خالدة أنتِ في شعري .. بقلم: يوسف الحوت

خالدة انت في شِعْري

جَمَالُكِ أَدْهَشَ زَهْرَ الغَدِيرِ
فَأَهْداكِ رَيْحَانَةً بالعَبِيرِ
عِـطـرٌ بِثَوْبِ العَفَافِ احْتَمَى
وَفِي وَجْنَتَيْكِ وُرودُ الأَثِيرِ
فَيَغْفُو النِّقَابُ عَلى شَفَتَيْكِ
يَضُوعُ أَرِيجُ الثَّغْر ِالأسِيرِ
*****
فَشُكْرَاً لِمَنْ عَلَّمَتْني الكِتَابَةَ
شُكْرَاً لِمَنْ عَلَّمَتْنِي القِرَاءَةْ
شُكْرَاً لِمَنْ عَلَّمَتْني السَّفَرْ
بِبَحْرِ العُيونِ وَنَهْرِ البَراءَةْ
وَأَلْغَتْ نُفُوذَ جَوازِ السَّفَرْ
فَصِرْتُ أُسَافِـرُ مِثْلَ الإِضَاءَةْ
*****
أُسَافِرُ فِي شَفَتَيْكِ... وَحِيناً
أُسَافِرُ في قَارِبٍ مِنْ وُرودِ
أُسَافِرُ أَبْحَثُ عَنْ كَلِمَاتٍ
لِتَجعلَني مَرجـِعاً للْخُلُودِ
فَلا المالُ يُبْقِي رَصِيدَ الجَمَالِ
ولا الماسُ يَحْمِي قَوَامَ القُدُودِ
فَشِعْري شَبَابٌ يَدُومُ طَوِيَلاً
وَعِطْرٌ يُجَاوِزُ كُلَّ الحُدُودِ
يُجَدِّدُ فِيكِ دِمَاءَ الشَّبَابِ
يُخَلِّدُ فِيكِ رَبِيعَ النُّهُودِ
وَنَهْرُ نَسِيمٍ يَسُوقُ عَبِيراً
يَطُوفُ بِرَوْضٍ وَثِيرِ الخُدُودِ
وَشَمْسٌ تُعاوِدُ في كُلِّ صُبْحٍ
لِتَنْشُرَ حُبْاً وَدِفءَ الوُجُودِ
وَغَيْمٌ وَصَحْوٌ وَقَطْرُ النَّدَى
وَظِلٌّ يُعَانِقُ سَقـفَ الوُجودِ
*****
لــِيـُمسي جَمَالُكِ بَدْرَ التَّمَامِ
فَلا يُخْلِفُ الوَعْدَ رُغْمَ الرُّعُودِ
فَعَيْنُكِ بَحْرٌ .. وَدَمْعُكِ مَدٌّ
وَنَحْرُكِ سَطْرٌ بِسِفْرِ الخُلودِ
فَمَنْ لَهُ مِثْلِي حَبِيبٌ جَحُودٌ
يُخَلَّدُ بالشِّعْرِ رُغْمَ الصُّدُودِ
وَمَنْ هُوَ مِثْلِي لِيَحْمِلَ إِرْثِي
وَيَرْوِيَ شِعْرِي وَيُوفِي وُعُودِي
وَيَخْتَزِلَ الشِّعْرَ في امْرَأَةٍ
تُقابِلُ ناري بِكُلِّ بُرودٍ
شعر يوسف الحوت
من ديوان ثلج على جبال النار



مع كل الشكر للشاعر يوسف الحوت