أدوات الشرط غير الجازمة:
هي أدوات تفيد الشرط (أي تأخذ فعل الشرط وجوابه)، ولكنها لا تجزمهما بل يبقى الفعلان على حاليهما، وهي (إذا، كلّما، لمّا، لولا، لوما، لو، إمّا، أمّأ)، وتكون جملة جواب الشرط بعدها لا محل لها من الإعراب.
وإليك الشرح بالتفصيل:
- (إذا): ظرف لما يستقبل من الزمان يفيد الشرط. ويغلب أن يأتي بعدها الفعل ماضياً في فعل الشرط أو جوابه، مثل: إذا أكرمتَ الكريم ملكته/ إذا أتيتني أكرمُك. ويجوز أن يأتي بعد (إذا) (ما) الزائدة للتوكيد، مثل: إذا ما جئت جاءت.
وتعرب الجملة الفعلية التي تقع بعد (إذا _ كلّما _ لمّا) في محل جر بالاضافة دائماً، مثل: إذا حضرت أكرمُك، فجملة (أكرمك) في محل جر بالإضافة، كأنك تقول: حين حضورك أكرمك، لأن الأصل أنها مضاف إليه لظرف الزمان (حين). وتكون الجملة الفعلية هي فعل الشرط، أما جملة جواب الشرط فهي لا محل لها من الإعراب.
وقد يأتي بعد (إذا) إسم مرفوع أحياناً، فيكون فعل الشرط محذوفاً وجوباً، ويعرب الإسم بعد (إذا) فاعلاً لفعل الشرط المحذوف وجوباً يفسّره الفعل المذكور بعده، مثل: إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفاً فدعه.
إذا: إسم شرط غير جازم مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية.
المرءُ : فاعل مرفوع لفعل محذوف وجوباً يفسره الفعل ( لا يرعاك).
وجملة (لا يرعاك): تفسرية لا محل لها من الإعراب.
فَدَعهُ : الفاء واقعة في جواب الشرط، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، ( دع ) فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره (أنت) و(الهاء) ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به .
وجملة ( دعه ) جواب الشرط غير الجازم لا محل لها من الإعراب
وقد يأتي الإسم بعد (إذا) نائباً عن الفاعل، نحو قوله تعالى: (وإذا الصحف نُشرت)، وقد يأتي إسماً لفعل ناقص مثل: إذا الأيام غدت جميلة. وقد يأتي منصوباً على أنه مفعول به مثل: إذا المجدَ ضيعتَه هلكت. ويكون مرفوعاً فيما إذا غيرنا تركيب الجملة، مثل: (إذا أنت قلت الحق نجوت) فأنت ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل..
ما الفرق بين (إذا) الشرطية و(إذا) الفجائية؟
( إذا ) الشرطية، هي كما ذكرنا سابقاً تفيد الظرفية الزمانية (الحينية)، أما (إذا) الفجائية من فتسبقها (فاء) زائدة للتوكيد دائماً، وتخلو من معنى الشرط وتدل على المفاجأة فتكون حرفا لا محل له من الإعراب وتدخل فقط على الجمل الإسمية نحو: ( دخلت المسجد فإذا الإمام راكع).
مثال للإعراب:
إذا: إسمُ شرطٍ غير جازم مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بجوابه متضمن معنى الشرطية.
أكرمت: فعل ماضي مبني على السكون لاتصاله بتاء المخاطب، وتاء المخاطب ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، (وهو فعل الشرط)، والجملة الفعلية (أكرمت) في محل جر بالإضافة.
ملكت: نفس إعراب (أكرمت)، والجملة الفعلية (ملكته) لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم.
- (كلّما/لمّا ): هما ظرفان يدلاّن على الزمان الماضي ولا يليهما إلا الفعل الماضي سواءً أكان فعل الشرط أو جوابه.
مثل: كلّما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله / لما جاء المعلم وقف الطلاب.
كلما : اسم شرط غير جازم مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق متضمن معنى التكرار.
وجملة (أوقدوا): فعل الشرط في محل جر مضاف إليه، وجملة (أطفأها الله) جواب الشرط غير الجازم لا محل لها من الإعراب.
لمّا : اسم شرط غير جازم مبني على السكون في محل نصب عل الظرفية الزمانية متعلق بجوابه يفيد الحينية (أي يتضمن معنى الحين).
وجملة (جاء المعلم): فعل الشرط في محل جر مضاف إليه، وجملة (وقف الطلاب) جواب الشرط غير الجازم لا محل لها من الإعراب.
- (لولا/ لوما): حرف امتناع لوجود: أي يمتنع حصول الجواب، لوجود الشرط ، وغالباً ما يحذف فعل الشرط، ويأتي بعدها اسم يكون مبتدأً، وخيره محذوف وجوباً تقديره (حاصل أو كائن أو موجود)، ثم يليه جواب الشرط، حيث يقترن الجواب باللام إذا كان ماضياً مثبتاً ويتجرد منها إذا كان منفياً، وحرف اللام يعرب: واقعاً في جواب الشرط، وهو حرف لا محل له من الإعراب مثل :لولا الحياء لهاجني استعبار.
لولا: حرف امتناع لوجود غير جازم متضمن معنى الشرط لا محل له من الإعراب.
الحياء: مبتدأ وخبره محذوف وجوباً تقديره (موجود) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
لهاجني: اللام واقعة في جواب الشرط حرف لا محل من الإعراب.
هاجني: فعل وفاعل ومفعول به، وجملة (هاجني استعبار) لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم.
- (لو): حرف امتناع لامتناع، يمتنع حصول الجواب لعدم حصول الشرط، وفعلا
الشرط والجواب ماضيان في الغالب أو يفيدان معنى الزمن الماضي، وتكون جملة فعل الشرط وجوابه هنا لا محل لها من الإعراب. وإذا تلاها اسم كان فاعلاً لفعل محذوف وجوباً يفسره ما بعده (وحال الإعراب هنا كحال الإعراب في الإسم الواقع بعد (إذا) أعلاه). ويقترن حرف (اللام) بالجواب إذا كان الفعل ماضياً مثبتاً أو يتجرد منه إذا كان منفياً، مثل: لو درستَ لنجحتَ / لو كنت مكانك لم يحصل معي كذا وكذا / لو شاء الله ما اقتتلوا.
لو: حرف امتناع لامتناع غير جازم متضمن معنى الشرط.
جملة (درست) هي جملة فعل الشرط لا محل لها من الإعراب.
لنجحت: اللام واقعة في جواب الشرط
جملة (نجحت): هي جملة جواب الشرط لا محل لها من الإعراب.
- (أمّا/إمّا): (أمّا): هي حرف توكيد يحمل معنى الشرط ويفيد التفصيل غالباً. ومعناها (مهما يكن من شيء) وهى تطلب جواباً لنيابتها عن أداة الشرط (مهما) وفعله (يكن). وتلزم الفاء جوابها، ولا يليها إلاّ الاسم سواءً كان مبتدأ مثل: أمّا السفينةُ فكانت لمساكين يعملون في البحر. أو خبراً مقدماً مثل: أمّا قائمٌ فزيد. أو مفعولاً به، مثل: فأما اليتم فلا تقهر. أو جاراً ومجروراً، مثل: وأما بنعمة ربك فحدث. أو يلِيها أدَاةُ شرطٍ مثل: أمَّا إنْ أقَامَ فَأهْلاً وَسَهْلاً. ولا يفصِل بين (أمّا) وفائها، إلا اسمٌ، نحو: (أمّا سعيدٌ فمنطلق)، أو شرط نحو: (أمّا إنْ كنت مسافراً فعناية الله تَحُوطُك). ويصحّ أن يقال: تغافلْ عن أمّا وفائها وأعربْ تُصِبْ، إن شاء الله.
فائدة: (فأمّا الذين اسودّتْ وجوهُهُمْ أَكَفَرتُمْ بعدَ إيمانكم)
الإجماع منعقدٌ على أنّ (أمّا) تحتاج إلى جواب، وأن الفاء تلزمه أبداً. وليس في الآية جواب ولا فيها فاء، كما يبدو في الظاهر. وسبب ذلك أنّ في الآية حذفاً، إذ الأصل: (فأما الذين... فيقال لهم: أَكفرتم بعدَ إيمانكم؟). وحذفُ فعل القول في التنْزيل العزيز كثير، منه أيضاً: (وأمّا الذين كفروا أَفَلَم تكن آياتي تُتلى عليكم؟).
فهاهنا حذفٌ، إذ الأصل: وأمّا الذين... فيقال لهم: أَفَلَم تكن آياتي تُتلى عليكم؟
أما : حرف شرط وتوكيد وتفصيل غير جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
السفينة: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
الفاء: واقعة في جواب الشرط، وجملة (فكانت) لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم.
أما إذا تلا (أما) مبتدأ وخبر، مثل: أما الرجل فنشيط، فيكون الإعراب على النحو التالي:
أما: حرف شرط وتفصيل غير جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
الرجل: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
فنشيط: الفاء واقعة في جواب الشرط.
نشيط: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
والجملة الإسمية (الرجل نشيط) لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم.
أو يكون الإسم الذي بعدها خبراً مقدماً، مثل: أمّا قائمٌ فزيد
قائم: خبر مقدم للمبتدأ (زيد) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
أو يكون الإسم الذي بعدها مفعولاً به: كقوله تعالى: فأما اليتم فلا تقهر
اليتم: مفعول به مقدم منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
وجملة (فلا تقهر) لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم.
أو يكون الإسم الذي بعدها مجروراً بحرف الجر، وتعرب شبه الجملة (من عملي) حسب موقعها في الجملة، مثل: وأمّا بنعمة ربك فحدِّث.
وقد تأتي (بعدُ) بعدَ (أمّا) فيكون الإعراب على الوجه التالي:
أَمَّـا بعدُ:
أمـَّا: الشرطية التفصيلية، وبعد ُ: هي ظرف زمان مقطوع عن الإضافة مبني على الضم في محل نصب مفعول فيه، والجملة ابتدائية مفسِّرة، لامحل لها من الإعراب.
وقد تأتي بعد (أمّا) (إنْ)، مثل: فأمّا إنْ كان من المقربين فوح وريحان. وهنا جرى اختلاف في هذه الحال حول جواب (أما) و(إنْ): فالأكثرون يرون على أن الجواب لـ [أمّا] وجواب [إنْ] محذوف، وآخرون يقولون بالعكس، وفريق ثالث يقول: الجواب لهما معاً.
ويجوز تقديم المبتدأ وتأخير الخبر بعد أمّا الشرطية التفصيلية التوكيدية، مثل: عندي اصطبار وأمّا أنني جزع يوم النوى فلِوجد كاد يبريني، فقد قدم المبتدأ "أنني جزع" على الخبر الذي هو الجار والمجرور "فلوجد" بعد أمّا الشرطية، وجاز هذا التقديم لأمن اللبس بين أن المفتوحة الهمزة، وإن المكسورة الهمزة لفظاً (إنّ)، ولأمن اللبس بين أن المفتوحة الهمزة المؤكدة والتي بمعنى لعل معنى.
وحصل أمن اللبس لأن (أمّا) الشرطية لا يقع بعدها (إنّ) المكسورة الهمزة ، ولا (أن) المفتوحة التي بمعنى لعل، فإذا ما وقع بعدها (أن) المفتوحة الهمزة فهي أنَّ المؤكدة الناصبة للاسم .
ـ كما يلاحظ أن (أمّا) التفصيلية يشتبه بها لفظان آخران .
أ- أحدهما مركب من (أمْ) المنقطعة و( ماذا ) الاستفهامية مثل: أمّاذا كنتم تعلمون).
ب- والثاني مركب من (أن) المصدرية و(ما) التي هي عوض عن (كان)، كقول العباس:
أبا خراشة أما أنت ذا نفر----- فإن قومي لم تأكلهم الضبع
(إمّا): حرف شرط وتفصيل وتخيير، وهي حرفٌ لتعليق الحُكم بأحد الشيئين مثل: كُلْ إمّا تمراً وإما زبيباً. ويُعرَب ما بعدها على حسب موقعه من العبارة بإهمال وجود (إمّا): فاعلاً أو مفعولاً أو حالاً أو....
وقد يُستغنى عن تكرارها بـ (أو)، فيقال مثلاً: زُرْ إمّا دمشقَ أو بيروتَ. أو قد يستغنى عن تكرارها بـ (إلا) مثل: إما أن تصفح عنه وإلا فعاقبه.
أما في حال إعرابها: فإنها إما أن تكون حرف شرط وتفصيل غير جازم، وتكون جملة جواب الشرط لها هنا لا محل لها من الإعراب. أو تكون حرف تفصيل وتخيير (وفي هذه الحال لا تكون شرطية).
مثال إعراب: إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً.
إمَّا: حرف تفصيل وتخيير.
شاكراً: حال منصوبة.
وإمَّا: الواو عاطفة إمَّا حرف تفصيل وتخيير .
كفوراً: اسم معطوف على شاكراً.
ولـ (إمّا) خمسة معان:
-الأول: التخيير، مثل: [كُلْ إمّا تمراً وإمّا زبيباً)، أي: اِختَرْ أحدَهما، ولا تجمَعْهما.
-الثاني: الإباحة، نحو: (يا بُنَيَّ، اِقرأ إمّا كتاباً وإمّا ديوان شِعر)، أي: قد أبحتُ لك قراءتَهما.
-الثالث: الشكّ، نحو: (غاب خالدٌ عن المدرسة إمّا مرّةً وإمّا مرّتين)، إذا لم يُعلَم: أمرّةً غاب أم مرّتين.
-الرابع: الإبهام، نحو: (وآخرون مُرْجَوْنَ لأمر الله إمّا يعذبهم وإمّا يتوب عليهم)، أي أمرهم إلى الله، فهم مبهم.
-الخامس: التفصيل والتخيير، نحو: (إنّا هديناه السبيل إمّا شاكراً وإمّا كفوراً).
وفي جميع هذه الأحوال لا تكون (إمّا) شرطية، بل تفصيلية.
فائدة: " قال الكسائي في باب أَمَّا وإِمَّا: إذا كنت آمراً أَو ناهياً أَو مخبراً فهو أَمّا مفتوحة، وإِذا كنت مشترطاً أَو شاكّاً أَو مُخَيِّراً أَو مختاراً فهي إِمَّا، بكسر الأَلف؛ قال: وتقول من ذلك في الأَول أَمَّا اللهَ فاعْبُدْه وأَمّا الخمر فلا تشرَبْها وأَمّا زيد فقد خرج، قال: وتقول في النوع الثاني إِذا كنت مشترطاً إِمّا تَشْتُمَنَّ فإِنه يَحْلُم عنك، وتقول في الشك: لا أَدري من قام إِمَّا زيد وإِمَّا عمرو، وتقول في التخيير: تَعَلَّمْ إِمَّا الفقه وإِما النحو، وتقول في المختار: لي دار بالكوفة فأَنا خارج إِليها، فإِما أَن أَسكنها، وإِمّا أن أَبيعها ".
التوكيد الجائز القريب من الواجب في الفعل المضارع بعد (إمّا) : الواقع بعد إمَّا الشرطية .
تجتهدنّ: الجملة الفعلية فعل الشرط، تتفوق: الجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم.
ومنه قوله تعالى: (وإما تخافنَّ من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء).
(إمّا) هنا في المثالين السابقين مركبة من حرفين هما: [إنْ الشرطية + ما الزائدة] وليست هي [إمّا] التي للتفصيل والتخيير. يدلّك على ذلك: هذه النون المؤكّدة في [تخافنّ]، فإنها تلحق فعل الشرط إذا كانت [ما] زائدة داخلة على [إنْ] الشرطية. ولا تأتي بعد [إمّا] التي للتفصيل والتخيير. ثمّ هذه الفاء الرابطة لجواب الشرط في [فانبذْ]، فإنّها لا تصحب [إمّا] التفصيلية. كلّ هذا فضلاً على أنها في المثالين أعلاه غير مكررة بخلاف (إما) التفصيلية التي تتكرر فيها غالباً في الجملة.
فائدة: في حال (إمّا) التخييرية، يكون إعراب ما بعدها بالتغافل عنها، لأنها حرف غير عامل. مثل: سيسافر إمّا زهيرٌ وإمّا سعيدٌ، زهيرٌ: فاعل. وفي نحو: نودّع إمّا زهيراً وإمّا سعيداً، زهيراً: مفعول به. وفي نحو: يذهب خالدٌ إلى العمل إمّا راكباً وإمّا ماشياً، راكباً: حال. وهكذا...
وبالله التوفيق
هي أدوات تفيد الشرط (أي تأخذ فعل الشرط وجوابه)، ولكنها لا تجزمهما بل يبقى الفعلان على حاليهما، وهي (إذا، كلّما، لمّا، لولا، لوما، لو، إمّا، أمّأ)، وتكون جملة جواب الشرط بعدها لا محل لها من الإعراب.
وإليك الشرح بالتفصيل:
- (إذا): ظرف لما يستقبل من الزمان يفيد الشرط. ويغلب أن يأتي بعدها الفعل ماضياً في فعل الشرط أو جوابه، مثل: إذا أكرمتَ الكريم ملكته/ إذا أتيتني أكرمُك. ويجوز أن يأتي بعد (إذا) (ما) الزائدة للتوكيد، مثل: إذا ما جئت جاءت.
وتعرب الجملة الفعلية التي تقع بعد (إذا _ كلّما _ لمّا) في محل جر بالاضافة دائماً، مثل: إذا حضرت أكرمُك، فجملة (أكرمك) في محل جر بالإضافة، كأنك تقول: حين حضورك أكرمك، لأن الأصل أنها مضاف إليه لظرف الزمان (حين). وتكون الجملة الفعلية هي فعل الشرط، أما جملة جواب الشرط فهي لا محل لها من الإعراب.
وقد يأتي بعد (إذا) إسم مرفوع أحياناً، فيكون فعل الشرط محذوفاً وجوباً، ويعرب الإسم بعد (إذا) فاعلاً لفعل الشرط المحذوف وجوباً يفسّره الفعل المذكور بعده، مثل: إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفاً فدعه.
إذا: إسم شرط غير جازم مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية.
المرءُ : فاعل مرفوع لفعل محذوف وجوباً يفسره الفعل ( لا يرعاك).
وجملة (لا يرعاك): تفسرية لا محل لها من الإعراب.
فَدَعهُ : الفاء واقعة في جواب الشرط، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، ( دع ) فعل أمر مبني على السكون، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره (أنت) و(الهاء) ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به .
وجملة ( دعه ) جواب الشرط غير الجازم لا محل لها من الإعراب
وقد يأتي الإسم بعد (إذا) نائباً عن الفاعل، نحو قوله تعالى: (وإذا الصحف نُشرت)، وقد يأتي إسماً لفعل ناقص مثل: إذا الأيام غدت جميلة. وقد يأتي منصوباً على أنه مفعول به مثل: إذا المجدَ ضيعتَه هلكت. ويكون مرفوعاً فيما إذا غيرنا تركيب الجملة، مثل: (إذا أنت قلت الحق نجوت) فأنت ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل..
ما الفرق بين (إذا) الشرطية و(إذا) الفجائية؟
( إذا ) الشرطية، هي كما ذكرنا سابقاً تفيد الظرفية الزمانية (الحينية)، أما (إذا) الفجائية من فتسبقها (فاء) زائدة للتوكيد دائماً، وتخلو من معنى الشرط وتدل على المفاجأة فتكون حرفا لا محل له من الإعراب وتدخل فقط على الجمل الإسمية نحو: ( دخلت المسجد فإذا الإمام راكع).
مثال للإعراب:
إذا: إسمُ شرطٍ غير جازم مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بجوابه متضمن معنى الشرطية.
أكرمت: فعل ماضي مبني على السكون لاتصاله بتاء المخاطب، وتاء المخاطب ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، (وهو فعل الشرط)، والجملة الفعلية (أكرمت) في محل جر بالإضافة.
ملكت: نفس إعراب (أكرمت)، والجملة الفعلية (ملكته) لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم.
- (كلّما/لمّا ): هما ظرفان يدلاّن على الزمان الماضي ولا يليهما إلا الفعل الماضي سواءً أكان فعل الشرط أو جوابه.
مثل: كلّما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله / لما جاء المعلم وقف الطلاب.
كلما : اسم شرط غير جازم مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق متضمن معنى التكرار.
وجملة (أوقدوا): فعل الشرط في محل جر مضاف إليه، وجملة (أطفأها الله) جواب الشرط غير الجازم لا محل لها من الإعراب.
لمّا : اسم شرط غير جازم مبني على السكون في محل نصب عل الظرفية الزمانية متعلق بجوابه يفيد الحينية (أي يتضمن معنى الحين).
وجملة (جاء المعلم): فعل الشرط في محل جر مضاف إليه، وجملة (وقف الطلاب) جواب الشرط غير الجازم لا محل لها من الإعراب.
- (لولا/ لوما): حرف امتناع لوجود: أي يمتنع حصول الجواب، لوجود الشرط ، وغالباً ما يحذف فعل الشرط، ويأتي بعدها اسم يكون مبتدأً، وخيره محذوف وجوباً تقديره (حاصل أو كائن أو موجود)، ثم يليه جواب الشرط، حيث يقترن الجواب باللام إذا كان ماضياً مثبتاً ويتجرد منها إذا كان منفياً، وحرف اللام يعرب: واقعاً في جواب الشرط، وهو حرف لا محل له من الإعراب مثل :لولا الحياء لهاجني استعبار.
لولا: حرف امتناع لوجود غير جازم متضمن معنى الشرط لا محل له من الإعراب.
الحياء: مبتدأ وخبره محذوف وجوباً تقديره (موجود) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
لهاجني: اللام واقعة في جواب الشرط حرف لا محل من الإعراب.
هاجني: فعل وفاعل ومفعول به، وجملة (هاجني استعبار) لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم.
- (لو): حرف امتناع لامتناع، يمتنع حصول الجواب لعدم حصول الشرط، وفعلا
الشرط والجواب ماضيان في الغالب أو يفيدان معنى الزمن الماضي، وتكون جملة فعل الشرط وجوابه هنا لا محل لها من الإعراب. وإذا تلاها اسم كان فاعلاً لفعل محذوف وجوباً يفسره ما بعده (وحال الإعراب هنا كحال الإعراب في الإسم الواقع بعد (إذا) أعلاه). ويقترن حرف (اللام) بالجواب إذا كان الفعل ماضياً مثبتاً أو يتجرد منه إذا كان منفياً، مثل: لو درستَ لنجحتَ / لو كنت مكانك لم يحصل معي كذا وكذا / لو شاء الله ما اقتتلوا.
لو: حرف امتناع لامتناع غير جازم متضمن معنى الشرط.
جملة (درست) هي جملة فعل الشرط لا محل لها من الإعراب.
لنجحت: اللام واقعة في جواب الشرط
جملة (نجحت): هي جملة جواب الشرط لا محل لها من الإعراب.
- (أمّا/إمّا): (أمّا): هي حرف توكيد يحمل معنى الشرط ويفيد التفصيل غالباً. ومعناها (مهما يكن من شيء) وهى تطلب جواباً لنيابتها عن أداة الشرط (مهما) وفعله (يكن). وتلزم الفاء جوابها، ولا يليها إلاّ الاسم سواءً كان مبتدأ مثل: أمّا السفينةُ فكانت لمساكين يعملون في البحر. أو خبراً مقدماً مثل: أمّا قائمٌ فزيد. أو مفعولاً به، مثل: فأما اليتم فلا تقهر. أو جاراً ومجروراً، مثل: وأما بنعمة ربك فحدث. أو يلِيها أدَاةُ شرطٍ مثل: أمَّا إنْ أقَامَ فَأهْلاً وَسَهْلاً. ولا يفصِل بين (أمّا) وفائها، إلا اسمٌ، نحو: (أمّا سعيدٌ فمنطلق)، أو شرط نحو: (أمّا إنْ كنت مسافراً فعناية الله تَحُوطُك). ويصحّ أن يقال: تغافلْ عن أمّا وفائها وأعربْ تُصِبْ، إن شاء الله.
فائدة: (فأمّا الذين اسودّتْ وجوهُهُمْ أَكَفَرتُمْ بعدَ إيمانكم)
الإجماع منعقدٌ على أنّ (أمّا) تحتاج إلى جواب، وأن الفاء تلزمه أبداً. وليس في الآية جواب ولا فيها فاء، كما يبدو في الظاهر. وسبب ذلك أنّ في الآية حذفاً، إذ الأصل: (فأما الذين... فيقال لهم: أَكفرتم بعدَ إيمانكم؟). وحذفُ فعل القول في التنْزيل العزيز كثير، منه أيضاً: (وأمّا الذين كفروا أَفَلَم تكن آياتي تُتلى عليكم؟).
فهاهنا حذفٌ، إذ الأصل: وأمّا الذين... فيقال لهم: أَفَلَم تكن آياتي تُتلى عليكم؟
أما : حرف شرط وتوكيد وتفصيل غير جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
السفينة: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
الفاء: واقعة في جواب الشرط، وجملة (فكانت) لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم.
أما إذا تلا (أما) مبتدأ وخبر، مثل: أما الرجل فنشيط، فيكون الإعراب على النحو التالي:
أما: حرف شرط وتفصيل غير جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
الرجل: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
فنشيط: الفاء واقعة في جواب الشرط.
نشيط: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
والجملة الإسمية (الرجل نشيط) لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم.
أو يكون الإسم الذي بعدها خبراً مقدماً، مثل: أمّا قائمٌ فزيد
قائم: خبر مقدم للمبتدأ (زيد) مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
أو يكون الإسم الذي بعدها مفعولاً به: كقوله تعالى: فأما اليتم فلا تقهر
اليتم: مفعول به مقدم منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
وجملة (فلا تقهر) لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم.
أو يكون الإسم الذي بعدها مجروراً بحرف الجر، وتعرب شبه الجملة (من عملي) حسب موقعها في الجملة، مثل: وأمّا بنعمة ربك فحدِّث.
وقد تأتي (بعدُ) بعدَ (أمّا) فيكون الإعراب على الوجه التالي:
أَمَّـا بعدُ:
أمـَّا: الشرطية التفصيلية، وبعد ُ: هي ظرف زمان مقطوع عن الإضافة مبني على الضم في محل نصب مفعول فيه، والجملة ابتدائية مفسِّرة، لامحل لها من الإعراب.
وقد تأتي بعد (أمّا) (إنْ)، مثل: فأمّا إنْ كان من المقربين فوح وريحان. وهنا جرى اختلاف في هذه الحال حول جواب (أما) و(إنْ): فالأكثرون يرون على أن الجواب لـ [أمّا] وجواب [إنْ] محذوف، وآخرون يقولون بالعكس، وفريق ثالث يقول: الجواب لهما معاً.
ويجوز تقديم المبتدأ وتأخير الخبر بعد أمّا الشرطية التفصيلية التوكيدية، مثل: عندي اصطبار وأمّا أنني جزع يوم النوى فلِوجد كاد يبريني، فقد قدم المبتدأ "أنني جزع" على الخبر الذي هو الجار والمجرور "فلوجد" بعد أمّا الشرطية، وجاز هذا التقديم لأمن اللبس بين أن المفتوحة الهمزة، وإن المكسورة الهمزة لفظاً (إنّ)، ولأمن اللبس بين أن المفتوحة الهمزة المؤكدة والتي بمعنى لعل معنى.
وحصل أمن اللبس لأن (أمّا) الشرطية لا يقع بعدها (إنّ) المكسورة الهمزة ، ولا (أن) المفتوحة التي بمعنى لعل، فإذا ما وقع بعدها (أن) المفتوحة الهمزة فهي أنَّ المؤكدة الناصبة للاسم .
ـ كما يلاحظ أن (أمّا) التفصيلية يشتبه بها لفظان آخران .
أ- أحدهما مركب من (أمْ) المنقطعة و( ماذا ) الاستفهامية مثل: أمّاذا كنتم تعلمون).
ب- والثاني مركب من (أن) المصدرية و(ما) التي هي عوض عن (كان)، كقول العباس:
أبا خراشة أما أنت ذا نفر----- فإن قومي لم تأكلهم الضبع
(إمّا): حرف شرط وتفصيل وتخيير، وهي حرفٌ لتعليق الحُكم بأحد الشيئين مثل: كُلْ إمّا تمراً وإما زبيباً. ويُعرَب ما بعدها على حسب موقعه من العبارة بإهمال وجود (إمّا): فاعلاً أو مفعولاً أو حالاً أو....
وقد يُستغنى عن تكرارها بـ (أو)، فيقال مثلاً: زُرْ إمّا دمشقَ أو بيروتَ. أو قد يستغنى عن تكرارها بـ (إلا) مثل: إما أن تصفح عنه وإلا فعاقبه.
أما في حال إعرابها: فإنها إما أن تكون حرف شرط وتفصيل غير جازم، وتكون جملة جواب الشرط لها هنا لا محل لها من الإعراب. أو تكون حرف تفصيل وتخيير (وفي هذه الحال لا تكون شرطية).
مثال إعراب: إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً.
إمَّا: حرف تفصيل وتخيير.
شاكراً: حال منصوبة.
وإمَّا: الواو عاطفة إمَّا حرف تفصيل وتخيير .
كفوراً: اسم معطوف على شاكراً.
ولـ (إمّا) خمسة معان:
-الأول: التخيير، مثل: [كُلْ إمّا تمراً وإمّا زبيباً)، أي: اِختَرْ أحدَهما، ولا تجمَعْهما.
-الثاني: الإباحة، نحو: (يا بُنَيَّ، اِقرأ إمّا كتاباً وإمّا ديوان شِعر)، أي: قد أبحتُ لك قراءتَهما.
-الثالث: الشكّ، نحو: (غاب خالدٌ عن المدرسة إمّا مرّةً وإمّا مرّتين)، إذا لم يُعلَم: أمرّةً غاب أم مرّتين.
-الرابع: الإبهام، نحو: (وآخرون مُرْجَوْنَ لأمر الله إمّا يعذبهم وإمّا يتوب عليهم)، أي أمرهم إلى الله، فهم مبهم.
-الخامس: التفصيل والتخيير، نحو: (إنّا هديناه السبيل إمّا شاكراً وإمّا كفوراً).
وفي جميع هذه الأحوال لا تكون (إمّا) شرطية، بل تفصيلية.
فائدة: " قال الكسائي في باب أَمَّا وإِمَّا: إذا كنت آمراً أَو ناهياً أَو مخبراً فهو أَمّا مفتوحة، وإِذا كنت مشترطاً أَو شاكّاً أَو مُخَيِّراً أَو مختاراً فهي إِمَّا، بكسر الأَلف؛ قال: وتقول من ذلك في الأَول أَمَّا اللهَ فاعْبُدْه وأَمّا الخمر فلا تشرَبْها وأَمّا زيد فقد خرج، قال: وتقول في النوع الثاني إِذا كنت مشترطاً إِمّا تَشْتُمَنَّ فإِنه يَحْلُم عنك، وتقول في الشك: لا أَدري من قام إِمَّا زيد وإِمَّا عمرو، وتقول في التخيير: تَعَلَّمْ إِمَّا الفقه وإِما النحو، وتقول في المختار: لي دار بالكوفة فأَنا خارج إِليها، فإِما أَن أَسكنها، وإِمّا أن أَبيعها ".
التوكيد الجائز القريب من الواجب في الفعل المضارع بعد (إمّا) : الواقع بعد إمَّا الشرطية .
مثل: إما تجتهدن في دراستك تتفوق. أو : إما تجتهد في دراستك تتفوق.
تجتهدنّ: الجملة الفعلية فعل الشرط، تتفوق: الجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم.
ومنه قوله تعالى: (وإما تخافنَّ من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء).
(إمّا) هنا في المثالين السابقين مركبة من حرفين هما: [إنْ الشرطية + ما الزائدة] وليست هي [إمّا] التي للتفصيل والتخيير. يدلّك على ذلك: هذه النون المؤكّدة في [تخافنّ]، فإنها تلحق فعل الشرط إذا كانت [ما] زائدة داخلة على [إنْ] الشرطية. ولا تأتي بعد [إمّا] التي للتفصيل والتخيير. ثمّ هذه الفاء الرابطة لجواب الشرط في [فانبذْ]، فإنّها لا تصحب [إمّا] التفصيلية. كلّ هذا فضلاً على أنها في المثالين أعلاه غير مكررة بخلاف (إما) التفصيلية التي تتكرر فيها غالباً في الجملة.
فائدة: في حال (إمّا) التخييرية، يكون إعراب ما بعدها بالتغافل عنها، لأنها حرف غير عامل. مثل: سيسافر إمّا زهيرٌ وإمّا سعيدٌ، زهيرٌ: فاعل. وفي نحو: نودّع إمّا زهيراً وإمّا سعيداً، زهيراً: مفعول به. وفي نحو: يذهب خالدٌ إلى العمل إمّا راكباً وإمّا ماشياً، راكباً: حال. وهكذا...
وبالله التوفيق
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
» وما غير الطبيعة من سِفر
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
» طال ابتهال المصطفى
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني