خرجت من بين ثنايها كما لم تعهد الحروف من قبل أن تنطق، بخار يتصاعد مع كل همسة من أفواه الجموع ((خمس و عشرون ..)) ((…. واحد))… كلمات مبعثرة، ألوان تعج بالمكان، ضجيج الأحذية على الرخام الإيطالي المعرق بفحش الثروة تطبع عليه الأنعلة ذكريات ظن أن لن تفارقه، عامل في كل جناح و الجمع ينتشر،يوم ينايري بامتياز، تبطؤ الحركة وكأن الهواء ثقل، غرف في البهو تدري من أي زمن تكون … أسرة اختفت خلفهما تعبق بالرطوبة لا تستحق أن ينتهي المشوار هناك، بدلة زرقاء يعلوها وجه يفضح حبه لرداء العرس ومن تلبسه، تعانقت أناملهما و التقت …
(( ما رأيك في هذه ؟ )) قالها يشرع بحثه لتتلمس أنامله خاتمها الذهبي، حلقة تحمل اتحاد آمالهم و الأحلام،حلقة تصغر مكانا و تتمدد مكانة لتستوعب من المعاني أكثر، سرت شحنة من قلبه عبر خنصرهما كبوابة في شارل ديغول موغلة في الروح لتبوح بما يجول في الخلد وما يخالج الشعور و تخرج على نفسها بما لاتريد أن تعلن،لا تفارق شفتاها التقاءهما بأشبه ما يكون غراء يلجم الفاه، يتغلب الصمت على الكلام فيصبح الدين و الديدن،يحيل الغناء إيماءا و الكتابات إلهاما،نتأت عينها لجمال ما ترى، والبؤبؤ يبوح بان أحلامها و ما ترى أمامها سيان، بوحٌ دونه عزف الحناجر، غرفة بسيطة بتعقيدها راقية بزخرفاتها الهرمية ، أرضيتها تحاكي عتم أزقة حاراتنا ومن تحت مظلتها تفرعنوا حين استوطن الليل، ويصل السقف بالأرض تلك الستارة المهيبة ، كم حلِمَت أن يتوسط الغرفة شيء ثلجي شفاف،راحت تتلمس بديع الصنع و الجوهر.. تلك الناصعة البياض بنقاء مقصدهما تاركة في كل درزة سكون نفس من حاكها ، امتزجت معها في منظر مهيب ،كأن روحا تماهت في اللون
أشرعة المراكب على النيل استدبرت الريح مستقبلة مرساها،و الشمس قد خجلت وراء التل لتبث روح الشغف في سقف الغرفة و تدبغ بريش اشعتها لون الدم، كم هي جميلة ! غرفة تلهب نفسك بالتحرك و الانفعال، وهي التي استقت من نزف الفؤاد دواة لتخط ما تشاء والحبر لا ينفد، ، جثم أمام جمالها ساعات على قدميه ، حمرة كانت تنقص الغرفة مع الأسود وضده تشد النار أزرا و النفوس توقدا،كأنه لا يصدق أن ما طبعه بقلبه قد صار حقيقة يعجب لحسنها ، أرادها فكانت ،ما عادت عيناه تريان جفنهما، افلتتا من صخب و غضب السقف ليؤنسهما عقاب في الأفق قد شفت عنه الستارة بذقن يلقي ظله على ريش الكتف الأيمن، يستشرف بعينيه أسوار عكا ، ينظرها وتنظره وقد بلغ بهما الخيال مبلغا يصد ما استحضرا، وعصف الذهن يوهن العقل حينا وألقى الجسد لحظتها بتعبه على فكره كجثة فازاحه ، خدر أزرق ينسل لأنامل قدمه، يعيد للواجهة طابور الابتدائية، الزي الكشافي يرفع العلم و القلب يهمهم ((بلادي بلادي…))((..انتهت احلامي لغرفة يتمدد العقاب فيها على الوانك يا بلادي))،يعجل الانسان فيقطف الاثمار مرة المذاق قبل ان تحلو وهو الذي سهر عليها الايام لتعقد الزهور، و يحيل الأمراض موتا مستبقا قضاءه، واستودع صبر صاحبنا طول الأمل وشقة الطريق و استبقت عيناه قراره ليجد الكرسي المخملي بلون بدلته حلاً لتعبه، راح يمشي بثقل المنهك كما لو أن ظله يسحبه للوراء تموضع ليجلس عليه فتناهى نداء لأذنيه((توقف….
عذرا لكن الكرسي مخلوع……)).
لكم مني التحيات
وإلى اللقاء
تيسير درويش
(( ما رأيك في هذه ؟ )) قالها يشرع بحثه لتتلمس أنامله خاتمها الذهبي، حلقة تحمل اتحاد آمالهم و الأحلام،حلقة تصغر مكانا و تتمدد مكانة لتستوعب من المعاني أكثر، سرت شحنة من قلبه عبر خنصرهما كبوابة في شارل ديغول موغلة في الروح لتبوح بما يجول في الخلد وما يخالج الشعور و تخرج على نفسها بما لاتريد أن تعلن،لا تفارق شفتاها التقاءهما بأشبه ما يكون غراء يلجم الفاه، يتغلب الصمت على الكلام فيصبح الدين و الديدن،يحيل الغناء إيماءا و الكتابات إلهاما،نتأت عينها لجمال ما ترى، والبؤبؤ يبوح بان أحلامها و ما ترى أمامها سيان، بوحٌ دونه عزف الحناجر، غرفة بسيطة بتعقيدها راقية بزخرفاتها الهرمية ، أرضيتها تحاكي عتم أزقة حاراتنا ومن تحت مظلتها تفرعنوا حين استوطن الليل، ويصل السقف بالأرض تلك الستارة المهيبة ، كم حلِمَت أن يتوسط الغرفة شيء ثلجي شفاف،راحت تتلمس بديع الصنع و الجوهر.. تلك الناصعة البياض بنقاء مقصدهما تاركة في كل درزة سكون نفس من حاكها ، امتزجت معها في منظر مهيب ،كأن روحا تماهت في اللون
أشرعة المراكب على النيل استدبرت الريح مستقبلة مرساها،و الشمس قد خجلت وراء التل لتبث روح الشغف في سقف الغرفة و تدبغ بريش اشعتها لون الدم، كم هي جميلة ! غرفة تلهب نفسك بالتحرك و الانفعال، وهي التي استقت من نزف الفؤاد دواة لتخط ما تشاء والحبر لا ينفد، ، جثم أمام جمالها ساعات على قدميه ، حمرة كانت تنقص الغرفة مع الأسود وضده تشد النار أزرا و النفوس توقدا،كأنه لا يصدق أن ما طبعه بقلبه قد صار حقيقة يعجب لحسنها ، أرادها فكانت ،ما عادت عيناه تريان جفنهما، افلتتا من صخب و غضب السقف ليؤنسهما عقاب في الأفق قد شفت عنه الستارة بذقن يلقي ظله على ريش الكتف الأيمن، يستشرف بعينيه أسوار عكا ، ينظرها وتنظره وقد بلغ بهما الخيال مبلغا يصد ما استحضرا، وعصف الذهن يوهن العقل حينا وألقى الجسد لحظتها بتعبه على فكره كجثة فازاحه ، خدر أزرق ينسل لأنامل قدمه، يعيد للواجهة طابور الابتدائية، الزي الكشافي يرفع العلم و القلب يهمهم ((بلادي بلادي…))((..انتهت احلامي لغرفة يتمدد العقاب فيها على الوانك يا بلادي))،يعجل الانسان فيقطف الاثمار مرة المذاق قبل ان تحلو وهو الذي سهر عليها الايام لتعقد الزهور، و يحيل الأمراض موتا مستبقا قضاءه، واستودع صبر صاحبنا طول الأمل وشقة الطريق و استبقت عيناه قراره ليجد الكرسي المخملي بلون بدلته حلاً لتعبه، راح يمشي بثقل المنهك كما لو أن ظله يسحبه للوراء تموضع ليجلس عليه فتناهى نداء لأذنيه((توقف….
عذرا لكن الكرسي مخلوع……)).
لكم مني التحيات
وإلى اللقاء
تيسير درويش
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني