حدثني صديق جمعتني به جلسة فنجان قهوة - ونحن نتحدث عن طبائع البشر واختلافها باختلاف قيمهم ومذاهبهم - عن إحدى النوادر التي صادفها خلال العام الحالي 2010 قائلاً: رزقني الله بمولود من فترة قريبة ، واعتدت من الموظفين بالمؤسسة التي أرعاها أن يزاوروني ويجاملوني في كل مناسباتي بمجرد سماعهم بالمناسبة أو الحدث ، وقد جاءوا إلى مكتبي في صباح يوم الأربعاء مجتمعين مبادرين جئناك مباركين وأجمعنا أمرنا على زيارتكم في البيت مساء غد الخميس مهنئين بالمولود الجديد، ونرجوا أن يكون وقت سعادتكم يسمح لنا بتلك الزيارة ، وشاءت الأقدار أن يعلن خلال يوم الأربعاء المذكور عن نية القيادة الإعلان في اليوم التالي عن إعادة تشكيل وإدخال تعديلات في بعض القيادات بمؤسساتنا ، وشاع أن اسمي من الأسماء المطروح أن ينال مكانها التعديل أو التغيير، ومضى يوم الأربعاء وجاء يوم الخميس ولم أخرج في مساء ذلك اليوم في انتظار الزيارة الميمونة لموظفي المؤسسة، وطال انتظاري وطال تأخرهم حتى فقدت الأمل بمجيئهم، وبالفعل لم يحضر أحد. وفي الأسبوع التالي كانت قد تسربت الشائعات أيضاً بأنني باق في المكان الذي أنا فيه على رأس تلك المؤسسة، وإذا بموظفيّ النبلاء قد جاءوا إلىَ معتذرين عن عدم حضورهم وأن ظرفاً قاهراً حال دون مجيئهم للزيارة الميمونة، وجاءوا " يعبطونني " مهنئين بالثقة الغالية والتمديد لفترة أخرى قادمة، مطالبين بتأكيد موعد آخر للزيارة ، فما كان منى – يقول الصديق- إلا أن بادرتهم بأن وقتي لايسمح، وأن ارتباطاتي تحول دون تلك الزيارة .
هذه عينة من عينات المجتمع، وعندما نتحدث عن المجتمع لانقصد بذلك كل أفراده، ولكن أصبحت هذه العينة هي الغالبة على غيرها في مجتمعنا، ولا أعرف إن كانت هذه الأخلاق وتلك القيم هي وليدة الظروف التي يمر بها مجتمعنا الفلسطيني أم أنها إشكالية مجتمع تغلب عليه ثقافة المصلحة وحب الذات حتى أصبح النفاق والرياء سيد الموقف بين هؤلاء جميعاً.
إن العطاء والبذل والتضحية لاترتبط بدين ولاملة ، وإن كثرت في ديننا النصوص بذلك، إلا أننا لم نربي أنفسنا عليها، ويقول المثل " فاقد الشيء لايعطيه " واستذكر بهذا المقام قطعة نثرية مازلت أحفظها منذ سنين طويلة تقول " يحكى أن حمامة كانت تطير فوق نهر ، فأبصرت فيه رجلاً يوشك على الغرق ، فاستغاث بها فأغاثته بريشة من ريشها، فقال لها وما تجدي ريشتك في هذا الخضم العظيم ، فأجابته هذا كل ما أستطيع أن أقدمه لك ".
فمجتمعنا لايخلو من أمثال تلك الحمامة ، ولكن شاء القدر أن يكون صاحبنا على رأس مؤسسة انعدمت فيها الحمائم .
هذه عينة من عينات المجتمع، وعندما نتحدث عن المجتمع لانقصد بذلك كل أفراده، ولكن أصبحت هذه العينة هي الغالبة على غيرها في مجتمعنا، ولا أعرف إن كانت هذه الأخلاق وتلك القيم هي وليدة الظروف التي يمر بها مجتمعنا الفلسطيني أم أنها إشكالية مجتمع تغلب عليه ثقافة المصلحة وحب الذات حتى أصبح النفاق والرياء سيد الموقف بين هؤلاء جميعاً.
إن العطاء والبذل والتضحية لاترتبط بدين ولاملة ، وإن كثرت في ديننا النصوص بذلك، إلا أننا لم نربي أنفسنا عليها، ويقول المثل " فاقد الشيء لايعطيه " واستذكر بهذا المقام قطعة نثرية مازلت أحفظها منذ سنين طويلة تقول " يحكى أن حمامة كانت تطير فوق نهر ، فأبصرت فيه رجلاً يوشك على الغرق ، فاستغاث بها فأغاثته بريشة من ريشها، فقال لها وما تجدي ريشتك في هذا الخضم العظيم ، فأجابته هذا كل ما أستطيع أن أقدمه لك ".
فمجتمعنا لايخلو من أمثال تلك الحمامة ، ولكن شاء القدر أن يكون صاحبنا على رأس مؤسسة انعدمت فيها الحمائم .
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني