أشجع السُّلَميّ ... - 195هـ
نبذة :
إن أشْجَع بن عمرو السُّلَمي واحد من الشُّعراء الفحول الذين تلي مرتبتهم مرتبة
الروّاد الأوائل مثل مسلم و أبي نواس و دعبل ، و هو في نفس الوقت من هؤلاء
الذين لم ينالوا حظًا وافرًا من عناية الدّارسين على الرّغم مما يحمله شعره من سمات
أدبية أصيلة تمثِّل الفترة الزمنية التي عاشها أدقَّ تمثيل ، بل إنَّ شعره كان إرهاصًا
بما سوف يؤول إليه فنُّ الشعر في المرحلة العباسية من التزام اتجاهات بعينها
و مدارس بذاتها ، إنه من هؤلاء الذين يمثِّلون مدرسة وسطى بين المحافظة
و التجديد و الانطلاق ، فشعره يتسم برونق الديباجة المشرقة و الأسلوب المونق حينًا ، المتلفِّع بالفكرة الرحيبة و الخاطرة المتوهِّجة حينًا آخر ، المصور لطبيعة البيئة اجتماعيًا و سياسيًّا و ثقافيًّا حينًا ثالثًا .
ولم تكن الطريق ممهدة أمام أشجع حتى يرتقي في يسْر سلَّم الشهرة الذي لا يتمُّ
الصعود إليه إلاّ عن طريق الخلفاء و الوزراء في ظرف كانت فيه بعض مؤهِّلاته
غير مشجِّعة على ذلك ، فقد كان رديء المنظر قبيح الوجه في عينه عَوَر ،
و من ثمَّ فقد كان فاقدًا الوسامة التي تيسِّر الطريق و تمهِّدها إلى ساحات
الكبار ، و يبدو أيضًا أنه كان ثقيل الروح غير مقبول المصاحبة ، و لكنَّه
استطاع أن يفرض احترامه و تقديره من منطلق براعة شعره و قوَّة عارضته
حتى إن الرَّشيد قال له ذات يوم بعد أن أسمعه قصيدته الميمية :
قَصْرٌ عليهِ تحيَّةٌ و سلامُ .... نشرَتْ عليهِ جمالَها الأيَّامُ
" لقد دخلتَ عليَّ و أنت أثقل الناس على قلبي ، و إنَّك لتخرج من عندي
و أنت أحبُّ الناس إليَّ " .
لقد أصبح أشْجَع السُّلميّ بفضل شاعريته الخصبة أحد الشعراء المفضَّلين لدى الرشيد كما كان مختصًّا بالبرامكة أيضًا ، و بجعفر بن يحيى خاصَّة ، و كان حسبما ذكرنا في مستهل هذا الحديث سفير الشعر لدى مدرسة اللفظ
و الدِّيباجة حينًا و مدرسة الفكرة و الخاطرة حينًا آخر .
يتبـــــع ....
من كتاب ( الشعر و الشعراء في العصر العباسي ) للدكتور مصطفى الشكعة
مع العلم بنقله
نبذة :
إن أشْجَع بن عمرو السُّلَمي واحد من الشُّعراء الفحول الذين تلي مرتبتهم مرتبة
الروّاد الأوائل مثل مسلم و أبي نواس و دعبل ، و هو في نفس الوقت من هؤلاء
الذين لم ينالوا حظًا وافرًا من عناية الدّارسين على الرّغم مما يحمله شعره من سمات
أدبية أصيلة تمثِّل الفترة الزمنية التي عاشها أدقَّ تمثيل ، بل إنَّ شعره كان إرهاصًا
بما سوف يؤول إليه فنُّ الشعر في المرحلة العباسية من التزام اتجاهات بعينها
و مدارس بذاتها ، إنه من هؤلاء الذين يمثِّلون مدرسة وسطى بين المحافظة
و التجديد و الانطلاق ، فشعره يتسم برونق الديباجة المشرقة و الأسلوب المونق حينًا ، المتلفِّع بالفكرة الرحيبة و الخاطرة المتوهِّجة حينًا آخر ، المصور لطبيعة البيئة اجتماعيًا و سياسيًّا و ثقافيًّا حينًا ثالثًا .
ولم تكن الطريق ممهدة أمام أشجع حتى يرتقي في يسْر سلَّم الشهرة الذي لا يتمُّ
الصعود إليه إلاّ عن طريق الخلفاء و الوزراء في ظرف كانت فيه بعض مؤهِّلاته
غير مشجِّعة على ذلك ، فقد كان رديء المنظر قبيح الوجه في عينه عَوَر ،
و من ثمَّ فقد كان فاقدًا الوسامة التي تيسِّر الطريق و تمهِّدها إلى ساحات
الكبار ، و يبدو أيضًا أنه كان ثقيل الروح غير مقبول المصاحبة ، و لكنَّه
استطاع أن يفرض احترامه و تقديره من منطلق براعة شعره و قوَّة عارضته
حتى إن الرَّشيد قال له ذات يوم بعد أن أسمعه قصيدته الميمية :
قَصْرٌ عليهِ تحيَّةٌ و سلامُ .... نشرَتْ عليهِ جمالَها الأيَّامُ
" لقد دخلتَ عليَّ و أنت أثقل الناس على قلبي ، و إنَّك لتخرج من عندي
و أنت أحبُّ الناس إليَّ " .
لقد أصبح أشْجَع السُّلميّ بفضل شاعريته الخصبة أحد الشعراء المفضَّلين لدى الرشيد كما كان مختصًّا بالبرامكة أيضًا ، و بجعفر بن يحيى خاصَّة ، و كان حسبما ذكرنا في مستهل هذا الحديث سفير الشعر لدى مدرسة اللفظ
و الدِّيباجة حينًا و مدرسة الفكرة و الخاطرة حينًا آخر .
يتبـــــع ....
من كتاب ( الشعر و الشعراء في العصر العباسي ) للدكتور مصطفى الشكعة
مع العلم بنقله
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
» وما غير الطبيعة من سِفر
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
» طال ابتهال المصطفى
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني