بجد رووووووووووووووووعة
مواضيع مماثلة
بحـث
المواضيع الأخيرة
ازرار التصفُّح
التبادل الاعلاني
2 مشترك
كلب الشيخ شيخ ..
فتون شاهين- عدد المساهمات : 170
نقاط : 27068
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 10/04/2010
العمر : 40
- مساهمة رقم 1
رد: كلب الشيخ شيخ ..
نجلاء العمري- عدد المساهمات : 218
نقاط : 26726
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 27/06/2010
- مساهمة رقم 2
كلب الشيخ شيخ ..
كلب الشيخ شيخ
بقلم : عصام ابو فرحه
دخل محروس سوق الدواب يعتزم شراء حصان , وقف مشدوهاً أمام حصان أصيل وكل ما فيه جميل ,
بكم هذا الحصان ؟ سأل محروس البائع ,
- بألف دينار , أجاب البائع بحزم ,
يساوي أكثر من ذلك , قالها محروس في سره ,
وقبل أن يبدأ محاولات المساومة وقعت عينه على كلب يتوسد ذراعه المتسخة ويستلقي جانباً فوق كومة من القش , فلاحت في الأفق فكرة سرعان ما تدحرجت على شفتيه حيث قال :
وهذا الكلب ؟ أهو للبيع أيضاً ؟
ضحك البائع وقال : هذا ؟ وهل يصلح هذا لبيع أو لشراء ؟
محروس : أنا أراه يصلح , فكم تريد ثمناً له ؟
البائع : لا أدري , فلنقل خمسة دنانير , ثمن الطعام الذي أكله ,
محروس : اسمعني جيداً , سآخذ منك الكلب والحصان , وبالثمن الذي طلبت ودون مساومة , لكن مع بعض التغيير , سأشتري منك الكلب بألف دينار والحصان بخمسة دنانير , والألف دينار وخمسة ستأخذها الآن , فهل في ذلك ما يضير ؟
البائع : أعطني الألف دينار وخمسة وقم بتوزيع المبلغ بين مشترياتك كما تشاء ,
محروس : اتفقنا يا صاحبي , خذ هذه ألف دينار ثمن الكلب , عدها جيداً وضعها في جيبك , ثم خذ الخمسة دنانير ثمن الحصان ,
والآن هل تقر بأنك بعتني الكلب بألف دينار ؟
البائع : نعم , الكلب بألف دينار والحصان بخمسة دنانير , قالها وعلامات الحيرة ترتسم على وجهه , وقد بدا متيقناً من جنون قبيله ,
محروس : ما بقي إلا أن نكتب عقد البيع , وليشهد على ذلك بعض الشهود الثقات العدول , وسأكتفي بالحصول على عقد امتلاكي للكلب , أما الحصان فلا يحتاج لذلك , فثمنه خمسة دنانير لا تساوي قيمة الورقة التي سيكتب عليها العقد ,
تم تحرير عقد البيع والذي يحمل تواقيع البائع والمشتري وتواقيع لبعض الشهود , وقد كتب الثمن بخط ظاهر مميز ( ألف دينار ) ,
عاد محروس إلى قريته يمتطي حصانه ويحمل كلبه الكسول , ويضع في جيبه عقد البيع والشراء , وما هي إلا أيام قليلة حتى انتشر الخبر في البلدة انتشار النار في الهشيم , محروس اشترى كلباً بألف دينار , نعم ألف دينار , ومن لم يصدق فإن العقد بالمرصاد , وقد تأكد المختار من صحة العقد وكذلك إمام المسجد , بعض الناس قالوا أن ذلك الكلب من أصول أجنبية , وبعضهم أكد أنه يزيد ذكاءً عن الكثيرين من أبناء البلدة حتى المتعلمين منهم , بعض النسوة زعمن أن صوف هذا النوع من الكلاب يُجز في كل عام ويباع بأثمان باهظة تزيد عن أثمان فراء الدببة , أما الشباب والصبية فقد تناقلوا أخبار بطولات الكلب عندما كان جندياً في صفوف جيش بلدٍ بعيدٍ , ولا يدري أحدٌ إن كان قد فر من الخدمة أم أنه قد سُرق وتم تهريبه ليباع هنا ,
صار الكلب أشهر من نار على علم , حتى وصلت أخباره إلى القاصي والداني بل وامتدت إلى البلدان المجاورة , فصار محط أنظار الجميع , يتجمع الناس من كل حدب وصوب أمام بيت محروس لإلقاء نظرات الإعجاب والدهشة , ومن كان منهم محظوظاً فنصيبه لمسة حنان يظفر بها على ظهر الكلب , وقد شهد بعض المحظوظين أن هنالك رائحة عطرية تفوح من صوفه , وأن تلك الرائحة ربانية طبيعية ,
لم تكن أخبار الكلب بعيدة عن مسمع شيخ البلد وكبيرها , وكان يتابعها باهتمامٍ وحسد , وقد قال في أكثر من موقف وفي عدة مناسبات وأمام الملأ :
أيها الناس , أنا كبيركم وأنا الأجدر باقتناء هذا الكنز الثمين , من هو محروسٌ هذا ؟ أنا من سيعطي هذا الكلب حقه , أنا شيخكم وسأجعل منه شيخاً , ولا يصح أن يكون لأحدكم ما ليس لدي ,
وتطبيقاً لرغبة الكبير وعملاً بمقولة ( لا يصح إلا الصحيح ) تحركت الوساطات وتكلمت الوجاهات وعقدت الإجتماعات , وقد تكللت بعد جهد جهيد بانتقال ملكية الكلب إلى شيخ البلد مقابل مبالغ طائلة ( تفوق الألف بآلاف ) يدفعها الشيخ إلى محروس ,
كان الشيخ فخوراً بكلبه , حيث ألبسه أطواق الحرير المطرزة , وطيبه بأفخر أنواع الطيب , واتخذه رفيقاً في حله وترحاله , فلا يكاد يُرى إلا وطرف رباطٍ من الذهب الخالص في يده وفي الطرف الآخر من الرباط يقف الكلب بزينته الفاخرة , يقف بزهو وغرور أو يمشي بكبر وخيلاء ,
وفي جولة من جولات الشيخ وكلب الشيخ في القرية مر الموكب من أمام حصان محروس , والذي ساء حاله وتبدلت أحواله , فلقد سخره محروس لحمل الأثقال وحرث الأرض , وبخل عليه في الطعام فلا يكاد ينال منه إلا ما يبقيه على قيد الحياة , وكأنما محروس قد اقتنع أن الخمسة دنانير هي قيمته ,
في ذلك اليوم وعند مرور موكب الشيخ من أمام الحصان المنهك , جمح الحصان من صاحبه , وصار يصهل بطريقة لفتت أنظار الجميع , يصهل ويصهل دون أن يفهم أي منهم معنى ذلك الصهيل , لكن من المؤكد أن الكلب قد عرف ما يريد الحصان قوله , فلقد طأطأ رأسه وأنزل ذيله حتى لامس الأرض , وكأنه أدرك أن الحصان يقول له :
كلٌ منا يعرف قيمته وإن جهلها الناس , فكلب الشيخ كلبٌ , ولو ظن الجميع أن كلب الشيخ شيخٌ ,
ابتعد الموكب وغاب , ولا زال الكلب مطأطأ الرأس , ولا زال صهيل الحصان يتعالى , ولا زال الناس يعتقدون أن كلب الشيخ شيخٌ .
انتهت
بقلم : عصام ابو فرحه
دخل محروس سوق الدواب يعتزم شراء حصان , وقف مشدوهاً أمام حصان أصيل وكل ما فيه جميل ,
بكم هذا الحصان ؟ سأل محروس البائع ,
- بألف دينار , أجاب البائع بحزم ,
يساوي أكثر من ذلك , قالها محروس في سره ,
وقبل أن يبدأ محاولات المساومة وقعت عينه على كلب يتوسد ذراعه المتسخة ويستلقي جانباً فوق كومة من القش , فلاحت في الأفق فكرة سرعان ما تدحرجت على شفتيه حيث قال :
وهذا الكلب ؟ أهو للبيع أيضاً ؟
ضحك البائع وقال : هذا ؟ وهل يصلح هذا لبيع أو لشراء ؟
محروس : أنا أراه يصلح , فكم تريد ثمناً له ؟
البائع : لا أدري , فلنقل خمسة دنانير , ثمن الطعام الذي أكله ,
محروس : اسمعني جيداً , سآخذ منك الكلب والحصان , وبالثمن الذي طلبت ودون مساومة , لكن مع بعض التغيير , سأشتري منك الكلب بألف دينار والحصان بخمسة دنانير , والألف دينار وخمسة ستأخذها الآن , فهل في ذلك ما يضير ؟
البائع : أعطني الألف دينار وخمسة وقم بتوزيع المبلغ بين مشترياتك كما تشاء ,
محروس : اتفقنا يا صاحبي , خذ هذه ألف دينار ثمن الكلب , عدها جيداً وضعها في جيبك , ثم خذ الخمسة دنانير ثمن الحصان ,
والآن هل تقر بأنك بعتني الكلب بألف دينار ؟
البائع : نعم , الكلب بألف دينار والحصان بخمسة دنانير , قالها وعلامات الحيرة ترتسم على وجهه , وقد بدا متيقناً من جنون قبيله ,
محروس : ما بقي إلا أن نكتب عقد البيع , وليشهد على ذلك بعض الشهود الثقات العدول , وسأكتفي بالحصول على عقد امتلاكي للكلب , أما الحصان فلا يحتاج لذلك , فثمنه خمسة دنانير لا تساوي قيمة الورقة التي سيكتب عليها العقد ,
تم تحرير عقد البيع والذي يحمل تواقيع البائع والمشتري وتواقيع لبعض الشهود , وقد كتب الثمن بخط ظاهر مميز ( ألف دينار ) ,
عاد محروس إلى قريته يمتطي حصانه ويحمل كلبه الكسول , ويضع في جيبه عقد البيع والشراء , وما هي إلا أيام قليلة حتى انتشر الخبر في البلدة انتشار النار في الهشيم , محروس اشترى كلباً بألف دينار , نعم ألف دينار , ومن لم يصدق فإن العقد بالمرصاد , وقد تأكد المختار من صحة العقد وكذلك إمام المسجد , بعض الناس قالوا أن ذلك الكلب من أصول أجنبية , وبعضهم أكد أنه يزيد ذكاءً عن الكثيرين من أبناء البلدة حتى المتعلمين منهم , بعض النسوة زعمن أن صوف هذا النوع من الكلاب يُجز في كل عام ويباع بأثمان باهظة تزيد عن أثمان فراء الدببة , أما الشباب والصبية فقد تناقلوا أخبار بطولات الكلب عندما كان جندياً في صفوف جيش بلدٍ بعيدٍ , ولا يدري أحدٌ إن كان قد فر من الخدمة أم أنه قد سُرق وتم تهريبه ليباع هنا ,
صار الكلب أشهر من نار على علم , حتى وصلت أخباره إلى القاصي والداني بل وامتدت إلى البلدان المجاورة , فصار محط أنظار الجميع , يتجمع الناس من كل حدب وصوب أمام بيت محروس لإلقاء نظرات الإعجاب والدهشة , ومن كان منهم محظوظاً فنصيبه لمسة حنان يظفر بها على ظهر الكلب , وقد شهد بعض المحظوظين أن هنالك رائحة عطرية تفوح من صوفه , وأن تلك الرائحة ربانية طبيعية ,
لم تكن أخبار الكلب بعيدة عن مسمع شيخ البلد وكبيرها , وكان يتابعها باهتمامٍ وحسد , وقد قال في أكثر من موقف وفي عدة مناسبات وأمام الملأ :
أيها الناس , أنا كبيركم وأنا الأجدر باقتناء هذا الكنز الثمين , من هو محروسٌ هذا ؟ أنا من سيعطي هذا الكلب حقه , أنا شيخكم وسأجعل منه شيخاً , ولا يصح أن يكون لأحدكم ما ليس لدي ,
وتطبيقاً لرغبة الكبير وعملاً بمقولة ( لا يصح إلا الصحيح ) تحركت الوساطات وتكلمت الوجاهات وعقدت الإجتماعات , وقد تكللت بعد جهد جهيد بانتقال ملكية الكلب إلى شيخ البلد مقابل مبالغ طائلة ( تفوق الألف بآلاف ) يدفعها الشيخ إلى محروس ,
كان الشيخ فخوراً بكلبه , حيث ألبسه أطواق الحرير المطرزة , وطيبه بأفخر أنواع الطيب , واتخذه رفيقاً في حله وترحاله , فلا يكاد يُرى إلا وطرف رباطٍ من الذهب الخالص في يده وفي الطرف الآخر من الرباط يقف الكلب بزينته الفاخرة , يقف بزهو وغرور أو يمشي بكبر وخيلاء ,
وفي جولة من جولات الشيخ وكلب الشيخ في القرية مر الموكب من أمام حصان محروس , والذي ساء حاله وتبدلت أحواله , فلقد سخره محروس لحمل الأثقال وحرث الأرض , وبخل عليه في الطعام فلا يكاد ينال منه إلا ما يبقيه على قيد الحياة , وكأنما محروس قد اقتنع أن الخمسة دنانير هي قيمته ,
في ذلك اليوم وعند مرور موكب الشيخ من أمام الحصان المنهك , جمح الحصان من صاحبه , وصار يصهل بطريقة لفتت أنظار الجميع , يصهل ويصهل دون أن يفهم أي منهم معنى ذلك الصهيل , لكن من المؤكد أن الكلب قد عرف ما يريد الحصان قوله , فلقد طأطأ رأسه وأنزل ذيله حتى لامس الأرض , وكأنه أدرك أن الحصان يقول له :
كلٌ منا يعرف قيمته وإن جهلها الناس , فكلب الشيخ كلبٌ , ولو ظن الجميع أن كلب الشيخ شيخٌ ,
ابتعد الموكب وغاب , ولا زال الكلب مطأطأ الرأس , ولا زال صهيل الحصان يتعالى , ولا زال الناس يعتقدون أن كلب الشيخ شيخٌ .
انتهت
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني