من طرف سمية صباغ الأربعاء أكتوبر 05, 2011 11:22 am
تحت اشجار اللوز في عبسان /الحزء الرابع
بقلم سمير سليمان ابو زيد قباطية
انتهى بي الحديث بعد عودتي من عبسان الكبيرة والزج بي في السجن و خضوعي للتحقيق والتعذيب والعودة الى بدايات سفري الى الجزائر بعد ان مكثنا اربعا وعشرين ننتظر طائرة لكي تقلنا وبالفعل يوم 24/11/1970 توجهنا الى مطار دمشق الدولي الجديد وبعد ان صعدنا الى الطائرة وكانت المرة الاولى التي اركب بها طائرة في حياتي سمعنا صوت المضيفة الشامية الحسناء وربما تكون حلبية او حورانية ولكنه على اية حال تحفة في الجمال والعذوبة والرقة وما هي الا لحظات حتى سمعناها تقول :
مرحبا بكم على متن شركة الطيران العربية السورية والكابتن سعيد الحلبي يتمنى لكم رحلة سعيدة على الطائرة دي سي 6 على ارتفاع اربعةعشر الف قدما حيث تستغرق الرحلة الى الجزائر تسع ساعات درجات الحرارة الان في دمشق 22 درجة مئوية نرجو ربط الاحزمة والتوقف عن التدخين ونتمنى لكم رحلة سعيدة .
وبعد لحظات جاءت حسناء اخرى ووزعت على كل راكب حبة من الملبس قيل انه يفيد لوضعه بين الفكين خوفا من انعكاسات الضغط الجوي بالاضافة الى كاس من العصير .
من حسنات تلك الرحلة ان المضيفة كانت تخبرنا اننا الان فوق جزيرة قبرص او سردينيا على سبيل المثال ولكن مثل هكذا اخبار غير متوفرة في عالم الطيران هذه الايام . كانت جلستي بجانب الشباك وكان الوقت ليلا فنظرت الى جناح الطائرة واذا بي ارى شعلة من النار بارتفاع حولي شبر على الجناح فناديت على المضيفة فبدا الركاب بالمناداة ويقولون النار ولعت بالجناح فطلبت منا المضيفة الهدوء التام وما هي الا لحظات حتى نزلت الطائرة بمطار اثينا باليونان حيث ان دمشق واثينا تقعان على نف خط العرض تقريبا ( 38 ) ولم ننزل من الطائرة ولا ادري ما هو العظب الذي اصلحوه واقلعت الطاشرة من جديد بعد حوالي ساعتين وما هي الا سويعات حتى نزلت بنا الطائرة ثانية في مطار روما ومكثنا حوالي الساعة المهم اننا وصلنا الى الجدزائر البيضاء في صباح اليوم التالي فاخذونا فورا الى المدرسة الثعالبية في حي حسين داي وكنا في رمضان وكانت عطلة العيد الذي لم يحل بعد .
في شوارع دمشق كان الدخول الى المطعم امرا عاديا في تلك الايام رغم ان الوضع اختلف هذه الايام فرمضان في دمشق اليوم له حرمة اكثر من ذلك الوقت في الشوارع العامة ولكن الامر مختلف تماما بالجزائر فاذا كنت رجلا ومن ظهر ابيك تجرأ وامسك سيجارة في الشارع اثناء الصيام انك لن تدري من اين ياتيك الضرب وان كلمة يا مفطر رمضان تعتبر شتيمة ومسبة لا يغفر لها واهانة كبيرة ومن الطريف اننا بعد ان ذهبنا الى مكتب 54 بشارع العربي بن مهيدي والذي كان اسمه لا ريميشلي ايام الاستعمار الفرنسي ولكنهم ما زالوا ينادونه بالاسم القديم وقابلنا هناك السيد احمد وافي ( ابو خليل ) واذكر انه صرف لنا مبلغ خمسمائة دينار جزائري مصروف كسلفة مستردة ولكنهم لم يستردوها
. لا اعتقد ان احدا منا كان صائما ذلك اليوم والله اعلم لكننا لم نجد ما نأكله عند الاذان توجهنا الى مظعم بمنطقة حسين داي قريب من الثانوية الثعالبية التي انزلونا بها لكي نأكل وعندما حان موعد الافطار كان كل رواد المطعم تقريبا منا نحن وعندما سالنا ماذا نريد ان ناكل بلهجته الجزائرية قلنا له ماذا يوجد عندكم فسرد لنا مجموعة من الاصناف لم نفهم منها الا كلمة واحدة هي البطاطا فطلبوا كلهم بطاطا الى ان نفذت البطاطا كلها وبعد لحظات سمعنا طوشة في المطعم على الباب بين صاحبه ومجموعة من الجزائريين المحتجين على عدم وجود بطاطا في المطعم وفي رمضان وعلى الفطور فسمعنا من صاحب المطعم يقول لهم بهدوء يريد ان يهديء من عصبيتهم طبعا فهمنا هذه الللهجة فيما بعد قال لهم
يا ويدي ويش تحب انديرلك جاو اصحاب الشرق وراهم ما ياكلوش في بلادهم غير البطاطا برك ما يعرفوش غير البطاطا يا سيدي الله غالب ايه غدوا انشاء الله يكون البطاطا بزاف .
كانت الجزائر في ذلك الوقت الحضن الدافيء للثورة الفلسطيينية كما كانت منذ اليوم الاول لاستقلالها
لقد استغربت عام 1962 وفي الخامس من تموز يوم ان استقلت الجزائر سمعت الكبار يقولون بان الجزائريين صرحوا بان استقلالنا ناقص حتى تستقل فلسطين ولم يكن احد في بلادنا في ذلك الوقت يذكر اسم فلسطين نحن في الضفة الغربية كنا اردنيون ونطلب احيانا من المعلم في حصة التاريخ ان يحدثنا عن فلسطين ولم نكن نعرف سوى كرت المؤن وما يحدثنا عنه والدي عن ذكرياته في حيفا عندما كان يعمل في I .B.C
شركة بترول العراق او الفيناري يعني مصفاة النفط في حيفا والتي لم يكن غيرها في كل المنطقة وكانت تنقل البترول من كركوك الى حيفا عبر الاردن حيث يتم تكريره وتزويد دول المنطقة منه وكيف ان جيراننا كانوا من اليهود وان العلاقات كانت بينهم علاقات جيرة عادية وكنت وانا افتش بالنملية وجواريرها والتي احضروها معهم من حيفااجد صورا ومازلت اذكر صورة كبيرة بهام عمارات عالية لم اتعود على مشاهذتها ومكتوب تحتها بالانجليزي حيفا شارع الملوك وكان يخبرنا ان بيتنا في شارع الناصرة درج خالد بن الوليد بجانب معمل ميللر للثلج , وقد اخذني والدي رحمه الله بعد الاحتلال الى حيفا والى نفس المنزل والذي ما زال مهجورا حتى حينه بينما المحلات التجارية المجاورة ذات الابواب السحاب والمقوسة من اعلى مغلقة بصبة اسمنت
وفي منتصف الستينا ت بعد عام 64 وبعد تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية صرت اسمع لاذاعة المنظمة ونجمة اذاعة فلسطين ابتسام حلمي والى المذيعين ياسر جرادات وعصام سخنيني وزعبلاوي وغيرهم وكانت معظم البرامج في قطاع غزة واللقاءات والفعاليات وصرنا نمع عن معسكرات الشاطيء والمغازي والبريخ والنصيرات ودير البلح وجباليا ونسمع اغاني اذاعة فلسطين
يا فدائي خلي رصاصك صايب
صايب صايب
يا فدائي جمع شمل الحبايب
الحبايب
دمك عربي فلسطيني
دربك دربي فلسطيني
يا فدائي يافدائي يا فدائي
النار النار من غزة
من غزة لجبال النار
الثار الثاريا يلادي يا بلادي
هو المشوار
خلى المدفع ناره تولع
ليلنا يخلي نهارهم يطلع
يا فدائي يا فدائي يا فدائي
بالاضافة الى اغنية
ارض ابوي يا خي
هي اغلى شي
من ورا المنطار
واغنية انا من دير ياسين
ابنك يا فلسطين
وقد اعجبتني ايضا اغنية محمد وهيب بام الحرية
باسم الحرية
نضحي بالارواح
فلسطين عربية
هي ارض الكفاح
هي ارض الكفاح
كما كنت استمع لاذاعة فسلطين طول الوقت تقريبا وخاصةنشاطات السيد المرحوم احمد الشقيري من خلال نشرة الاخبار والتي كانت تزودنا بمعلومات لا نسمعها من أي اذاعة اخرى عن قطاع غزة الصامد والذي حمل الهوية الفلسطينية منذ عام 48 والي اعلنت فيه حكومة عموم فلسطين برئاسة احمد حلمي عبد الباقي وكانت سيعترف بها من قبل الامم المتحدة وفقا لقرار التقسيم رقم 181 لولا فريقا آخر اجتمع في عمان برئاسة سليمات التاجي الفاروقي واخرون اعلن رفضه لهذه الحكومة وولاءه للملك عبدالله بن الحسين ملك الاردن عزز ذلك مؤتمر اريحا الذي اعلن وحدة الضفتين الشرقية والغربية ورفض مطلق من قبل حكومتى العراق والاردن الذي هدد بالانسحاب من الجامعة العربية فضيقت الجامعة الخناق على الحكومة الفلسطينية
علاوة على ذ لك فقد رفضت حكومة محمودفهمي النقراشي السماح لحكومة عموم فلسطين بممارسة أي نشاط من غزة ونقل مكاتبها الى القاهرة واجبروا الحاج امين الحسيني على مغادرة القطاع تحت جنح الظلام بصبحبة حسين سري عامر رئيس حرس الحدود الملكي المصري وقامت الجامعة العربية بقطع الدعم عن الهيئة العربية العليا لفسلطين حيث بقيت في شقة متواضعة بميدان مصطفى كامل بالقاهرة وشقة صغيرة بميدان العبدلي في عمان
لقد ضيع العرب وعلى راسهم الجامعة العربية فلسطين اولا واخيرا الى ان ظهرت منظمة التحرير واستعيد النشاط والوعي السياسي والاعلامي على الساحتين العربية والدولية واصبح القرار الفلسطيني بيد القائد الرمز ياسر عر فات ولم تستطع أي زعامة عربية او دولية ان تنتزع القرار المستقل منه رحمه الله وها هو الرئيس محمود عباس بدوره لم يرضخ لا للضغوط العربية ولا الاوروبية ولا للولايات المتحدة بشان طلب عضوية فلسطين بالامم المتحدة
كان احمد الشقيري رحمه الله محاميا قديرا وخطيبا مصقعا فقد دافع ايام الثورة الفلسطينية الاولى عن رفاق الشيخ عز الدين القسام بعد استشهاده في احراش يعبد ومحاكمتهم بالمحكمة العسكرية البريطانية بمدينة جنين والتي اغتيل حاكمها العسكري موفت على يد المناضل على ابو عين من قباطية عائلة ابو الرب ذلك الرجل النحيل الضعيف الاحدب والاشقر والازرق العينين حيث دخل عليه على شكل رحل بهلول ومتسول واخرج مسدسه وافرغه في راسه وكانت هذه اول عملية اغتيال سياسي في فلسطين وللحديث بقية .
تحياتي
سمية صباغ
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني