منتدى الشاعر حسن محمد نجيب صهيوني

نرحب بجميع زوار هذا المنتدى ونأمل أن يطيب لكم البقاء ويحدونا الفخر بانضمامكم لأسرتنا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى الشاعر حسن محمد نجيب صهيوني

نرحب بجميع زوار هذا المنتدى ونأمل أن يطيب لكم البقاء ويحدونا الفخر بانضمامكم لأسرتنا

منتدى الشاعر حسن محمد نجيب صهيوني

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الشاعر حسن محمد نجيب صهيوني

ملتقى أدبي يهتم بفنون الأدب العربي من شعر قديم ومعاصر ويحوي عدداً من التراجم والسير الأدبية والمقالات والقصص والروايات

بعد التحية على الزوار الراغبين بالإنضمام لهذا المنتدى التسجيل بأسمائهم الحقيقية أو ألقابهم أو أي اسم أدبي يليق بالمنتدى بعيداً عن أي أسماء تخل بسمعة المنتدى وتسيء إليه، وسوف تقوم إدارة المنتدى بالرقابة على الأسماء غير اللائقة أدبياً ثم حجبها ..... إدارة المنتدى

المواضيع الأخيرة

» ملحمة شعرية مهداة الى الشاعرة عائشة الفزاري / د. لطفي الياسيني
رواية (قبل الرحيل)  Emptyالجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
رواية (قبل الرحيل)  Emptyالإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
رواية (قبل الرحيل)  Emptyالسبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
رواية (قبل الرحيل)  Emptyالسبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» وما غير الطبيعة من سِفر
رواية (قبل الرحيل)  Emptyالخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
رواية (قبل الرحيل)  Emptyالخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
رواية (قبل الرحيل)  Emptyالخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» طال ابتهال المصطفى
رواية (قبل الرحيل)  Emptyالخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
رواية (قبل الرحيل)  Emptyالأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني

التبادل الاعلاني


    رواية (قبل الرحيل)

    avatar
    أمجد البوريني


    عدد المساهمات : 51
    نقاط : 25853
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 18/10/2010

    رواية (قبل الرحيل)  Empty رواية (قبل الرحيل)

    مُساهمة من طرف أمجد البوريني السبت أبريل 23, 2011 10:05 am

    - 1 -‏
    تقع قريتنا فوق رابية تتوسط سهلاً فسيح الأرجاء، يحيط بها من كل جانب، يكتظ بالكروم وبيارات البرتقال، كما تنتشر في بعض جنباته حقول القمح وبساتين الفاكهه من كل نوع ولون.‏
    [size=12]وقد اختلفت فيها آراء أهلها قبل غيرهم. فمنهم من يقول إنها ليست سوى هضبة عادية، أوجدتها الطبيعة، فيما يقول آخرون انها تقوم على أنقاض مدينة رومانية غابرة. أما من زارها من اليهود القاطنين في مستعمرة (رخبوت) القريبة، أو (ريشون)، عيون قارة، الأبعد قليلاً، فقد زعموا أنها بنيت فوق أنقاض بلدة يهودية من عهد داوود وسليمان.‏
    [size=12]تشغل المباني، متباينة الأشكال، سفوح الرابية، فتبدو للرائي، عن بعد، كأنها أهرامات الفراعنة القدماء. وعند القمة يقوم مسجد القرية الأثري، الذي يرجع تاريخ بنائه الى أوائل الفتح الأسلامي لهذه الديار، قبل نيف وثلاثة عشر قرناً. وتكتنف المسجد ساحة فسيحة يتجمع فيها، معظم النهار وشطراً من الليل، لفيف من الباعة الذين لا يفتأون يعلنون عن بضاعتهم بأصوات تملأ المكان ضجيجاً : عرقسوس.. فلافل..ملبس..كرابيج حلبية... مع أن هذه لم تكن (كرابيج)و لا هي من حلب، كما تبين لي فيما بعد، الأمر الذي أكد لي كم يخدع الكبار الصغار دون أن يرف لهم جفن..!‏
    [size=12]تتشعب أزقة القرية الضيقة المتعرجة بين بيوت عتيقة، شيد بعضها من القش واللبن، وبعضها الآخر من الحجارة المقامة على غير انتظام، تكاد تتلاصق شرفاتها ونوافذها. عدد قليل منها بدا أكثر حداثة، وتلك هي منازل العائلات الثرية القليلة التي تمتلك الأراضي وبساتين البرتقال. من بين هذه المنازل دار فخمة ذات طابقين فسيحين، تملكها عائلة (الجمل)، تقع بجوار منزلنا الصغير الذي حاولوا شراءه من والدي مراراً دون أن يفلحوا، مع أنهم كانوا يملكون أكبر بيارات القرية، فضلاً عن أراضي شاسعة. وهم التجار الوحيدون للحمضيات فيها. حيث كانوا يتعهدون بيارات قريتنا والقرى المجاورة، بالضمان، ويستخدمون الكثير من أهلها طوال فصل الشتاء في موسم البرتقال، لقطفه وتغليفه، ثم نقله إلى مرفأ يافا، لكي يشحن، من ثم، الى مرافئ أوروبا، وقد رسمت على صناديقه العلامة التجارية التي طبقت شهرتها الآفاق : "برتقال يافا "Jaffa oranges ".‏
    [size=12]على الرغم من كل شيء كانت (يبنا) تبدو لوحة فنية، ارتجلتها الطبيعة على غير نسق أو نظام، فصنعت من ذلك المزيج المتنافر جمالاً أخَّاذاً.‏
    [size=12]ولئن كانت قريتنا صغيرة تكاد تنعدم فيها الخدمات العامة، لإهمال السلطات لها - ولم يكن ذلك استثناء لها على أية حال - إلا أن الحياة فيها لم تكن على قدر كبير من السوء، فهي ذات مناخ جميل، وطقس معتدل ومناظر طبيعية خلاَّبة. كما أنها تتمتع، بسبب موقعها، بعدد من المزايا التي لا يستهان بها، إذ يمر عبر أطرافها الشرقية خط السكة الحديدية القادم من محطة اللد شمالاً، والمتجه جنوباً نحو غزة ورفح، ثم العريش فالقنطرة في الأراضي المصرية. وتقوم على جانبيه أشجار الكينا الباسقة، ملقية بظلالها الوارفة على امتداده، باعثة مع تماوج الرياح، أنساماً عليلة يتفيؤها المارة من فلاحين وعمال، في غدوِّهم ورواحهم. كما يمتد عبر الأطراف الغربية للقرية طريق عريض معبد يتجه شمالاً إلى يافا، ماراً بقرى عربية عديدة، غرست بينها بعض المستعمرات اليهودية، بمعرفة حكومة الانتداب البريطاني وحمايتها. وبمحاذاة هذا الطريق، غرباً، تقع الساحة الرئيسية للقرية والتي تقام فيها، عادة، سوق الثلاثاء الشهيرة، التي يؤمها العديد من أهالي القرى المجاورة، حيث تتوافر فيها كل الأشياء، بدءاً من الخضار والفواكه، حتى الدواب والدواجن والغلال.‏
    [size=12]وعند الزاوية الشمالية لهذه الساحة شيدت المدرسة الابتدائية الوحيدة فيها، من حجر أبيض يميزها عما حولها. وبجوارها تماماً تقع المقبرة التي لم تكن توحي بالوحشة، بل كانت أشبه بمنتزه عام لما يتخللها من أشجار ظليلة تحتضن رمالها الذهبية، يخترقها طريق يفضي إلى البحر عبر الكثبان الرملية، الحافلة بكروم العنب وأشجار التين والجميز، تتماوج على سفوحها وبين جنباتها في اتساق رائع بفوضاه وعدم انتظامه. وعلى مرتفع يحف بهذا الطريق ينتصب مقام - سيدنا أبي هريرة - كما كانوا يطلقون عليه، في غير قليل من الاجلال والتعظيم، والذي اعتاد الناس أن يتخذوه مزاراً، ومكاناً للوفاء بنذورهم. كما ألفوا أن يقيموا هنالك، وتحت ظلال أشجار الكينا العتيقة التي تكتنفه، سباق الخيل في مناسبات الأعياد والأعراس مع عزف الأرغول ودقات الطبول، وحلقات الدبكة .‏
    [size=12]جو قريتنا أخَّاذ ساحر. ففي الصيف تنساب النسائم الرقيقة، القادمة من البحر خلال البساتين والكروم، فترطب أجواء أزقتها الضيقة ومنازلها الوادعة. وفي الشتاء تكسو سماءها الغيوم، وتهطل الأمطار بوفرة مبشرة بقدوم الخير والخصب. يحلو لنا، عندئذ، أن ندلف خارج منازلنا تحت وابل المطر الغزير، على الرغم من تقريع أمهاتنا لنا، كيما نستمتع بمرأى الماء المتدفق منحدراً من أعالي القرية، خلال قنواتها الصخرية المتعرجة، مرسلاً خريراً صاخباً، بلونه القرميدي الداكن، الذي اكتسبه في رحلته عبر أسطحة المنازل وجدرانها الطينية، ومن تربة الأرض الحمراء. نغوص وسط مجرى مائي، كثيراً ما نسيء تقدير قوته، فلا تلبث المياه أن تسحب أحدنا، فنهرع إليه صائحين مهللين، في مزيج من الفزع والفرح. وكلما لاح لنا أن الخطر الذي يتهدد زميلنا أكبر كانت بهجتنا أوفر..!‏
    [size=12]يقع منزلنا على الطريق الرئيسي، عند منتصف السفح صعوداً وهذا الطريق هو صلة الوصل بين أعلى القرية وأدناها. كما أنه يشرف على البيوت الواقعة أسفل بيتنا، والمقاهي والدكاكين البادية عن بعد بمعروضاتها متباينة الألوان والأنواع، والمضاءة ليلاً بمصابيح الغاز.‏
    [size=12]ولقد كنا نحظى، ونحن جلوس على الشرفة (الليوان) وبفضل موقعنا هذا، بسماع الأغاني ونشرات الأخبار المنطلقة من جهاز الراديو في مقهى (حامد القاضي) عن كثب، فيما تتماوج أمام أبصارنا أشجار البرتقال، مترامية حتى الأفق.‏
    [size=12]لم يكن الراديو شيئاً مألوفاً بعد في تلك الأيام. لم يكن في القرية كلها سوى عدد منها لا يبلغ أصابع اليد الواحدة، يملكها سراة القوم، وفي طليعتهم المختار، وقد كان هذا خالاً لأمي. كان الناس يحارون في تفسير تلك الظاهرة العجيبة. حسب بعضهم أن ذلك الجهاز يحتوي رجلاً بداخله يصدح بالغناء، وهو نفسه يتلو القرآن، ويأتيهم بأنباء المشرق والمغرب أيضاً، واخبار الأولين والأخرين. كل أولئك وهو قاعد في مكانه لا يريم. إذن هذه احدى علامات الساعة واقتراب يوم القيامة بلا ريب ..!‏
    [size=12]عزز هذا اليقين، حجم الجهاز الذي كان يقارب المتر مربعاً أو مكعباً على أقل تقدير، مما يتيح للرجل الجلوس داخله في راحة تامة...!‏
    [size=12]في أمسيات الصيف، كنا نمضي سهرتنا في تلك الشرفة، أبواي، وأخواي، الأكبر والأصغر سعيد وأحمد. وكانت أمسياتنا أكثر ما تكون بهجة، وجمالاً أيام الانتصاف من الشهر القمري، حين يطل البدر قرصاً مستديراً ناصعاً من وراء الأفق، نرقبه فيما هو يمضي صعداً نحو قبة السماء، مضفياً على الكون والأشياء نوراً وبهاء، يغمر نفوسنا بالطمأنينة والسلام. ثم لا نلبث أن نعمد إلى اختراع الحكايا، وترديد ما يختلقه أو يرويه الوالدان من أساطير عنه، فيما تتناهى إلى أسماعنا أغنية من بعيد. وتبلغ سعادة أمي أوجها إذا كانت (أم كلثوم) تردد أغيتها الأثيرة لديها :‏
    [size=12].... على بلدي المحبوب وديني ... زاد وجدي والبعد كاويني.‏
    [size=12]تتجاوب أصداؤها في كل الأرجاء برنينها الساحر، تثير الشجن والحنين إلى شيء غامض مجهول.‏
    [size=12]- 2 -[size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12][size=12]وسرعان ما أمَّن على قوله هذا ابن عمها بحماس :‏
    [size=12]- صبية لم تبلغ الثلاثين.. لا يصح ولا يجوز أن تظل بغير زواج ..!‏
    [size=12]أضاف الخال :‏
    [size=12]- بل ماذا سيحدث للأولاد؟ ليبقوا مع أمهم أو ليتكفل بهم أي واحد من أهلهم..!‏
    [size=12]تذكرت مريم وما نقلته إلي عن أمها.. ازددت أسى.. قال جدي بوقاره المعهود :‏
    [size=12]- الستر هو المهم يا ابنتي ..!‏
    [size=12]أعقب ذلك صمت ثقيل، مبعثه كلمات جدي التي لا بد من شيء من الصمت إثرها كي يتم استيعابها. إلى أن قطع ذلك الصمت خالي الذي بدا متحمساً للفكرة، مصراً عليها فقال في زهو من يلقي بحكمة نادرة، موجهاً كلامه إليها :‏
    [size=12]- حتى لو كنت في طهارة بنات النبي، فالناس سوف يتكلمون يا أم سعيد..!‏
    [size=12]ردت أمي على الفور بحنق وألم واضحين، إذ هي تستطيع الرد عليه هو.. أما والدها فلا، احتراماً له وتوقيراً ..‏
    [size=12]- يتكلمون عن ماذا يا رمضان ..؟‏
    [size=12]قال خالي وقد أربكته المفاجأة بعض الشيء :‏
    [size=12]- عن أي شيء.. ليس ضرورياً أن يكون هناك ما يتكلم عنه الناس بالفعل.. هم يتكلمون والسلام..!‏
    [size=12]- إذن فيم يهمنا كلامهم (مادام كلام والسلام .؟)‏
    [size=12]- ما شاء الله.. ما شاء الله.. ما الذي يهمنا إذن ..؟‏
    [size=12]تدخل جدي :‏
    [size=12]- يا ابنتي.. هداك الله.. نحن لا نحب لك إلا الخير.. ولا نعرض عليك إلا ما هو في مصلحتك ..!‏
    [size=12]ردت ساخطة :‏
    [size=12]- هل مصلحتي هي أن أدع أولادي يعيشون يتماً مزدوجاً ؟‏
    [size=12]حاول الجد أن يحافظ على هدوئه، وهو يعود للقول ؟‏
    [size=12]- الأولاد يا ابنتي يعيشون كما يعيش غيرهم. الأولاد، شأنهم شأن المخلوقات الأخرى، من الحشرة حتى الأنسان، كلها تعيش بفضل الله وعونه .!. ها نحن قد زوجنا شقيقتك نعمة بعد مقتل زوجها، هي الأخرى، على أيدي هؤلاء الأوغاد، فماذا جرى لأولادها؟ هل ماتوا مثلاً ..!؟ أولئك هم يعيشون في أمان الله ..!‏
    [size=12]هزت أمي رأسها وأطرقت تهمس في ألم، كمن تحدث نفسها :‏
    [size=12]- ماذا جرى لهم؟ لم يموتوا حقاً.. وهكذا يكفي ..!‏
    [size=12]وتدخل ابن عمها مشجعاً :‏
    [size=12]- ونحن، سوف نعمل على أن يبقى الأولاد معك يا ابنة العم، فماذا بربك تريدين أكثر من ذلك ..!؟ ويساعدك ذلك أيضاً على هذا الحمل الثقيل. بيقول المثل (الحمل اذا توزع بينشال) ..!‏
    [size=12]استبدت بي مشاعر الأسى والضياع. لو كان سعيد حاضراً لتمكنا معاً أن نقول شيئاً، أي شيء نشد به أزر المسكينة، التي بدا عليها من الجزع والألم ما لم اشهد عليها مثله إلا يوم مصرع أبي. أحسست بغير قليل من الحقد على جدي، و أخوالي جميعاً، لاسيما ابن عمها هذا. إنهم يعملون على انتزاعها منا؟ لماذا يريدون أن يدمروا حياتنا.. لم لا يتركوننا وشأننا.. ما لهم ومالنا ألا يكفينا ما أصابنا ..! تنبهت إلى حركة جدي وهو ينهض متثاقلاً ممسكاً بعصاه التي يتوكأ عليها - ولكم سرني ذلك - فيما يهم الآخران بالوقوف :‏
    [size=12]- سوف نتركك يا ابنتي تفكرين في الأمر الليلة ونهار الغد.. وعلى بركة الله ..‏
    [size=12]قال الآخران معاً، وهما ينحنيان لالتقاط حذاءيهما :‏
    [size=12]- الله يجيب اللي فيه الخير.. آمين ..‏
    [size=12]لم تذق طعم النوم في تلك الليلة. حاولت جاهدة أن تتمالك نفسها، أول الأمر، وأن تتظاهر بالهدوء وعدم الاكتراث، كيلا تثير فزعنا، إلا انها أخفقت في اخفاء مشاعرها كل الوقت .‏
    [size=12]كان الذي عرض عليها يعني شيئاً واحداً. كارثة محققة تحيق بهذا البيت. فاذا ما تم الزواج المقترح، فما الذي سيحدث لهم. هل يبقون معها كما يقولون ..؟ وفي هذه الحال كيف ستكون معاملة (العم) لهم : هل سيعاملهم بالمودة والحسنى؟ ومن ناحيتهم هم، هل سيبادلونه المودة، اللهم إن وجدت لديه؟ واذا ما حدث العكس، فلم يرتح إليهم ولا هم اطمأنوا إليه، بل ربما كان قاسياً عليهم. فماذا سيكون الحال عندئذ، وهي لا تملك من أمرها شيئاً ..؟ أين يذهبون إذا ما ساءت العلاقات بين الزوج والأبناء؟ ومن يقوم على تربيتهم ورعايتهم؟ الضياع مصيرهم. وأهلي هؤلاء ماذا سيفعلون ؟.. ينسونهم.. وهذه هي الدنيا (كل مين يارب أسألك نفسي)..! .‏
    [size=12]تلوذ بالبكاء في صمت.. والليل يمضي بطيئاً رتيباً. ترنو إليهم، ينامون في وداعة الواحد إلى جوار الآخر (لا يدركون ماذا تخبئ لهم الأيام).. تتراقص على أجسادهم الغضة، وعلى جدران الغرفة الشاحبة ظلال ضوء السراج المتأرجحة التي تزيدها وحشة وحزناً. تذكرته.. الرصاصات الغادرة.. والأيام الخالية في رعايته وتحت جناحه. غمغمت والدموع تنساب على وجنتيها :‏
    [size=12].. إلهي.. ألم يكف الأقدار ما صنعت بنا حتى الآن ...؟‏
    [size=12][size=12][size=12]
    [/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size]
    يتبع لاحقاً
    مع كل الشكر
    أمجد البوريني
    الرواية للروائي يوسف جاد الحق ‏ [/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size]

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 23, 2024 4:11 am