قراءة نقدية لنص (أترقب اجتياحك.. لاختبئ ) للشاعرة العراقية آمال إبراهيم
أزمة الذات في العثور على فارس الأحلام ..
آمال إبراهيم
ويح التقاويم التي.. تعتنق الخلود
والفصول التي توالت على ألمي
ستذعن أخيرا...
فقد اقترب قدومه
يلوّح بالمد الجديد
اختبأت خلف جفني
خلف وجهي
في قميصي
اجمّع له ابتساماتي
وبقايا الحلم
أين اذهب بحطامي؟؟
لملمت صغاري خلف الجدار
أتربص نشوةً
انتظر لحظة العصف
بالقالب اللعين..
لن أبالي!
يقترب!
يفكك طلاسم الحزن
يبدّد سوادي
يحمل مفتاحا
وقفلا..
بدأت اسطر القضبان..
لم اعد أرى صغاري
أحس بدفيء غريب
بعثر الأيام والتقاويم
يجيء..
دون قصد
فقد ضلّ ّالحياة!
لمح نفسه مأسورة
وأحداقي صوبه
تهمّ بإطلاقها
يفاجئني دفؤه
كهدايا العيد
أتمتم ترضيةً للسماء:
"ليته يمضي بعيدا
فالحبيب آت
يجب أن يأتي
سيأتي بسبب آخر
للانتظار.."
ويلي..
ما زلت أبالي!
أن الشعر هو الحب والتقبل للشرط الإنساني وتحديه حيث يصبح النص كمعطي وخطاب يؤشر الرؤيا لكل شاعر وكلما زادت مهارته في الغوص في عمق هذا الرؤيا ، يتجذر هذا الخطاب ويعطي المساحة الكبيرة من المعنى وفق ذائقة الانزياح الذي يسعى إلى تحقيق الصورة الشعرية المكثفة وبرمزية ، حيث أن أي خطاب لا يستطيع أن يحقق الانفلات من تقريريه إلا بتأشير بواطن الرؤيا بالصورة الشعرية لأن هذه الصورة تنقذ هذا الخطاب من المباشرة ، وهنا يرتقي الشعر إلى بوصلة الحياة التي تؤشر أسلوب الحياة ويصبح الشعر ضرورة روحية كبرى وضرورة تستدعيها الحاجة الإنسانية في تبرير الذات وفق جميع أقاليمها ضمن نسق التعبير عن هذه الحياة وجماليتها .. وهنا نحن أمام شاعرة استطاعت أن ترتقي بمكنونها الروح إلى مستوى السؤال والانتظار إلى القادم الذي يلبي طموحاتها وفق ذائقتها الروحية وامتداد هذه الذائقة إلى الحياة كي تؤشر تفاصيل المرسومة إلى الأخر المنتظر ، حيث نشعر في هذا نصها بقدر ما تؤشر عمقها الذاتي الذي تصبه باتجاه الأخر المنتظرة قدومه بنفس الوقت تريد من هذا الأخر أن ينقذها من دائرة عزلتها وما سببت هذه العزلة من ألم وهي تنتظره .. فالشاعرة آمال إبراهيم استطاعت هنا أن تقارب تقاويم الروح في زمن انتظارها مؤشرة كل هذا وفق هواجسها حيث يرتقي الفعل لديها إلى الحلم ولكن هي تصر على هذا الحلم وتحاول مرة أن تعيش به ،وفي مرات أخرى تحاول أن تخلقه كي لا يدخل اليأس إلى روحها وهي تنتظر الأتي بالحلم والإصرار على هذا الحلم ...
ويح التقاويم التي.. تعتنق الخلود
والفصول التي توالت على ألمي
ستذعن أخيرا...
فقد اقترب قدومه
يلوّح بالمد الجديد
اختبأت خلف جفني
خلف وجهي
في قميصي
اجمّع له ابتساماتي
وبقايا الحلم
أين اذهب بحطامي؟؟
تحاول هنا الشاعرة أن تؤشر انتظارها كأنه الأبد أي أن انتظارها ليس وليد الحاضر بل هو موجود في روحها منذ زمن الروح في الوجود كأن روحها التقت بالذي يقربها من حلمها قبل الحاضر إلى حد أصبح أنتظارة كحقيقة يقينية متأكدة منها في ذاتها (ويح التقاويم التي.. تعتنق الخلود ) ولكن طال أنتظارة فهي تريد حضوره الآن كي يمسح ألمها من الحاضر التي تعيشه (والفصول التي توالت على ألمي /ستذعن أخيرا... /فقد اقترب قدومه/يلوّح بالمد الجديد ) والشاعرة لا تفقد الأمل بقدومه بالرغم تراكم الألم وبانتظاره ولكنها تصر على قدومه وهذا ما يجعلها تتصدى لكل مراحل اليأس التي تنتابها أحيانا من عدم العثور على الأخر المرسوم في عنوانين ذاتها ،والذي يحقق ما تريد منه في الحياة لتعيش كما ترسم في أحلامها نحوه ، ولغياب حقيقة التي تؤكد من قدوم المنتظر بأنه سوف يأتي ، يسبب لها استغراق بذاتها إلى حد أن الأخر المنتظر تراه متلبس في ذاتها وفي ملامحها وفي قميصها إلى غاية أنها تشعر أنه غير منفصل عنها في كل شيء بل هو يعيشها في كل تفاصيل حياتها ( اختبأت خلف جفني /خلف وجهي/في قميصي /اجمّع له ابتساماتي /وبقايا الحلم /أين اذهب بحطامي؟؟/ لملمت صغاري خلف الجدار)فهي تراه قريب إليها إلى حد يلامسها ويختبئ داخلها فهي تجمع ابتسامتها له كي يخرجها من حطامها بانتظاره فهي هنا مصرة على انتظاره لأنها تشعر بعدم قدومه ستكون حطام ولا شيء ينقذها من هذا الحطام إلا قدومه من أجل هذا تحاول أن تهرب من ذاتها إلى جدار خلف ذاتها وتخبئ صغار أحلامها كي لا تشعر باليأس كأنها تحتمي من أحاسيسها بعدم قدومه ...
أتربص نشوةً
انتظر لحظة العصف
بالقالب اللعين..
لن أبالي!
يقترب!
يفكك طلاسم الحزن
يبدّد سوادي
يحمل مفتاحا
وقفلا..
بدأت اسطر القضبان..
لم اعد أرى صغاري
أحس بدفيء غريب
بعثر الأيام والتقاويم
يجيء..
دون قصد
فقد ضلّ ّالحياة!
لمح نفسه مأسورة
وأحداقي صوبه
تهمّ بإطلاقها
يفاجئني دفؤه
كهدايا العيد
وتستمر الشاعرة بمحاورة الذات حول قدوم المنتظر بحيث نشعر أن أحلامها أخذت تتحول إلى فعل يومي في تحسسها لانتظارها حبيبها الموصوف في ذاتها إلى حد تعيش الفرحة بوجوه حولها و تراه أمامها يفك طلاسم أحزانهاويبدد سوادها ويفك قضبان سجنهاوهنا تتحول الأحلام إلى أحلام اليقظة بحيث لا تستطيع أن تفك طلاسم انتظارها ما بين الواقع والحلم أي يتطور الحلم إلى واقع تراه أمامها وقد حدث هذا بسبب مرارة اليأس بالعثور على الأخر التيتريد أن يأتيها بكل أحلامها لكن طال انتظاره ( أتربص نشوةً / انتظر لحظة العصف /بالقالب اللعين.. /لن أبالي! /يقترب! /يفكك طلاسم الحزن / يبدّد سوادي / يحمل مفتاحا /وقفلا.. /بدأت اسطر القضبان.. ) أي أنها لا تريد أن تفقد أملها بالانتظار وهذا ما جعل مشاعرها تأخذ واقع أخر من الحلم إلى حد ترى كل ما تريد من حبيبها ينفذ أمامها من خلال أحلام اليقظة حيث أنها يئست من قدومه ولم تعد ترى حتى صغار أحلامها ( لم اعد أرى صغاري /أحس بدفيء غريب /بعثر الأيام والتقاويم /يجيء.. /دون قصد /فقد ضلّ ّالحياة! /لمح نفسه مأسورة /وأحداقي صوبه /تهمّ بإطلاقها /يفاجئني دفؤه /كهدايا العيد ) فهي تراه إلى حد توجه أحداقه إليه وتحس بدفئه أي تتطور الحالة لديها لغاية تجسيد مشاعرها نحوه كأنه حاضر أمامها وتقارب وجوده حولها ، وبهذا استطاعت الشاعرة أن تجسد اليأس في الانتظار الذي يؤدي إلى تحويل الأحلام بالبحث عن فارس أحلامها إلى أحلام اليقظة تعيشها كواقع متلمس حولها ..بهذا استطاعت أن تجسد اليأس من ألانتظار بنص تكون من خلال الصورة الشعرية الكثيفة وبالاستعارة التي قاربت اللغة إلى أرادت الشاعرة تجسد ما أرادت أن توصله إلى المتلقي بشكل رائع وجميل دون أن تقع في المباشرة أو التقريرية ، كما أن المنولوج الداخلي منساب بشكل جميل جدا وبهذا حققت نص جميل ورائع ..
أتمتم ترضيةً للسماء:
"ليته يمضي بعيدا
فالحبيب آت
يجب أن يأتي
سيأتي بسبب آخر
للانتظار.."
ويلي..
ما زلت أبالي!
وتستمر الشاعرة بالمحاورة مع الذات إلى حد تنقل أحلامها إلى الواقع حولها ،بعد أن فقدت الأمل بحضور فارس أحلامها أو العثور علية في واقع الحياة ، فتتحول عندها الأحلام إلى واقع تعيشه كأنه الواقع نفسه ، هذا من أجل أن تبتعد عن يأسها الذي سبب تأزم ذاتها وجعلها تصل إلى أن تعيش هذه الأحلام في اليقظة (أتمتم ترضيةً /للسماء: /"ليته يمضي بعيدا /فالحبيب آت /يجب أن يأتي /سيأتي بسبب آخر /للانتظار..") لكننا نشعر أخيرا أن الشاعرة أدركت أن كل ما تعيشه هو مجرد أحلام اليقظة فتنتبه إلى هذا فتخرج ذاتها من هذا الأحلام كي تعيش الواقع ، لأنها شعرت أن فقدانها الواقع الذي حولها بسبب هذه الأحلام يبعدها عن الحقيقة ،فتعود إلى ذاتها بعيدا عن هذه الأحلام ، لأنها شعرت أن ما أوقعها بهذه الأحلام هو تشبثها بانتظارها ويأسها من انتظار من لا يأتي ، لهذا فهي ترجع إلى ذاتها ولكن هذا المرة غير مبالية بانتظار أحد وتتمنى أن يبتعد هذه المنتظر بعيدا كي لا يشعرها بخيبة انتظارها ولكي تحافظ على معايشة الواقع حولها بشكل حقيقي دون أحلامها الطوبائية
مع أنها ابتعدت عن هذه الأحلام ولكنها تشعر بالحزن لأنها فقدت الأمل بحضور المنتظر ( ويلي.. /ما زلت أبالي! ) وبهذا جسدت الشاعر نص حول صعوبة العثور على من يطابق مع ذاتنا كليا بكل أمالها وأحلامها ، والجميل في هذه النص بقدر ما يدعو إلى الكف عن البحث على فارس أحلامنا بكل أمالنا في حياتنا التي نعيش ، ولكنها في نفس الوقت تترك الباب مفتوح باستمرار البحث أي عدم اليأس بالعثور على هذا الفارس ، لأننا حين نشعر بالخيبة واليأس بعدم عثورنا على من نتمناه في الأخر يصيبنا الكثير من الحزن والألم بسبب هذا .. لهذا فالشاعرة استطاعت أن تجسد نص كامل كثيف الرؤيا في كل تفاصيله بسيط اللغة عميق المعنى .
مع كل تحياتي
الشاعر ناظم عزت
أزمة الذات في العثور على فارس الأحلام ..
آمال إبراهيم
ويح التقاويم التي.. تعتنق الخلود
والفصول التي توالت على ألمي
ستذعن أخيرا...
فقد اقترب قدومه
يلوّح بالمد الجديد
اختبأت خلف جفني
خلف وجهي
في قميصي
اجمّع له ابتساماتي
وبقايا الحلم
أين اذهب بحطامي؟؟
لملمت صغاري خلف الجدار
أتربص نشوةً
انتظر لحظة العصف
بالقالب اللعين..
لن أبالي!
يقترب!
يفكك طلاسم الحزن
يبدّد سوادي
يحمل مفتاحا
وقفلا..
بدأت اسطر القضبان..
لم اعد أرى صغاري
أحس بدفيء غريب
بعثر الأيام والتقاويم
يجيء..
دون قصد
فقد ضلّ ّالحياة!
لمح نفسه مأسورة
وأحداقي صوبه
تهمّ بإطلاقها
يفاجئني دفؤه
كهدايا العيد
أتمتم ترضيةً للسماء:
"ليته يمضي بعيدا
فالحبيب آت
يجب أن يأتي
سيأتي بسبب آخر
للانتظار.."
ويلي..
ما زلت أبالي!
أن الشعر هو الحب والتقبل للشرط الإنساني وتحديه حيث يصبح النص كمعطي وخطاب يؤشر الرؤيا لكل شاعر وكلما زادت مهارته في الغوص في عمق هذا الرؤيا ، يتجذر هذا الخطاب ويعطي المساحة الكبيرة من المعنى وفق ذائقة الانزياح الذي يسعى إلى تحقيق الصورة الشعرية المكثفة وبرمزية ، حيث أن أي خطاب لا يستطيع أن يحقق الانفلات من تقريريه إلا بتأشير بواطن الرؤيا بالصورة الشعرية لأن هذه الصورة تنقذ هذا الخطاب من المباشرة ، وهنا يرتقي الشعر إلى بوصلة الحياة التي تؤشر أسلوب الحياة ويصبح الشعر ضرورة روحية كبرى وضرورة تستدعيها الحاجة الإنسانية في تبرير الذات وفق جميع أقاليمها ضمن نسق التعبير عن هذه الحياة وجماليتها .. وهنا نحن أمام شاعرة استطاعت أن ترتقي بمكنونها الروح إلى مستوى السؤال والانتظار إلى القادم الذي يلبي طموحاتها وفق ذائقتها الروحية وامتداد هذه الذائقة إلى الحياة كي تؤشر تفاصيل المرسومة إلى الأخر المنتظر ، حيث نشعر في هذا نصها بقدر ما تؤشر عمقها الذاتي الذي تصبه باتجاه الأخر المنتظرة قدومه بنفس الوقت تريد من هذا الأخر أن ينقذها من دائرة عزلتها وما سببت هذه العزلة من ألم وهي تنتظره .. فالشاعرة آمال إبراهيم استطاعت هنا أن تقارب تقاويم الروح في زمن انتظارها مؤشرة كل هذا وفق هواجسها حيث يرتقي الفعل لديها إلى الحلم ولكن هي تصر على هذا الحلم وتحاول مرة أن تعيش به ،وفي مرات أخرى تحاول أن تخلقه كي لا يدخل اليأس إلى روحها وهي تنتظر الأتي بالحلم والإصرار على هذا الحلم ...
ويح التقاويم التي.. تعتنق الخلود
والفصول التي توالت على ألمي
ستذعن أخيرا...
فقد اقترب قدومه
يلوّح بالمد الجديد
اختبأت خلف جفني
خلف وجهي
في قميصي
اجمّع له ابتساماتي
وبقايا الحلم
أين اذهب بحطامي؟؟
تحاول هنا الشاعرة أن تؤشر انتظارها كأنه الأبد أي أن انتظارها ليس وليد الحاضر بل هو موجود في روحها منذ زمن الروح في الوجود كأن روحها التقت بالذي يقربها من حلمها قبل الحاضر إلى حد أصبح أنتظارة كحقيقة يقينية متأكدة منها في ذاتها (ويح التقاويم التي.. تعتنق الخلود ) ولكن طال أنتظارة فهي تريد حضوره الآن كي يمسح ألمها من الحاضر التي تعيشه (والفصول التي توالت على ألمي /ستذعن أخيرا... /فقد اقترب قدومه/يلوّح بالمد الجديد ) والشاعرة لا تفقد الأمل بقدومه بالرغم تراكم الألم وبانتظاره ولكنها تصر على قدومه وهذا ما يجعلها تتصدى لكل مراحل اليأس التي تنتابها أحيانا من عدم العثور على الأخر المرسوم في عنوانين ذاتها ،والذي يحقق ما تريد منه في الحياة لتعيش كما ترسم في أحلامها نحوه ، ولغياب حقيقة التي تؤكد من قدوم المنتظر بأنه سوف يأتي ، يسبب لها استغراق بذاتها إلى حد أن الأخر المنتظر تراه متلبس في ذاتها وفي ملامحها وفي قميصها إلى غاية أنها تشعر أنه غير منفصل عنها في كل شيء بل هو يعيشها في كل تفاصيل حياتها ( اختبأت خلف جفني /خلف وجهي/في قميصي /اجمّع له ابتساماتي /وبقايا الحلم /أين اذهب بحطامي؟؟/ لملمت صغاري خلف الجدار)فهي تراه قريب إليها إلى حد يلامسها ويختبئ داخلها فهي تجمع ابتسامتها له كي يخرجها من حطامها بانتظاره فهي هنا مصرة على انتظاره لأنها تشعر بعدم قدومه ستكون حطام ولا شيء ينقذها من هذا الحطام إلا قدومه من أجل هذا تحاول أن تهرب من ذاتها إلى جدار خلف ذاتها وتخبئ صغار أحلامها كي لا تشعر باليأس كأنها تحتمي من أحاسيسها بعدم قدومه ...
أتربص نشوةً
انتظر لحظة العصف
بالقالب اللعين..
لن أبالي!
يقترب!
يفكك طلاسم الحزن
يبدّد سوادي
يحمل مفتاحا
وقفلا..
بدأت اسطر القضبان..
لم اعد أرى صغاري
أحس بدفيء غريب
بعثر الأيام والتقاويم
يجيء..
دون قصد
فقد ضلّ ّالحياة!
لمح نفسه مأسورة
وأحداقي صوبه
تهمّ بإطلاقها
يفاجئني دفؤه
كهدايا العيد
وتستمر الشاعرة بمحاورة الذات حول قدوم المنتظر بحيث نشعر أن أحلامها أخذت تتحول إلى فعل يومي في تحسسها لانتظارها حبيبها الموصوف في ذاتها إلى حد تعيش الفرحة بوجوه حولها و تراه أمامها يفك طلاسم أحزانهاويبدد سوادها ويفك قضبان سجنهاوهنا تتحول الأحلام إلى أحلام اليقظة بحيث لا تستطيع أن تفك طلاسم انتظارها ما بين الواقع والحلم أي يتطور الحلم إلى واقع تراه أمامها وقد حدث هذا بسبب مرارة اليأس بالعثور على الأخر التيتريد أن يأتيها بكل أحلامها لكن طال انتظاره ( أتربص نشوةً / انتظر لحظة العصف /بالقالب اللعين.. /لن أبالي! /يقترب! /يفكك طلاسم الحزن / يبدّد سوادي / يحمل مفتاحا /وقفلا.. /بدأت اسطر القضبان.. ) أي أنها لا تريد أن تفقد أملها بالانتظار وهذا ما جعل مشاعرها تأخذ واقع أخر من الحلم إلى حد ترى كل ما تريد من حبيبها ينفذ أمامها من خلال أحلام اليقظة حيث أنها يئست من قدومه ولم تعد ترى حتى صغار أحلامها ( لم اعد أرى صغاري /أحس بدفيء غريب /بعثر الأيام والتقاويم /يجيء.. /دون قصد /فقد ضلّ ّالحياة! /لمح نفسه مأسورة /وأحداقي صوبه /تهمّ بإطلاقها /يفاجئني دفؤه /كهدايا العيد ) فهي تراه إلى حد توجه أحداقه إليه وتحس بدفئه أي تتطور الحالة لديها لغاية تجسيد مشاعرها نحوه كأنه حاضر أمامها وتقارب وجوده حولها ، وبهذا استطاعت الشاعرة أن تجسد اليأس في الانتظار الذي يؤدي إلى تحويل الأحلام بالبحث عن فارس أحلامها إلى أحلام اليقظة تعيشها كواقع متلمس حولها ..بهذا استطاعت أن تجسد اليأس من ألانتظار بنص تكون من خلال الصورة الشعرية الكثيفة وبالاستعارة التي قاربت اللغة إلى أرادت الشاعرة تجسد ما أرادت أن توصله إلى المتلقي بشكل رائع وجميل دون أن تقع في المباشرة أو التقريرية ، كما أن المنولوج الداخلي منساب بشكل جميل جدا وبهذا حققت نص جميل ورائع ..
أتمتم ترضيةً للسماء:
"ليته يمضي بعيدا
فالحبيب آت
يجب أن يأتي
سيأتي بسبب آخر
للانتظار.."
ويلي..
ما زلت أبالي!
وتستمر الشاعرة بالمحاورة مع الذات إلى حد تنقل أحلامها إلى الواقع حولها ،بعد أن فقدت الأمل بحضور فارس أحلامها أو العثور علية في واقع الحياة ، فتتحول عندها الأحلام إلى واقع تعيشه كأنه الواقع نفسه ، هذا من أجل أن تبتعد عن يأسها الذي سبب تأزم ذاتها وجعلها تصل إلى أن تعيش هذه الأحلام في اليقظة (أتمتم ترضيةً /للسماء: /"ليته يمضي بعيدا /فالحبيب آت /يجب أن يأتي /سيأتي بسبب آخر /للانتظار..") لكننا نشعر أخيرا أن الشاعرة أدركت أن كل ما تعيشه هو مجرد أحلام اليقظة فتنتبه إلى هذا فتخرج ذاتها من هذا الأحلام كي تعيش الواقع ، لأنها شعرت أن فقدانها الواقع الذي حولها بسبب هذه الأحلام يبعدها عن الحقيقة ،فتعود إلى ذاتها بعيدا عن هذه الأحلام ، لأنها شعرت أن ما أوقعها بهذه الأحلام هو تشبثها بانتظارها ويأسها من انتظار من لا يأتي ، لهذا فهي ترجع إلى ذاتها ولكن هذا المرة غير مبالية بانتظار أحد وتتمنى أن يبتعد هذه المنتظر بعيدا كي لا يشعرها بخيبة انتظارها ولكي تحافظ على معايشة الواقع حولها بشكل حقيقي دون أحلامها الطوبائية
مع أنها ابتعدت عن هذه الأحلام ولكنها تشعر بالحزن لأنها فقدت الأمل بحضور المنتظر ( ويلي.. /ما زلت أبالي! ) وبهذا جسدت الشاعر نص حول صعوبة العثور على من يطابق مع ذاتنا كليا بكل أمالها وأحلامها ، والجميل في هذه النص بقدر ما يدعو إلى الكف عن البحث على فارس أحلامنا بكل أمالنا في حياتنا التي نعيش ، ولكنها في نفس الوقت تترك الباب مفتوح باستمرار البحث أي عدم اليأس بالعثور على هذا الفارس ، لأننا حين نشعر بالخيبة واليأس بعدم عثورنا على من نتمناه في الأخر يصيبنا الكثير من الحزن والألم بسبب هذا .. لهذا فالشاعرة استطاعت أن تجسد نص كامل كثيف الرؤيا في كل تفاصيله بسيط اللغة عميق المعنى .
مع كل تحياتي
الشاعر ناظم عزت
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني