البحث عن الفردوس
في ديوان الشاعر خلف دلف الحديثي
شظايا الصدى المتكسر
عادل حريز الدرةفي ديوان الشاعر خلف دلف الحديثي
شظايا الصدى المتكسر
ربما سأجدني منحازا للشاعر ذلك لأنه إبن مدينتي وصديقي وتربطني به علاقة صداقة تمتد لسنوات طويلة.. كذلك تربطني به علاقة شعرية تمتد بامتداد صداقتي له.. لذلك كنت مترددا أول الأمر حين طلب إليّ كتابة مقدمة لمجموعته الشعرية الخامسة هذه...
أرى أن تردّدي مشروعا ذلك لأني أمام المجموعة الخامسة للشاعر فقد سبقتها أربع مجموعات قرأتها جميعا وبذلك تكونت الملامح العامة لعالم الشاعر وعبر مجموعاته الخمس قدّم لنا نفسه كاملة فقد ضمنت تلك المجاميع الشعرية قصائد لأزمنة مختلفة من عالم الشاعر وعمره الشعري وهيأت مادة متكاملة لدراسته من حيث تركيب الجملة لديه ولغته ورسمه للصورة وميزات شعره العامة .
أستطيع أن أقسِّم مراحله الشعرية إلى:
1- البدايات وكانت تتميز ببساطة الجملة والصورة ووضوح المعنى وتتميز بتأثره وخاصة في الغزل بموجة حسين مردان وإلياس أبو شبكة فقد مال إلى الغزل الحسي وذكرِ المفاتن المهيّجة للغرائز. وكان ثائرا واضحا في شعره الوطني منحازا للعراق راسما حبه لهذا الوطن المعطاء عبر قصائد كثيرة.
2- كان لنشوب الحرب الإيرانية- العراقية أثرها في شعر الشاعر وفي لغته فقد شكلت نشوب هذه الحرب علاقة بارزة في تحول الشاعر وفي لغته إلى حب أعمق للعراق خاصة وأنه كان ككل العراقيين جندياً مشاركا في الدفاع عن العراق البوابة الشرقية للوطن العربي.
ظلت هذه المرحلة في شعره تتشكل وتأخذ شكلها الناضج حتى الغزو الأمريكي للعراق وإحتلاله.
3- المرحلة الثالثة في شعره مرحلة الإحتلال وانحيازه إلى العراق وحريته وانعتاقه من ربقة الإحتلال فشاعرنا هو أول شاعرٍ أصدر مجموعة شعرية يرفض فيها الإحتلال ويمجّد المقاومة العراقية الباسلة.
هذا من الناحية الزمنية من عمره الشعريّ الذي ابتدأه وهو طالب في المرحلة المتوسطة في بداية السبعينات من القرن الماضي . فقد كتب الشعر في سن مبكرة وبرزت موهبته فيه.
نشر الكثير من شعره في ذلك الوقت في جريدة العدل النجفية التي كانت تصدر آنذاك وفي مجلة الورود اللبنانية.
ومنذ بواكيره كانت ملامح الشاعر الفنية قد بدأت ومع استمراره بالكتابة بدأت هذه الملامح تترشح عبر كتاباته.
الأولى : أنه إلتزم كتابة الشعر الكلاسيكي فلم يجنح إلى الحر ولا إلى التجديد وبقي ملازما للقصيدة العمودية ولم يتأثر بموجات التجديد في الشعر.
الثانية : طول القصيدة التي يكتبها فهو مطيل في قصائده وهذه سمة تلازمُ نتاجه الشعري على غزارة ما يكتب فقليلا ما تجد له قصائد قليلة الأبيات.
الثالثة : ولعَهُ بالقوافي المختلفة وكتب على أغلب الحروف إنْ لم تكن جميعها ففي هذه المجموعة نجد حرف الثاء وحرف الطاء وحرف الزاي وهذه تعبر عن قدرة لغوية لدى الشاعر فهو قادر على الكتابة على أي حرف شاء.
وهذه الكتابة جعلته يستدعي كلمات معجمية يبعث فيها الحياة بعد أن هجرت وبقيت في بطون المعاجم اللغوية لا يتذكرها أحد .
الرابعة : يلتقط الشاعر الكلمات الفصيحة التي درج عليها الناس وظنوها أنها من اللهجة المحكية وليست من الفصيحة كالفعل (أشيل) فهو من الفصيح المستخدم في العامية حتى ظنه الناس أنه ليس من الفصحى.
والحب موضوعة تغلب على الشاعر في كل مواضيعه التي يستخدمها حتى في شعر المقاومة فإنه يتغزل بالعراق ويتغزل ببغداد كالحبيبة مما يعطي لقصيدته رومانسية جميلة محببة إلى النفوس تقرب مفهوم القصيدة للمتلقي بشكل جذاب.
وشاعرنا يدخل في تفاصيل الموضوع وله قدرة رائعة على تناول الجزئيات ليجعل منها موضوعا كبيرا لقصيدة جميلة الأسلوب والبناء.
فهو شاعر مطبوع لا يكاد يكتب المطلع حتى تنهال عليه الكلمات إلى أن تكتمل القصيدة وله قدرة رائعة على تناول المزج بين الصور الجزئية لموضوعه ليجعل منها لوحة متكاملة الخطوط متناسقة الألوان ليبهر المتلقي.
فقد استطاع معالجة موضوع طول القصائد ليبعده عن الترهل والإسفاف لينتقل بنا من جزئية إلى جزئية عبر تناسق موضوعي وتناسق صوري وقدرة لغوية وموسيقية حتى تنتهي من قراءة القصيدة .
وشاعرنا مولع برسم صور تملك المتلقي وتأخذ بلبِّهِ وأحيانا تبهره بجمالها وأحيانا تبهره بقتامها عندما يرسم موضوعا قاتما على الورق.
إذنْ . فعالم شاعرنا قد أخذ ملامحه وأبعاده واستطاع أن يقدم نفسه كشاعر له مكانة بارزة في خارطة الشعر العربي الحديث وفي خارطة الشعر العراقي بالرغم من أن دواوينه قد تأخرت زمنيا عن وقت ظهوره كشاعر له صولات وجولات في المهرجانات الشعرية التي عقدت في
محافظات القطر من شماله إلى جنوبه وعبر النت في الفترة الأخيرة حيث أصبح له متابعين ومشجعين وقراء في أرجاء الوطن العربي الكبير...
نبارك مجموعته الشعرية الخامسة ونتمنى أن ترى النور مجاميعه الباقية المخطوطة ومن الله التوفيق...
بقلم: عادل الدرة
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني