جميل أن يسير الإنسان في هذه الأرض المترامية الأطراف وينظر في ملكوت السماء والأرض ويرى بني البشر ماذا يعملون؟ وماذا يفعلون؟ يخرجون في صباحهم ويعودون في المساء ، كل منهمك بما يشغله ، ولعل من حسن التعلم أن يعتبر الإنسان بما يرى ويسمع . ويعقل ما يدور حوله ، خرجت يوما إلى السوق ، فشاهدت أناس يشترون وأناس يبيعون ، وأناس ينقلون ، وأناس ينظرون ، ولكن ما جلب انتباهي هو حرص الناس على التحصيل ، ولا اقصد تحصيل العلامات أو الحسنات ..........فهذا ما كانوا يبتعدون عنه في أسواقنا وشوارعنا. إنهم يحرصون على تحصيل المال ، بل ويرتكبون كل صغيرة وكبيرة من الآثام لتحصيل المال ، لقد رأيت الطمع في عيون الكثيرين ، بل انتقل الطمع إلى اللسنة القوم . يختلسون النظر إلى الناس البسطاء ليبيعوا سلعهم بشطارتهم ( الكذب والطمع ) كما يدعون . ليس هذا ما يحصل في الأسواق فحسب بل رأيت رجلا مسكينا قد اشترى بعض السلع لعائلته ووضعها عند احد التجار وبعد دقائق رجع إليها فلم يجد ما اشترى ...... لا ادري هل التاجر قد باعها مرة أخرى ...............؟ طمعا .........................أم أن احد المارة قد أخذها طمعا .................وأي الاحتمالين يصب في الطمع الذي ترسخ عند الكثيرين . أيها الأحبة في الله . إن أيامكم على زوال ، وأعماركم على انقضاء، وأعمالكم ستكتب ، وستموتون ، إن كان عندكم كثير أم قليل ، وإنكم عن ذلك مسئولون ................................... فحالنا اليوم في أسواقنا كحال اليهودي صاحب الرغيف ، لقد خرج عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام في سفر و كان بصحبته رجل من اليهود وكان معهم ثلاثة أرغفة من الخبز، ولما أرادا أن يتناولا طعامهما وجد عيسى أنهما رغيفان فقط ، فسأل اليهودي: أين الرغيف الثالث ، فأجاب : والله ما كانا إلا اثنين فقط. لم يعلق نبي الله وسارا معاً حتى أتيا رجلاً أعمى فوضع عيسى عليه السلام يده على عينيه ودعا الله له فشفاه الله عز وجل ورد عليه بصرَه , فقال اليهودي متعجباً: سبحان الله ! وهنا سأل عيسى صاحبه اليهودي مرة أخرى:بحق من شافا هذا الأعمى ورد عليه بصره أين الرغيف الثالث، فرد: والله ما كانا إلا اثنين. سارا ولم يعلق سيدنا عيسى على الموضوع حتى أتيا نهرا كبيرا، فقال اليهودي : كيف سنعبره؟ فقال له النبي: قل باسم الله واتبعني ، فسارا على الماء ، فقال اليهودي متعجبا: سبحان الله! وهنا سأل عيسى صاحبه اليهودي مرة ثالثة :بحق من سيرنا على الماء أين الرغيف الثالث؟ فأجاب : والله ما كانا إلا اثنين. لم يعلق سيدنا عيسى وعندما وصلا الضفة الأخرى جمع عليه السلام ثلاثة أكوام من التراب ثم دعا الله أن يحولها ذهباً ، فتحولت إلى ذهب، فقال اليهودي متعجبا: سبحان الله لمن هذه الأكوام من الذهب؟؟! فقال عليه السلام: الأول لك، والثاني لي ، وسكت قليلا ، فقال اليهودي: والثالث؟؟؟؟؟ فقال عليه السلام: الثالث لمن أكل الرغيف الثالث! ، فرد بسرعة: أنا الذي أكلته!!!! فقال سيدنا عيسى : هي كلها لك ، ومضى تاركاً اليهودي غارقاً في لذة حب المال والدنيا . بعد أن جلس اليهودي منهمكا بالذهب لم يلبث إلا قليلا حتى جاءه ثلاثةُ فرسان ، فلما رأوا الذهب ترجلوا ، وقاموا بقتله شر قتلة مسكين ، مات ولم يستمتع به إلا قليلا! بل دقائق معدودة .............سبحانك يارب!! ما أحكمك وما أعدلك ! بعد أن حصل كل واحد منهم على كومة من الذهب بدأ الشيطان يلعب برؤوسهم جميعا ، فدنا أحدهم من أحد صاحبيه قائلا له: لم لا نأخذ أنا وأنت الأكوام الثلاثة ونزيد نصف كومة إضافية بدلا من توزيعها على ثلاثة، فقال له صاحبه: فكرة رائعة. فنادوا الثالث وقالوا له : ممكن تشتري لنا طعاما لنتغدى قبل أن ننطلق؟؟؟؟ فوافق هذا الثالث ومضى لشراء الطعام؟ وفي الطريق حدثته نفسه فقالت له: لم لا تتخلص منهما وتظفر بالمال كله وحدك؟؟؟؟؟؟ إنها حقا فكرة ممتازة. فقام صاحبُنا بوضع السم في الطعام ليحصل على المال كله وهو لا يعلم كيد صاحبيه له، وعندما رجع استقبلاه بطعنات في جسده حتى مات، ثم أكلا الطعام المسموم فما لبثا أن لحقا بصاحبيهما وماتا وماتوا جميعاً. وعندما رجع نبي الله عيسى عليه السلام وجد أربعة جثث ملقاة على الأرض ووجد الذهب وحده ، فقال: هكذا تفعل الدنيا بأهلها ......... ونحن نقول : هكذا تفعل الدنيا بأهلها........................................... نسال الله أن يقبضنا إليه غير مفتونين آمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نضال ملص
نضال ملص
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني