بركة السحور من رؤية صحية
الحمد لله الذي شرع لنا من العبادات ما تقوم به أجسادنا، وما تبرأ به علاتنا، وبعد،،
يقول تعالى في محكم تنزيله (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمنشهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ). سورة البقرة
مع إطلال ضيف الشهور علينا بيمنه وبركاته، آثرت التذكير بأهمية السحور ومنافعه الصحية، معللاً في ذلك إهمال كثير من الناس للسحور وبركته، حيث نرى بعض الصائمين لا يقيم لوجبة السحور نزلاً أو رغبة بحجة الحاجة إلى النوم أو عدم الرغبة في تناول هذه الوجبة في هذا الوقت، والبعض يؤخر السهر ويطيله إلى ما بعد منتصف الليل ليتناول وجبة خفيفة ثم ينام.
إن ما ذكر من تلك الممارسات غير صحيح وليس بسليم؛ كون الطعام لا يستفاد منه في أي من الحالات المذكورة، فالصائم إما أن يشعر بالجوع أكثر عند إلغاء وجبة السحور، أو يصبح في غاية التعب والنعاس فلا يستفيد مما يأكله.
إن وجبة السحور تعد من الوجبات الرئيسة في شهر رمضان المبارك، وكان الأطباء ولا يزالون يحضون على هذه الوجبة، فهل هذا يعني أن وجبة السحور مهمة لهذه الدرجة؟ كيف لا وهي التي تعين المرء وتقيمه على تحمل مشاق الصيام، أسوتنا في ذلك كله رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي قال: ( تسحروا فإن في السحور بركة)، فالبركة في حديث الرسول تتمثل بأمرين، أولهما نيل الأجر والثواب بامتثال هدي رسول الله واتباع سنته، والثاني هو حصول البركة التي تعين الصائم في صومه وتنشط فكره وتقيم بدنه فيهون الصيام بذلك عليه.
ولهذه الوجبة المباركة فوائد صحية تعود على الإنسان الصائم بالنفع وتعينه على قضاء نهاره في نشاط وحيوية، وهذه الفوائد كثيرة نجملها دون حصر بأنها تتمثل بامتناع حدوث حالات الإعياء والإغماء أثناء نهار رمضان كون بركة السحور حاصلة بتناولها، كذلك منع وجبة السحور أو تخفيفها الشعور بالكسل والخمول أو الرغبة المفرطة في النوم أثناء ساعات الصيام، إضافة إلى التخفيف على الصائم من الإحساس بالجوع أو العطش، كما أن تناول وجبة السحور ينشط الجهاز الهضمي، ويحافظ على مستوى السكر في الدم أثناء فترة الصيام فيجنب الصائم بذلك الإصابة بهبوط في مستوى السكر في الدم، أو الإصابة بمضاعفات أخرى، وبذلك يمد الصائم بالطاقة والعناصر الغذائية الضرورية خلال وقت الصيام.
هذه الفوائد الصحية مجتمعة إنما هي من الناحية الصحية، أما من حيث الناحية الدينية الروحية فهي خير معين للصائم على التقوى والعبادة وتحمل مشقاتهما، وكما يقول حبيبنا الكرم صلوات الله وسلامه عليه (حفت الجنة بالمكاره)، إضافة إلى التأسي بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم واتباع نهجه وسنته.
وأفضل الأوقات لوجبة السحور هو أن يؤخر السحور إلى قبيل أذان الفجر (الأذان الثاني)، فتكون الطاقة بعد ذلك قد وزعت على الجسم بالتساوي خلال النهار، وبالتالي يحصل التوازن في مستوى السكر بالدم للبدن.
كما لا ينصح بتناول وجبة السحور بعد منتصف الليل بقليل؛ لأنها قد تسبب مشاكل صحية في الهضم نخص فيها أولئك المصابين بأمراض مختلفة مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، عدا عن حرمان الجسم للطعام فترة أطول قد يشق عليه الصيام حينها ويؤدي به إلى الإحساس المزمن للجوع أو العطش.
لذلك فقد حضنا الرسول صلى الله عليه وسلم على تأخير تلك الوجبة، فقال: "لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار وأخروا السحور".
أما من حيث الأطعمة التي يفضل تناولها على السحور، فقد نصح الأطباء بتناول الأطعمة التي تصرف فيها الطاقة ببطء ولوقت أطول مثل حبوب القمح، والعدس، والشوفان، والفاصوليا، والشعير ... إلخ، كذلك ينصح الأطباء بتناول كأس من الحليب أو الفواكه أو اللبن. وقد حذر الأطباء من الإفراط في شرب القهوة والشاي، لأنه لا يخفى على كثيرنا من أن الإفراط من شربهما يزيد من إدرار الجسم للبول في وقت يكون الجسم فيه بأشد الحاجة للسوائل والأملاح المعدنية، فتضيع بذلك منفعة السحور. كذلك حذر الأطباء من الإفراط في تناول الحلويات أو الأطعمة المالحة، لأن الأولى تزيد الجوع والثانية تزيد العطش. كذلك نصحوا بالابتعاد عن الأطعمة المقلية أوالغنية بالبهارات والتوابل، والإكثار من شرب الماء أو الوسائل الأخرى كالعصائر أو الحليب. كذلك الإكثار من تناول الخضروات الغنية بالسوائل كالخس والخيار كونها تجعل الجسم محافظاً على الماء فترة أطول. ونصحوا بتناول الجسم للعناصر الغذايئة ذات المعدل الزمني المتوسط في الهضم كالفول والبيض والجبن، فهذه الأطعمة يمكن أن تبق في المعدة من سبع إلى تسع ساعات قبل عملية الهضم، فتخفف بذلك على الشخص من الشعور بالجوع أو العطش.
ويحصل السحور بما تيسر من الطعام، ولو على تمر، لحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نعم سحور المؤمن التمر). فإن تعذر وجود التمر، فعلى المسلم أن يحرص على شرب الماء لتحصل له بركة السحور.
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني