النقدية التطبيقية التي تمثل القسم الثاني من كتابه " معمار النص "، ويحتوي قسمه الأول على دراسة تنظيرية ، تعد تطويرا متميزا لرؤيته النقدية.
وقد وسمت الرؤية النقدية لجبريل سبعي في مرحلتها الأولى- مثل كثير من البدايات- بعدم الانضباط المنهجي؛ نتيجة لرغبته الملحة في الإفادة من كافة المناهج النقدية، وعدم الانتباه إلى أن بعض هذه المناهج يتعارض مع البعض الآخر تعارضا تاما في المنطلقات والإجراءات. يظهر ذلك في إشارته إلى إفادته وأخذه من البنيوية ( ضرورة التركيز على الجوهر الداخلي للنص الأدبي )، ومن التداولية ( دراسة الحالة الذهنية للمؤلف)، ومن الأسلوبية الفردية (إعادة التكوين الواعي للعملية الإبداعية الداخلية)، ومن نظرية التعبير (قدرة الذات على تصوير عالمها الخاص)، ومن التجريدية (البحث عن جوهر الأشياء، والتعبير من خلاله عن الروح الموجودة بأعماق الإنسان)، ومن النقد التطبيقي (تحليل النص تحليلا داخليا، دون النظر إلى أسباب كتابته، أو حياة صاحبه)، ومن النقد التكويني ( الإجابة عن السؤال: كيف تكون الأثر الأدبي؟) ومن النقد النصي ( الاهتمام بعملية البناء، وتأمل العلاقات بين العناصر التي يتكون منها العمل الأدبي) ( ).
بنظرة سريعة على ما سبق، يستطيع القارئ بسهولة إدراك مدى التعارض بين منطلقات وإجراءات عدد من المناهج التي أشار جبريل سبعي إلى محاولته الإفادة منها، كالبنيوية، والأسلوبية الفردية، والتداولية. وقد قلل النهج الانتقائي للاقتباسات في كتاب " المتخيل والملفوظ " من تماسك الرؤية النقدية، ووضوح معالمها، واعتمد في بناء فقرات الكتاب على " التأليف بين المقتبسات المأخوذة كأدلة من حقول معرفية متباعدة، ومختلفة في كثير من الأحيان، لا تتشكل الفقرة الواحدة سوى من المقتبسات المتعاقبة، التي تخلو من حضور صاحب الدراسة ، إلا كمؤلف، ومنسق"( ).
وشهدت الرؤية النقدية في كتاب " معمار النص " تحولا واضحا، حيث اتسمت بكثير من العمق، والتماسك، والانضباط المنهجي، وبروز الوعي الذاتي، ووضوح الرؤية الخاصة المبنية على رصيد كبير من الخبرة القرائية، وإدراك الخصائص الفارقة بين المناهج النقدية المختلفة، ويستطيع القارئ المتابع لتجربة جبريل سبعي النقدية إدراك الفارق الكبير بين بدايته المترددة، المعتمدة على الاقتباسات المتلاحقة في كتابه " المتخيل والملفوظ "، وبين رؤيته النقدية الرصينة المعمقة في كتابه " معمار النص "، من خلال قوله في المقدمة: " ولعلي كنت في مجمل التنظيرات، والممارسات التطبيقية، مأخوذا باستقطار رؤيتي الخاصة، ومن ثم باجتراح جهازي المفاهيمي، وابتكار آليات اشتغالي، فليس يعنيني الاتباع، بقدر ما يستهويني في الممارسة النقدية الانقطاع، والنقض، والابتداع. هذا، وكنت أنتهج بشكل عام التحليل، يعقبه التركيب، وأستفيد من كل العلوم بدون استثناء، ما دامت هي وسائل تعين على الفهم، وعلى قنص لؤلؤة المجهول"( ).
ترتكز رؤية جبريل سبعي النقدية في دراسته للنص الأدبي على اعتباره منتجا يتكون من ثلاثة كيانات كبيرة، هي : الذات، والطبيعة، واللغة. وتنطوي تلك الكيانات على شبكة من العلاقات الممتدة والمتشابكة، ولديها القدرة على الحركة، والقابلية للتفاعل فيما بينها لتشكيل كيان جديد هو (النص)، " فالذات تندغم في الطبيعة، والطبيعة تندغم في الذات، وهما يندغمان في اللغة؛ ليخلق كيان جديد هو النص، يتسم بالتعقيد؛ لضخامة وتعقد الكيانات المشاركة في إنتاجه، ويتسم كذلك بالاختلاف عن الكيانات المنتجة، إذ لم يعد ذاتا منفصلة، أو مجرد طبيعة، أو لغة، وإنما صار كيانا مشكلا من جوهر هذه الكيانات، بل ومؤثرا فيها؛ عندما يتغيا إعادة صياغتها وفقا لمنطقه الداخلي"( ).
وفي لحظة العملية الإبداعية تأتي الذات على هيئة عقل مضطلع بمهمة الإنتاج المعبر عن الذات الإنسانية.
وتحضر الطبيعة على هيئة وجود ذهني مجرد، ومحمل بالمعنى الذاتي، ومهيأ للتشكيل، وإعادة الصياغة، والطبيعة بذلك تفقد الكثير من هويتها الواقعية، وبالتالي فرصة الالتقاء بها، واستثمارها على الصعيد الإبداعي.
وتحضر اللغة على هيئة مجموعة من الخصائص الصوتية، واللفظية، والتركيبية التي تفرغ من محتواها العادي المألوف، ويعاد استثمارها إبداعيا، وشحنها بالدلالات المتجددة التي مرجعها الذات، وليس شيئا آخر خارج الذات.
ويمكن صياغة ذلك في صورة مبادئ ثلاثة، هي :
1- النص مكون من كيانات ذات ماهيات مختلفة.
2- تضافر تلك الكيانات في عملية إنتاج النص.
3- الذات المبدعة عقل، والطبيعة تجريد، واللغة إمكان( ) .
ويتشكل النص من ثلاثة مستويات، هي :
المستوى الأول: "البنية الذهنية"، وهو المستوى العميق في النص، وتتسم بالكلية، والوحدة، والتجريد.
المستوى الثاني: "المتخيل"، وهو مستوى حسي تخييلي، يتشكل من صور جزئية، ومركبة، ويدرك ببواسطة الخيال دون الحواس، ويتسم بالتنافر، والتجزؤ، والحسية.
المستوى الثالث: "الملفوظ"، وهو المستوى السطحي الذي يتمتع بالحسية الحقيقية الظاهرة، ويدرك من خلال الحواس، ويتسم بالجدة، والتفرد، والإدهاش.
وترتبط تلك المستويات بعلاقة "تطابق" تبرز انسجام النص، وهي علاقة تتجه إلى داخل النص في المقام الأول، وعلاقة "تمظهر" (ظهور)، تبرز تماسك النص، وهي علاقة تتجه إلى ظاهر النص في المقام الأول( ) .
ويمكن تلخيص ما سبق فيما يلي:
الذات ـــ العقل ــ البنية ذهنيةــ إضمارــ كلية، وحدة، تجريد.
الطبيعة ــ تجريد ــ المتخيل ـــ إحلال ــ تنافر، تجزؤ، مفارقة.
اللغة ـــ إمكان ــ الملفوظ ـــ إيحاء ـــ جدة، تفرد، إدهاش.
ـــــــــــــ التطابق والتمظهرـــــــــــــ
ولا تهمل الدراسة جانب المتلقي، فيتم استحضاره عبر آليات إدراكه وتلقيه للعملية الإبداعية في النص، وهي ثلاث آليات :
1- الذهن، وهو آلة إدراك البنية الذهنية في النص، ويصحبه الانسجام الناتج عن الوحدة، والكلية، والتجريد، وهي سمات البنية الذهنية.
2- الخيال، وهو آلة إدراك المتخيل، ويصحبه الانتباه والاستثارة؛ للمواءمة بين علاقات التنافر، والمفارقة التي تميز أجزاء المتخيل.
3- الحس، وهو آلة إدراك الملفوظ، وتصحبه الدهشة المتولد عن عناصر الجدة، والتفرد التي يتميز بها الملفوظ( ).
ويرى جبريل سبعي أن مستويات النص لا توصف بأنها جميلة، أو قبيحة؛ لأنها أجزاء، والجزء لا يحكم عليه حكم جمالي، ولكن التأثير الجمالي يتولد عن الكيان النصي بكامله.
ويؤخذ على الناقد الواعد عدم إفادته من إنجازات علم النص، وإجراءات اللسانيات النصية، لتعميق دراسته لمكونات النص، وتشكيلاته الصوتية، واللفظية، والتصويرية، والدلالية، مع أنه كرر مفردة "النص" مرتين في عناوين كتبه الأصلية، والفرعية.
وقد طبق جبريل سبعي رؤيته النقدية في دراسته وتحليله لمجموعة من القصائد الشعرية المفردة، والدواوين الكاملة لعدد من شعراء جازان البارزين.
فدرس "حركة الأشياء عبر المتخيل"، في قصيدة "غدا تأتين" للشاعر أحمد الحربي، من ديوانه " الخروج من بوابة الفل".
ودرس " مناورات الجميل والقبيح"، في قصيدة "عطاء المتسولين"، للشاعر موسى عقيل، من ديوانه " قلب الريح ليس معك".
ودرس " تشكلات الزمن عبر الذات واللغة "، في ديون " زجاج "، للشاعر أحمد السيد عطيف.
ودرس "غياب الإنسان/ حضور الطبيعة"، في ديوان " الأجساد تسقط في البنفسج"، للشاعر إبراهيم زولي.
ودرس " جماليات العبث والفوضى "، في ديوان " قادم كلي إليك "، للشاعر أحمد الحربي.
ودرس " الزمان والمكان/ قطبا التحول والارتداد"، في ديوان " بين الزحام"، للشاعر علي رديش( ) .
وهي دراسات معمقة، تتميز بالمنهجية، والبراعة في تحليل النصوص، واستنطاق تشكيلاتها اللغوية، للوصول إلى البؤرة الدلالية المقصودة.
وبذلك تعد دراسات جبريل سبعي النظرية، والتطبيقية إضافة مهمة للحركة الأدبية والنقدية في منطقة جازان، وإثراء للمشهد النقدي في المملكة العربية السعودية.
منقول
وائل عبندة
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني