جاءت تخفي عيناها المليئتين بالدموع والإرهاق وأغلقت الباب خلفها كمن يغلق بابا دون الضجيج إلى الوحدة والانفراد , راقبتها حيث تتكسر زوايا جسدها الجميل والمتعب حد الانهيار, كان يوما متعبا لي, لم أقف مع نفسي أفصص لحظاته التي يغلب عليها المرض وتعب البشر, لا أجد نفسي بينهم , لا التفت لما يحدث داخلي , ولم أناقش حياديتي المهنية والإنسانية .
رفعت عيناها تجاهي, تسألني عن مكان الجلوس , فأومأت لها أن تجلس قبالتي بعد أن صافحتها بتعاطف , جلست ككومة لحم , كان لارتطامها على الكرسي وقع على الإحساس .
بدأت الحديث دون سؤال : لقد انتهيت.. لم اعد تلك الأنثى التي يتطاير السحر منها, انظر في المرآة أتحسس جسدي لا أجدني سوي شبح ..
تفحصت حركاتها وتعابير وجهها وسرحت للحظات وتابعت :
كنت اشعر به حتى وهو نائم , افهم عليه وهو صامت, اشعر به وهو موجوع, كنت انظم يومي على دقات قلبه , ولا يدفأ فراشي إلا نفسه
- آه آه آه
- مع ابتسامته كان يومي يزهو, قلبي ينبض , ووجهي يشرق.
- أثارت فضولي : يا لله ..من هو ؟.
- زوجي الذي أحببت طوال عشر سنوات .
- كان يسافر وأجهز أشياؤه واترك عطري وأنفاسي في ثنايا ملابسه كي يعيشني عشيقته التي تفوح ذكرى تسري في دمه , كان يتأوه عشقا ودفئا ، كان يتسلل الحب جسدي في الفجر المرهق من لمسات العتمة في السماء حتى الفراش ، فأنفاسه العطرة بقهوة المساء على مائدتي تسحرني، كان يحاصرني بيديه حتى أتكور كطفل في رحم أمه ، لا آبه بما يدور خلف بابنا ، ولا في سماء غزة ولا في أرضها ،
أتبختر في البيت مملكتي, لا أحب الخروج من ذلك البيت الدافئ كي لا أفقد طزاجة أشيائي ,
لم تعرف الرتابة طوال زماننا ، بابا لي ولها .
التشابه كان يخشى المرور من تحت أقدامنا وأنظارنا ،
ونحن بذلك الدفء كنا نهاجم الحرب الدائرة في شوارع البلد ، ونقاوم صوت المذيع الخائف ، ولم نخشَ الموت ، سوى أن لا نموت سوية أو يترك أحدنا الآخر موتا .
كان يغني لي بصوته الشجي فيروزياتي التي أحبها ، كنت أعشق ( سلمي عليه ) ويعشق عيناي بعدها .
ذلك الصوت, ذلك الرجل ذهب تاركا لي ...
وانهارت في البكاء وكم وددت أن تستمر تتحدث بتلك الشاعرية التي بقدر ما أوجعتني إلا أنها نقلتني لأجواء رومانسية بعد يوم عمل شاق حتى أني لم استخدم حدسي كي اقفز على الأحداث وافترض بتنبؤاتي المعتادة نهاية الحكاية والمشكلة , لقد أثرت عليَ تلك المرأة , أفقدتني حياديتي للحظات , خاطبت نفسي أن تنبه لدوري كي لا تمارس تأثيرها علي, فعدت أمارس الصمت الذي يحمل كلاما على جناح الإحساس المفعم بالكثير من النداءات والتساؤلات والأوجاع , حينها رفعت صوتها وسط دموعها لتخبرني :
لقد ذهب بعيدا ولم أتوقع ولو على مستوى التخيل المجنون أن يتركني إلى امرأة أخرى , لالالالا ....بل إنها لا تشبه النساء , امرأة لا تنبض بأي معلم من معالم الجمال , والأدهى تعليقه على ذلك بأنه لم يجدني وسط نساء خياراته , فلم ينتبه إلا لقبيحة لأني لا اُكَرَر , ولا يوجد من يشبهني .
فغرت فاهي : غريب ما تصفين ..
- نعم ..كيف استطاع أن يدخل لدجله ونفاقه ويعطي مبررات لفعلته .
- تعتقدين أن ذهابه لأخرى كان له علاقة بالجمال وبالقبح أو لحاجته إليه
- لالالالا..
- قد يكون أصيب بملل من الحب الذي اغرقتيه إياه .
تساءلت باستغراب :
- وهل الحب يؤدي للملل ؟!!!
- أتساءل معك حول ذلك وأنت صاحبة التجربة لا أتخطى تفسيراتك.
- لالالا , هو علق ذهابه باني لا أنجب, يريد طفلا من أخرى, مجرد طفل لا تعنيه من تكون أمه , علل ذلك بأنه سيأتي به لي .
أخذت تبكي ثم أكملت :
- رجع , بل لم يذهب ولكني لم أجد نفسي , فراشي أصبح باردا , قلبي هائجا كالبحر, غضبي نارا , عنادي كالصخر , وهو يدور حولي وحول حلمه بالولد ومابين حلمه وغيرتي كان مقتلي , أصبح الخريف يغزو شعري ووجهي وحيرتي زادت, أصبحت ارتاد الطرقات المجهولة كي اخفي غضبي عن نفسي , أحلم أن أتوه عن عالمه , أن افقد ذاكرة تعج بحبه وتفاصيله , يا لله ..تفاصيله كتب يا سيدتي ..بل ورود زاهرة في حديقة غضة .
ثم بكت ...يا الهي كم يزعجني ويشل قدرتي ذلك البكاء , إذ وجدت صبري قد نفذ آخر النهار من بكاء البشر, فانا من يضعون أوجاعهم في داخلي, ثم يذهبوا بعيدا, ولا أجد حتى وقتا لأمارس بكائي , ولا أن أتحسس وجعا تحت وجه وقور ومجامل, بل وان مارست بكائي خلسة من أعين المقربين انهرني حتى اكتم دمي ونفسي, لأستمر في معاركي اليومية من إنقاذ البشر, كالمسعف الذين يواجه الموت باستمرار, يكتم رعبه المستمر من الموت والدم , لكن هذه السيدة فريدة في صياغتها لمشكلتها , جعلتني بين فكين (إثارتها وتعبي).
رفعتْ رأسها, ثم عادت الكرة :
- لم يتحدث عن قدسية إنجاب الولد عنده من قبل , وأن حياتنا لا تستقيم دون الولد رغم هذا الحب, خبأ ذلك كل تلك الفترة ليصفعني حد الصدمة والموت.
شعرت أن المعركة بدأت معها على مستوى الوعي :
- ألم تحلمي مثله بالولد ؟؟!!!
- هه , تخيلي ..لم أفكر في ذلك ,كان هو ولدي .
- الم تمر بخاطرك يوما ما كفكرة ؟.
صمتت طويلا وكأنها تمارس نفس صمتي المهني لغرض ما , وتركتها غارقة لارتاح مع نفسي قليلا , رفعتُ وجهي للسماء التي تطل من النافذة العريضة ترقبنا ونرقبها, نهملها و تهملنا , تعنينا و لا نعنيها, مجرد أشخاص يتكئون على جراحهم المثيرة لهم لا لغيرهم , تذكرت كلماتي التي أكررها على نفسي كلما قست علي الحياة ( بأننا في النهاية نمارس وحدتنا لا يشاركنا بها احد كلما ولجنا إلى داخلنا, وأننا في معركة مستمرة لتقوية دواخلنا لنستمر ).
- لا لا لم يكن رحمي جزءا من صورتي لجسدي ...أليس ذلك غريبا ؟؟!!!
- ما تفسيرك لذلك ؟
- ولكني كنت اعلم أني لن أنجب وتجاهلت ذلك
- ماذا يعني هذا؟
- لم أناقشه , هل يحق له أن يفكر أو أن يختار, (تجاهلت أنا ... وسكتت هي ), ثم واصلت :
- أغرقته بحبي بل هو من أغرقني , كان لامباليا ولم يلمح لمجرد التلميح , لقد خدعني سيدتي .
- قد يكون الحب خداعا أيضا, الم تري ذلك قد حصل معك بإغراقك إياه حبا كي لا يلتفت
- أتعتقدين أن ذلك ...هو
- ما تعتقدين هو المهم لا ما اعتقد .
- ولكني أحببته واعترف أني حلمت بالولد , تبنيته هو عنه, وقبلت حقيقتي.
- ألا يعني هذا انك قبلتي حقيقتك بتبنيه, انك تقبلي حقيقته بحلمه بولد .
- لم أر الأمور هكذا
- كنت تري نفسك ولم تريه رغم هذا الحب .
- أتشككين في حبي له .
- لم اقل ذلك أنت قلت .
- ماذا يعني كلامك .
انتصبت أساعد جسمي كي يفك خدره , أساعد أفكاري لإنهاء المواجهة فكما يبدو أن مقاومتها عنيدة.
- ما أود لفت انتباهك , ذلك بناءا على كلامك ..انك لم تفكري به, أحببته ولم تريه من داخله, فقط رأيت نفسك, غطيت على حلمك وحلمه, قررت عدم المواجهة من البداية, لكنه لم يستطع الاستمرار لأنه أكثر واقعية مع نفسه منك ..لذلك أنت رومانسيتك عالية كالسماء لا يطاولها احد باستمرار إلا عبر الخيال.
لاحظت أن نوبات بكاءها قد اختفت وأصبحت تواجهني بسلاح أفكارها .
ردت علي :
لقد تشوش ذهني, بل وجع قلبي أصبح اخف مما أتيت به إليك في بداية الجلسة .
كنت أتجنب هذا الحوار بل , وأحيانا أتبنى المنطق في الأمر بأنه لو كان عكسي هل سأتركه, تعب تفكيري من المنطق ومن التجنب .
استدارت إلي بكامل جسمها :
- ما الحل ؟؟
أنهيت معها بحزم : أن تصبحي أكثر واقعية ..أن تريه كما ترين نفسك في نفس الوقت .
ذهب الخدر من جسمي, ولملمت هي نفسها دون أن تبدي أي تعبير ولكني أدرك أني ساعدتها أن تصبح مشوشة لتصل بعد ذلك لحالة من الوضوح .
بعد عام مررت من احد طرقاتها , كانت تلف يدها في يده وطفل في يدها الأخرى , وامرأة لم تمارس أنوثتها بعد خلفهما, تشاركا على هزيمتها .
لكم الشكر
م. احمد ناصيف
رفعت عيناها تجاهي, تسألني عن مكان الجلوس , فأومأت لها أن تجلس قبالتي بعد أن صافحتها بتعاطف , جلست ككومة لحم , كان لارتطامها على الكرسي وقع على الإحساس .
بدأت الحديث دون سؤال : لقد انتهيت.. لم اعد تلك الأنثى التي يتطاير السحر منها, انظر في المرآة أتحسس جسدي لا أجدني سوي شبح ..
تفحصت حركاتها وتعابير وجهها وسرحت للحظات وتابعت :
كنت اشعر به حتى وهو نائم , افهم عليه وهو صامت, اشعر به وهو موجوع, كنت انظم يومي على دقات قلبه , ولا يدفأ فراشي إلا نفسه
- آه آه آه
- مع ابتسامته كان يومي يزهو, قلبي ينبض , ووجهي يشرق.
- أثارت فضولي : يا لله ..من هو ؟.
- زوجي الذي أحببت طوال عشر سنوات .
- كان يسافر وأجهز أشياؤه واترك عطري وأنفاسي في ثنايا ملابسه كي يعيشني عشيقته التي تفوح ذكرى تسري في دمه , كان يتأوه عشقا ودفئا ، كان يتسلل الحب جسدي في الفجر المرهق من لمسات العتمة في السماء حتى الفراش ، فأنفاسه العطرة بقهوة المساء على مائدتي تسحرني، كان يحاصرني بيديه حتى أتكور كطفل في رحم أمه ، لا آبه بما يدور خلف بابنا ، ولا في سماء غزة ولا في أرضها ،
أتبختر في البيت مملكتي, لا أحب الخروج من ذلك البيت الدافئ كي لا أفقد طزاجة أشيائي ,
لم تعرف الرتابة طوال زماننا ، بابا لي ولها .
التشابه كان يخشى المرور من تحت أقدامنا وأنظارنا ،
ونحن بذلك الدفء كنا نهاجم الحرب الدائرة في شوارع البلد ، ونقاوم صوت المذيع الخائف ، ولم نخشَ الموت ، سوى أن لا نموت سوية أو يترك أحدنا الآخر موتا .
كان يغني لي بصوته الشجي فيروزياتي التي أحبها ، كنت أعشق ( سلمي عليه ) ويعشق عيناي بعدها .
ذلك الصوت, ذلك الرجل ذهب تاركا لي ...
وانهارت في البكاء وكم وددت أن تستمر تتحدث بتلك الشاعرية التي بقدر ما أوجعتني إلا أنها نقلتني لأجواء رومانسية بعد يوم عمل شاق حتى أني لم استخدم حدسي كي اقفز على الأحداث وافترض بتنبؤاتي المعتادة نهاية الحكاية والمشكلة , لقد أثرت عليَ تلك المرأة , أفقدتني حياديتي للحظات , خاطبت نفسي أن تنبه لدوري كي لا تمارس تأثيرها علي, فعدت أمارس الصمت الذي يحمل كلاما على جناح الإحساس المفعم بالكثير من النداءات والتساؤلات والأوجاع , حينها رفعت صوتها وسط دموعها لتخبرني :
لقد ذهب بعيدا ولم أتوقع ولو على مستوى التخيل المجنون أن يتركني إلى امرأة أخرى , لالالالا ....بل إنها لا تشبه النساء , امرأة لا تنبض بأي معلم من معالم الجمال , والأدهى تعليقه على ذلك بأنه لم يجدني وسط نساء خياراته , فلم ينتبه إلا لقبيحة لأني لا اُكَرَر , ولا يوجد من يشبهني .
فغرت فاهي : غريب ما تصفين ..
- نعم ..كيف استطاع أن يدخل لدجله ونفاقه ويعطي مبررات لفعلته .
- تعتقدين أن ذهابه لأخرى كان له علاقة بالجمال وبالقبح أو لحاجته إليه
- لالالالا..
- قد يكون أصيب بملل من الحب الذي اغرقتيه إياه .
تساءلت باستغراب :
- وهل الحب يؤدي للملل ؟!!!
- أتساءل معك حول ذلك وأنت صاحبة التجربة لا أتخطى تفسيراتك.
- لالالا , هو علق ذهابه باني لا أنجب, يريد طفلا من أخرى, مجرد طفل لا تعنيه من تكون أمه , علل ذلك بأنه سيأتي به لي .
أخذت تبكي ثم أكملت :
- رجع , بل لم يذهب ولكني لم أجد نفسي , فراشي أصبح باردا , قلبي هائجا كالبحر, غضبي نارا , عنادي كالصخر , وهو يدور حولي وحول حلمه بالولد ومابين حلمه وغيرتي كان مقتلي , أصبح الخريف يغزو شعري ووجهي وحيرتي زادت, أصبحت ارتاد الطرقات المجهولة كي اخفي غضبي عن نفسي , أحلم أن أتوه عن عالمه , أن افقد ذاكرة تعج بحبه وتفاصيله , يا لله ..تفاصيله كتب يا سيدتي ..بل ورود زاهرة في حديقة غضة .
ثم بكت ...يا الهي كم يزعجني ويشل قدرتي ذلك البكاء , إذ وجدت صبري قد نفذ آخر النهار من بكاء البشر, فانا من يضعون أوجاعهم في داخلي, ثم يذهبوا بعيدا, ولا أجد حتى وقتا لأمارس بكائي , ولا أن أتحسس وجعا تحت وجه وقور ومجامل, بل وان مارست بكائي خلسة من أعين المقربين انهرني حتى اكتم دمي ونفسي, لأستمر في معاركي اليومية من إنقاذ البشر, كالمسعف الذين يواجه الموت باستمرار, يكتم رعبه المستمر من الموت والدم , لكن هذه السيدة فريدة في صياغتها لمشكلتها , جعلتني بين فكين (إثارتها وتعبي).
رفعتْ رأسها, ثم عادت الكرة :
- لم يتحدث عن قدسية إنجاب الولد عنده من قبل , وأن حياتنا لا تستقيم دون الولد رغم هذا الحب, خبأ ذلك كل تلك الفترة ليصفعني حد الصدمة والموت.
شعرت أن المعركة بدأت معها على مستوى الوعي :
- ألم تحلمي مثله بالولد ؟؟!!!
- هه , تخيلي ..لم أفكر في ذلك ,كان هو ولدي .
- الم تمر بخاطرك يوما ما كفكرة ؟.
صمتت طويلا وكأنها تمارس نفس صمتي المهني لغرض ما , وتركتها غارقة لارتاح مع نفسي قليلا , رفعتُ وجهي للسماء التي تطل من النافذة العريضة ترقبنا ونرقبها, نهملها و تهملنا , تعنينا و لا نعنيها, مجرد أشخاص يتكئون على جراحهم المثيرة لهم لا لغيرهم , تذكرت كلماتي التي أكررها على نفسي كلما قست علي الحياة ( بأننا في النهاية نمارس وحدتنا لا يشاركنا بها احد كلما ولجنا إلى داخلنا, وأننا في معركة مستمرة لتقوية دواخلنا لنستمر ).
- لا لا لم يكن رحمي جزءا من صورتي لجسدي ...أليس ذلك غريبا ؟؟!!!
- ما تفسيرك لذلك ؟
- ولكني كنت اعلم أني لن أنجب وتجاهلت ذلك
- ماذا يعني هذا؟
- لم أناقشه , هل يحق له أن يفكر أو أن يختار, (تجاهلت أنا ... وسكتت هي ), ثم واصلت :
- أغرقته بحبي بل هو من أغرقني , كان لامباليا ولم يلمح لمجرد التلميح , لقد خدعني سيدتي .
- قد يكون الحب خداعا أيضا, الم تري ذلك قد حصل معك بإغراقك إياه حبا كي لا يلتفت
- أتعتقدين أن ذلك ...هو
- ما تعتقدين هو المهم لا ما اعتقد .
- ولكني أحببته واعترف أني حلمت بالولد , تبنيته هو عنه, وقبلت حقيقتي.
- ألا يعني هذا انك قبلتي حقيقتك بتبنيه, انك تقبلي حقيقته بحلمه بولد .
- لم أر الأمور هكذا
- كنت تري نفسك ولم تريه رغم هذا الحب .
- أتشككين في حبي له .
- لم اقل ذلك أنت قلت .
- ماذا يعني كلامك .
انتصبت أساعد جسمي كي يفك خدره , أساعد أفكاري لإنهاء المواجهة فكما يبدو أن مقاومتها عنيدة.
- ما أود لفت انتباهك , ذلك بناءا على كلامك ..انك لم تفكري به, أحببته ولم تريه من داخله, فقط رأيت نفسك, غطيت على حلمك وحلمه, قررت عدم المواجهة من البداية, لكنه لم يستطع الاستمرار لأنه أكثر واقعية مع نفسه منك ..لذلك أنت رومانسيتك عالية كالسماء لا يطاولها احد باستمرار إلا عبر الخيال.
لاحظت أن نوبات بكاءها قد اختفت وأصبحت تواجهني بسلاح أفكارها .
ردت علي :
لقد تشوش ذهني, بل وجع قلبي أصبح اخف مما أتيت به إليك في بداية الجلسة .
كنت أتجنب هذا الحوار بل , وأحيانا أتبنى المنطق في الأمر بأنه لو كان عكسي هل سأتركه, تعب تفكيري من المنطق ومن التجنب .
استدارت إلي بكامل جسمها :
- ما الحل ؟؟
أنهيت معها بحزم : أن تصبحي أكثر واقعية ..أن تريه كما ترين نفسك في نفس الوقت .
ذهب الخدر من جسمي, ولملمت هي نفسها دون أن تبدي أي تعبير ولكني أدرك أني ساعدتها أن تصبح مشوشة لتصل بعد ذلك لحالة من الوضوح .
بعد عام مررت من احد طرقاتها , كانت تلف يدها في يده وطفل في يدها الأخرى , وامرأة لم تمارس أنوثتها بعد خلفهما, تشاركا على هزيمتها .
لكم الشكر
م. احمد ناصيف
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني