إنني لا أتسول ... ولكن أضع النقاط فوق الحروف فقط

مقالة أسعدتني ... وأبكتني

شكراً لك جزيل الشكر يا هند على مشاركاتك القيمة

حضورك يسعدك

دمتي بروعة قلمك

أحمد كعبل

بقلم : طالبة جامعية متفوقة . لكنها فقيرة!!


لفت إنتباهي بالأمس قائمة طويلة بعدد كبير من الأسماء لطلاب وطالبات تم نشرها على مختلف المواقع الإكترونية وفي الكثير من الصحف ؛ والذين تم قبولهم بمكرمة ملكية سامية خاصة بأبناء العشائر ، وهذاهو السبب الذي دفعني إلى القيام بكتابة هذا المقال .


وقبل أن أدخل في تفاصيل المقال ، أرجو أن تسمحوا لي بداية أن أبارك لجميع الأخوة والأخوات الواردة أسماؤهم في تلك القائمة من المقبولين بالجامعات على هذا الأساس وأدعو الله لهم جميعا بكل التوفيق والنجاح في دراستهم وحياتهم .

إخواني وأخواتي الأحباء والأعزاء!!

كنت أتمنى ألا أقوم بالكتابة ولا بالتعليق على هذا الموضوع حتى لايساء فهمي ، وحتى لايتم تفسيره من أي أحد بطريقة مغايرة لاأكون أنا أقصد فيها ماقد يفهمه البعض ؛ وخاصة أنه ربما قد يفهم البعض : (بأني حاقدة عليهم أو أني حاسدة لهم !!لاسمح الله) .

لكن شعوري بالألم في أعماقي ، وإحساسي بالحزن في صدري ، وقلقي على حياتي ، وخوفي على ضياع مستقبلي هو الذي دفعني مجبرة على أن أقوم بالكتابة .

آملة وكل ماأرجوه منكم جميعا هو ألا يساء فهمي أبدا . فأنا أحب الجميع وأتمنى الخير للجميع بدون استثناء ، وأتمنى لكم جميعا الصحة والعافيةفي أجسامكم ، والنجاح والتوفيق في أعمالكم ودراستكم ، والسعادة والهناء في حياتكم .

إخواني أخواتي الأحباء: ـ

أنا وبنظرة سريعة حزينة مني تخللها تساقط غزير للدموع من عيني من غير أن أحس بها ، وجدت أن المعدلات في تلك القائمة التي حفلت بالأسماء كانت تتراوح بين( 66 % و 79.8 % ).

وبالرغم من هذا فقد حصل أصحابها المحظوظون على مكرمة وعلى تخصصات يحلم بها أصحاب المعدلات العالية التي تكون في ( التسعينات )!!!

علما أن هناك الكثيرون من أصحاب معدلات ( التسعينات ) لم يحالفهم الحظ بدخول الجامعات لسبب أو لآخر .!!
( مع العلم أنه لايوجد هناك طالب أو طالبة متفوق/ متفوقة إلا و يراوده حلم الدخول الى الجامعة والتخرج منها.)

لكنه كان هناك عدد لابأس به من الطلبة المتفوقين تمكنوا من الإلتحاق بالجامعات .
لكن على (أساس مبدأ التنافس ) من أمثالي .
لكن المشكلة المتوقعة هي عدم ضمان استمرارية دراستهم . وإحتمالية أن وجودهم في الجامعة سيكون أمرا مؤقتا !! حيث أن فقرهم وعدم استطاعتهم ولا قدرتهم المالية على دفع الرسوم الجامعية الباهظة سيحول دون تمكنهم من الإستمرار في الجامعة !!

وهذا هو الذي أثار في نفسي الحزن وأجهشني بالبكاء وجعلني أقرر أن أقوم بتوجيه العديد من الأسئلة والتساؤلات اليكم وإلى كل من يعنيهم هذا الأمر الهام.

ومن هذه الأسئلة مايلي : ـ

1ـ أليس هذا أمر يدعو إلى الإحباط والحزن الشديد في نفوس الطلبة المتفوقين الفقراء؟؟

2ـ هل أبناء وبنات العشائر .الذين يحصلون على المكرمة هم أردنيون أما ماتبقى من أفراد الشعب ليسوا بأردنيين ؟؟

3ـ هل أبناء العشائر هم الذين وحدهم يحق لهم الدخول إلى الجامعات مجانا . أما الآخرين فلا يحق لهم ذلك وإن كانت معدلاتهم ( بالتسعينات )؟؟

أعزائي أحبائي : ـ

تعريفا بنفسي لكم؛ فأنا واحدة من الطالبات الأردنيات المتفوقات الفقيرات ، ومن الناس الذين يطبق عليهم لقب (الأقل حظا) لكني لست من بنات العشائر ولا من بنات الحمايل !! .

كنت قد حصلت على معدل 93.5% بالفرع العلمي في العام الماضي . وقد تم قبولي في الجامعة على (أساس التنافس ) وفي كلية الهندسة . وفي جامعة بعيدة تبعد مسافة 200 كيلومتر عن مكان سكن أهلي .!!!

والله وحده العالم بالصعوبات والمعضلات التي واجهتها ، والله وحده هو العالم بالذل والمهانة والهوان الذي تعرض له والدي الحبيب من أجل الحاقي بالجامعة ومن أجل تأمين السكن لي .

وهذه أنا الأن فقد أنهيت السنة الأولى (بتفوق أيضا ) ولله الحمد والمنة على ذلك أولا وأخيرا !!. وكم كنت أتمنى لو تمكنت من الإلتحاق بالفصل الصيفي !! كمحاولة مني في التخرج في أقصر مدة ممكنة . إلا أن العائق المادي هو الذي حال دون ذلك أيضا.

ولهذا فأنا حالياأعيش في حالة قلق دائم ، وفي حيرة مستمرة ، وفي خوف كبير من احتمالية عدم إمكانية الإستمرار في الدراسة ؛ وكل ذلك بسبب الفقر ، وبسبب عدم القدرة على دفع الرسوم في كل مرة ، وإن حدث ذلك وتمكنت من الدفع فلايكون ذلك إلا بشق الأنفس وبعد تعريض أنفسنا لذل السؤال ومهانة الطلب ، وتحت قائمة شروط صعلة من قبل بعض من يعرض المساعدة .

وكما أن الذي يصعب من الأمور، ويزيدها تعقيدا أكثر وأكثر هو موضوع تأمين السكن .!! حيث أن أجرة السكن تعتبر مشكلة قائمة بذاتها هي الأخرى ، وخاصة أنها تعادل رسوم الفصل الدراسي بل أنها تزيد عليه .

علما أني حاولت مرارا وتكرارا الإنتقال الى جامعة أخرى قريبة من مكان اقامة أهلي . إلا أن كل محاولاتي باءت بالفشل ولم أتمكن من الإنتقال .

هذه مشكلتي ، وقد تكون أيضا مشكلة الكثيرين من أمثالي . وهذه أنا أضعها بين أيديكم وأمام ناظريكم وأمام جميع المسؤولين في بلدنا .

آملة من أصحاب الرأي والمشورة افادتي مشكورين بالحل المناسب .

أعزائي أحبائي

وقبل أن أنهي فقد خطر على بالي سؤال وهو : ـ

هل أنكم ترون أنه يتوجب علي إقناع نفسي بأن الفقراء أمثالي ليس من حقهم أبدا أن يحلموا ؟؟ وأنه ليس من حقهم أن يتخيلوا مستقبل مشرق سعيد ؟؟، وأن عليهم أن يعلموا جيدا أنه قد كتب عليهم الشقاء هم وأهاليهم إلى الأبد . ولذا فعليهم أن يرضوا بهذا الواقع الأليم، وأنه يجب عليهم التزام الصمت وألا يعبروا عما يشعرون به من غصة ؟؟!!

إن كل ما أتمناه ياأخوة هو ألا أرى مستقبلي يتحطم أمامي ، وإن كل ما أتمناه يا أحباء هو ألا أرى قلبي ينكسر عليه !! وخاصة لكوني لا أرى شيئا لحد الآن يعطيني الثقة بهذا المستقبل ( المجهول المعالم والمصير ).!!

في ختام مقالي هذا ؛ أرجو ألا أكون قد أثقلت عليكم ، وألا أكون قد تسببت في إزعاج أي منكم بدون قصد مني ، بإقدامي على طرح هذه المشكله الخاصة .

فهذاليس بمقال (استجداء) لأحد ، وليس بمقال ( تسول ) من أحد لاسمح الله .!!

فأنا ( لا أتســـــــول ) !! ولكني أريد فقط أن أضع النقاط على بعض الحروف التائهة للصالح العام . ويظل عزائي الوحيد أولا وأخيرا هو : إن الله سبحانه وتعالى هو وحده العالم بالحال والأحوال .

وكل عام وأنتم جميعا بألف خير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أختكم /

stma_@hotmail.com

طالبة جامعية متفوقة فقيرة ؛ في قلبها
( أنين ألم ) لكنه سيظل في عينيها (بريق أمل )مهما قست الظروف والأحوال