من طرف ماجدة نصر الخميس يوليو 28, 2011 11:04 am
الرومانسية اتجاه في الفنون الجميلة والأدب، يركِّز على العاطفة أكثر من العقل، وعلى الخيال والبديهة أكثر من المنطق. ويميل الرومانسيُّون إلى حرية التعبير عن المشاعر، والتصرُّف الحر التلقائي، أكثر من التحفظ والترتيب. وتختلف الرومانسية عن المذهب الكلاسيكي. ونشأت عصور الرومانسية غالبا باعتبارها ثورةً ضد الكلاسيكية. وأظهر الفنانون والكُتَّاب على ممرِّ العصور اتجاهات رومانسية. غير أن تعبير الحركة الرومانسية يشير عادًةً إلى الفترة التي بدأت من أواخر القرن الثامن عشر الميلادي إلى منتصف القرن التاسع عشر الميلادي ،ويتطلع الرومانسيون إلى المُطْلَق. وكان الشاعر الرومانسي وليم بليك يعتقد أنه يستطيع أن (يرى عَالَمَا في ذرة من الرمال، وحديقة في زهرة برِّية). فالرومانسيون يرون الطبيعة روحًا حية تنسجم مع مشاعر الحب، والتراحم بين البشر.
تؤكد الرومانسية على حرية الفرد. ولا تؤيد الأعْرَاف الاجتماعية المُقَيِّدة، ولا الحكم السياسي غير العادل. وفي مجال الأدب، يكون البطل الرومانسي عادة رجلا ثائرًا، أو خارجًا على القانون، مثل شخصية مانْفرِد للشاعر البريطاني لورد بايرون.
وفي المجموعة القصصية " عرس الشيطان " لسعدي الصباح نلمح الطبيعة ، إذ نجد أن القاص تمسك بالطبيعة وما فيها فورد في نصه " الموت " : ( في كنف المساء الخريفي بعربدته التي تكمن في نثر أوراقه المعطرة برذاذ لؤلؤي جادت به مزنة ليلة البارحة ، النسيم يحتضن عطر البراري ، ويغازل عيدان المسك المتسلق وشعرها الغجري ....)
إذ توجه الكاتب إلى طابع رومانسي في النص يغازل به الطبيعة وكل ما تحتويه من جمال و رونقه ، وهذا ما أعطى النص جاذبيته للقارئ بالرغم من وجود تشاؤم في العنوان .
وهذا الذي نراه في نص " حين تكرم العرابدة " إذ يرد : (دقت أجراس الخريف على مباني المدينة ، وغصت الحجرات ببراعم الصلصال ، ففر مني إله الشعر ونام نومة العصافير ..)، حيث هنا نلمح أن الكاتب أبدع وابتكر الروح الأدبية في النص وابتعد عن عامل الدين وعامل الأخلاق بطبيعة الحال فيما يتضح أنها لا تخضع للرغبة العقلية المتجردة ولا تعتمد الأسلوب الكلاسيكي المتأنق .
وإذ بنا نلمس في نصه المميز " عرس الشيطان " وصفا بليغا لفتاة ، وبحرية فردية في الحب والجمال وهذا يبزغ في الفقرة التالية : ( و مهاء تلك الفتاة التي عهدتها تسهر لفرح الغرباء ....وقد توشحت هذه الليلة بوشاح مغربي أصيل ..أسدلت ظفائرا مجنونة وقد عبقتها بشبق النسرين )
وأكثر ما يميز المجموعة التي بين أيدينا " عرس الشيطان" رائعة القاص سعدي الصباح ، هو التركيز على التلقائية والعفوية في التعبير الأدبي ، إذ يرد في نصه " هذا قلمي ... " قائلا : ( ما زلت أتذكر ذلك القلم الأرجواني الذي اشتريته من العتبة يوم سافرت إلى القاهرة بمفردي ، رسمت عليه اسما كان قد نقش بتلافيف دماغي من قبل ، خبأته مع الجواز بعدما عطرته بعطر الحسين المميز..)
وهنا نختتم القراءة البسيطة لرائعة القاص سعدي الصباح بالقول أن الكاتب إثر هذه المجموعة ارتكز على العوامل التي تنهض بها المدرسة الرومانسية أو بما تسمى أيضا الرومانطيقية :
1- التركيز على التلقائية والعفوية في التعبير الأدبي.
2- الحرية الفردية.
3- الاهتمام بالطبيعة
4- فصل الأدب عن الأخلاق.
5- الإبداع والابتكار.
بقلم الكاتب جلول رفيق
يوم 30 نوفمبر 2010
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني