نجم القذافي الى زوال
عادل عبد الرحمن
غابت شمس القذافي وزبانيته، واشرقت شمس ليبيا الحرة. الحادي والعشرين من آب/
اغسطس 2011 يوم مجيد في سجل تاريخ الشعب الليبي. مضى إثنان واربعون عاما كاملة
من حكم الرجل الفرد، حكم الديكتاتور. سنوات ثقيلة رغم بعض الاضاءات التي رافقت
تجربة السنوات الاولى من حكم الشاب القذافي في السبعينيات. لكن بعد ان اصيب
بلوثة الغرور والغطرسة، واالافتراض انه صاحب نظرية اجتماعية، اسماها "النظرية
الثالثة"، ادخل الشعب الليبي في إتون الفوضى والعبث وغياب المؤسسات. وازهق
الارواح ليس في ليبيا فحسب، بل في اصقاع العالم، وحيثما تمكن من ذلك. ووصل به
المطاف للحفاظ على "مملكتة" الى المساومة المذلة مع الغرب، ودفع تعويضات خرافية
له ، والتساوق معه في مختلف القضايا. وحتى اسرائيل حاول التطبيع معها، عندما
ارسل حجاجه الى المسجد الاقصى وقبل توقيع اتفاقية المبادىء (اوسلو) ودون
التنسيق مع القيادة الفلسطينية. وتخلى عن القومية العربية ، وحاول تأسيس "امة "
افريقية، واطلق على نفسه القاب التفخيم والتعظيم "ملك ملوك افريقيا" و"عميد
الحكام العرب" و"امير المؤمنين"، نجم عن ذلك إفلاس وجنون الرجل، الذي تضخم حتى
عاد بلا وعي ولا ناموس.
الشعب الليبي أمام منعطف نوعي في مسيرة النهوض من فوضى اللانظام طيلة العقود
الماضية. ستة اشهر كاملة قضاها ثوار ليبيا في مقارعة آلة حرب القذافي، الذي رفض
الانصياع لارادة ثورة فبراير/ شباط 2011. ولولا تدخل حلف الناتو العسكري ( وهو
تدخل مريب وغير إيجابي) لامكن العقيد وابناؤه سحق عظام ابناء الثورة الليبية.
انتصرت الثورة بفضل عاملين الاول ارادة الشعب الليبي، الذي رفض نظام القمع
البوليسي الاستبدادي، وأصر على الانتصار والتغيير واعادة بناء ليبيا الحداثوية.
والثاني تدخل العامل الخارجي (حلف الناتو)، التدخل المحسوب الثمن، والهادف الى
نهب ثروات ليبيا، وابقائها تحت هيمنة الغرب الاستعمارية. ولكن الانتصار الليبي
مازال ناقصا ومشوبا بالالتباس والغموض نتيجة وجود حلف الناتو في المشهد الليبي،
والذي ترك ظلالا كثيفة على شمس الثورة.
ويبقى السؤال مطروحا على بساط الثوار، هل ستتمكن قوى الثورة من تخطي العقبة
الجاثمة على صدر الشعب الليبي، حلف الناتو؟ وهل سيسمح الغرب لليبيا بالنهوض
والتطور وبناء الدولة المدنية ؟ وما هي القيود التي سيفرضها الغرب الاميركي -
الاوروبي على القادة الجدد؟ وهل ستتمكن قيادة الثورة من التحكم بنفط
وموارد بلادها؟ وقبل ذلك هل سيتاح لقوى طبقات وقوى الشعب من المشاركة في الحكم؟
ام ان الحكم سيقتصر على فئة بعينها دجنها الغرب، واخعها لتبعيته مسبقا؟
اسئلة جدية وكبيرة مطروحة امام اي قيادة سياسية ليبية. مما يحول دون رسم
السيناريو الانسب لمستقبل ليبيا الجديدة، ليبيا الخارجة من زمن القذافي الاغبر
والاسود، والقادمة على الزمن الملتبس والضبابي.
غير ان الاسئلة الافتراضية المطروحة وغيرها لا يمكن ان تسقط بهجة اللحظة،
لحظة زوال نجم رجل حكم بالحديد والنار والخزعبلات، زوال نجم القذافي وسيف
الاسلام والساعدي وخميس والسنوسي. وهي خطوة نوعية مهمة في مسار الحراك الشعبي
الليبي لنيل حقوقه الوطنية وحماية مصالحه العليا. فهنيئا للشعب الليبي الانتصار
العظيم.
عادل عبد الرحمن
غابت شمس القذافي وزبانيته، واشرقت شمس ليبيا الحرة. الحادي والعشرين من آب/
اغسطس 2011 يوم مجيد في سجل تاريخ الشعب الليبي. مضى إثنان واربعون عاما كاملة
من حكم الرجل الفرد، حكم الديكتاتور. سنوات ثقيلة رغم بعض الاضاءات التي رافقت
تجربة السنوات الاولى من حكم الشاب القذافي في السبعينيات. لكن بعد ان اصيب
بلوثة الغرور والغطرسة، واالافتراض انه صاحب نظرية اجتماعية، اسماها "النظرية
الثالثة"، ادخل الشعب الليبي في إتون الفوضى والعبث وغياب المؤسسات. وازهق
الارواح ليس في ليبيا فحسب، بل في اصقاع العالم، وحيثما تمكن من ذلك. ووصل به
المطاف للحفاظ على "مملكتة" الى المساومة المذلة مع الغرب، ودفع تعويضات خرافية
له ، والتساوق معه في مختلف القضايا. وحتى اسرائيل حاول التطبيع معها، عندما
ارسل حجاجه الى المسجد الاقصى وقبل توقيع اتفاقية المبادىء (اوسلو) ودون
التنسيق مع القيادة الفلسطينية. وتخلى عن القومية العربية ، وحاول تأسيس "امة "
افريقية، واطلق على نفسه القاب التفخيم والتعظيم "ملك ملوك افريقيا" و"عميد
الحكام العرب" و"امير المؤمنين"، نجم عن ذلك إفلاس وجنون الرجل، الذي تضخم حتى
عاد بلا وعي ولا ناموس.
الشعب الليبي أمام منعطف نوعي في مسيرة النهوض من فوضى اللانظام طيلة العقود
الماضية. ستة اشهر كاملة قضاها ثوار ليبيا في مقارعة آلة حرب القذافي، الذي رفض
الانصياع لارادة ثورة فبراير/ شباط 2011. ولولا تدخل حلف الناتو العسكري ( وهو
تدخل مريب وغير إيجابي) لامكن العقيد وابناؤه سحق عظام ابناء الثورة الليبية.
انتصرت الثورة بفضل عاملين الاول ارادة الشعب الليبي، الذي رفض نظام القمع
البوليسي الاستبدادي، وأصر على الانتصار والتغيير واعادة بناء ليبيا الحداثوية.
والثاني تدخل العامل الخارجي (حلف الناتو)، التدخل المحسوب الثمن، والهادف الى
نهب ثروات ليبيا، وابقائها تحت هيمنة الغرب الاستعمارية. ولكن الانتصار الليبي
مازال ناقصا ومشوبا بالالتباس والغموض نتيجة وجود حلف الناتو في المشهد الليبي،
والذي ترك ظلالا كثيفة على شمس الثورة.
ويبقى السؤال مطروحا على بساط الثوار، هل ستتمكن قوى الثورة من تخطي العقبة
الجاثمة على صدر الشعب الليبي، حلف الناتو؟ وهل سيسمح الغرب لليبيا بالنهوض
والتطور وبناء الدولة المدنية ؟ وما هي القيود التي سيفرضها الغرب الاميركي -
الاوروبي على القادة الجدد؟ وهل ستتمكن قيادة الثورة من التحكم بنفط
وموارد بلادها؟ وقبل ذلك هل سيتاح لقوى طبقات وقوى الشعب من المشاركة في الحكم؟
ام ان الحكم سيقتصر على فئة بعينها دجنها الغرب، واخعها لتبعيته مسبقا؟
اسئلة جدية وكبيرة مطروحة امام اي قيادة سياسية ليبية. مما يحول دون رسم
السيناريو الانسب لمستقبل ليبيا الجديدة، ليبيا الخارجة من زمن القذافي الاغبر
والاسود، والقادمة على الزمن الملتبس والضبابي.
غير ان الاسئلة الافتراضية المطروحة وغيرها لا يمكن ان تسقط بهجة اللحظة،
لحظة زوال نجم رجل حكم بالحديد والنار والخزعبلات، زوال نجم القذافي وسيف
الاسلام والساعدي وخميس والسنوسي. وهي خطوة نوعية مهمة في مسار الحراك الشعبي
الليبي لنيل حقوقه الوطنية وحماية مصالحه العليا. فهنيئا للشعب الليبي الانتصار
العظيم.
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني