من طرف تيسير درويش الثلاثاء أكتوبر 26, 2010 9:32 am
لا شك عزيزي القارئ أنك قد كوّنت بالفعل انطباعا عن موقفي من مسلسل “ما ملكت أيمانكم” بمجرد قراءتك لعنوان مقالي هذا، ولا يخفى عليك أنه موقف سلبي – له أسبابه العقلية التي سأوردها أدناه. أجبني من فضلك، ألم يقم عنوان المقال بتكوين انطباع لديك عن موقفي من النقطة محل النقاش؟ هذا هو أول الأسباب الذي يدعوني لأن أتخذ موقفا سلبيا من مسلسل “ما ملكت أيمانكم”، فالمسلسل – من عنوانه – يتهكّم على الإسلام ويتعرض لإحدى آياته والتي شرّعت أحد التشريعات التي تعاملت مع واقع كان قائما قبل أربعة عشر قرنا. فإن كان هذا التهكم متعمّدا فهذه طامّة كبرى تضع مئة علامة استفهام واستفهام على دوافع المخرج والكاتبة والمشاركين في العمل بل والقائمين على الرقابة وعلى التلفزيون – فالكل متواطئ ومتّهم بالتعرّض المباشر لمسألة محل إجماع في الإسلام. وإن لم يكن متعمَّدا، وأنا شخصيا سوف أحسن الظن بالأستاذ نجدت أنزور وأبني بقية المقال على هذا الأساس، فاختيار عنوان كهذا يشي بما يدور في العقل الباطن للقائمين على المسلسل والذي تم ترجمت مضمونه في المسلسل. ولا يقولن قائل أن العنوان غير مقصود به شيء، فصيغة العنوان استنكارية – وليست خبرية لأولئك الذين ما زالوا يستوعبون اللغة العربية – ولا يختلف في ذلك عاقلان منصفان يتكلمان العربية ولديهم إطلاع على الدين الإسلامي. بل إن العنوان هو اتهام بصيغة تهكّمية للإسلام في قضية المرأة بطريقة بشعة جدا تم فيها اجتزاء آية قرآنية، ولا أدري كيف تغاضت الرقابة عن ذلك!
وقبل أن أبدأ أريد أن أقول أنني انتظرت حتى انتهاء عرض المسلسل قبل أن أكتب هذه المقالة ولم أتسرع بالأحكام، بل وشاهدت “بنفسي” معظم الحلقات ولم أعتمد على رأي غيري كي أبني موقفي، وهذه أول مرة أتابع مسلسلا منذ خمس سنوات بالمناسبة. أحبتي القراء، لن أتناول الجانب الديني في هذا الموضوع، أولا لأن الكثيرين تناولوا القضية من ناحية دينية فكان هناك نقص في التطرق للجوانب الأخرى والتي لا تقل أهمية، وثانيا لأن الإسلام أكبر من أن يضره عمل كهذا فلن يضرّ الإسلام أي تعدٍّ، سواء كان المعتدي كاوبويًا بشعر أشقر وعينين زرقاوتين، أو واحد من بني جلدتنا لم يفهم الإسلام بشكل صحيح أو فهمه ولكن قلبه المريض لم يحتمل إلا أن يتهجّم عليه. (ولك عزيزي القارئ أن تتخيل لو أن التهكم والسخرية هذه تناولت دياناتٍ أخرى كم ستكون موجة الغضب والتنديد، ولا شك أننا سوف نكون أول المندّدين، فالأديان خط أحمر لدينا، ولكن أصبح التهجم على الإسلام وتعاليمه هيّن في عالمنا هذا.) ما أريد أن أتناوله في مقالي هنا هو الجانب الأخلاقي-الإجتماعي- الوطني .. وسوف أترك الجانب الفني للمختصين رغم اعتقادي بأن كم الإبداع الإخراجي والحبكة الدرامية الرائعة – بغض النظر عن رأينا بها – في الحلقات العشر الأولى قابله فشل إخراجي غريب وفوضى درامية مبعثرة في الحلقات العشر الأخيرة أدخلت المسلسل في رتابة وملل وختمته بشكل فاشل.
أما أخلاقيا، فالمسلسل يقدّم نفسه على أنه صورة متحرّرة متحضرة متمدنة بديلة عن ظلام “الإسلاميين” (وهو يميّز بين الإسلاميين الإرهابيين-الظلاميين المتمثلين بتوفيق والآنسة هاجر، والإسلاميين المتنورين المتحضرين الذين يجب أن يقتدي بهم من “يختار” أن يكون إسلاميا، يعني إن أحببت أن تكون متدينا فعليك أن تكون مثل الشيخين عمّار ومحمود .. الإسلام “المودرن” على الطريقة الغربية. ويحسب للمسلسل أنه قدم صورة ثالثة للإسلام – وهي الصورة الصحيحة برأيي متمثلة في الشيخ عبد الوهاب – ولكن المسلسل لم يقدم للشيخ عبد الوهاب المساحات الكافية التي قدمها لغيره من الشخصيات الإسلامية ناهيك عن فرض الفصحى عليه ليبعده عن المزاج الشبابي ويجعله شخصية لا تلامس الواقع فيفرض على الشباب اختيار نموذج عمّار أو محمود الأقرب إليهم). إذاً، دعونا نرى ما هي رسالة المسلسل المتحررة “الجميلة” التي يريد من السوريين اتباعها:
تتكرر كلمة “بويفريند” أكثر من مرة في المسلسل وكأنها أمر عادي منتشر لا ضير فيه في المجتمع!! الأبوان لا يمانعان بل ويشجعان ابنتهما نادين على أن تحب مرة واثنتين وثلاثة وتجرب مختلف الشباب، والأب رجلٌ مربٍّ شريفٌ مستقيم، والأم أيضا مربية ومصلحة إجتماعية شريفة، فيقدم المسلسل أسلوب التربية هذا على أنه الأسلوب الصحيح!! عالية، يَفْرِض عليك المسلسل أن تتعاطف معها رغم أنها أخطأت بإرادتها وأخطأت ثانية في نهاية المسلسل بإرادتها وتجاوزت حدودا كثيرة على مدار المسلسل ولكن ما يزال المسلسل يصوّرها وكأن ما يجري لها خارج عن إرادتها، لذلك لا مشكلة في الخطأ، ليست قضية كبيرة طالما أن الظروف قاسية!! المسلسل وخاصة في بدايته يعقد مقارنة مبطّنة بين نسيب بك وتوفيق، فالاثنان يرتكبان نفس الخطأ، ولكن توفيق الإسلامي فظٌّ منفِّرٌ وحشي عنيف، بينما نسيب بك لطيف ودود كاريزمي الشخصية إنساني التعامل، فيجبرك المسلسل على أن تنفر من توفيق وتعجب بنسيب بك!! “ديمة” المرأة التي حملت من توفيق في بداية المسلسل لم “تأكل” كف واحد من أمها عندما علمت بحبلها خارج إطار الزواج، فما جرى مجرد “خطأ” وليس قضية كبيرة!! وكذلك بنتا نسيب بك يعلمون بعلاقاته النسائية خارج الزواج وهما فخورتان بهذا وليست لديهما مشكلة مع ذلك!! بكل بساطة، المجتمع المتحضر بنظر نجدت أنزور هو المجتمع الخلاعي الإباحي على نمط مدينة كورينثية الإغريقية!! فأقبِح بها من حضارة!
وسؤالي هو: هل هكذا يرى الأستاذ أنزور دمشق؟ هل فعلا عوائل دمشق الأصيلة العفيفة لا تمانع بأن يجرب بناتها الحب مع مختلف الرجال ويقمن علاقات خارج نطاق الزواج، ويحملن بأطفال ناتجة عن هذه العلاقات، ويكون كل هذا عادي ولا يقابَل بثورة غضب، وإن قوبل فإنه يكون صادر عن “إسلامي” ظلامي على طريقة توفيق؟ المسلسل يصوّر لنا شلة بنات من ستة أشخاص: ليلى المنقبة، وعالية الفقيرة، وغرام الأرستقراطية، ونادين غير المستقرة عاطفيا، والعراقية والبدينة (لا يحضرني اسماهما)، وحسب المسلسل هذه الشلة تمثل عينة من المجتمع الدمشقي بأكمله وكل فتاة تمثل طبقة معينة أو فكر معين. ثلاثة من الستة أقمن علاقات مع رجال خارج إطار الزواج، إحداهن (العراقية) احترفت ذلك والأخرى (غرام) برضى زوجها. ليلى كادت أن تقع في الخطيئة، أما البدينة ونادين فاختليا برجال أكثر من مرة وإن لم يقعا في الخطأ. إذاً، فالأستاذ أنزور يرى 50% من بنات دمشق زانيات!! والنصف الآخر يراه تسلية للرجال (أو ربما الرجال تسلية لهن!) .. دمشق أطهر من ذلك يا سيد أنزور لتركّب عليها صورة لا توجد إلا في مخيلتك! قد يقول قائل أن في دمشق حالات كهذه، وأنا أقول أنه لا شك أن في أي مدينة بالعالم حالات كهذه، ولكن ما هو مدى انتشارها وكم تبلغ نسبتها حتى يتم تعميمها وتضخيمها بالشكل الذي ظهرت فيه في المسلسل؟ نعم، تسليط الضوء على ظاهرة يساهم أحيانا في لفت الانتباه إلى مشاكل ليتم وضع الحلول لها، لكن الأستاذ أنزور قد سلّط الضوء على أكثر من عشر ظواهر سلبية، كل واحدة منها نادرة الحدوث ولكنه ربطها ببعضها البعض وصوّر المجتمع وكأنه غارق حتى أخمص قدميه في الرذيلة والفساد والعهر والإباحية وكأنه يخلو من الأشخاص الطبيعيين .. وفي هذا ظلم وتشويه غير مقبول أبدا لمدينة عظيمة كدمشق وللمجتمع الذي يقطنها.
المنقبة في دمشق – برأي المخرج – مجبرة على النقاب (وبالمناسبة، أبوها معتدل وأمها غير منقبة بل محجبة عادية، فلا أدري من أين أتى النقاب هذا أم أن السيد أنزور لم يجد بدّا من حشر منقبة في مكان ما ليستطيع بث سمومه؟!) والمنقبة لا تمانع أن تكشف نقابها وإشاربها وملايتها .. تمنيت لو كان هناك منقبة أخرى في المسلسل متنقبة عن قناعة محافظة على عفتها وطهارتها – وهن متواجدات أيضا في المجتمع – أم أن هذا سيرسل رسالة مغايرة لما يريد إرساله المخرج؟ وانظر كيف زحزح الأستاذ أنزور مكانة رجال الدين في عقول وقلوب الشباب بحيث يحث المسلسل الشباب على أن ينظروا لشيخ الدين بنظرة شك وارتياب!
المشكلة أيضا أن هذا المسلسل المتحضّر المتمدّن الذي يأخذ على “الإسلاميين” فرض آرائهم على الآخرين دون نقاش أو حوار وقع في ما يتهم به غيره وقام الأستاذ أنزور بفرض آرائه على المشاهدين وتلاعب بالشخصيات والمساحات المتاحة لها والأحداث لكي يجبرك على التعاطف مع من يريدك أن تتعاطف معه وأن تبغض من يريدك أن تبغضه في عملية غسيل دماغ فكرية موجهة باحتراف .. ولقد كان بإمكان الأستاذ أنزور أن يعرض كافة الخيارات بتكافؤ على المشاهد ليترك له حرية الحكم معتمدا على الفطرة السليمة، ولكنه أبى إلا أن يوجه المشاهد السوري متحديا ذكاءه. المشكلة أيضا أن الأستاذ أنزور امتلك الجرأة – كل الجرأة – في أن يبادر بتحطيم ضلعين من أضلاع الثالوث المحرم (الجنس-الدين-السياسة) دون هوادة ضاربا بعرض الحائط كل المحاذير، ولكنه لم يمتلك جرأة الاقتراب من الضلع الثالث، وحتى عندما حاول ذلك عن طريق تصوير فساد “المسؤولين” متمثلا بنسيب بك، اتضح لنا أن نسيب بك (أصبح) نائب بمجلس الشعب وليس مسؤولا حكوميا .. جَبُنَ الأستاذ أنزور عن مقاربة المشاكل الأهم التي تواجهها سورية وهي مشاكل أكثر إلحاحا وخطورة على سورية وفضل القيام بعملية غسيل دماغ ممنهجة حيث يُخيّل للقارئ في بعض مشاهده وكأنه فيلم توجيهي تلقيني تربوي يعرض لطلاب الثانوية كي يعلّمهم الصح من الخطأ. وهل كانت صدفة أن يكون الشيخ عمار الإسلامي المعتدل الذي تعاون مع الأمن (ومسؤول الأمن ملتزم دينيا يحفظ من القرآن والأحاديث الكثير .. صورة محببة ومغايرة تماما عن صورة المساعد جميل الذي اعتدنا أن نراه في المسلسلات) للإيقاع بالإرهابيين هو في الحقيقة الممثل مجد رياض نعسان آغا ابن وزير الثقافة السوري الذي دافع قبل أيام قليلة من عرض المسلسل عن قرار زميله وزير التعليم بمنع المنقبات من دخول الحرم الجامعي والتسجيل؟!
بالمناسبة، لم أكن أدري أن الأمن في سورية مكشوف وأن الإرهابيين يصولون ويجولون ويتدربون أينما شاؤوا ووقتما شاؤوا!! ويفجرون حيثما شاؤوا! إن كان هذا حقيقيا فنطلب من أعضاء مجلس الشعب تقصي الموضوع ومساءلة وزارة الداخلية على تقصير أجهزتها في توفير الأمن والأمان في بلدنا الحبيب .. وإن كان ما تم تصويره افتراء فنعود مجددا لنتساءل عن أي صورة لدمشق تلك هي الموجودة في مخيلة المخرج والكاتبة!! وما مدى واقعية ما عُرِض في المسلسل!!
الغرض من المسلسل واضح، أجزم أن السواد الأعظم من السوريين يقفون ضد “توفيق” وما لف لفيف توفيق ولا تنطلي عليهم ممارسات “التوفيقيين”، ونحمد الله أن بلادنا أنعم الله عليها بتسامح ديني معلوم ووسطية في المنهج الإسلامي (وسطية الشيخ عبد الوهاب .. وليس الإسلام “المودرن” الذي يتم محاولة تسويقه في المسلسل)، ويعلمون أن الآنسة هاجر هي من صنع مخيلة الأستاذ أنزور، حيث أن الحركة النسوية الإسلامية في سورية تتميز بوسطيتها ووطنيتها في آن ومعلوم عنها هذا الشيء، والدمشقيون كلهم مسلموهم ومسيحيوهم بشتى طوائف هذين الدينين الكريمين يعرفون أبجديات الأخلاق، وإن ظهرت حالات شاذة في المجتمع فهي تبقى حالات شاذة لا يصلح أن تبنى عليها أحكام مجملة. فالغرض من المسلسل هو التأثير على الفئة الشبابية واللعب بتصوراتها لجرهم إلى مكان أبعد عن الدين وأقرب للمجتمع المفتوح على الطريقة الغربية (المفتوح أخلاقيا، دون أي تطرق لقيم مفقودة في المجتمع السوري كالحرية والديمقراطية والعدالة والإخلاص والنظام .. إلخ من المشاكل الحقيقية الموجودة). قد ينجح الأستاذ أنزور في ذلك، ولو نجح فإن فساد المجتمع السوري يكون حينها في يمينه وفي ذمته، وله حينها أن يفاخر بأنه كان جزءا (أو ربما أداة) في حملة الهجوم على الإسلام والأخلاق في بلدنا.
ولأختم، رغم أن هناك الكثير الكثير للكتابة عنه في هذا الموضوع لخطورة ما طرحه المسلسل من أفكار، هناك من طالب بمنع عرض المسلسل. ورغم أني أتفهم هذه المطالبة كونه ليس غريبا أن يتم منع عرض المسلسلات لأسباب رقابية في دولة مثل سورية، لذا كان بإمكان الرقابة أن تصدر قرارا بهذا، إلا أنني أعارض أن يتم منع عرض المسلسل بقرار رقابي وذلك إنطلاقا من مبادئي وقيمي الحضارية المتمدنة (نعم، تلك القيم التي فشل الأستاذ أنزور في عرضها بمسلسله رغم أنه كان بإمكانه ذلك بدلا من أن يشغل نفسه بالهجوم على الإسلام والأخلاق وتشويه صورة دمشق)، فللأستاذ أنزور وفريق عمله كافة الحرية في عرض أي عمل طالما أنه ضمن إطار القانون، وإن كان هناك أي شيء فيه يخرق القانون فللمعترضين حق رفع دعوى قضائية يطالبون فيها بمنع العرض، والقضاء وحده له الحق بالحكم .. على الأقل هكذا يتم التعامل مع هذه القضايا في الدول التي يسود فيها القانون والمؤسسات! أما أن يتم التعامل مع الموضوع بدكتاتورية وقمع، فهذا مرفوض، ولم يكن محاربة الخطأ بالخطأ حلا في يوم من الأيام!.
سلامي للجميع
تيسير درويش
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني