من طرف الشاعر ناظم عزت الأحد يناير 01, 2012 9:59 am
أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر" (التوبة، الآية 19).
نحتاج إلى التمييز في التدين بين ثلاث منظومات لا يصح أن نتعامل معها بنفس الحساسية الدينية؛ أولاها الإيمان بالله والكتاب المنزل وسائر أركان الإيمان، وعبادة الله على النحو الذي أنزله في كتابه، وهي معتقدات وأعمال فردية بين الله والإنسان يتّبعها الإنسان بقلبه مصدقا بها كما بلغته عن الرسول ومن بعده، ولا يملك أحد سلطانا عليها، ويتحمل المسلم مسؤوليتها وحده فردا.
والمستوى الثاني هو الخطاب، بمعنى تنزيل الدين وتطبيقه في الحياة كما أمر الله ورسوله. وهنا يحدث الخطأ والصواب وتعدد الفهم والتأويل. ويتعدد الخطاب حسب اختلاف المجتمعات والأزمنة والأمكنة والمستويات العلمية والثقافية والحضارية والاجتماعية. وأصعب ما في ذلك وأشقه القدرة على التمييز بين الديني والإنساني، وما هو من عند الله وما هو ليس من عند الله، ولكنه يبقى خطابا للمسلمين ينشئونه حسب ما يتمثلون من الحكمة والمصالح، وما يقدرون على إنشائه وإبداعه متبعين ما يعتقدون أنه الحق والخير والجمال، الحق بمعنى الخطأ والصواب أو العدل والظلم، والخير بمعنى المفيد والضار، والتمييز بين النفع والضرر، والنفع الأكبر والنفع الأصغر، والضرر الأكبر والضرر الأصغر، والجمال بمعنى التمييز بين القبيح والحسن.
والمستوى الثالث هو العلوم الدينية من الفقه والتفسير والفلسفة وسائر فروع العلم، وهي علوم إنسانية بحتة يشارك في تعلمها وتعليمها جميع الناس من المسلمين وغيرهم، مثلها مثل علوم الاجتماع واللغة والفلسفة والتاريخ، وتخضع لمناهج البحث، وهي قابلة (كشرط حتمي) لإثبات خطئها وصوابها، فليس علما إلا ما يمكن إثبات زيفه.
هذا التمييز ضروري، ونحتاجه لتقييم الأفكار والمواقف ووزنها، وقبولها ورفضها، فليس كل شأن من الدين بمستوى غيره، وبعضها قابل للرد والنقاش والقبول، وبعضها لا يقبل، وليس كل خطأ في الدين عدوانا عليه يستوجب الخصام والعداء، وليس كل فهم قضية تحتاج إلى دعوة وتصحيح، ففي الخطاب تتعدد الاجتهادات ويتعدد الصواب أيضا، وذلك متروك لقبول الناس واطمئنانهم. وأما العلوم الدينية، فهي شأن علمي خالص يجري بحثها وإثباتها ودحضها كما يجري في تقاليد ومؤسسات العلم والبحث العلمي، وليست شأنا دينيا أو جماهيريا أو سياسيا، ولا تستوجب التحزب والعداوة والتأييد، إلا بمقدار ما نحشد المظاهرات والجماهير تأييدا أو رفضا لنظرية النسبية أو التفاعلية الرمزية أو الشبكية على سبيل المثال.
إن القدرة على تمييز الديني والإنساني حتى في أقوال الرسول وأفعاله هي مدخل التقدم الديني وملاءمته المتواصلة للحياة والعصور، وفي الحديث النبوي: "إِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَلْحَنُ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، وَإِنَّمَا أَقْضِي لَهُ بِمَا يَقُولُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِشَيْءٍ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ بِقَوْلِهِ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ، فَلَا يَأْخُذْهَا".
نقلاً عن جريدة الغد الأردنية
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني