من طرف خالد أبزاخ السبت أغسطس 20, 2011 9:20 am
يالله فيما يجري لمدينة أبي الفداء السورية مدينة حماة التي تعتبر من أقدم مدن العالم تاريخيا وفيها الآثار الرومانية المحيطة بنهر العاصي والتي ظلت آماد السنين قبل الإسلام ولم تهدم وتفجر إلا في عهد الطاغية الأب حافظ الأسد حيث زالت عن بكرة أبيها في الهجوم الهمجي الذي شنه المجرم ولم يُبْق منها حجرا واحدا إن مدينة أبي الفداء نسبة إلى أبي الفداء المؤيد بن الأفضل علي بن المظفر الثاني محمود 710 هـ 732 ثم محمد بن أبي الفداء 732-742 وقد أنعم السلطان الناصر على أبي الفداء بلقب ملك حماة وهو يعني أنه مستقل في مملكتها دون الرجوع إلى السلطان في مصر لأهميته من حيث العلم والأدب والشعر والتاريخ والجهاد والحكمة والسياسة ومعرفته بأنه المؤرخ أشهر وهو الذي استطاع أن يعيد حماة إلى ملك الأيوبيين بعد أن خرجت من ملكهم اثنتي عشرة سنة وقد ولد أبو الفداء بدمشق 672هـ ولكن ملك حماة بقي فيها حيث دامت الدولة الأيوبية مائة وسبعين عاما في حماة ونسبت إلى أيوب وسميت بالدولة الأيوبية التي كانت حاضرة صلاح الدين يوسف وإن هذه المدينة التي وصفت بمدينة النواعير التي تصفق مياهها دائرة على نهر العاصي كان لها التاريخ العريق ولم يستطع أحد أن يمسها بسوء إلا حافظ الأسد واليوم بالذات ابنه بشار فهو سر أبيه في الإجرام ومن شابه أباه فما ظلم، فبعد أن دمر الأب المدينة بتاريخ 2/2/1982 وهدم ثلثيها وقتل أكثر من خمسة وأربعين ألفا من أهلها فما اعتبر وقتها وإلى الآن طبعا مأساة العصر ولم يكن ثمة أعلام تقني بشن هذا الحدث الجلل، ولكن انتشر رغم كل ذلك واليوم ظهر أكثر وأكثر البحث والتقصي ونقل الحوادث والأرقام ممن شهدها ولم يحدث بعد هذه الحادثة الفاجعة أطل ابنه بشار ليستكمل المشوار ويتوعد وذلك في تصريح له نقلته القدس العربي في بدايات الأحداث أن بإمكانه أن ينجز ما أنجزه أبوه إذا جد الجد، وهذا ما صرح به في أول خطاب له في مجلس الشعب الذي هو منه براء حيث أكد أن المعركة إذا فرضت علينا فإننا لها! ومع أن العديد من المهتمين الساسة والمفكرين والعلماء نبهوه ونصحوه وكتبت له خمس رسائل تحذره من القادم بعد ثورتي تونس ومصر إلا أنه كان مكابرا، ولم يلتفت إلى هذه التوجيهات واعتبر أنه أكبر من أصحابها حتى صرح لجريدة وول ستريت جورنال أن بلاده محصنة من الثورة لأن الشعب يحبه كما يرى ولأن سوريا دولة ممانعة ومقاومة!! ولكن جاءه الخطب من حيث لا يحتسب وأخذ يلتقي هذا وذاك ويسأل لأنه أدرك أن رياح التغيير قد هبت وهي قادمة إليه لا محالة، وبعد تفجر أحداث درعا المعروفة نتيجة سجن الأطفال الذين كتبوا على الجُدُر أن الشعب يريد إسقاط النظام ثم ماذا حل بهم من قلع أظفار أيديهم وأرجلهم وتهديد أهليهم الذين طالبوا بهم وكيل السباب والشتائم المقذعة والألفاظ التي يندي لها الجبين مما مس عرضهم هبت ريح الإيمان والنخوة في قلوبهم وعروقهم فكانت الشرارة الحقيقية لبدء الاحتجاجات والانتفاضة التي تطورت فيما بعد إلى ثورة على النظام حيث عمت أرجاء سوريا كلها مدنا وقرى ومناطق وأحياء ومع أن الأحداث معروفة للجميع من وسائل الإعلام وخلاف ذلك إلا أن اللافت للنظر تماما وكما كان الأب مصمما على الحل الأمني ضد الشعب فكذلك الابن وكأن هذا متعلق حتى بالجينات الوراثية التي نسفت أي مقولة أن بشار متعلم ودكتور طبيب عيون يرى بعدسة دقيقة، ثم تبين أن الرجل انتقل من العيادة إلى القيادة ولم يملك أي بصر أو بصيرة حكيمة لمعالجة المرضى وأنه هو الذي أصبح بحاجة إلى طبيب عيون من جهة وطبيب أعصاب من جهة أخرى وطبيب قلب من جهة ثالثة وهو ما أفرزه الواقع والحقيقة وإن دلت عليه العلامات والقرائن وكلها تعتبر حجة ودليلا عند أهل العلم والمعرفة، فهو لم يعتمد على نفسه في اتخاذ القرارات، ومستشاروه والمقربون منه لا يعطونه إلا ما يريد وذلك من المكابرة أنه أفهم الخلق وقد قال سياسي كبير مقرب منه وقد عاشره: هو يسمع ومهما نصحته وأشرت عليه فلا يفعل إلا الذي في رأسه وهكذا الغرور والفوقية التي ستدق آخر مسمار في نعشه ونعش عائلته الحاكمة التي لم يسر على سوريا منذ الاستقلال أسرة حكمت أبداً إلا هؤلاء القتلة المجرمون السفاحون.. لم يقرأ الرئيس الشاب شيئا عن القرارات العقلانية وأنها هي القرارات السليمة، وفي الدين الإسلامي العقل أصل الشرع، فهو لم يفهم حقيقة العقلنة التي هي النبراس ولا حقيقة الشرع الذي هو العاصم من الزلل وقد أشار الباحث في إدارات الأزمة الأستاذ فرانكلين إلى أن اللاعقلانية إنما تبرز أكثر في لحظات الأزمة المعقدة، حيث تتحكم الحماقة بدل العقل في التصرفات بحيث لا يستطيع صاحب الحماقة تحديد المشكلة بدقة ولا تحليلها ولا تحديد وتقويم البدائل عنها، فعلى سبيل المثال إن الرئيس قال أنه سوف يصلح وقد قال ذلك مرارا خلال الإحدى عشرة سنة وقبل خمس سنوات بعد اجتماع القيادة القطرية ولم ير الشعب شيئا من ذلك على أرض الواقع بل كان الفشل هو المسيطر وسيد الموقف على معظم جوانب الحياة لاسيَّما فيما يخص حقوق الإنسان والتعامل الأمني الذي أصبح هاجس كل فرد في سوريا بحيث كره الناس حياتهم وأخذوا يبحثون عن المخارج دون جدوى وقد أخفق النظام في ذلك عبر سياساته الداخلية والخارجية ففي الداخلية لا يمكن أن ترى سوريا منصفا حرا إلا ويحدثك الكثير عن ذلك وما يزال هذا الإخفاق مستمرا خاصة في التعاطي مع الاحتجاجات السلمية حيث البطش والقمع والدموية الرهيبة وعدم الأخذ بالحلول السلمية السياسية التي تحقق رغبات وطلبات الشعب التي عبر عنها الرئيس نفسه بالمحرقة ولكن البون شاسع بين القول والتطبيق، وكذلك الإخفاق في جوانب كثيرة خارجيا وإن الكثير من الدول والهيئات الخارجية لتعبر عن ذلك في العديد من المناسبات ولكنها تجامل رسميا فلا تبرزها في صدورها، والبقية يظهرون ذلك خاصة في البلاد التي تفتح فضاءات واسعة للحرية والديمقراطية ولم يعد في زماننا هذا شيء يخفى على أحد في ظل العولمة والرأي المستنير وما تحويه البحور المعلوماتية التي لا يستطيع أحد أمامها أن يطمر رأسه في التراب كالنعامة ويعيش كرأس النظام السوري وزبانيته الذين يعيشون في العصور الوسطى وتخلف البرابرة في فهم قاصر شمولي لا نظير له في مختلف الأصعدة خاصة الإعلامية والسياسية ضمن حلف معروف شأنه شأنهم وعلى سبيل المثال فإننا على وجه المقاربة نذكر تركيا وكيف تقدمت حتى أصبحت أشبه بالدولة العظمى خلال عقد من الزمن ونظامنا على مدى أحد عشر عاما ليس عنده إلا مواعيد عرقوب، والأدهى من ذلك أنهم لا يعترفون بالحقيقة بل يذهب وزير الخارجية المعلم لينكر بلادا في الخريطة اسمها أوروبا وبعد تصريحه هذا في خطابه يهرع إلى السيارة المرسيدس وينسى أنها من صنع الألمان!
إن أي قائد يستطيع أن يحل مشكلاته مع شعبه ويصبح قراره بالإصلاح مقبولا حين يزاوج بين تصوره الدقيق لبيئة وطنه وبين الفرصة التي تجعله يستخدم الوسائل المناسبة للعلاج وبهذا يستطيع كقائد أن تكون قراراته أكثر رشدا حيث يتفهم العلاقة بين السبب والنتيجة.
ولا يألو جهدا أن يتقدم إلى عملية الابتكار والإبداع كيلا يضل طريقه في البوصلة وهكذا يتخذ القرار الصائب بعد دخوله أدق مرحلة لصنع هذا القرار لأنه يكون نقلة نوعية من النظري إلى العملي والوصول إلى الحل المقبول وبهذا يرضي ضميره ويرضى عن سياسة الشعب، ولكن للأسف الشديد فإن صاحبنا الملهم المحبوب عند البعض والذين وصل بعضهم إلى تأليهه والعياذ بالله لم يسلك مسلك الشرع ولا العقل ولا القانون نعم القانون؛ إذ مما يعرفه الجميع أن العقوبة حسب الجناية فهل عقوبة المتظاهرين السلميين مهما هتفوا بحناجرهم القتل بالرصاص الحي إن هذا يأباه الدين والقانون والإنسانية لمن كان له قلب وعقل وضمير إن هذا اليوم الأحد السابق للشهر الكريم رمضان بيوم، يريد الرئيس الملهم الذي خرج من قبعته المدنية إلى البذلة العسكرية ليغدر بأهل حماة الشهيدة أصلا والمثخنة بالجراح مما اجترحته يدا أبيه غدرا يدل على أنه وجهازه الأمني يبطنون غير ما يظهرون كما كان دأب أبيه الذي قال إن جيشه لن يدخل حماة ولكنه غدر، ودخل وادعى يومها وزير داخليته عدنان الدباغ أن فيها من المسلحين عدد لا يزيد على ثلاثمائة وهم فئة قليلة، وفعل رفعة الأسد أخو الرئيس الأفاعيل بأمر أخيه حافظ واقتحم المدينة بعد شهر من هذا الإعلان كما اقتحم اليوم زبانية بشار وأخيه ماهر المدينة بعد حصارها شهر أيضاً وهكذا تكون عدالة الهمجيين الذين يقتلون شعوبهم حفاظا على سلطتهم ومناصبهم فقط فلو تقدمت الدبابات والناقلات التي دخلت حماة وسائر سوريا هذا اليوم إلى هضبة الجولان لحررتها ولكن كيف يميز الله المخلص من العميل والوطني من الطائفي الذي لا تهمه إلا عائلته والملأ من حوله وذهب اليوم أكثر من مائة وستة وثلاثين قتيلا شهيدا قرابة المائة منهم في حماة ناهيك عن الجرحى والمآسي من عويل النساء والأطفال الذين روعهم ومازال الجيش والشبيحة وإن انشق والحمد لله قسم والتحقوا بالثوار ثم حدث عن قتلى دير الزور 19 قتيلا وخمسين جريحا ثم عن بلدة الحراك في درعا التي تضامنت هي والرش وإدلب وحرستا والمعظمية حيث اعتقل أئمة المساجد والنساء وغيرهم 220 شخصا، ثم البوكمال حيث سقط العديد من القتلى والجرحى بيد المهاجمين والقناصة وبدأت كعادتها الإدانات الدولية ولكن المهم أن نعرف أن التنسيقات أصدرت بيانا تصرح فيه أننا بدأنا بمرحلة جديدة فيا رباه متى نتخلص من هؤلاء الهمج ويحكم الأحرار؟.
للكاتب خالد الهندواي
والسلام عليكم ورحمة اله وبركاته
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني