من طرف علي الشوابكة السبت أكتوبر 08, 2011 12:46 pm
منذ كنت صغيرة، علمتني أمي والمديرة بأن النظافة من الإيمان هي حقيقة.
كنت أنزعج جدا لرؤية أشياء صغيرة تتناثر هنا وهناك بطريقة تبعث على القشعريرة.
فحين خرجت إلى المدرسة طفلة صغيرة، بدأت أشاهد الفوضى مرتدية أثوابا عديدة. تارة نفايات متناثرة ، متطايرة، وكثيرة. وتارة سيارات تسابق الغبار الكثيفة. ومع تكرار ذهابي وإيابي وزيادة أيام عمري وتجاربي المريرة، بدأت أرى للفوضى أشكالا جديدة وبألوان عديدة!!
أجل، لقد بدأت أشاهد إبداعات غريبة- منها الكلمات ومنها الصور والرسومات العجيبة- تملأ جدرانا وأبوابا كانت يوما نظيفة، لتكسبها صفات جديدة وملامح ما كانت لها يوما رفيقة.
كنت أظن أنهم أطفال أولئك الذين (يزينون) الجدران بألوانهم. وأن هذه الجدران ما هي إلا مرآة لآمالهم وآلامهم.
توالت الأيام وبتواليها توالت اللوحات، تكررت أمام ناظري بعض الصور والعبارات. بدأت يوما بعد يوم أفهم فحواها ومدلولها ومعناها. كانت تضج بالتلميحات حينا وحينا آخر بالتصريحات. كانت لوحات لكل الفئات والطبقات. يفهم بعضها جاهل وعالم دون فروقات.
وحين دخلت الجامعة وبدأت أتنقل بين الكليات، وقابلت طلابا وطالبات، من المدن والقرى والمخيمات. حين بدأت أتنقل بين القاعات، وأنضم إلى المحاضرات. حين بدأت اقضي وقتي في الممرات حينا وحينا في المدرجات، بدأت ألحظ وجود عدد لا بأس به من اللوحات التي تزين جدران الأقسام والكليات.
يا إلهي كم هو مزعج ذاك المشهد!!! يا إلهي كم مزعج أن ترى عبارات ومسبات، ومواعيد وغراميات, وأرقام هواتف وأسماء طلاب وطالبات تكتب بزخرفات ورسومات. يا إلهي كم مزعج ان تصبح الجدران مكانا للخربشات، وأن ينسى معنى النظافة والجماليات!!!
وحين يأتي الدور للمؤتمرات، ويرفع أحدهم الشعارات وللصوت مكبرات، نجد الحديث يتركز على الحريات والحضارات.
ويبقى سؤالي إلى الممات.... أين هي الحضارة في ظل ما نرى من خربشات؟
أين هي الحضارة والجدران بكل الأمكنة أضحت شبه لوحات؟
كيف لنا أن نعطي فكرة عن حضارتنا بينما نغطي جدراننا بالتفاهات؟
أنا لنا أن ننهض بينما نحن غارقون في النفايات؟!!
انا لمن يقرأ كلاما ومسبات تعانق جدرانا وبوابا بان يظن ولو ظنا أننا ننتمي إلى خير أمة وجدت في هذه الحياة؟!!
الأخوة والأخوات،
لا تعودوا أبناءكم على فعل السيئات. بأسلوبكم وكلماتكم سيدركون الخطأ والصواب من التصرفات.
فمن يتخذ جدران بيته للخربشات، سيتخذ حتما جدران غيره للإبداعات.
بسيطة هي الكلمات، وعاجزة عن وصف المعاناة، لكنني أتمنى ان تدركها عقولنا نحن الشباب والشابات.
فأنتم أخوتي للغد آباء ونحن الأمهات.
كتبها: دعاء عليان
فلها جزيل الشكر والتقدير
علي الشوابكة
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني