من طرف زينب عنبتاوي الأربعاء يوليو 13, 2011 8:59 am
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رأيت هنا بعضا من لبس بين الخاطرة وقصيد النثر وقد غاب على الكثير التمييز الجلي بينهما ..
ولأجل أماطة اللثام عن هذا اللون من الأدب الراقي كان هذا الموضوع الذي أضعه بين أيديكم بغية الفائدة ...
تعريف قصيدة النثر
أوردت الموسوعة العربية العالمية تعريفا منصفا لها، يتضمن أغلب مقولات أنصارها، حيث عرفتها بأنها:
جنس فني يستكشف ما في لغة النثر من قيم شعرية، ويستغلها لخلق مناخ يعبر عن تجربة ومعاناة، من خلال صور شعرية عريضة تتوافر فيها الشفافية والكثافة في آن واحد، وتعوض انعدام الوزن التقليدي فيها بإيقاعات التوازن والاختلاف والتماثل والتناظر معتمدة على الجملة وتموجاتها الصوتية بموسيقى صياغية تحسُّ ولا تُقاس ...
خصائص قصيدة النثر
1 ــ لا وزن فيها ولا قافية.
2 ــ لا ديكورات فيها ولا توظف أيا من المحسنات البديعية ولا يخضع نمط التفكير فيها لقوانين الفكر المعروفة وأحكام المنطق السائد. الشاعر يرسم أجواء قصيدته وفق منظوماته الفكرية الخاصة وحسب متطلبات منطقه الخاص الذي يبدو للقارئ وكأنه لا منطق أو أنه ضد المنطق لكل شاعر عالمه الخاص الذي لا يضاهيه أحد فيه.
3 ــ آواخر الجمل والسطور والمقاطع جميعا ساكنة من غير استثناء.
4 ــ الكثير من مفردات القصيدة الداخلية قابلة للقراءة من غير حركات. سكون شبه كامل وقصيدة بلا حركات. وبهذا فانها من بعض الوجوه شبيهة بقصائد الشعر العامي، شعر اللغة المحكية والدارجة الذي يسمي في المملكة العربية السعودية الشعر النبطي . القصيدة تبدو كعالم هامد مسطح يفتقر الي جهاز تنفسي، لأن في التنفس يتحرك الصدر الي الجهات الأربع. حركات الاعراب في لغتنا هي حقا ومجازا عمليات تنفس تتحرك الكلمات معها وفيها فتمنحها نسمة روح الحياة ودفء دماء الجسد الحي الجارية.
5 ــ القصيدة غامضة المرامي ومعتمة بشكل مطلق، لذا فانها عصية علي الفهم والتفسير، حتي علي شاعرها نفسه...ربما. لم توضع القصيدة أصلا للتفسير والتأويل والأخذ والرد. علي المرء أن يقرأها وأن يتمتع بما فيها من سحر وقدرة علي بعث الدهشة في النفس البشرية وأن يتقبلها كما يتقبل لوحات (بيكاسو). قف أمامها متأملا صامتا خاشعا. قف أمامها ولا تكلف نفسك مشقة السؤال لماذا وكيف. قف أمامها كما في لحظة صلاة.
وممكن أن تختصر كل هذه الخصائص بما يلي :
1- الإيجاز: الكثافة
2- التوهج: الإشراق
3- المجانية : اللازمنية
بعض من أقوال المشاهير فيها :
أ – توفيق الحكيم
ولقد أغراني هذا الفن الجديد في السنوات العشرين من هذا القرن وأنا في باريس بالشروع في المحاولة، فكتبت بضع قصائد شعرية نثرية من هذا النوع، وهو لا يتقيد بنظم ولا بقالب معروف .
ب - حسين عفيف
قصيد النثر يجري وفــــق قوالــــب عفويــــة يصبها ويستنفــدها أولا بأول، لا يتوخى موسيقى الوزن ولكنه يستمد نغمته من ذات نفسه. لا يشرح ومع ذلك يوحي عبر إيجازه بمعان لم يقلها، ليس كشعر القصيد ولا كنثر المقال ولكنه أسلوب ثالث .
ج – أنسي الحاج
هل يمكن أن نخرج من النثر قصيدة ؟ أجل، فالنظم ليس هو الفرق الحقيقي بين النثر والشعر. لقد قدمت جميع التراثات الحية شعرا عظيما في النثر، ولا تزال. وما دام الشعر لا يعرف بالوزن والقافية، فليس ما يمنع أن يتألف من النثر شعر، ومن شعر النثر قصيدة نثر .
د - جبران خليل جبران
إن الوزن والقافية قيدان على الإبداع، وأنا بنفسي سوف أبدأ في التخلص من هذه القيود، وأكتب شعرًا يلائم الواقع الذي أعيش ..
*** درج معظم شعراء العصر الحديث على تسميتها ب (( قصيد )) وليس (( قصيدة )) وذلك للتميز بينها وبين قصيدة الشعر ..
وأخيرا سأورد هنا ثلاثة نماذج منها لبعض الشعراء المعاصرين – نصوص قصيرة -
لغرض الاطلاع :
آنست نارا – للشاعر / زياد هديب
آنستُ ناراً
كي أعرفَ حقيقةَ ما تحتَ التُّرابْ
أنَّ ساقيَ
ترفعانِ قامتي, بعيداً عنِ الأرض
أنَّ الأمَّ امراةٌ عاديةٌ
لكنَّكَ تتَصَبَّبُ شرَفاً
إذا عَضُّوا سيرَتَها الأولى
لا دلالةَ للقَبرِ
وأنا ميِّتٌ مِن ريح
فاكهةُ اللِّسانِ
خذ من جذعي
خلايا القادمينَ
إليَّ
عُدْ وَحيداً
ظَهرُكَ الرَّملُ
وجهُكَ قِبابُ الماء
يَصْرَعُكَ قوسُ الدَّم
قابيلُ يرْقُدُ الآن
وأنا أحرِقُ الصَّندل
أقرؤ رمَدَ العينِ
تعويذةً
على مسلَّةٍ..تخترقُ الأرضَ
أخافُ
إذا انقبضَ القلب ُجوعاً
فلا أجدُ
تراباً
لحافاً...ليس إلاه ُأبيض
فاقلِبْ عَليَّ سفحَ السَّوادِ
واروني
قصصاً عن الذين عَبَروا
للذينَ مَرّوا
واستقرّتْ آخرُ قواريرِهِم
على مواقدَ
أطفأها الزَّمهريرُ
أغنيةً
لنومِ الذّابلينَ
على ورقِ التَّراتيلِ المنسوخةِ
منذُ
ماتَ العشْبُ
على مداخلِ المدنِ الخجولةِ
قل –مادمتُ وحيدكَ الغريب –
كيفَ
كان نشيجُ الثّكالى
وكيفَ لم نقرأ في رطوبةِ الأرضِ
وعيَ الألم
غواية أمرأة - للشاعرة / سناء الحافي
في البدء كان وجهك
طفوليا....
يهذي على ارصفة السؤال
بلا حقائب
بلا لحاف،
يتمايل كالنخل العجوز بين الظلال
حتى اشتهي فيه ملامحي
و ألتحف به السنين العجاف !!
في البدء كان عشقك
يسكرني...
فأرتاد أقبية الاحلام،
ألبس الحرير
أزيّن خاطري بالحياء
و أنت واقف على كفّي
تكسر التمني
الذي ضاعت عناوينه و مات....
حتى ذبلت بين شفتيك القبل
و ما عدت تستبعد فيّ
غدر النساء،
و ماااااا همّني !!
ان كنت كالخطى
تطأ الأرض بالرموش
حتى يتوحّد بداخلي الصدى
أو كنت كالفجر
يتنزّه بين ضفاف العاشقين
و أرض كالدجى...
رجل أنت في عيني!!!
و طيفك الآن بين سراديب الشتاء
لا يجديه ابتسام و لا أسى
لا تساوم....
بحق السماء
امرأة كنجمة البدء
أو رذاذ السؤال
فالريح لي....
و البرق لي....
فلتختصر تفاصيل عشقك
و انحنِ ....
كما تنحني وقت الحصاد
السنابل الفارغات !
للغربة عواء – لكاتب الموضوع / حكيم الراجي
أتعلمين متى ....
تفضحني الغربة ؟
تطبق بأنيابها فوق رفيفي ؟
تسجر مسامات العروق ؟
تُخيط شفاه أُلفتي
فأركس في السبات
إعصارا بلا حراك ....؟
حين يستولي غيابك على وعيي
ينعق على تلال الصحو
فلا اشعر إن للحياة
أولاد
أسمتهم الأيام
وساعات هن صباياها
** أرجو أن لا أكون قد أطلت عليكم وأتمنى أني قد وفقت في التعريف وأيصال المفيد ..
تقبلوا كل الاحترام والتقدير ..
نقلتها لكم
زينب عنبتاوي
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني