يا ليْتني لمْ أصْحُ / يوسف أبو سالم
فركَ الصباحُ عيونَهُ كي تصْحو
ودنا يهدهدهـا فطـاب البــــوْحُ
وتنهَّدتْ شمسٌ تضيءُ جبينها
وعلى بقايا الليل راحتْ تمحـو
وتنفس الرمـــانُ في وجَنَاتها
فإذا الخَفُوقُ يصيحُ وهو أبـَحََُّ
يا أيها الوجه المطعــــم بالحيا
أنتَ البريءٌ المستفـزٌ السَمْـحُ
ودنا يهدهدهـا فطـاب البــــوْحُ
وتنهَّدتْ شمسٌ تضيءُ جبينها
وعلى بقايا الليل راحتْ تمحـو
وتنفس الرمـــانُ في وجَنَاتها
فإذا الخَفُوقُ يصيحُ وهو أبـَحََُّ
يا أيها الوجه المطعــــم بالحيا
أنتَ البريءٌ المستفـزٌ السَمْـحُ
بيضاءُ كالفُّل المسافرِ بالسنا
للفل في الرهَفِ المنعَّم فـوْحُ
شفافةٌ هي والأثيـر خصيبــةٌ
أياَّن تمطرُ فالغيـومُ تَشِـــــحُّ
قُمْريَّـةٌ خفاقــــــــةٌ بجناحهـا
يا حَوْرُ بَخِّــرْها وزِدْ يا دَوْحُ
يا للبلاغــــة وهي تخطــــبُ وُدَّها
ديوانُ شِعْـٍر والقصــــــــائدُ نفْـــحُ
تمضي الحروفُ لها على أعناقهـا
فيشبُّ سهــمٌ أو يزفزفَ رُمْـــــــحُ
نضجتْ قوافيها وحــــــانَ قِطافها
كيف السبيلُ وللقوافـــــي صَــرْحُ
نَعَثَتْ على سُّرر الغوايـة ريشَهـا
فترنـَّح الليلُ الطـويــلُ يُلِــــــــــحُّ
وكبَا الســراجُ وقد بَدَتْ قسماتُها
جسداً يمــورُ حـلاوةً ويَسِــــــــحُّ
فتشابكتْ فيـه الظلالُ وهسْهستْ
أن الغوايةَ في الضيــاء الرشْــحُ
فيها عرفـتُ مــــذاق طعــمٍ آخـرٍ
وعرفتُ سنبلتـي فأينَ القمــــــحُ
باعتْ ليَ الأحلامَ واختلقتْ رؤىً
فظننتُ أنَّ العيــدَ فيها فِصْــــــحُ
وظننتُ إذ أرخـتْ إلي زمامهـــا
أني صلاح الدين وهـي الفتــــحُ
وبأنني في سِفـرِهـا أسطــــــورة
يروي المسـاءُ فصولها والصبـحُ
لكنهـا سفكـتْ علـى عتباتـــــهـا
من قانياتِ دمـي فسالَ الجــــرحُ
فرأيتُهـا تخْتـــالُ فيهـا قمــــــــةٌ
ورأيتني يبكــي عليَّ السفْــــــحُ
وعزفتُها بالنــــاي مـوالاً فهـــــل
غنّى فـؤادٌ جـــــاسَ فيه القـــرحُ
وطويتُها بين الضلـوعِ حكايــــةً
ماضرّ لو بقيتْ وجاشَ الصفْــحُ
وصحوتُ والدنيا تلومُ قصائـدي
وسذاجتي يا ليتنـي لـم أصْــــحُ
.........
فرأيتُـهـا تخْتـالُ فيـهـا قمــةٌ
ورأيت يبكـيني عليَّ السفْحُ
رغم التراكيب والمفردات الباحثة عن الحداثة ..
إلا أن القصيدة احتفظت بكل بهاء الكلاسيكية العامودية وهيبتها
وقد اغتنى بحرها الكامل بسلاسة اللغة والقافية المقصورة الحاء
وكأن بحة ناي كانت تروي الحكاية ..
كان للقصيدة الكلاسيكية جوا روحيا ابتدأ بالطبيعة وهنا براعة مشهدية
كانت أقرب للوجدانية بإغراقها في اعتناق الطهارة أساسا تحمل عليه باقي
السمات وكان لا بد أن يطل الشاعر من فوق من أعلى من مصدر الطهارة ..
فركَ الصباحُ عيونَهُ
ودنا يهدهدهـا
وتنهَّدتْ شمسٌ
وتنفس الرمـــانُ
يا أيها الوجه .. البريءٌ
ثم بدأ المشهد يقترب من النائمة كالملاك وكانت كل ملامح الطهارة ترفها
بدء من لون النور الأبيض ..
وانتهاء بشبه الكمال والتميز .. اللامحدود واللا معرف ..
بيضاءُ كالفُّل
شفافةٌ
قُمْريَّـةٌ خفاقــــــــةٌ
ديوانُ شِعْـٍر ..نضجتْ قوافيها
للفل في الرهَفِ المنعَّم فـوْحُ
شفافةٌ هي والأثيـر خصيبــةٌ
أياَّن تمطرُ فالغيـومُ تَشِـــــحُّ
قُمْريَّـةٌ خفاقــــــــةٌ بجناحهـا
يا حَوْرُ بَخِّــرْها وزِدْ يا دَوْحُ
يا للبلاغــــة وهي تخطــــبُ وُدَّها
ديوانُ شِعْـٍر والقصــــــــائدُ نفْـــحُ
تمضي الحروفُ لها على أعناقهـا
فيشبُّ سهــمٌ أو يزفزفَ رُمْـــــــحُ
نضجتْ قوافيها وحــــــانَ قِطافها
كيف السبيلُ وللقوافـــــي صَــرْحُ
نَعَثَتْ على سُّرر الغوايـة ريشَهـا
فترنـَّح الليلُ الطـويــلُ يُلِــــــــــحُّ
وكبَا الســراجُ وقد بَدَتْ قسماتُها
جسداً يمــورُ حـلاوةً ويَسِــــــــحُّ
فتشابكتْ فيـه الظلالُ وهسْهستْ
أن الغوايةَ في الضيــاء الرشْــحُ
فيها عرفـتُ مــــذاق طعــمٍ آخـرٍ
وعرفتُ سنبلتـي فأينَ القمــــــحُ
باعتْ ليَ الأحلامَ واختلقتْ رؤىً
فظننتُ أنَّ العيــدَ فيها فِصْــــــحُ
وظننتُ إذ أرخـتْ إلي زمامهـــا
أني صلاح الدين وهـي الفتــــحُ
وبأنني في سِفـرِهـا أسطــــــورة
يروي المسـاءُ فصولها والصبـحُ
لكنهـا سفكـتْ علـى عتباتـــــهـا
من قانياتِ دمـي فسالَ الجــــرحُ
فرأيتُهـا تخْتـــالُ فيهـا قمــــــــةٌ
ورأيتني يبكــي عليَّ السفْــــــحُ
وعزفتُها بالنــــاي مـوالاً فهـــــل
غنّى فـؤادٌ جـــــاسَ فيه القـــرحُ
وطويتُها بين الضلـوعِ حكايــــةً
ماضرّ لو بقيتْ وجاشَ الصفْــحُ
وصحوتُ والدنيا تلومُ قصائـدي
وسذاجتي يا ليتنـي لـم أصْــــحُ
.........
فرأيتُـهـا تخْتـالُ فيـهـا قمــةٌ
ورأيت يبكـيني عليَّ السفْحُ
رغم التراكيب والمفردات الباحثة عن الحداثة ..
إلا أن القصيدة احتفظت بكل بهاء الكلاسيكية العامودية وهيبتها
وقد اغتنى بحرها الكامل بسلاسة اللغة والقافية المقصورة الحاء
وكأن بحة ناي كانت تروي الحكاية ..
كان للقصيدة الكلاسيكية جوا روحيا ابتدأ بالطبيعة وهنا براعة مشهدية
كانت أقرب للوجدانية بإغراقها في اعتناق الطهارة أساسا تحمل عليه باقي
السمات وكان لا بد أن يطل الشاعر من فوق من أعلى من مصدر الطهارة ..
فركَ الصباحُ عيونَهُ
ودنا يهدهدهـا
وتنهَّدتْ شمسٌ
وتنفس الرمـــانُ
يا أيها الوجه .. البريءٌ
ثم بدأ المشهد يقترب من النائمة كالملاك وكانت كل ملامح الطهارة ترفها
بدء من لون النور الأبيض ..
وانتهاء بشبه الكمال والتميز .. اللامحدود واللا معرف ..
بيضاءُ كالفُّل
شفافةٌ
قُمْريَّـةٌ خفاقــــــــةٌ
ديوانُ شِعْـٍر ..نضجتْ قوافيها
نَعَثَتْ ريشَهـا .. جسداً يمــورُ حـلاوةً
مــــذاق طعــمٍ آخـرٍ
مــــذاق طعــمٍ آخـرٍ
كان لوصف جمالها وكمالها الطاغي مفعول الاستلاب والتصيد على قلب الشاعر
الذي لم يذكر نفسه وبأسه إلا تحت تأثير إيحاءات جمالها الآسر ..
ولكن عامل الطهارة بقي أساسا مسيطرا على الموقف الدرامي في رومنسية
شبه روحية جعلت الشاعر يرى نفسه اسطورة أو بطل أسطوري لتصبح هي
إنجازا لهذا البطل الأسطوري بكل ما يلف تلك العلاقة بين البطل والإنجاز
من نقاء واحتفال و ( طهارة ) ..!!
باعتْ ليَ الأحلامَ
واختلقتْ رؤىً
فظننتُ .. وظننتُ
أني صلاح الدين .. وبأنني أسطــــــورة
وتتابعت المشاهد لتصف علاقة خلاقة بين البطل الأسطوري وبين إنجازه الفذ ..
إنه الإنجاز العظيم الذي يكلف غاليا و يبيح دما غزيرا في سبيل الوصول والانتصار .. وكانت هي التصور الأسمى الشامخ الذي بقي مختالا بفضل
معاناة ومكابدة و جهاد البطل ونزفه .. !!
وكذلك بقيت هي الإنجاز السامي ( المختال ) ليحول معاناة البطل إلى
عذوبة يستسيغها قلبه
لكنهـا سفكـتْ .. دمـي
فرأيتُهـا تخْتـــالُ
ورأيتني يبكــي عليَّ ..
وعزفتُها
غنّى فـؤادٌ
نعم إنها أسطورة بكل هذه المقاييس شبه الكاملة ..
إنها الأسطورة الحلم .. الذي لا تتمنى أن تستيقظ منه ..
وطويتُها .. ماضرّ لو بقيتْ .. ؟؟
وصحوتُ .. يا ليتنـي لـم ..
.......
هكذا يُسقط الشعر على حالة إنسانية شخصية فريدة فيلبسها ثوبا لا يقل جمالا وحياة عن الواقع المعاش بل يفوقها بما
يضيف إليها مما ليس في الواقع ..
الذي لم يذكر نفسه وبأسه إلا تحت تأثير إيحاءات جمالها الآسر ..
ولكن عامل الطهارة بقي أساسا مسيطرا على الموقف الدرامي في رومنسية
شبه روحية جعلت الشاعر يرى نفسه اسطورة أو بطل أسطوري لتصبح هي
إنجازا لهذا البطل الأسطوري بكل ما يلف تلك العلاقة بين البطل والإنجاز
من نقاء واحتفال و ( طهارة ) ..!!
باعتْ ليَ الأحلامَ
واختلقتْ رؤىً
فظننتُ .. وظننتُ
أني صلاح الدين .. وبأنني أسطــــــورة
وتتابعت المشاهد لتصف علاقة خلاقة بين البطل الأسطوري وبين إنجازه الفذ ..
إنه الإنجاز العظيم الذي يكلف غاليا و يبيح دما غزيرا في سبيل الوصول والانتصار .. وكانت هي التصور الأسمى الشامخ الذي بقي مختالا بفضل
معاناة ومكابدة و جهاد البطل ونزفه .. !!
وكذلك بقيت هي الإنجاز السامي ( المختال ) ليحول معاناة البطل إلى
عذوبة يستسيغها قلبه
لكنهـا سفكـتْ .. دمـي
فرأيتُهـا تخْتـــالُ
ورأيتني يبكــي عليَّ ..
وعزفتُها
غنّى فـؤادٌ
نعم إنها أسطورة بكل هذه المقاييس شبه الكاملة ..
إنها الأسطورة الحلم .. الذي لا تتمنى أن تستيقظ منه ..
وطويتُها .. ماضرّ لو بقيتْ .. ؟؟
وصحوتُ .. يا ليتنـي لـم ..
.......
هكذا يُسقط الشعر على حالة إنسانية شخصية فريدة فيلبسها ثوبا لا يقل جمالا وحياة عن الواقع المعاش بل يفوقها بما
يضيف إليها مما ليس في الواقع ..
نقلته لكم
مع كل تحياتي
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني