من طرف زينب عنبتاوي الأحد ديسمبر 12, 2010 9:59 am
ورقة نقدية في منتدى قصيدة النثر للناقد السوري صبحي حديدي عن موقع أدب
صبحي حديدي
إذا كانت معادلة الإبداع الإنساني تحتاج إلى طرفَين اثنين هما المرسِل والمستقبِل، فإنّ معادلة الشعر (على نقيض من الرواية مثلاً) تحتاج إلى ثلاثة أطراف: الشاعر، والقارئ، والمستمع. وفي العصور القديمة كان الشاعر هو قائل الشعر وقارئه في آن معاً، يتلوه على جمهور ينصت مباشرة أو عن طريق التداول السماعي، وظلّت حاله هكذا زمناً طويلاً قبل تدوين الكتابة واختراع الطباعة. اليوم انفكّ الشاعر عن وظيفة التلاوة ـ القراءة تلك، واكتفى بالعيش في دائرة الإبداع البعيدة عن قارئ أخذ يستولي تدريجياً على وظيفتَي القراءة والإنصات. وبسبب من هذا التحوّل الفاصل بات من واجب أيّ قارئ للقصيدة أن يمتلك معرفة الحدّ الأدنى حول كيفية قراءتها.
وكانت عمليات التجديد المتعاقبة قد تبلورت على نحو جذري منذ أواسط الخمسينيات، حين انعتق الشكل الشعري قليلاً، ثم انعتق كثيراً، ثمّ انعتق أكثر ممّا ينبغي في أيّامنا هذه. ولقد تبيّن سريعاً أنّ بهجة انقلاب النظم العربي إلى قصيدة اقترنت بطارئ آخر ذي شقّين، ليسا مدعاة بهجة، بل مدعاة كدّ واجتهاد وعرق وتعب وخيبة، ومدعاة فوز أو خسران في نهاية المطاف.
الشقّ الأوّل في ذلك الطارئ هو انقلاب ”القصيدة” إلى ”نَص”، وما يعنيه ذلك من موت المؤلف، حسب رولان بارت أو ميشيل فوكو أو جاك دريدا، أو حسب واقع الحال العملي ببساطة. المؤلّف كان منبع الإبداع والكتابة والتخييل، فأصبح ”جامع شذرات” لغوية مؤتلفة على هيئة شيفرات ثقافية أو نفسية أو أنثروبولوجية الخ… قابلة للكشف اليسير إذا ما انكشف منطق ”الكولاج” العسير الذي يجمعها ويحيلها إلى نصّ. الشقّ الثاني هو أنّ موت المؤلّف كان، في الآن ذاته، يدشّن ولادة القارئ! ذلك لأنّ انقلاب النظم إلى قصيدة كان قد تسبّب في تراجع المستمع ـ القارئ وتَقدم القارئ ـ القارئ، وأمّا انقلاب القصيدة إلى نصّ فقد تسبّب في انسحاب الشاعر من القصيدة وصعود القارئ ـ الشاعر الذي يستعمر النصّ بقوّة الذائقة المتجبّرة، أو بسلطة التأويل المفتوح على أربع رياح الكتابة. وبعض معضلة التعاقد، أو بالأحرى غياب التعاقد، بين الشاعر والقارئ هو أنّ الأوّل يكتب الشعر في صيغة ”قصيدة”، والثاني يستقبله في صيغة ”نصّ”؛ الأوّل يضمر سياسة البحث عن القارئ ـ القارئ، والثاني يضمر سياسة الاستيلاء على قناع القارئ ـ الشاعر؛ الأوّل يكتب القصيدة فيمنح القارئ حقّ استيلاد النصّ، والثاني يقرأ النصّ فيمنح نفسه حقّ قتل الشاعر! وفي نهاية الأمر، الفنّ ليس حقيقة مشخصة كالشجرة أو البحر أو الفأس، بل هو ما يتعاقد البشر على أنّه الفنّ. والشعر العربي يموت ببطء هذه الأيّام، ليس بسبب عجز الشاعر العربي عن كتابة قصيدة جديرة بالحياة والخلود، بل بسبب انهيار التعاقد بين الشاعر والقارئ حول تعريف الفنّ ضمن أسئلة من النوع التالي مثلاً:
ـ ما الذي تعنيه مفردة ”القصيدة”، في الحساب الأخير؟ وكيف نقنع القارئ بأنّ ما يقرأه هو ”الشعر” وحده، لا لشيء سوى أنّ الشاعر يقول عن كتابته إنها الشعر وحده؟
ـ كيف ينبغي أن يقرأ القارئ كما يريد له الشاعر أن يقرأ؟ أي: كيف وهل تزوّد القصيدة قارئها بعُدّة جمالية كافية لكي تُردم الهوّة بين عادات القارئ في القراءة، وعادات الشاعر في الكتابة؟
ـ وفي المقابل، كيف يكتب الشاعر كما يريد له القارئ أن يكتب؟ أي: كيف وهل يزوّد القارئ الشاعرَ بـ ”أدلّة” كافية تهدي إلى ذائقة القارئ، وتكفل ردم الهوّة بين عادات الشاعر في الكتابة وعادات القارئ في القراءة؟
ـ لماذا ينبغي أن تحتفظ ”القصيدة” بالكثير من عناصر
الشعر حتى بعد أن يمسخها القارئ إلى ”نصّ”؟
ـ لماذا ينبغي على الشاعر أن يحفظ الكثير من عناصر الشعر، حتى وهو يمسخ ”القصيدة” إلى ”نصّ”؟
أين المشكلة، إذاً؟
إنها، أوّلاً، في حقيقة أنّ العالم يتغيّر بسرعة، وقصيدة النثر العربية المعاصرة لا تتغيّر إلا ببطء… إذا تغيّرت أصلاً! ومع رجاء أن لا يُصاب الكثيرون بمفاجأة مباغتة، يهمّ كاتب هذه السطور بتسجيل قناعته بأنّ شكل قصيدة النثر العربية لا يبدو اليوم محافظاً فحسب، بل هو آخذ في التخلّف حتى عن مكتسبات عصور التجديد التي يقتدي بها ويحالفها ويستلهمها، شرقاً وغرباً.
الصورة الشعرية (الفاتنة والخاطفة والبديعة والتركيبية والتشكيلية…) التي باتت تنهض عليها معظم كيمياء قصيدة النثر، لن تكون قادرة طويلاً على مواجهة المنافسة الشرسة مع ”الصورة” الأخرى (الفاتنة والخاطفة و…) التي تقدّمها مختلف أنواع الشاشات البصرية.
واللغة الشعرية الخاصة، التي تظلّ امتياز الشعر عن النثر، هبطت من علٍ بقرار إرادي من الشاعر نفسه، الحريص على ”الهامشي” و”المجّانيط و”اليومي”، ولكنها فشلت في أن تمسّ شغاف قارئ يعيش هذه اللغة كلّ يوم… لأنها ببساطة لغته الهامشية والمجّانية واليومية! المشكلة الثانية هي أنّ قصيدة النثر ”ديمقراطية” بطبيعة موضوعاتها وشكلها، حليفة الحياة أكثر من الموات. لكنّ الثقافة العربية المعاصرة تعيش في كنف الاستبداد والقمع والشمولية، والحياة العربية المعاصرة لا تعيش إلا في سياق الصراع ضد الموات المنظّم الذي تديره أنظمة الاستبداد. مفهوم، تالياً، أن تغترب قصيدة النثر عن عصرها وناسها (كما تفعل إجمالاً)، وحريّ بها أن تتعاقد مع عصرها وناسها (كما تفعل نادراً) دون أنّ تخسر زخم التبشير بالديمقراطية والانشقاق والتجدّد والتقاط هموم الإنسان الصغير، ولكن دون أن تنصّب الشاعر أرستقراطياً أوحد بالتزكية الجمالية!
المشكلة الثالثة هي العجز عن توطيد ”علم اجتماع” للشكل الشعري، والتنازل عن إدارة منطق تعبيري واضح المعالم بين الأشكال المتواجدة في آن معاً أمام القارئ وفي ساحة القراءة. الأمر، في عبارة أخرى، يتصل بعزوف قصيدة النثر العربية المعاصرة عن مواجهة جدل ولادتها، وإشكالية شكلها، ومصائر قراءاتها: إنها تستخدم النثر ولا تعترف بكامل الطاقات الهائلة في هذا الوسيط النبيل اليومي والإنساني والقاعدي؛ وتطالب بالحرية القصوى وهي تصمّ الآذان والأدوات التعبيرية عن حركة القيود الحريرية المتينة التي يرتّبها النثر في انقلاباته الشعرية؛ وتهاجم الطبول والصنوج في الوزن لكي تتمترس خلف خرافة ”الإيقاع الداخلي” كمن يهرب الى الأمام نحو ”وزن ما” ويجحف بحقوق المخزون الإيقاعي والموسيقي الثري في النثر بوصفه نثراً؛ وتراهن على زمن ميتافيزيقي يختزن قارئاً قياسياً مصنّعاً وقراءة ”راقية” وهمية، متناسية أن الزمن إنساني، وأنه زمن القارئ الذي لا يمكن أن يظل فأر تجارب إبداعية، ولكنه لا يمكن إلا أن يكون حاضنة صالحة لاستقبال توتّر القديم والجديد، السكون والحركة، والتنويعات داخل الحركة الواحدة قبل ذلك كله وبسببه.
المشكلة الرابعة هي أنّ بعض النقد الشعري العربي المعاصر لا يتهرّب من مجابهة استحقاقات قصيدة النثر فحسب، بل يميل إلى تكريس ما يشبه ”الأمّية النظرية” حول الشكل، في غمرة الغرق حتى الأذنين في أمّية تحليلية عند دراسة نماذجها. والنقد مطالَب بدراسة شعريات النثر بوصفه نثراً من سلالة النثر، والنثر وحده، الأمر الذي سيفضي الى برهنة ضرورية على ثراء الأبنية النثرية إذا قُدّر لها شاعر حقّ يخرجها الى العلن وينصف شعريتها (وليس شاعريتها فقط)، ويفجّر مكامنها الموسيقية حين يواصل اقتراح أنظمة وعمارات إيقاعية تذهب الى النوع ومنه، وتجتهد لكي لا تكرّر وتتكرر، ولكي تستحق ما تعلنه من امتلاك الحرية.
المشكلة الأخيرة هي ميل العديد من شعراء قصيدة النثر إلى تعليق الأزمة على مشجب واحد وحيد هو غياب النقد الشعري، وكأنّ هذا النشاط الأخير هو المطهر المكلّف بغسل أدران القارئ قبل قبوله في فردوس الشعر الطاهر. مضحكة تماماً، ولا نقول مثيرة للشفقة، تلك الأصوات التي تندب حظّ الشعر الجديد مع هذا ”النقد الغائب”.
من ورقة صبحي حديدي في ندوة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث حول قصيدة النثر.
قراءات ذكورية ونسائية في ندوة قصيدة النثر في أبوظبي
صوت الشعر بإيقاع مختلف
بعد الأمسية النقدية في اليوم الأول لندوة قصيدة النثر التي انعقدت في المجمع الثقافي في أبوظبي أقيمت أمسية شعرية اشترك فيها الشاعر الإماراتي خالد البدور والشاعر المصري علاء خالد والتي جاءت ضمن فعاليات قصيدة النثر.. حيث أعقبت الجلسة النقدية. قدم الأمسية الدكتور سلمان كاصد، الذي أشار الى أهمية الاستماع بعد القراءات النقدية الى صوت الشعر، وبخاصة شعراء قصيدة النثر الذين يرون مفهوماً مختلفاً للإيقاع غير المفهوم الذي يقيمه على الوزن أو على الفترة الزمنية، وإذا كانت قصيدة النثر تجمع بين الشعر والنثر فماذا تأخذ من الأول وماذا تأخذ من الثاني.. وهي مجرد أسئلة ربما تحتاج في الحلقات القادمة للندوة الى إغناء.
وفي تقديمه للشاعر الإماراتي خالد البدور قال: إن خالد البدور صوت شعري شكل حضوراً لافتاً في قصيدة النثر في الإمارات، وقد فاز ديوانه ”ليل” بجائزة يوسف الخال عام 1992 وهو متعدد الاهتمامات السينما والشعر لديه اقتناص اللامألوف، وقد أصدر البدور خمسة دواوين هي ”ليل” و ”حبر وغزل” و”شتاء” و”مطر على البحر” وله من الأعمال التليفزيونية والسينمائية ”سينما” و”صدى الأيام” و”عُمان تاريخ وأسرار” و”العجلة” و”مرآة” و”بين ضفتين” و”المريد”. ثم قرأ خالد البدور مجموعة منتخبة من قصائد ديوانه ”شتاء”، وهي ”بدو مجهولون” و”ساحل ”1983 و”ما يذرفه النهار” و”طالع في السفوح” ومختارات أخرى.
وفي قصيدة ”بدو مجهولون” يقول البدور: قبل أن تتسلق الشمس/ جدران البيوت الطينية/ عاد بدو مجهولون/ بعدما باعوا اللبن والعسل/ في سوق المدينة/ كي يستريحوا في أحلامي/ الباحة الرملية مستلقية في الضباب/ وضفائر النخلة/ تتأرجح متناومة/ منصتة/ لصوت تدفق الماء/ بجوف البئر/ صور باهتة تتلاحق في رأسي/ وقت طويل وفارغ مر مُذ غفوت/ وعاد البدو/ يغزون حاضري بوجوههم الرملية.
الشاعر علاء خالد من الاسكندرية له خمسة دواوين هي ”الجسد عالق بمشيئة حبر” و”تهب طقس الجسد الى الرمز” و ”حياة مبيتة” و”كرسيان متقابلان” و”تصبحين على خير”، وله كتب نثرية أخرى هي ”خطوط الضعف” و”المسافر”. كما أنه ينشر ويحرر مجلة ”أمكنة”.
قرأ علاء خالد قصائده ”المهام الخشنة للبيوت” و”مارثونات ضاحكة” و”9 شارع قرداحي” و”حرارة الغناء في الستينيات” و”ما زلت أؤدي دوراً حزيناً” و”سنوات الطفولة العمياء” و”كرسيان متقابلان” ومن قصيدته ”سنواتي الجميلة” يقول: أعيش الآن سنواتي الجميلة/ لا أعرف أي مدار كوني يرعى حياتي/ أي نجمة شاردة تبعث في هذا الأمل/ ولكن وأنا مسرف/ هناك خيوط تنسل من ثيابي/ تتعلق بمسمار، بحائط/ بكرسي قديم أريقت عليه الكثير من الحكايات.
وفي اليوم الثاني من ندوة ”قصيدة النثر.. أسئلة الهوية ورهانات المستقبل” عقدت الجلسة النقدية الثانية والختامية التي اشترك فيها الناقد السعودي الدكتور سعد البازعي والناقد العراقي الدكتور حاتم الصكر وقدمهما الى الجمهور الشاعر كريم معتوق.
وبعد الجلسة النقدية الثانية قرأت الشاعرتان نجوم الغانم من الإمارات وعائشة البصري من المغرب مجموعة من قصائدهما، وقد قدمهما الى الجمهور الشاعر محمد عيد إبراهيم من مصر.
قرأت نجوم الغانم قصائد عدة منها ”في الصباح” و”ساكن المدى” مهداة الى أبيها الذي رحل فجأة، و”غربات” و”هنيئاً لهم” وفي قصيدتها ”في الصباح” تقول:
أحمل سجادة التأمل/ واهرب الى البحر/ حيث تأتي النوارس/ لتقتسم مع الصلاة/ وفطور الصباح.
والشاعرة نجوم الغانم لها من الدواوين ما يجعلها إحدى أهم الشاعرات اللواتي كتبن قصيدة النثر، هذا بالإضافة الى اهتمامها بالسينما كونها تحمل الماجستير في الإخراج السينمائي من جامعة أوهايو بالولايات المتحدة الأميركية، وسبق لها أن أخرجت عدة أفلام منها ”المريد” (وثائقي 2008) و”ما بين الضفتين” (وثائقي 1999) و”الحديقة” 1997 و”آيس كريم” .1997
ثم قرأت الشاعرة عائشة البصري من المغرب مجموعة من القصائد منها يوميات باريسية بعنوانات مختلفة هي ”كاتدرائية البكاء”، و”مشاهد ميتة”، و”ساعة البهو القلقة”، و”أيقونة العذراء”، كما قرأت قصيدة ”أسئلة صغيرة” مهداة لريم البدور و”صورة عائلية” التي تقول فيها:
هي في الصورة تبتسم/ هو في الصورة يداري ضجره/ هي تعتدل في جلستها/ هو يستعد للوقوف.
كما قرأت قصيدة بعنوان ”شاما”، ومن قصيدة ”أيقونة العذراء” تقول فيها:
لو أجبتني قليلاً/ لتكشفت لك حجبي/ قلبك عقلاني/ وقلبي بلور شفيف/ من لمسة هواء يتكسر.
والشاعرة عائشة البصري لها مجموعات عديدة وقد ترجمت بعض دواوينها الى لغات أجنبية مختلفة.
في جنة السماء
نجوم الغانم
الذؤابات ترتعش فوق طاولتي
وكأنها ترعى سهر جنازة،
الأصوات الخافتة
تنهمر فوق قميص السماء موشكة
أن تغمد أنباءنا في الليل،
الليل يبيض كعيني أعمى
وبصيرتي تتأمل العابرين
يتهادون في خطواتهم
نحو الموت. يا للهول
سقط الكثيرون من القلب
وها يسقط الباقون.
ساعة البهو القلقة
عائشة البصري
هل جربت؟
هل جربت أن تتهيئي للحب؟
أن تخرجي القلب من ظلمته،
وتشرعيه للشمس.
أن تعدي الشفاه للبوح.
أن تستحمي بضوء مقمر.
أن تزرعي جسدك حقولاً لليلك.
أن تعطري انتظارك،
تأنقيه،
وتجلسيه في اتجاه المدخل،
تماماً،
على الأريكة الوسطى للبهو.
وأن تشككي في ساعة الحائط.
هل جربت
أن تتزيني لطيف لا تعرفينه.
أن تنتظري فجراً لن تدركيه.
هل جربت أن تتهيئي للحب
في أقصى درجات الموت؟
ما يذرفه النهار
خالد البدور
كل شيء جاهز
النوافذ مغسولة
الممرات نظيفة اليوم
وأنت تقلبين الكاسيتات القديمة
فيما تفوح منك رائحة القهوة..
كنت أخلي الأدراج
من أوراق الصيف
ومع كل ورقة
أطلق تنهيدة عجلى.
يمر طائر لا مبال وراء النافذة
بينما يتدفق ضوء الظهيرة
كشلال
يخترق الصالة بلا شفقة
ستحملك موجة الموسيقى
تجاه المقعد
مرفأك اليومي
حيث ستطيلين النظر
في حواشي الوسادة
أعرف
أنك لا تنظرين إلى أي شيء
وفي داخلك السحيق
تتأملين الصوت
صوت الغياب
أغمض جفني كيما أتبين
إن كانت تلك بقع الشمس
تسقط فوق
وشاحك
أم
ما يذرفه نهارنا الفادح هذا
على تفاصيلنا الحميمة
المعدة للرحيل.
المهام الخشنة
علاء خالد
للخادمات، على الأرجح، جزء ميت في أجسادهن
حفرية طافية
يمكن قياس العمر القديم للتعب
بعدد الخطوط السوداء
بعدد الجوارب التي تئن خيوطها وتنسل
تحت ضغط هذا الكعب الميت.
جزء ميت
يدين له الجسد بكامله
بتلقي جرعات زائدة من المهام الخشنة للبيوت
بالانزواء في الظل
بتصدر مسيرة الجسد نحو الفناء
كانت تسير في الشارع
وشعرها المصبوغ يطير في هواء العشرينيات
أما قدمها
فكانت تسبح في زمن آخر.
يتبع
زينب عنبتاوي
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني