من طرف هاني السيد الثلاثاء أكتوبر 05, 2010 9:18 am
مقدمه:
الحمد لله رب العالمين القائل في محكم التنزيل: الرَّحْمَنُ(1) عَلَّمَ القُرْءانَ(2) خَلَقَ الإِنْسَانَ(3) عَلَّمَهُ البَيَانَ(4) والصلاة والسلام على المبعوث رحمـة للعـالمين محمـد بن عبد الله – صلى الله عليه وسلم- القـائل(( إن من البيان لسحراً )) وعلى آله وصحبه أجمعين.
إن الأدب الإسلامي أدب إنساني عالمي, وذلك لأنه يصور الإنسان وفق فطرة الله التي فطر الناس عليها, فهو يغذي روحه وفكره في توازن تام, ويعبر عن أحلامه وأمانيه بما يتلاءم مع الواقع في واقعية إسلامية بعيدة عن المثالية المفرطة .
ولعل المتأمل في حركه الأدب الإسلامي في الوقت الحاضر يدرك بوضوح تام أنها تزداد تفاعلا يوما بعد آخر ,بل كانت أكثر حضورا من ذي قبل مع واقع الأمة الإسلامية وقضايا الحياة الإنسانية ,إذ نلحظ الساحة الأدبية تزخر بالكثير من الأعمال الفنية الإسلامية الناضجة والمعبرة بواقعية عن ذلك الواقع وظروف الحياة الإنسانية المتداخلة مع بعضها البعض في روح متفائلة لا يشوبها أي تشاؤم أو يئس .
وفي الوقت نفسه لو نظرنا لحركة النقد الأدبي الإسلامي إزاء تلك الإعمال الأدبية لوجدنا أنها تفتقد إلى التوازن, بل لعلنا لا نبالغ إذا قلنا إننا نجد شحا واضحا في هذا المجال. لا سيما إذا قورنت تلك الأعمال بحجم حركة النقد الإسلامي. وهذا لا يعني القول بعدم وجود نقد أدبي إسلامي يرافق ويتزامن مع التجارب الإبداعية لحظة ولادتها بوصفها مادة منشورة في الصحف والمجلات المتخصصة ودور النشر ، وإنما الذي أريد أن أصل إليه هو قلة النقد الأدبي الذي يسير جنبا إلى جنب مع التجارب الإبداعية ، بل واقتصارها على فئة من الأدباء دون غيرها .
وثمة أمر آخر تجدر الإشارة إليه – كما يبدو لنا – أننا لا ننتظر من النقاد والباحثين الذين لا يؤمنون بالأدب الإسلامي أن يتصدوا، ويقفوا مع الأدب الإسلامي و رواده بالدراسة، والبحث بهدف التعريف والتقويم، لأن ذلك كما قال الدكتور حلمي القاعود([1]): (( مهمة الناقد الأدبي المسلم .. وهو ما يعني أن ينهض الأدباء المهتمون بالأدب الإسلامي ، والحريصون على انتشاره وانتصاره بدراسة الآثار الأدبية التي ينتجها أدباء إسلاميون وتقويمها، سعيا للتجويد والإتقان، فضلا عن التعريف والتقديم إلى جمهور القراء ))([2]). وما نسعى إليه أيضا في هذه الدراسة هو التعريف والإسهام في هذا المجال.
أسباب اختيار الموضوع:
كان الدكتور نجيب الكيلاني أحد أبرز رواد الأدب الإسلامي ورائد الرواية الإسلامية على صعيد الوطن العربي والإسلامي، وأحد أبناء الصحوة الإسلامية، ومن هنا كان لا بد أن يُغيب عن الساحة الأدبية والإعلامية، بل ويلقى التجاهل والإهمال وإن كانت أعماله الفنية الرائعة قد تجاوزت حدود الوطن العربي والإسلامي، وذلك لا لشيء إلا لأنه يمثل تيار الصحوة الإسلامية. في حين لو نظرنا إلى أدباء كانوا هم أقل منه عطاءً وإنتاجا وموهبة وأدنى منه مستوى وجودة لوجدنا أنهم قد حازوا على قصب السبق والقدح المعلى من الجوائز والأوسمة وأن كانت أعمال أولئك هابطة وتغص في طياتها بالجنس الفاضح، والفكر المنحرف، وهذا الاحتفاء والتكريم جاء من منطلق دورهم الخاص في هدم القيم والمثل الإسلامية العليا من نفوس أبناء الأمة الإسلامية، والبناء على أنقاض تلك الأوهام والخرافات التي لا تزيد الفرد المسلم إلا الشك في التراث الإسلامي المشرق والنفور منه.
وبناءً على ما سبق يمكن القول إن الأسباب التي دفعتنا لاختيار هذه الشخصية وهذا الموضوع " الرواية أبعادها ومراميها عند نجيب الكيلاني " هي على النحـو التالي:
حبي الشديد لهذه الشخصية الأدبية الإسلامية التي أثرت المكتبة الإسلامية بما هو مفيد وممتع ونافع من المؤلفات.
نظرا لتلك القيم والمبادئ الإسلامية التي نثرها الكاتب في هدوء جميل وعناية تامة في رواياته وقصصه وحض عليها، فقد حرصنا على أبراز ذلك لدى الكاتب في هذه الدراسة.
إعطاء هذه الشخصية الأدبية جزءً من حقها في الدراسة والبحث أسوة بغيرها من أدباء عصره.
الإسهام والمشاركة في التعريف بالكيلاني وأعماله الأدبية والفنية الرائعة بمثل هذا الدراسة.
أهمية الموضوع ومكانته في الدراسات الأدبية الحديثة:
تأتي أهمية هذا الموضوع " الرواية أبعادها ومراميها عند نجيب الكيلاني " من خلال الجدة في الموضوع ، وعدم التطرق إليه بدراسة شافية شاملة ومتكاملة تكشف كافة جوانبها – شكلا ومضمونا ، إبراز المواهب المتعددة التي تميز بها رائد الرواية الإسلامية إذ نجد أن أديبنا موضوع الدراسة : شخصية قد تميزت بقدرات خاصة ومواهب متعددة، فهو طبيب متخصص، وشاعر مرهف، وروائي متمرس من الطراز الأول.
كما أن هذه الدراسة جاءت لتسهم في إعطاء صورة كاملة عن شخصية الكيلاني ومدى ارتباطها بالواقع السياسي والاجتماعي والالتزام الأخلاقي، ومن ثم انعكاسها على شخصيته النفسية والفنية بشكل خاص، وعلى أثرها الواضح في أدبه بشكل عام . ومن خلال ذالك كله يتضح للقارئ مدى أهمية هذه الدراسة، وتبين في الوقت نفسه مكانتها في الدراسات الحديثة.
حدود الموضوع:
إن حدود الدراسة في" الرواية أبعادها ومراميها عند نجيب الكيلاني " تدور في محيط روايات الكاتب وما يتعلق بحياته من خلال مؤلفاته.
فروض الدراسة:
حاولت هذه الدراسة محاولات متواضعة أن تطرح مجموعة من الفروض علها تصل إلى إجابات شافية وواضحة ومقنعة في الوقت نفسه للقارئ والباحث معا هذه الفروض هي على النحو التالي:
س1 – كيف كان الوضع السياسي والاجتماعي والثقافي قبيل وأثناء ظهور نجيب الكيلاني؟ وما مدى أثر ذلك على شخصيته ؟ .
س2- من هو نجيب الكيلاني ؟ وكيف نشأ وعاش حياته ؟ وكيف كان انعكاس البيئة على شخصيته وأدبه ؟ .
س3 – ما موقف الكيلاني من الأدب الإسلامي ؟ ومـا أبـرز المحطات فـي حياتـه الأدبية ؟ .
س4 – مـا هي الأبعاد المؤثرة في روايات الكيلاني ؟ وما أبرز تلك الأبعاد في روايـاتـه ؟ .
س5 – ما موقف الكيلاني من الاتجاهات والمذاهب الأدبية ؟ وما أبرزها ؟ وما الخصائص الفنية التي اتسمت بها روايات الكيلاني ؟ .
تلك هي الفروض التي طرحتها الدراسة وتحاول جاهدة أن تجيب عنها من خلال أعمال الكاتب نفسه.
الـدراسـات السـابـقـة :-
بداية تجدر الإشارة هنا إلى أن هذه الدراسة جاءت لتسهم في مجال دراسات النقد الأدبي الإسلامي وتعرف في الوقت نفسه بالكيلاني و أدبه، كما أنها تأتي لتكمل دراسات سابقة لها في جوانب مختلفة، حيث تعرض الأبعاد والمرامي والاتجاهات في روايات الكيلاني . بمعنى آخر إنها تعرض للموضوع من زوايا لم تتطرق إليها الدراسات السابقة هذا كما يبدو للباحث بعد الاطلاع الواسع والبحث في الدراسات السابقة .
لقد وجدت في الدراسات السابقة رسالة " ماجستير قدمت من قبل الأستاذ سهيل ياسين عام 1983م تحت عنوان " نجيب الكيلاني روائيا " للجامعة الأردنية.
كما وجدت دراسة قدمت من قبل الدكتور محمد عبد العظيم بنعزوز تحت عنوان " الشخصية في الرواية الإسلامية – روايات نجيب الكيلاني " . وقدم الدكتور عبد الله صالح العريني أيضا دراسة تحت عنوان " الاتجاه الإسلامي في أعمال نجيب الكيلاني القصصية".
كما تقدم الدكتور حلمي القاعود بدراسة صدرت الطبعة الأولى منها عام 1996م عن أديبنا -موضوع الدراسة- تحت عنوان" الواقعية الإسلامية في روايـات الكيلاني " وهذه الدراسة كما ذكر المؤلف أنها تتناول دراسة روايات : اعترافات عبد المتجلي، امرأة عبد المتجلي ، قضية أبو الفتوح الشرقاوي ، ملكة العنب ، من حيث البيئة الروائية ، والموضوع الروائي والشخوص والحبكة والأسلوب واللغة .
في حين قدم الدكتور حلمي القاعود أيضا دراسة أخرى تحت عنوان " الرواية الإسلامية المعاصرة " وأشار من خلال الدراسة إلى أحدى روايات الكيلاني بوصفها أنموذجاً للرواية إسلامية. ولم تكن الدراسة مستقلة بروايات الكيلاني وإنما جاء ذكر روايته " مملكة البلعوطي " ضمن نماذج أخرى لشخصيات روائية غير الكيلاني .
وقد تناول الناقد الإسلامي محمد حسن بريغش مجموعة من الروايات والقصص والدواوين الشعرية للكيلاني بالدراسة في مقالات نقدية جمعت في كتبه الثلاثة : الكتاب الأول " في القصة الإسلامية المعاصرة " وقد كان هدف الناقد هو الوقوف على ملامح وشروط القصة الإسلامية وموضوعاتها وواقعها وسلبياتها ، ولم يعرض في هذه الدراسة إلا لرواية واحدة فقط لأديبنا هي " الربيع العاصف " وفي الكتاب الثاني " دراسات في القصة الإسلامية المعاصرة " وخصصه لبعض روايات وقصص الكيلاني حيث عرض عددا من الروايات وهي: " الطريق الطويل ، النداء الخالد، الذين يحترقون ، نابليون في الأزهر " الاسم المتفق عليه في غلاف الرواية " مواكب الأحرار ، رأس الشيطان ، ملكة العنب " أما جانب القصص القصيرة فقد عرض لمجموعتين :الأولى " حكايات طبيب "، والمجموعة الثانية " الكابوس".
وفي الكتاب الثالث " في الأدب الإسلامي المعاصر " عرض لديوان عصر الشهداء ، ورواية " عمر يظهر في القدس " وهي من ضمن نماذج أخرى قدمت عن أدباء روائيين آخرين أمثال الشاعر محمد الحسناوي وغيره
ومن الدراسات السابقة التي قدمت عن الكيلاني رسالة دكتوراه- صدرت في وقت قريب - من الباحث الدكتور " عبد الغفار حسن محمد " تحت عنوان " القصة عند نجيب الكيلاني " بجامعة أم درمان الإسلامية.
هناك دراسات ومقالات نقدية تناولت روايات الكيلاني في الصحف والمجلات وضمنت في كتب النقاد فيما بعد، لكن تلك المقالات لم تعطينا الصورة المتكاملة الشافية عن الكيلاني وأدبه في حين نلحظ تكرار القراءة لبعض الروايات وتكرار جمعها لدى أديبنا والكتاب والنقاد. ولم تكن تلك الدراسات النقدية ذات استقلال بأدب الكيلاني دون غيره وإنما كانت بمثابة جمع شتات تلك القراءات.
تلك المقالات والدراسات النقدية لروايات الكيلاني جاءت على النحو التالي:
1- الإسلامية في عمالقة الشمال ، محاولة نقدية لرواية " عمالقة الشمال " كتبها الدكتور عماد الدين الخليل وقد ضمنها المؤلف في كتابه " محاولات جديدة في النقد الإسلامي " الذي صدرت الطبعة الأولى منه في عام 1981م كما أعجب بها الكيلاني فأضافها في كتابه " رحلتي مع الأدب الإسلامي " الذي صدر عام 1985م .
دراسة نقدية لرواية " قاتل حمزة " بقلم الدكتور ماهر حتحوت نشرت في جريدة البلاغة الكويتية الأسبوعية العدد 94 بتأريخ 10مارس 1971م .
دراسة نقدية قدمت لرواية " رحلة إلى الله " للدكتور عبد العزيز الدسوقي نشرت في مجلة الثقافة المصرية عدد مارس 1979م
دراسة نقدية قدمت لرواية " قاتل حمزة " بقلم محمود صيفي كساب، ونشرت في مجلة الأمة – قطر – العدد 27 لسنة 1983م .
دراسة نقدية لروايتي " عمر يظهر في القدس – نور الله " لفوزي صالح تحت عنوان " حول الرواية الإسلامية "
رواية " ليل العبيد " قدمت عنها دراسة بقلم عبد المنعم عواد يوسف ، كما قدمت دراسة نقدية لنفس الرواية بقلم إبراهيم سعفان وقد ضمنها الأخير في كتابه دراسات " في الأدب العربي المعاصر "
كما أفردت مجلة الأدب الإسلامي التي تصدر عن رابطة العالم الإسلامي عددا خاصا عن الكيلاني حيث ضم العدد التاسع والعاشر لسنة 1995 -1996م.
وأخيرا وبعد طباعة الرسالة وجدت إشارة في مجلة الأدب الإسلامي العدد 48 لسنة 2005م إلى أن هناك رسالة دكتوراه قدمت للجامعة الوطنية الماليزية كوالالمبور2002م من قبل الباحث محمد محيي الـدين أبـو المعاطي تحت عـنـوان " صورة المرأة في روايات الكيلاني " وقد حرصنا على إثباتها في الدراسات السابقة حتى يستفيد منها الآخرون من الدارسين والنقاد .
ويتضح لنا من خلال الاستعراض الموجز للدراسات السابقة المعطيات التالية:
أن هناك دراسات سابقة قديمة صدرت في فترة الستينيات والسبعينيات والثمانينيات وكل تلك الدراسات اقتصرت على عدد قليل من الروايات التي نشرت في تلك الفترة، بينما هناك روايات نشرت فيما بعد لم يرد ذكرها أو التعرض لدراساتها. وفي الوقت نفسه كان أسلوب الكاتب ومع تزايد تجاربه الإبداعية الجديدة يعطي لنا مؤشرا لتطور الأسلوب والاستفادة من التجارب السابقة وتدرجه في تطبيق مفهوم الأدب الإسلامي.
أن الدراسات السابقة التي تناولت أعمال الكيلاني الروائية ركزت على توضيح واثبات الاتجاه الإسلامي في رواياته وانظـر للعنـاوين التـالية " الإسلامية في عمالقة الشمال " الاتجاه الإسلامي في أعمال الكيلاني القصصية"
أن الدراسات السابقة أيضا التي تناولت أعمال الكيلاني لم ترسم لنا صورة واضحة وشاملة وشافية وخاصة المقالات والدراسات النقدية التي نشرت متفرقة في الصحف والمجلات.
أما نواحي الاختلاف فهي تكمن في الأتي:
1- التركيز في الدراسة على الروايات التي لم تدرس بعد من قبل النقاد وهي كثر، وإذا كانت قد درست بعض تلك الروايات، فهي تأخذ الجوانب التي لم يتطرق إليها من قبل. وأبرز تلك الروايات التي لم تدرس بعد حسب علم الباحث هي: الرايات السوداء,علي أبواب خيبر,الرجل الذي آمن ,حمامة سلام , حكاية جاد لله، مملكة البلعوطي، في الظلام, دم لفطير صهيوني أو حارة اليهود، ليالي السهاد، رجال وذئاب، ليالي تركستان،...
2- حاولت في الدراسة إبراز الأهداف والمرامي، والوقوف على الاتجاهات الأدبية في روايات الكيلاني، وأيضا إظهار بعض ملامح تلك المذاهب الأدبية في رواياته، والوقوف على الخصائص الفنية التي امتازت بها رواياته، ثم قدمت عرضا موجزا لمجموعة من الآراء النقدية التي تناولت أعماله الفنية.
3- إبراز جوانب لم يتطرق إليها النقاد في روايات الكيلاني مثل: إبراز الجوانب المشرقة في التاريخ الإسلامي واختيار فترات حاسمة في التاريخ وتوظيف العمل السياسي عبر الرواية التاريخية في قراءة عكسية، والمقارنة بين أخلاق عصرنا وأخلاق العصور الإسلامية المتمثلة في مرحلة الهجرة وفتح مكة وحرب اليهود للمسلمين عبر العصور. وهناك جوانب أخرى مختلفة تظهر جلية للقارئ من خلال الدراسة عما سبقها من الدراسات .
4- إبراز مراحل التطور الروائي لدى الكيلاني من حيث اتضاح مفهوم الأدب الإسلامي وتميزه بعد رسوخ قدمه في العمل الروائي بعد نيله للحرية الكافية في دول الخليج، والبعد عن الرقابة الأمنية، جعلته يعبر بوضوح عن مفهوم الأدب الإسلامي بعد أن تشرب المعاني الإسلامية السامية في ظل الاستقرار والأمان .
5- التنبيه على إغفال النقاد والدارسين لأدب الكيلاني في فترة حياته والإقبال المتسارع على أدبه بعد عام 2002م.
منهج الدراسة:
إن المنهج الذي خضعت له هذه الدراسة هو المنهج الوصفي الاستقرائي التحليلي، إذ أن رصد الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية وبيان أثرها في حياة الكاتب، وكذلك الملاحظة لمرحلة النشأة واستجلاء أبعاد الرواية وإبراز مراميها ، والوقوف أيضا على أبرز الاتجاهات الأدبية في روايات الكاتب. كل ذلك كان يقتضي منا استخدام المنهج الوصفي الاستقرائي التحليلي .
أهم المصادر والمراجع :
أهم المصادر والمراجع التي اعتمدت عليها الدراسة انقسمت إلى قسمين: القسم الأول : تمثل في معاجم اللغة مثل: تاج العروس"، و" جمهرة اللغة " وصحيح البخاري، ومسلم، والسنن و"طبقات الشعراء واعتبرنا كل ما كتبه أديبنا – موضوع الدراسة – من أهم المصادر الموثوق بها لأنها صادرة عن الكاتب مباشرة , وكان أبرزها " لمحات من حياتي " خمسه أجزاء ورواياته التي بلغت " 43" رواية. وهناك دواوينه الشعرية، وكتبه الإسلامية والأدبية والنقدية مثـل :" الإسلامية والمذاهب الأدبية "، و " رحلتي مع الأدب الإسلامي " ، و " آفاق الأدب الإسلامي " و"الإسلام والقوى المضادة "، و" تجربتي الذاتية في القصة الإسلامية"....
القسم الثاني : وتمثل في كل ما كتب عن أدب الكيلاني أو كان له صلة بالموضوع مثل : " الواقعية الإسلامية في روايات الكيلاني "، وسوف نسرد كل ذلك بكافة التفاصيل في فهرس المصادر والمراجع في نهاية الدراسة .
هيكل البحث:
وقد جاءت الدراسة في مقدمة وتمهيد وأربعة فصول وخاتمة.التمهيد : وقد تحدثت فيه عن الحياة العامة في مصر منذ سقوط الخلافة الإسلامية في ظل الاحتلال الانجليزي، ثم جاء الانقلاب على الملكية من قبل الضباط الأحرار وتحول مصر إلى نظام جمهوري، كان أول رئيس لها محمد نجيب ومرورا بالتآمر عليه ووضعه تحت الإقامة الجبرية من قبل جمال عبد الناصر وأعوانه وتوليه منصب الرئيس، ثم جاء بعده أنور السادات، ثم جاء من بعدهم الرئيس محمد حسني مبارك والذي لا يزال رئيسا حتى وقتنا هذا ثم الإشارة إلى أثر ذلك في حياة نجيب الكيلاني.
الفصل الأول: الكيلاني. وقد اشتمل على خمسة مباحث:المبحث الأول: وتناولت فيه حياة الكيلاني نشأته وأسرته وبيئته وتكوين شخصيته وأزمة السجن وأثرها عليه وأنشطته الأدبية ، ثم وفاته ونماذج شعرية في رثائه. المبحث الثاني: وتناولت فيه آثاره العلمية والأدبية مع الإشارة إلى العوامل المساعدة في غزارة إنتاجه وتصنيفها بحسب التخصصات : علمية وأدبية ونقدية وإسلامية واجتماعية وشعر وقصة قصيرة ومسرح ورواية و تراجم وسير ذاتية.المبحث الثالث: وتناولت فيه موارد ثقافة الكيلاني وموقفه من الثقافات الأجنبية الوافدة.المبحث الرابع: وتناولت فيه الكيلاني شاعرا وإسهامه الشعري في مجال الدعوة إلى الله وأبرز القضايا التي برزت في شعره.المبحث الخامس: وتناولت فيه أن الكيلاني من أوائل دعاة الأدب الإسلامي، وأبرز مراحله في الأدب الإسلامي ،ثم عرضنا ثلاثة من كتبه في مجال الأدب الإسلامي وهي:" أدب الأطفال في ضوء الإسلام"، و"حول المسرح الإسلامي " ، و"نحو مسرح إسلامي".
الفصل الثاني: الرواية في الوطن العربي النشأة والتطور.وقد اشتمل على مبحثين.المبحث الأول:وتناولت فيه الرواية المدلول اللغوي والأدبي وآراء النقاد فيها . المبحث الثاني:وتناولت فيه نشأة الرواية وتطورها في الوطن العربي وأخذنا نماذج من الدول العربية وأشرنا إلى أسباب التطور والنمو أو العكس مع ذكر أبرز الرواد، وتاريخ نشر رواياتهم.
الفصل الثالث: الأبعاد المؤثرة في روايات الكيلاني. وقد اشتمل على مدخل و أربعة مباحث. المبحث الأول: وتناولت فيه البُعد التاريخي وجوانبه المشرقة في روايات الكيلاني، حيث أشرنا إلى الأبعاد التي أثرت في الكاتب، وأبرز الأهداف والمرامي التي سعى الكاتب إلى بثها في رواياته في هذا الجانب. المبحث الثاني: وتناولت فيه البُعد الإسلامي حيث ذكرنا العوامل المؤثرة في تكوين شخصيته الإسلامية، والمرامي التي نثرها الكاتب في ثنايا رواياته وكان أبرزها: بعث الروح الإسلام في نفوس أبنائه، وتصحيح صورة رجل الدين في رواياته، والتعريف بالبلدان الإسلامية التي سلبت إرادتها من قبل المد الشيوعي والتنصيري.المبحث الثالث: وتناولت فيه البُعد الاجتماعي، حيث وقفنا على أبرز القضايا في روايات الكاتب وهي: إبراز التفاوت الطبقي في المجتمعات- تعرية الفساد من كافة جوانبه- وإبراز دور المرأة والذي حددناه في مستويات واشرنا إلى معالجته الإسلامية المنطقية.المبحث الرابع: وتناولت فيه البُعد الشمولي والذي تجلى في تكامل النص الأدبي من كافة جوانبه، وتعدد الأقطار العربية والإسلامية المحلية والآسيوية والإفريقية.
الفصل الرابع: الاتجاه الروائي عند الكيلاني, وقد اشتمل على خمسة مباحث. المبحث الأول: الرومانسية في روايات الكيلاني. حيث عرضنا نشأتها وملامح الرومانسية من خلال بعض النماذج الروائية في هذا الجانب واشرنا أن الحب والعاطفة في أعماله عنصر ثانوي ولا يشكل هدفا بذاته، وإنما هدفه هو عقد مقارنة بين الحب الشرعي وغير الشرعي.المبحث الثاني: الواقعية في روايات الكيلاني، حيث تحدثنا فيه عن الواقعية وأقسامها وارتباطها بمفهوم الفلسفات ثم عرضنا بعض روايات الكاتب بوصفها نماذج للواقعية الإسلامية.وخلصنا أن الواقعية عند الكيلاني كانت ممتزجة بالرومانسية والرمزية. المبحث الثالث:الرمزية في روايات الكيلاني، حيث عرضنا نشأتها ودوافعها لدى الكاتب، ثم وقفنا مع نماذج روائية توضح الاتجاه الرمزي عند الكيلاني، وأنها لم تكن رمزية خالصة ، بل كانت ممتزجة بالواقعية والرومانسية.
المبحث الرابع: الخصائص الفنية في روايات الكيلاني، وقد تحدثنا فيه عن أبرز الخصائص الفنية والتي تمثلت في توظيف المخزون الإسلامي-اللغة الشعرية-الحوار وتنوعه ومستوياته- قصر عناوين الروايات- السرد الروائي وتنوعه –وبناء الشخصية الروائية.....المبحث الخامس:آراء النقاد في الكيلاني وأدبه، وقد أشرنا فيه أن الحركة النقدية الإسلامية تجاه الأدب الإسلامي كانت قليلة إذا ما قورنت بغزارة الإنتاج الأدبي الإسلامي،ثم أشرنا إلى تصنيف النقاد اتجاه العمل الأدبي ، وأن الذين كتبوا عن أدب الكيلاني ساروا في ثلاثة مسارات، بعدها عرضنا نماذج من الآراء النقدية وعقبنا عليها.الخـاتـمـة وقد أوردت فيها أهم النتائج التي خرجت بها الدراسة.
وختاماً لا أدعي أني قد بلغت الكمال، فالكمال لله وحده وإنما هذا جهد المقل فإن أحسنت في ذلك فمن الله عز وجل وإن كان غير ذلك فأرجو أن لا احرم أجر الاجتهاد والله أسال أن ينفع بهذا البحث ، وأن يجعله في ميزان حسناتي في يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
لكم مني السلام
هاني السيد
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني