اسمحوا لنا أن نضع لكم ؛ ما نقرأه عن حكايا الزمان الماضي ، و إن شاء الله بإذن الله كل حكاية سأذكر مصدرها ..
- ليلى الأخيلية و الحجاج -
- ليلى الأخيلية و الحجاج -
جاء حاجب لمجلس الحجاج و كان عنده عنبسة فقال الحاجب للحجاج : امرأة بالباب، فقال له الحجاج : أدخلها! فدخلت فلما رآها الحجاج طأطأ رأسه حتى ظننت أن ذقنه قد اصاب الأرض، فجاءت حتى بين يديه فنظرتُ إليها فإذا هي امرأة قد أسنت، حسنة الخلق، ومعها جاريتان لها، وإذا هي (ليلى الأخيلية)، فسألها الحجاج عن نسبها، فانتسبت له، فقال لها: يا ليلى ما أتى بك ؟ فقالت: إخلاف النجوم، وقلة الغيوم، وكلب البرد، وشدة الجهد، وكنت لنا بعد الله الرفد.
فقال لها: صفي لنا الفجاج !
فقالت: الفجاج مغبرة، والأرض مقشعرة، والمنزل معتل، وذو العيال مختل، والهالك المقل، والناس مسنتون، رحمة الله يرجون. وأصابتنا سنون مجحفة مبطلة لم تدع لنا هيعا ولا ريعا، ولا عافطة ولا ناقلة، أذهبت الأموال، وفرقت الرجال، وأهلكت العيال. ثم قالت: إني قد قلت في الأمير قولا! قال: هاتي، فأنشأت تقول:
فقال لها: صفي لنا الفجاج !
فقالت: الفجاج مغبرة، والأرض مقشعرة، والمنزل معتل، وذو العيال مختل، والهالك المقل، والناس مسنتون، رحمة الله يرجون. وأصابتنا سنون مجحفة مبطلة لم تدع لنا هيعا ولا ريعا، ولا عافطة ولا ناقلة، أذهبت الأموال، وفرقت الرجال، وأهلكت العيال. ثم قالت: إني قد قلت في الأمير قولا! قال: هاتي، فأنشأت تقول:
أحجاج لا يفلل سلاحك إنما .. المنايا بكف الله حيث براها.
أحجاج لا تعط العداة مناهم .. ولا الله يعطي العداة مناها.
إذا هبط الحجاج أرضا مريضة .. تتبع أقصى دائها فشفاها.
شفاها من الداء العضال الذي بها .. غلام إذا هز القناة سقاها.
سقاها، فرواها بشرب سجاله .. دماء رجال حيث قال حشاها.
إذا سمع الحجاج رز كتيبة .. أعد لها قبل النزول قراها.
أعد لها مسمومة فارسية .. بأيدي رجال يحلبون صراها.
فما ولد الأبكار والعون مثله .. ببحر ولا أرض يجف ثراها.
أحجاج لا تعط العداة مناهم .. ولا الله يعطي العداة مناها.
إذا هبط الحجاج أرضا مريضة .. تتبع أقصى دائها فشفاها.
شفاها من الداء العضال الذي بها .. غلام إذا هز القناة سقاها.
سقاها، فرواها بشرب سجاله .. دماء رجال حيث قال حشاها.
إذا سمع الحجاج رز كتيبة .. أعد لها قبل النزول قراها.
أعد لها مسمومة فارسية .. بأيدي رجال يحلبون صراها.
فما ولد الأبكار والعون مثله .. ببحر ولا أرض يجف ثراها.
قال: فلما قالت هذا، قال الحجاج: قاتلها الله! ما أصاب صفتي شاعر مذ دخلت العراق غيرها، ثم التفت إلى عنبسة بن سعيد فقال: والله إني لأعد للأمر عسى أن لا يكون أبدا، ثم التفت إليها فقال: حسبك.المصدر / الحدائق الغناء في أخبار النساء .
- الأصمعي و الشاب -
وروى ابن عساكر عن الأصمعي، أنه قال : دخلت الطواف عند فإذا أنا بغلام شاب حسن الوجه، حسن القامة علية شمله وله ذؤبتان -متعلق باستار الكعبة و يقول :
ألا أيها المأمول في كل حاجة ** شكوتُ إليك الضر فاسمع شكايتي
ألا يا رجائي أنت كاشف كربتي ** فهب لي ذنوبي كلها و اقض حاجتي
فزادي قليلٌ مـا أراه مبلغي ** أ للزّاد أبكي أم لبعـد مسافتي
أتيتُ بأعمال قباح ردية ** فما في الورى خلق جنى كجنايتي
أتحرقني في النار يا غاية المنى ** فأين رجائي منك أيـن مخافتي
ألا يا رجائي أنت كاشف كربتي ** فهب لي ذنوبي كلها و اقض حاجتي
فزادي قليلٌ مـا أراه مبلغي ** أ للزّاد أبكي أم لبعـد مسافتي
أتيتُ بأعمال قباح ردية ** فما في الورى خلق جنى كجنايتي
أتحرقني في النار يا غاية المنى ** فأين رجائي منك أيـن مخافتي
قال: فتقدمت إليه وكشفت عن وجهه، فإذا الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، فقلت : يا سيدي، مثلك من يقول مثل هذه المقالة، وأنت من أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة؟ قال : هيهات يا أصمعي، إن الله خلق الجنة لمن أطاعه وإن كان عبدًا حبشيًا، وخلق النار لمن عصاه وإن كان ولد قريشًا، أما سمعت قول الله عز وجل:"فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينكم " 101 المؤمنون المصدر / الحدائق الغنّاء في أخبار النساء .
- الفرزدق و زين العابدين -
لما حج هشام بن عبد الملك في أيام أبيه ، طاف بالبيت ، وجهد أن يصل إلى الحجر الأسود ليستلمه ، فلم يقدر على ذلك لكثرة الزحام .
فنصب له كرسي وجلس عليه ينظر إلى الناس ، ومعه جماعة من أعيان الشام .
فبينما هو كذلك ؛ إذ أقبل الإمام زين العابدين ، علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، فطاف بالبيت ، فلما انتهى إلى الحجر ؛ تنحى له الناس حتى استلم الحجر .
فقال رجل من أهل الشام لهشام : من هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة ؟
فقال هشام : لا أعرفه ! مخافة أن يرغب فيه أهل الشام . وكان الفرزدق حاضرا فقال : أنا أعرفه ، ثم اندفع فأنشد :
فنصب له كرسي وجلس عليه ينظر إلى الناس ، ومعه جماعة من أعيان الشام .
فبينما هو كذلك ؛ إذ أقبل الإمام زين العابدين ، علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، فطاف بالبيت ، فلما انتهى إلى الحجر ؛ تنحى له الناس حتى استلم الحجر .
فقال رجل من أهل الشام لهشام : من هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة ؟
فقال هشام : لا أعرفه ! مخافة أن يرغب فيه أهل الشام . وكان الفرزدق حاضرا فقال : أنا أعرفه ، ثم اندفع فأنشد :
هذا ابنُ خير عبادِ الله كلِّهم ** هذا النقِيُّ التقيُّ الطـاهرُ العَلَمُ
هذا الذي تَعْرِفُ البَطْحَاءُ وطأتهُ ** والبيتُ يعرفُه والحِلُّ والحَرَمُ
إذا رأتْه قريشٌ قال قائلُـها ** إلى مكـارم هذا ينتهي الكرَمُ
يكادُ يُمْسِِِكـُهُ عِرْفانَ راحتهِ ** رُكنُ الحطيم إذا ما جاء يستلمُ
في كفّهِ خيزران رِيحهُ عَبِقُ ** في كفِّ أروَعَ في عِرْنِينِه شَمَمُ
يُغْضِي حَياءً و يُغْضَى من مهَابَتِه ** فما يُكلَّمُ إلا حـين َيبْتَسِم
هذا ابنُ فاطمة إن كنت جَاهِلَهُ ** بجـدّه أنبياءُ الله قد خُتِموا
وليس قولك من هذا بضائِرِهِ ** العُرْب ُتعرف من أنكرت والعَجم.
ما قال "لا" قَط ٌّ إلا في تَشَهُّدُه ** لولا التشهّد كانت لَاءَهُ نَعَم
نقلتها لكم لتعم الفائدة
مع خالص شكري واحترامي
أسامة الدباس
هذا الذي تَعْرِفُ البَطْحَاءُ وطأتهُ ** والبيتُ يعرفُه والحِلُّ والحَرَمُ
إذا رأتْه قريشٌ قال قائلُـها ** إلى مكـارم هذا ينتهي الكرَمُ
يكادُ يُمْسِِِكـُهُ عِرْفانَ راحتهِ ** رُكنُ الحطيم إذا ما جاء يستلمُ
في كفّهِ خيزران رِيحهُ عَبِقُ ** في كفِّ أروَعَ في عِرْنِينِه شَمَمُ
يُغْضِي حَياءً و يُغْضَى من مهَابَتِه ** فما يُكلَّمُ إلا حـين َيبْتَسِم
هذا ابنُ فاطمة إن كنت جَاهِلَهُ ** بجـدّه أنبياءُ الله قد خُتِموا
وليس قولك من هذا بضائِرِهِ ** العُرْب ُتعرف من أنكرت والعَجم.
ما قال "لا" قَط ٌّ إلا في تَشَهُّدُه ** لولا التشهّد كانت لَاءَهُ نَعَم
نقلتها لكم لتعم الفائدة
مع خالص شكري واحترامي
أسامة الدباس
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني