أدباءنا الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أضع بين أيديكم هذه الدراسة النقدية العابرة ،وما كان لي أن أتجرأ على وضعها هنا لولا تشجيع مشرفنا الفاضل الميمان وأديبنا الكريم القيصر حفظهما الله ، وحيث وافق هذا التشجيع مني رغبة جامحة في إحياء سوق النقد الخاملة، وإحياء هذا اللون الأدبي في الملتقى، فقد عزمت أمري بعد تردد وتفكير وتقدير، وقد وقع اختياري حين عزمت على قصيدة للقيصر والتي عنونهابـ ( رسالة إلى بلاد الرافدين ..) ولعل هذه الدراسة الموجزة تفتح شهية الكبار لتقديم دراساتهم على نصوص أدبائنا ونتاجهم والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .
أيها القيصر العظيم :
أيها القيصر سأقبل على قصيدتكم غير هياب، فاقبل رعاك الله مني تطاولي بصدر رحب،
فما كان لمن هو دونك أن يتطاول على قامتك، ولكن هكذا سول لي طموحي، وهكذا أغراني لين جانبك وطيب عريكتك ،والله المستعان
أخي الكريم :
ليكن مستقرا لديك أني كتبت لك أحرفي هذه وقد تعكرمني الصفو وتشتت مني الفكر وانقطعت بي سبل الخيال، فإن قبلت ما كان مني فلك مني تحية عاطرة كعطر حروفك وطيب نداك وإن لم تقبل فليكن أبو العبادلة منك في حل وإنه ليعدك بألا يعود.
أيها الكريم :
تقول:
doPoem(0)
وسأقف مع نصك هذا وقفة متأملة ،أبرز فيها أوجه الحسن ووهج الإبداع ،وأمسح بها عثرات البنان وشطحات القلم، وأرجو أن أوفق إلى ما أريد لأرضي ما تريد !
أول ما يلفت نظري في القصيدة صدور الشاعر عن طبع وسجية ،ففي تداعي أفكاره وجودة سبكه وتوقد عاطفته شهادة له بذلك .
كما ألحظ في القصيدة تمكن الشاعر من أدواته فقد أحكم صياغة الأوزان ، وأجاد في اختيار القافية ، فقد صاغ قصيدته على بحر الكامل حيث أتت قصيدته على ست تفعيلات كما في الكامل التام :
متَفاعلن متَفاعلن متَفاعلن = متَفاعلن متَفاعلن متَفاعلن
وتأتي تفعيلة الكامل مضمرة (متْفاعلن) ومقطوعة( متفاعل) وحذاء (متَفا)وحذاء مضمرة( متْفا)ويأتي البحر الكامل في بعض أوزانه شبيها ببحر الرجز حيت تكون التفعيلة مضمرة وهذا ما حصل في هذه القصيدة حيث أنني قطعت الشطر الأول من القصيدة فإذا هي على بحر الرجز مستفعلن ولكن لما أكملت التقطيع كانت من الكامل
والقصيدة بكاملها خلت من الأخطاء العروضية وعيوب القافية إلا ما كان من إخفاقه في إعطائنا كلمات بديلة عن كلمة( الأشواق) فقد تكررت الكلمة ثلاث مرات مع قصر القصيدة كما تكررت كلمة ( العراق )و(الأعماق) مرتين وربما عددت هذا عيبا لا يغتفر !
إما الأخطاء اللغوية والنحوية فلم ألحظ شيئا في القصيدة سوى قوله :
doPoem(0)
فكلمة أصيلة من حقها النصب لأنها حال مفردة منصوبة ولا يمكن إعرابها صفة للخيل لأنها لم تتبعها في التعريف والتنكير فكلمة الخيل معرفة بالإضافة وكلمة أصيلة نكرة وعلى هذا فالأصح أن تعرب حالا .
أما الألفاظ والمفردات فقد ظهر لي أن الشاعر يملك معجما لفظيا ثريا مكنه من الرقي بقصيدته حيث حشد فيها عددا غير قليل من المفردات الأدبية السامقة ،كما ابتعد بها عن الألفاظ المبتذلة أو الملحونة ، وقد مالت بمجملها إلى الرقة والسلاسة ،ولولا أن الشاعر ارتضى لقافيته حرف القاف لذابت القصيدة لينا ورقة !
من ناحية أخرى نجد أن الشاعر يميل إلى الألفاظ ذات الدلالات المعنوية فألفاظ الحنين والشوق تتراص في القصيدة تراصا بينا كما في قوله : ( الواله ، المشتاق، الأشواق، العشاق ، مودة ، بلوعة ، المشاعر ). وقد وظف هذه الكلمات في بيان وقع المأساة على قلبه المفجوع بأمته الجريح بمصاب شعوبها .
أما الأفكار فقد بحثت أول ما قرأت القصيدة بعد أن قبست فكرتها من العنوان عن أزيز الطائرات ،ودخان البارود، وأشباح الموت، لقد قلبت الطرف في مطلعها فإذا هي حكايا الشوق، وقصص المشتاق ،ونفثات المحب لحبيبه ،وربما كان هذا المنحى الذي سلكه الشاعر( ناشئًا ) عما عرف عنه وعن أبياته من إلفه لرقيق المشاعر،وحديث الذكريات ،ورفرفات الروح ، وعموما فقد كانت الفكرة الرئيسة التي تحدث فيها الشاعر في قصيدته هو حديثه عن بغداد دار الخلافة تلك البقعة الطاهرة التي دنستها يد المكر والخيانة، إلا أن القصيدة يمكن تقسيمها إلى أربعة أقسام جزئية
الفكرة الأولى : في الأبيات الثلاثة الأولى يتحدث عن حبه لبغداد ورغبته في مسامرتها واستجدائه إياها أن تبثه حديث الذكريات كي تخفف من وجعه ولوعته راغبا منها التلفع بثياب العفة ففي العفة زينة للحياة وزكاة للروح .
الفكرة الثانية : من البيت الرابع إلى البيت التاسع يتحدث الشاعر عن أمجادها التليدة وعزها الغابر ،فهي منبع الجمال ،وملهمة الشعراء، ومنطلق الجيوش والفرسان والذين أنار الله بهم الأقطار، وغير بهم منار الأرض .
الفكرة الثالثة : من البيت العاشر إلى البيت الثالث عشر يتحدث فيها عن مرارة الواقع ،وبؤس المنقلب ،حيث هوت الأمجاد وحطمت صروح العز، وانتهكت الأعراض الطاهرة ، فقد عاث الأعداء في الأرض فساد ا فسفكوا الدماء ورملوا النساء ويتمواالأطفال ولا مجيب ولامغيث ثم يتساءل في حرقة :
doPoem(0)
الفكرة الرابعة : إلى آخر القصيدة يبث الشاعر فيها آماله التي تتلجلج في صدره وفي صدر كل مسلم بأن يأتي ذلك اليوم الذي تتقدم فيه ( الجيوش ) المؤمنة لترد الكرامة للأمة المنكوبة، تتقدم في شجاعة وإخلاص لا يبعثها إلا الطمع في جنة الله والشوق إلى لقائه ثم يذكر أنه لن يهدأ له بال ، ولن يقر له قرار حتى يفي بوعده الذي قطعه على نفسه بأن يبذل ما في وسعه كي يرى راية النصر ترفرف على أرض العراق معلنة عودة الخلافة الإسلامية من جديد.
وفي ختام الحديث عن الأفكار أرى أن الشاعر وفق في هذا التقسيم كما وفق في الربط بين هذه الأفكار الجزئية، فقد أتت متلاحمة متماسكة وقد أحكم السيطرة عليها فلم يند به الفكر بعيدا كما أنه نأى بها عن الغموض والرمز المغلق .
أما الصور البلاغية في القصيدة فهي صور فنية جميلة ومنها قوله: ) وقِــفي ببـابِ الذّكريــــاتِ، تُــــطفِي لهـيـْبَ فُـــــــــؤادِهِ، وتـلفَّعي ثـــَـــــوبَ العفــــافِ، ورَبِيبَـــــــةَ المَجــدِ، وتراكَضَتْ خيـــلُ الوفــــــاءِ، تحتـــَــــارُ القَــــــوافِي،)وقد أجاد خياله في تشكيلها وأبدع في تكوينها غير أن صورة منها غابت عني ولم أستطع فهم المراد منها وهي قوله : حينما يســــلُو بجُــرْحِــك قاتمُ الأعمـَــــاقِ وربما كان خياله المحلق قد اختطفها من أفق علوي لما نصل إليه بعد وبما فهمت المراد لو قال :يلهو بجرحك قاتم الأعماق أما إن كان مراده أن من تتالت عليه النكبات وضاقت عليه الأرض بما رحبت حتى تسرب اليأس إلى صدره فغطاه بظلمته فإن سيجد في بغداد سلوانه حيث سيهون عليه مصابه حين يرى ما حل بها فإنها صورة بديعة جميلة .
وأخيرا إن بإمكان أديبنا الكريم أن يحتل مكانا مرموقا في خريطة الأدب الإسلامي حين يعتني بقلمه ويوليه العناية والرعاية وكأني به بعد حين يتسابق الأدباء لمعارضة قصائده والاستشهاد ببدائعه وكل ذلك رجائي وأملي.
دم كريما كما أحب.
هذه الدراسة منقولة عن بعض المواقع الالكترونية التي قرأتها
مع الاحترام
د. اسماعيل الحوراني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أضع بين أيديكم هذه الدراسة النقدية العابرة ،وما كان لي أن أتجرأ على وضعها هنا لولا تشجيع مشرفنا الفاضل الميمان وأديبنا الكريم القيصر حفظهما الله ، وحيث وافق هذا التشجيع مني رغبة جامحة في إحياء سوق النقد الخاملة، وإحياء هذا اللون الأدبي في الملتقى، فقد عزمت أمري بعد تردد وتفكير وتقدير، وقد وقع اختياري حين عزمت على قصيدة للقيصر والتي عنونهابـ ( رسالة إلى بلاد الرافدين ..) ولعل هذه الدراسة الموجزة تفتح شهية الكبار لتقديم دراساتهم على نصوص أدبائنا ونتاجهم والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .
أيها القيصر العظيم :
أيها القيصر سأقبل على قصيدتكم غير هياب، فاقبل رعاك الله مني تطاولي بصدر رحب،
فما كان لمن هو دونك أن يتطاول على قامتك، ولكن هكذا سول لي طموحي، وهكذا أغراني لين جانبك وطيب عريكتك ،والله المستعان
أخي الكريم :
ليكن مستقرا لديك أني كتبت لك أحرفي هذه وقد تعكرمني الصفو وتشتت مني الفكر وانقطعت بي سبل الخيال، فإن قبلت ما كان مني فلك مني تحية عاطرة كعطر حروفك وطيب نداك وإن لم تقبل فليكن أبو العبادلة منك في حل وإنه ليعدك بألا يعود.
أيها الكريم :
تقول:
doPoem(0)
مُـدِّي يَـداً للوَالِـهِ المُشـتـاقِ واحكِي له عن قصَّةِ الأشْـوَاقِ |
وقِفي ببـابِ الذّكريـاتِ لعلَّهـا تُطفِـي لهيْـبَ فُـؤادِهِ الخفَّـاقِ |
وتلفَّعي ثَـوبَ العفـافِ فإنّمَـا تسْمـو الحيـاةُ بعفّـةِ العُشَّـاقِ |
بغْدادُ واصطفَّتْ حُروفٌ خمسَـةٌ وازدادتِ الزَّفَراتُ في أعْماقِـي |
يا غَادةَ الحُسنِ الأصِيلِ وتَاجَـهُ ورَبِيبَةَ المَجـدِ التَّليـدِ الرَّاقِـي |
وبَهاءَ أُغنيةِ الجَمالِ ولَحنَها الْـ ـمُنْسابَ في شَهْدٍ مـن الأذواقِ |
يا كم شَدا الغِرِّيدُ لحـنَ مـودّةٍ في سَاحتيْكِ على سَنَا الإشْـراقِ |
وتراكَضَتْ خيلُ الوفاءِ أصيلـةٌ حولَ الرَّصَافةِ منبـرِ الأشـواقِ |
وتطلَّعَتْ تلك المَشاعِرُ ترتـوي من رافدَيْـكِ وفيْضِـكِ الدَّفَّـاقِ |
بغْدادُ وانْسابَ اليَـراعُ بلَوعَـةٍ حرَّى على مجدٍ هَـوَى بعِـرَاقِ |
أين الرّشيدُ أما له مـن مخبـرٍ أنَّ العـراقَ إليـه بـالأشـواقِ |
ِ يا أُمّةً مكلُومـةً نسيـتْ عَلَـى مرِّ الزَّمان طهَـارةَ الأعْـرَاقِ |
بغْدادُ تحتَـارُ القَوافِـي حينمـا يسلُو بجُرْحِـك قاتـمُ الأعمَـاقِ |
بغْدادُ إن المجـدَ يبنيـهِ الأُلَـى لا يأبَـهـونَ بـذلَّـةٍ ونـفـاقِ |
ورَدوا الكَرَامةَ وارتووا من مائها يتطلّعُونَ إلـى النَّعيـمِ البَاقـي |
بغْدادُ يا دارَ الرَّشيـد سنلتقـي عهْـداً قطعْنـاهُ لأرضِ عِـراقِ |
حتّى تُرَفرفَ رايةُ الأمجَادِ فـي أرضِ الخلافَة والسّنـا البَـرَّاقِِ |
وسأقف مع نصك هذا وقفة متأملة ،أبرز فيها أوجه الحسن ووهج الإبداع ،وأمسح بها عثرات البنان وشطحات القلم، وأرجو أن أوفق إلى ما أريد لأرضي ما تريد !
أول ما يلفت نظري في القصيدة صدور الشاعر عن طبع وسجية ،ففي تداعي أفكاره وجودة سبكه وتوقد عاطفته شهادة له بذلك .
كما ألحظ في القصيدة تمكن الشاعر من أدواته فقد أحكم صياغة الأوزان ، وأجاد في اختيار القافية ، فقد صاغ قصيدته على بحر الكامل حيث أتت قصيدته على ست تفعيلات كما في الكامل التام :
متَفاعلن متَفاعلن متَفاعلن = متَفاعلن متَفاعلن متَفاعلن
وتأتي تفعيلة الكامل مضمرة (متْفاعلن) ومقطوعة( متفاعل) وحذاء (متَفا)وحذاء مضمرة( متْفا)ويأتي البحر الكامل في بعض أوزانه شبيها ببحر الرجز حيت تكون التفعيلة مضمرة وهذا ما حصل في هذه القصيدة حيث أنني قطعت الشطر الأول من القصيدة فإذا هي على بحر الرجز مستفعلن ولكن لما أكملت التقطيع كانت من الكامل
والقصيدة بكاملها خلت من الأخطاء العروضية وعيوب القافية إلا ما كان من إخفاقه في إعطائنا كلمات بديلة عن كلمة( الأشواق) فقد تكررت الكلمة ثلاث مرات مع قصر القصيدة كما تكررت كلمة ( العراق )و(الأعماق) مرتين وربما عددت هذا عيبا لا يغتفر !
إما الأخطاء اللغوية والنحوية فلم ألحظ شيئا في القصيدة سوى قوله :
doPoem(0)
فكلمة أصيلة من حقها النصب لأنها حال مفردة منصوبة ولا يمكن إعرابها صفة للخيل لأنها لم تتبعها في التعريف والتنكير فكلمة الخيل معرفة بالإضافة وكلمة أصيلة نكرة وعلى هذا فالأصح أن تعرب حالا .
أما الألفاظ والمفردات فقد ظهر لي أن الشاعر يملك معجما لفظيا ثريا مكنه من الرقي بقصيدته حيث حشد فيها عددا غير قليل من المفردات الأدبية السامقة ،كما ابتعد بها عن الألفاظ المبتذلة أو الملحونة ، وقد مالت بمجملها إلى الرقة والسلاسة ،ولولا أن الشاعر ارتضى لقافيته حرف القاف لذابت القصيدة لينا ورقة !
من ناحية أخرى نجد أن الشاعر يميل إلى الألفاظ ذات الدلالات المعنوية فألفاظ الحنين والشوق تتراص في القصيدة تراصا بينا كما في قوله : ( الواله ، المشتاق، الأشواق، العشاق ، مودة ، بلوعة ، المشاعر ). وقد وظف هذه الكلمات في بيان وقع المأساة على قلبه المفجوع بأمته الجريح بمصاب شعوبها .
أما الأفكار فقد بحثت أول ما قرأت القصيدة بعد أن قبست فكرتها من العنوان عن أزيز الطائرات ،ودخان البارود، وأشباح الموت، لقد قلبت الطرف في مطلعها فإذا هي حكايا الشوق، وقصص المشتاق ،ونفثات المحب لحبيبه ،وربما كان هذا المنحى الذي سلكه الشاعر( ناشئًا ) عما عرف عنه وعن أبياته من إلفه لرقيق المشاعر،وحديث الذكريات ،ورفرفات الروح ، وعموما فقد كانت الفكرة الرئيسة التي تحدث فيها الشاعر في قصيدته هو حديثه عن بغداد دار الخلافة تلك البقعة الطاهرة التي دنستها يد المكر والخيانة، إلا أن القصيدة يمكن تقسيمها إلى أربعة أقسام جزئية
الفكرة الأولى : في الأبيات الثلاثة الأولى يتحدث عن حبه لبغداد ورغبته في مسامرتها واستجدائه إياها أن تبثه حديث الذكريات كي تخفف من وجعه ولوعته راغبا منها التلفع بثياب العفة ففي العفة زينة للحياة وزكاة للروح .
الفكرة الثانية : من البيت الرابع إلى البيت التاسع يتحدث الشاعر عن أمجادها التليدة وعزها الغابر ،فهي منبع الجمال ،وملهمة الشعراء، ومنطلق الجيوش والفرسان والذين أنار الله بهم الأقطار، وغير بهم منار الأرض .
الفكرة الثالثة : من البيت العاشر إلى البيت الثالث عشر يتحدث فيها عن مرارة الواقع ،وبؤس المنقلب ،حيث هوت الأمجاد وحطمت صروح العز، وانتهكت الأعراض الطاهرة ، فقد عاث الأعداء في الأرض فساد ا فسفكوا الدماء ورملوا النساء ويتمواالأطفال ولا مجيب ولامغيث ثم يتساءل في حرقة :
doPoem(0)
أين الرّشيدُ أما له من مخبرٍ أنَّ العراقَ إليه بالأشـواقِ |
الفكرة الرابعة : إلى آخر القصيدة يبث الشاعر فيها آماله التي تتلجلج في صدره وفي صدر كل مسلم بأن يأتي ذلك اليوم الذي تتقدم فيه ( الجيوش ) المؤمنة لترد الكرامة للأمة المنكوبة، تتقدم في شجاعة وإخلاص لا يبعثها إلا الطمع في جنة الله والشوق إلى لقائه ثم يذكر أنه لن يهدأ له بال ، ولن يقر له قرار حتى يفي بوعده الذي قطعه على نفسه بأن يبذل ما في وسعه كي يرى راية النصر ترفرف على أرض العراق معلنة عودة الخلافة الإسلامية من جديد.
وفي ختام الحديث عن الأفكار أرى أن الشاعر وفق في هذا التقسيم كما وفق في الربط بين هذه الأفكار الجزئية، فقد أتت متلاحمة متماسكة وقد أحكم السيطرة عليها فلم يند به الفكر بعيدا كما أنه نأى بها عن الغموض والرمز المغلق .
أما الصور البلاغية في القصيدة فهي صور فنية جميلة ومنها قوله: ) وقِــفي ببـابِ الذّكريــــاتِ، تُــــطفِي لهـيـْبَ فُـــــــــؤادِهِ، وتـلفَّعي ثـــَـــــوبَ العفــــافِ، ورَبِيبَـــــــةَ المَجــدِ، وتراكَضَتْ خيـــلُ الوفــــــاءِ، تحتـــَــــارُ القَــــــوافِي،)وقد أجاد خياله في تشكيلها وأبدع في تكوينها غير أن صورة منها غابت عني ولم أستطع فهم المراد منها وهي قوله : حينما يســــلُو بجُــرْحِــك قاتمُ الأعمـَــــاقِ وربما كان خياله المحلق قد اختطفها من أفق علوي لما نصل إليه بعد وبما فهمت المراد لو قال :يلهو بجرحك قاتم الأعماق أما إن كان مراده أن من تتالت عليه النكبات وضاقت عليه الأرض بما رحبت حتى تسرب اليأس إلى صدره فغطاه بظلمته فإن سيجد في بغداد سلوانه حيث سيهون عليه مصابه حين يرى ما حل بها فإنها صورة بديعة جميلة .
وأخيرا إن بإمكان أديبنا الكريم أن يحتل مكانا مرموقا في خريطة الأدب الإسلامي حين يعتني بقلمه ويوليه العناية والرعاية وكأني به بعد حين يتسابق الأدباء لمعارضة قصائده والاستشهاد ببدائعه وكل ذلك رجائي وأملي.
دم كريما كما أحب.
هذه الدراسة منقولة عن بعض المواقع الالكترونية التي قرأتها
مع الاحترام
د. اسماعيل الحوراني
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني