من طرف خليل طباطبي السبت أغسطس 07, 2010 8:33 am
يبدو واضحا التراجع النسبي للتغطية الإعلامية العربية لتطورات قضية القدس تحت الاحتلال الاسرائيلي سواء على مستوى وسائل الإعلام المكتوب أو المسموع أو المرئي.
وسواء أكان إعلاما قطريا أو إقليميا أو جماعيا. واقتصرت التغطية الإعلامية في الغالب الأعم ـ على نشر وإذاعة أخبار قصيرة نسبيا حول انتهاكات اسرائيل الصارخة على أرض القدس ومقدساتها وتضاءلت نسبيا المقالات والدراسات التحليلية والتحقيقات الصحفية أو الإذاعية أو التليفزيونية ومن هنا تبدو أهمية اعداد مسح اعلامي لقضية القدس على مدى الأعوام الثلاثين الأخيرة أي منذ صدور قانون تهويد القدس في30 تموز 1980 وحتى الآن.
وتعرضت القدس خلال العقود الثلاثة(1980 ـ2010) لأبشع وأعلى وسائل الاستعمار والاحتلال والتهويد والتشريد والتخريب.. إلخ وسجلت اسرائيل بذلك سابقة تاريخية لم تتكرر في أية مستعمرة من مستعمرات الامبراطوريات الاستعمارية السبع التي هيمنت على دول افريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية منذ الحرب العالمية الأولى وحتى إعلان الأمم المتحدة بتصفية الاستعمار عام1960 وكانت جنوب افريقيا العنصرية هي خاتمة موجة الاستقلال عام1990 بينما ظلت اسرائيل كدولة احتلال منذ عام1948 وحتى الآن واستطاعت بمناصرة حلفائها التسلل إلى عضوية الأمم المتحدة من الباب الخلفي للمنظمة الدولية ومارست ابشع وسائل الاستعمار والعنصرية على ارض فلسطين ومن ثم لايكفي مواجهة اسرائيل بالشجب والتنديد فحسب حيث تبرز أهمية ممارسة الضغوط الدولية على اسرائيل مشروطة بالمقاطعة حتى تمتثل اسرائيل لأبسط قواعد القانون الدولي الانساني.
ومن منطلق أن أصحاب القضية أدرى بشعابها فإن الانسان الفلسطيني ـ أيا كان موقعه ـ قد سئم من الاستماع الى الاحاديث المتكررة عن عروبة القدس دون تقديم أعمال وجهود ومساعدات فالأحاديث الشفهية وبيانات الشجب والاستنكار لم تعد كافية ومن أولويات المطلوب مايلي:
* إجراءات عربية عملية تؤدي الى حماية المقدسات والحقوق السياسية للفلسطينيين بصفة عامة والمقدسيين بصفة خاصة.
* الإسناد السياسي والإعلامي لقضية القدس عبر استخدام العرب لعلاقاتهم الدولية ولغة المصالح بينهم وبين المجتمع الدولي مثل المصالح التجارية والاقتصادية والعسكرية بحيث تصبح جزءا من تفاهمات وإجراءات على الصعيد الدولي.
* الإسناد الاقتصادي بتزويد صندوق الأقصى بأموال اضافية لا تنفق على استهلاك الغذاء والدواء وإنما تنفق على انشاء مرافق اقتصادية وتنمية مستدامة على صعيد الزراعة والسياحة والصناعة بهدف دعم الفلسطيني وتثبيته على أرضه.
* إنشاء وقفيات عربية جديدة بمعنى رصد أموال ومشاريع وقف ينفق ريعها على القدس والخليل والمقدسات الاسلامية والمسيحية في فلسطين من أجل تطويرها وتعزيز مكانتها.
* تضامن الاجيال الفلسطينية المعاصرة في تحمل المسئولية ويكفي الإشارة هنا الى أن خطورة انتهاكات اسرائيل العدوانية بشأن القدس لا تقتصر على الجيل الاسرائيلي المعاصر بل تتزايد الخطورة جيلا وراء جيل ويمكن الاشارة هنا إلى ما أثبتته وكالات الأنباء في10 ايار الماضي وأشارت الى متطرفين يهود أنتجوا تسجيلا لواقع افتراضي يمثل تصورا لهدم المسجد الأقصى( لاقدر الله) وذلك من خلال قصفه جوا ويتم تداول هذا الشريط بين اليهود المتطرفين في مناسبات اجتماعية في محاولة لإعداد جيل يضع مسألة هدم الأقصى باعتبارها واحدا من اهدافه ويأتي هذا التسجيل الافتراضي بالتزامن مع مخططات اسرائيلية اخرى هدفها المس بالمسجد الأقصى سواء عبر حفر الانفاق أو بناء الكنس اليهودية في محيطه كما يأتي ضمن محاولات عديدة للمتطرفين لبناء الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى.
وفي سياق هذا المخطط التهويدي أقرت اللجنة المسماة باللجنة المحلية للبناء والتخطيط بمدينة القدس في تموز الماضي بناء32 وحدة استيطانية جديدة في احدى مستوطنات شمال القدس وأعلن المسئولون اليهود مواصلة التخطيط والبناء في كل أحياء القدس وعدم السماح بتدخل جهات خارجية.
وفي مواجهة هذا التحدي الاسرائيلي الشرس لانجد في وسائل الإعلام التي نشرت أو اذاعت مثل تلك القرارات الاسرائيلية ردا فلسطينيا مسئولا للرد على هذا التحدي اللهم إلا تصريحا صحفيا لرئيس وحدة القدس في الرئاسة الفلسطينية قال في سياقه إن مثل تلك الاجراءات لاتشكل أرضية إطلاقا لمفاوضات مباشرة ولاغير مباشرة مشيرا الى ضرورة البحث عن وسائل فلسطينية أخرى للدفاع عن الوطنيين المقدسيين والعقارات ومواجهة المخططات الاستيطانية في القدس الشرقية وأضاف المسئول الفلسطيني في تصريحه ان وحدة القدس في الرئاسة رصدت خلال الشهرين الأخيرين أكثر من7 مخططات استيطانية جديدة تستوعب تقريبا150 ألف مستوطن جديد في القدس الشرقية مما يعني ان يصبح عدد اليهود في القدس بشقيها الشرقي والغربي مليون يهودي وتقليص عدد الفلسطينيين من خلال الطرد الجماعي لسكان احياء بالكامل كما هو في أحياء حي البستان وحي وادي حلوة في سلوان وحي الشيخ جراح وأحياء اخرى اضافة الى الطرد الفردي كما هو الحال في الاعلان عن طرد النواب المقدسيين في خطوة أولى لطرد شخصيات دينية ووطنية وشعبية أخرى.
ويبدو واضحا من تصريح المسئول الاعلامي الفلسطيني خطورة الخطوة التي أقدمت عليها اسرائيل مؤخرا... لكن التناول الإعلامي هنا اقتصر على ما أقدمت عليه اسرائيل دون الإشارة إلى ردود الفعل السياسي والاعلامي الفلسطيني وكأن سياسات التهويد أمر واقع لا يمكن التعامل معه إعلاميا ولذا اقتصرت الصحف العربية على نشر الخبر في حيز ضيق ويبدو واضحا ان دراسة تلك الواقعة إعلاميا تؤكد تضاؤل مساحة نشر تلك الاخبار الخطيرة التي تتابع إعلاميا أخطر المخططات الاستيطانية الاستعمارية في عصرنا.
إلى اللقاء
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني