جزاك الله خيرا وبارك الله لك وعليك
مواضيع مماثلة
بحـث
المواضيع الأخيرة
ازرار التصفُّح
التبادل الاعلاني
2 مشترك
لقاء- بقلم يعقوب درويش
الشاعر لطفي الياسيني- مشرف
- عدد المساهمات : 1812
نقاط : 29399
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 07/04/2010
العمر : 101
الموقع : منتدى الشاعر لطفي الياسيني
- مساهمة رقم 1
رد: لقاء- بقلم يعقوب درويش
abeereid_2007- مشرف
- عدد المساهمات : 285
نقاط : 27298
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 10/04/2010
العمر : 45
- مساهمة رقم 2
لقاء- بقلم يعقوب درويش
لقاء
أقفـل باب غرفته بعد أن ترك كل محتوياتها مبعثرة على ما هي عليه , الفراش عبث به قلق نائم , وعلى الطاولة صحن بـه بقـايا طعام , وبجانبه كسرة خبز , لم تمتد لهما يد منذ أيام , كان يـزورهما بـين الحـين والآخـر فأر أو نوع آخر من القوارض لا مهم من يزور. . وكأس به بقايا خمر , وجورب ثقب عند إبهام القـدم , ومشط للشعر ملقى بقرب البـاب على أرض عارية متسخة .
ابتعـد عن البيت , يبحـث . . يبحث عما لا يعـرفه , لا يتصوره , لا يتذكره , يتنقل تفكيره من موضوع لآخر , كأنه يبحث عن موضوع ما خارج إطار التفكير والواقع , هذا ما يتذكـره .امتطى حافلة النقل الداخلي , وصل مكان العمل , دون أن يتذكـر وجوه الأشخاص بالحافلة أو ما مر بهم , أو ما كانت على الطريق من عوالم ثابتة منها أو متغيرة وغيرها , وغيرها لم يتذكـر, لا لم يتذكرها , حضر قهوته , واحتسى الفنجان الأول وأنهى سيجارته الأولى والثانية لا يعلم , ملأ الفنجان الثاني وأنهى سجائره معه , أنهاهما وحيـدا , وحيدا لا يشاركه في وحدته سوى اللا شعور وذهن لا زال في نشاطه الفكري , يبحث عن موضوع ما لا يعرفه , لكنه يبحث عن ما لا يعرفها , وفي هــذا اللا الشــعور يبـدو أنه يبحـث عن الآخر , يرغب قي كسر وحدته , يحلم بمليء الفراغ عن اللا فراغ الذي يحلم به , يفتش عمن يتواصل معه.
انتهى من ترتيب بعـض الحاجيـات والمـواد , أدار المذياع , حرك مؤشره صدح صوت فيروز , فتيات كثر وشبان ابتاعوا حاجيات متشابهة في بعضها ومختلفة في بعضها الآخـر , أيقظه من حالته صوت ينـادي صباح الخـير يا عم , حصوة ألقيت في مياه راكدة فتحركت وتحركت بدواخله أشياء وأشياء وهاجت كوامن .
تفتح بدون أن تدري ورد عمرها , عيون ممتلئة تحدي وإغراء وألم وضياع , فهبت رياح تسأل , سؤال دون جواب , لكنها حركت السكون ومزقت الصمت بداخله , فما أوسع السكون وما أعمق الصمت , وربما لديها أيضا , أقول ربما , وبدون أن تدري باتت غيمة في السماء , سـمراء كلها إغـراء وسط هذا الصباح .. أسكرته تلك العيون . ومن ذا الذي يعرف جمال العيون ويراها ولا يسكر ؟ ! أعترف بأنه أدمن بتلك العيون , نعم أعترف وبكل قواه العقلية أدمـن بها , ويتحمل لوحده العقـوبة المترتبة على ذلك . .عقوبة البعد والحرمان , بهذا الإدمان كانت الجراح , سمراء أرادت أن تشتكي للرياح .. أم أرادت أن تشكي الريح لا يعلم , فخانها الكلام , صوت خطاها يقترب . . يقترب .. يناديها .. يدعوها . .جاءها الصوت , صوت الغريب ناداها سمراء لم تستطع التعبير .. ألجمت لا لم تستطع الكلام , صداع . .صداع . . هل من حبة مسـكن ؟ سـكنت الريـح فهل سكنت العاصفة ؟ فشاخ الزمان وباتت الحقيقة , صوت مبحوح وسط بحار هائجـة , وقـّعت على هذا الدور دون نقاش , قال : سمرائي اختبي وسـط الليل , لا تهـربي , كلماتك مكسورة وكل شيء تحول إلى كلمات , كلمات ترسمها أقـلام , أنت لعبة الزمان .. كحل أسود وسط ضياء الصباح .. لا تهـربي فأنت الأنثى عشتار آلهة الخصب والجمال .. أنت زنبقة المساء .
سمراء .. هيا تلحفي بالكلمات .. تدثري البكاء بصمت .. اكتمي الصراخ ولوعة الأحلام .. دعي الحبق أمام الشباك , فعندما تغادر الأرواح تكونين الأنثى جلنار . الكل يقول سمراء .. وحـدك تعانين دون كلام , العودة إلى الوراء تكسر الأحلام . . تزرع الخناجر بالأرواح .. يقول لها : لا تلتفتي إلى الوراء اعلم انـك تمشـين وسط أناس بعضهم أشـر .. يهوون الخداع .. اعلم إن هذا انتحار .. لكنك تبقين السمراء .
تجول بها . . نعم تجول بين وادي السحر والنحر تارة , وفوق جبال التيـه تارة أخـرى , وخلـف العيـون تارة ثالثة , اعترف بتجوله خلسـة , دراستها , دراساتها ,مكوناتها الاجتماعية , التاريخ والجغرافية , الفن والفلسفة والدين و . . و . .
تبادلا أرقام الهاتف والعنـوان , تعبت منهم عيون الليل , فنامت على تخـوم الفجـر , منتظرة نجمة الصبـح المتمردة , القادمة فـوق صهوة مهر غجري متمرد ضاربا بحوافـره عتبـات أبواب أديرة ودهاليزها , وبين الأقبيـة وقواريـر الخمـر الأحمـر المعتق .
يصرخ بصمت : تعالي غجريتي لنعوم معا في بحر عينيك أنا وأنت وعشق غجري , مركبنا الحب وشراعنا العشق , عيونـك حبيبـي ليـل لا يعرفه قمر , غيمتي عيونك هجرها الكحل , ورموشك دالية عنب تظللني من قيظ تموز , وشفاهك عناقيد تطفئ الظمأ في آب . وتبـقين ثمـرة عمـري , وعمري يـا حبيبي غربة ومراسيل . فضميني إليك لنـكون عشا ملؤه الحب والعطف والحنان , لتعبثي بـي كما تشـائـين , ولأعبث بكل مفاصلك كما أشاء .
وليتم اللقـــــاء الذي انتظرناه , وننتظــره منـذ زمـن , زمن بعيد .
تحيتي ومودتي للجميع
عبير عيد
أقفـل باب غرفته بعد أن ترك كل محتوياتها مبعثرة على ما هي عليه , الفراش عبث به قلق نائم , وعلى الطاولة صحن بـه بقـايا طعام , وبجانبه كسرة خبز , لم تمتد لهما يد منذ أيام , كان يـزورهما بـين الحـين والآخـر فأر أو نوع آخر من القوارض لا مهم من يزور. . وكأس به بقايا خمر , وجورب ثقب عند إبهام القـدم , ومشط للشعر ملقى بقرب البـاب على أرض عارية متسخة .
ابتعـد عن البيت , يبحـث . . يبحث عما لا يعـرفه , لا يتصوره , لا يتذكره , يتنقل تفكيره من موضوع لآخر , كأنه يبحث عن موضوع ما خارج إطار التفكير والواقع , هذا ما يتذكـره .امتطى حافلة النقل الداخلي , وصل مكان العمل , دون أن يتذكـر وجوه الأشخاص بالحافلة أو ما مر بهم , أو ما كانت على الطريق من عوالم ثابتة منها أو متغيرة وغيرها , وغيرها لم يتذكـر, لا لم يتذكرها , حضر قهوته , واحتسى الفنجان الأول وأنهى سيجارته الأولى والثانية لا يعلم , ملأ الفنجان الثاني وأنهى سجائره معه , أنهاهما وحيـدا , وحيدا لا يشاركه في وحدته سوى اللا شعور وذهن لا زال في نشاطه الفكري , يبحث عن موضوع ما لا يعرفه , لكنه يبحث عن ما لا يعرفها , وفي هــذا اللا الشــعور يبـدو أنه يبحـث عن الآخر , يرغب قي كسر وحدته , يحلم بمليء الفراغ عن اللا فراغ الذي يحلم به , يفتش عمن يتواصل معه.
انتهى من ترتيب بعـض الحاجيـات والمـواد , أدار المذياع , حرك مؤشره صدح صوت فيروز , فتيات كثر وشبان ابتاعوا حاجيات متشابهة في بعضها ومختلفة في بعضها الآخـر , أيقظه من حالته صوت ينـادي صباح الخـير يا عم , حصوة ألقيت في مياه راكدة فتحركت وتحركت بدواخله أشياء وأشياء وهاجت كوامن .
تفتح بدون أن تدري ورد عمرها , عيون ممتلئة تحدي وإغراء وألم وضياع , فهبت رياح تسأل , سؤال دون جواب , لكنها حركت السكون ومزقت الصمت بداخله , فما أوسع السكون وما أعمق الصمت , وربما لديها أيضا , أقول ربما , وبدون أن تدري باتت غيمة في السماء , سـمراء كلها إغـراء وسط هذا الصباح .. أسكرته تلك العيون . ومن ذا الذي يعرف جمال العيون ويراها ولا يسكر ؟ ! أعترف بأنه أدمن بتلك العيون , نعم أعترف وبكل قواه العقلية أدمـن بها , ويتحمل لوحده العقـوبة المترتبة على ذلك . .عقوبة البعد والحرمان , بهذا الإدمان كانت الجراح , سمراء أرادت أن تشتكي للرياح .. أم أرادت أن تشكي الريح لا يعلم , فخانها الكلام , صوت خطاها يقترب . . يقترب .. يناديها .. يدعوها . .جاءها الصوت , صوت الغريب ناداها سمراء لم تستطع التعبير .. ألجمت لا لم تستطع الكلام , صداع . .صداع . . هل من حبة مسـكن ؟ سـكنت الريـح فهل سكنت العاصفة ؟ فشاخ الزمان وباتت الحقيقة , صوت مبحوح وسط بحار هائجـة , وقـّعت على هذا الدور دون نقاش , قال : سمرائي اختبي وسـط الليل , لا تهـربي , كلماتك مكسورة وكل شيء تحول إلى كلمات , كلمات ترسمها أقـلام , أنت لعبة الزمان .. كحل أسود وسط ضياء الصباح .. لا تهـربي فأنت الأنثى عشتار آلهة الخصب والجمال .. أنت زنبقة المساء .
سمراء .. هيا تلحفي بالكلمات .. تدثري البكاء بصمت .. اكتمي الصراخ ولوعة الأحلام .. دعي الحبق أمام الشباك , فعندما تغادر الأرواح تكونين الأنثى جلنار . الكل يقول سمراء .. وحـدك تعانين دون كلام , العودة إلى الوراء تكسر الأحلام . . تزرع الخناجر بالأرواح .. يقول لها : لا تلتفتي إلى الوراء اعلم انـك تمشـين وسط أناس بعضهم أشـر .. يهوون الخداع .. اعلم إن هذا انتحار .. لكنك تبقين السمراء .
تجول بها . . نعم تجول بين وادي السحر والنحر تارة , وفوق جبال التيـه تارة أخـرى , وخلـف العيـون تارة ثالثة , اعترف بتجوله خلسـة , دراستها , دراساتها ,مكوناتها الاجتماعية , التاريخ والجغرافية , الفن والفلسفة والدين و . . و . .
تبادلا أرقام الهاتف والعنـوان , تعبت منهم عيون الليل , فنامت على تخـوم الفجـر , منتظرة نجمة الصبـح المتمردة , القادمة فـوق صهوة مهر غجري متمرد ضاربا بحوافـره عتبـات أبواب أديرة ودهاليزها , وبين الأقبيـة وقواريـر الخمـر الأحمـر المعتق .
يصرخ بصمت : تعالي غجريتي لنعوم معا في بحر عينيك أنا وأنت وعشق غجري , مركبنا الحب وشراعنا العشق , عيونـك حبيبـي ليـل لا يعرفه قمر , غيمتي عيونك هجرها الكحل , ورموشك دالية عنب تظللني من قيظ تموز , وشفاهك عناقيد تطفئ الظمأ في آب . وتبـقين ثمـرة عمـري , وعمري يـا حبيبي غربة ومراسيل . فضميني إليك لنـكون عشا ملؤه الحب والعطف والحنان , لتعبثي بـي كما تشـائـين , ولأعبث بكل مفاصلك كما أشاء .
وليتم اللقـــــاء الذي انتظرناه , وننتظــره منـذ زمـن , زمن بعيد .
تحيتي ومودتي للجميع
عبير عيد
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني