إعدام ميت بالمنفى
من ملكة طاغية
ولدت اليوم بمملكتك خادما على خيولك العرجاء بإسطبلاتك الملكية
يروق لك معاناتي ويروق لك أكثر عناقي تحت فراشك الزرقاء المسعفات
غررت بي باستدعائي لفراشك الملكية وتقييدي بسلاسلك المثقلات
فمات قلبي بلحظتها بجوف حرمانك .وسحقت محرابي بسيوف الغدر مولاتي
ظلما حرقتني وغدوت باكية بدموع تماسيح المستنقعات
بقايا من جدولتك الشقراء ما زالت مربوطة بأعناقي
سحقا لك وسحقا لجدولتك الشقراء التي حكمت على بريء بمنفى وحكم وشيك بإعدامات
كنت تلعني الظلام الدامس من شقاء عرشك البائس
وأوقدت شموعك من وهج جسدي المتعطش شموخك المتكسر
تحت أجنحتي الخشبية وقبلت دموعك المالحة من على كتفي
فكانت أغنيتي الأولى مطلعها دموع وأحزان وأشجان
تبا لقلبي المحترق من وسوساتي
أدمعت عيوني جمرا أحمر..... ألهب سراجك المنطفئ ليلا ليغدوا الأنجم المبعثرات فكان الصدق يقتل بمملكتك والكبرياء منتظرا حكم الإعدام
تعنتي ورفضي وتديني وتعففي حكم علي اليوم الموت بالمنفى
إلى حيث لا أعود منفى بلا خمر ولا عود
فتحتم علي العيش بلا مشاعر ولا حب ولا أدمع
أأنا العاشق المجنون الوحيد الذي مات بالهوى
لا تلقي علي اليوم اللوم ولا تبعات غرورك على أكتافي
ما زال صوت نحيبك ها هنا بالركن متعطشا حتى يومنا
ضحك لي القدر مرة.لما رآني وتكسر اللؤلؤ على جسدي أنغاما حزانى
وما زلت متهما بغرور وتكبر وأنا بالواقع كنت أرق من نسيمات الفجر العليل
بالله عليك كفاني ظلما كفاني
أمن العدل أن أزرع القمح والعشق على نهديك ويجني ثماري الغرباء
فغدوت اليوم كالأواني المهشمة التي تضر ولا تنفع
و جواريك الحبالى قد سرقت مني تعففي وبعض من وقاحاتي
لا ترجوا من مجنون مثلي بتشكيلك من جديد فذوبانك على صدري لا يفيد
تبت يداك وسحقا لمنفاك.... لن توقفي اليوم أقلامي وحبري وصمتي
ما زال قمحك على صدري وما زالت دموعك تحرق أكتافي
فأنت اليوم أحرقت شعري وأحرقت توسلاتي وأوقدت كل حماقاتي
بالأمس سيدتي كنا كالمجانين وهل للامس عودة لا لن يعود
أشباحك اليوم تطاردني بين الدروب وأخاف النظر من شباك المنفى
تحسبا من ضيائك المضني وخوفا من اختفائي
كنا بالأمس نقول ما نشاء ونفعل ما نشاء
وأحدق بنجومك المحترقة وببريق عيونك الخضراء
بالأمس أدمعت قلمي وأدمعت عيوني الصغيرة المتكسرات
فاختفى قاربي المتكسر بميناء عيونك الساحلية
كنت أحدق بفراغ عيونك الخضراء المتسعة
وأنام واصحوا على دبيب جنودك المقوضين استعبادي
وخيولك المتعبة العطاشى تنثر غبار الصحاري القاحلات
وقمت باستباحة قتلي وقتل شعري وبقايا من جسد رجل ثائر. طمعا منك باحتضان
لخصرك النحيل الملتهب شوقا لخنجري المدمي لغمدك المسحور
رحماك سيدتي اليوم ...فعفوك سيدتي وظلمك سيدتي وعشقك سيدتي
يطفئ جمري ويمطر ارضي المتعطشة ويسقي رمالي ويغتصب تعففي وأخلاقياتي
يا ملكيتي الطاغية ...ماذا بعد أنت صانعة بخادم أمين قد تعذب بالمنفى زورا وبهتانا
وهل من العدل أن تستوطني أرضي وتستبيحي قتلي
وتشتم ورودي وتقطفي ثماري وتغرسي أعلام انتصاراتك
على بقايا جسدي المتعفن ...يا لظلمك اليوم
ويا لحماقاتي ويا لعشقك الذي أدمى أرجلي
ويا لضعفي الذي أودى بحياتي منفيا إلى الأبد
وحبل مشنقتي صنعتيه من بقايا حبال خيولك العرجاء
ونقشت حروف اسمي الأولى على أجساد عبيدك وجواريك
ألا توجد منظومة بمملكتك الاستعبادية اسمها العفو الملكي
لكنك يا مليكتي أحرقت كل دساتيرك اليوم لأجلي
كنت زائرتي الليلية أسمع صوت نعالك الذهبية
تدوسين على قلبي باكية رافضة حتى موتي
ولكنك راضية على دفني تحت سريرك ألفسيفسائي
من ها هنا من منفاي سيدتي أسألك العفو على ما اقترفته من ذنب
ولكن سيدتي لم يكن الذنب ذنبي
واستعبدتني وأنا لست بعبد لامرأة ولا أقداح
فأنت تثورين اليوم من شدة تعففي وصبري ومن صمتي
فأنت اليوم تبحثين عن ماض وبعض ذكريات من على مرقدك... احذري غدري
الأمس يا سيدتي قد مات... من سنين.
أناجيك اليوم سيدتي من منفاي هذا فأنا محترقا على مقعدي
وأنت تمرحين على فراشك الزرقاء ترقصين فرحا بانتصارك هذا
ما زال بعض شعري وبعض قصائدي على سريرك الخشبي
نيراني تأكل أجفاني
وسلاسلي الحديدية تتملص من يدي من شدة احتكاكي
أرجوك اقتليني الآن وأعطي أوامرك لإنزال المقصلة على أعناقي
لأموت بكرامة الرجل الشرقي
وأدفن بقبور الرجال الأشراف
عذرا مليكتي فكلماتي هذه أدمعت عيناك
وداعا وداعا فلن تجدي قبري.
ولن تدوسي على صبري بعد اليوم
عذرا منك مليكتي الطاغية.
فأنا اليوم ضاحك في قبري وأنت ما زلت تبحثين عن رجل مثلي بمملكتك الطاغية
لن يفيدك غرورك بعد موتي ويكفيني فخرا بأني الرجل الوحيد الذي رفض لك أمرا
وتربع على عرش ملكة لم يكتب بدساتيرها سوى الغدر.
مولاتي.
هاشم برجاق
4-8-2010
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني