أيها السوريون المغتربون ، أنفقوا في سبيل الله :
أيها السوريون المغتربون :
إليكم وحدكم أتوجَّهُ الآن بالخطاب ، فقد مرَّ عامٌ على ثورتكم إلا بضعةَ أيام ، وما زال النظامُ يُمارسُ على أهلنا في الداخلِ أقسى صُوَرِ القتلِ والإجرام ... فقد مارسَ عليهم القتلَ برصاصِ البنادقِ الفردية ، ورصاصِ الرشاشات المضادةِ للطيران ، وقذائفِ الهاون والمدفعية والدبابات ، والصواريخِ التي تُطلقُ عليهم من الجوِّ ، والصواريخِ التي تُطلقُ بالرَّواجِم ، التي تُرسِلُ 36 صاروخا في بضع ثوان ... وقد استخدمت كل هذه الآلة الحربية في قتلنا ، وعلى يدِ عصابةٍ حكمتْنَا أربعةَ عقودٍ من الزَّمن .
لقد هُدِّمتْ قُرىً بكاملها ، وسوِّيَتْ مئاتُ المباني فوقَ رؤوس السوريين ، فمنهم مَنْ ماتَ تحتَ الهدم ، ومنهم مَنْ قضَى نحبه بالقنابلِ المسمارية ، ومنهم مَنْ فارقَ الحياةَ ذبحاً بالسكاكين كما تُذبَحُ الخراف .
نعم يا سادة ، لقد باتت هذه العصابةُ المجرمةُ تتفنَّنُ في قتلنا نحن المسلمين . ولا يزال العالَمُ يتسلَّى بمشاهدِ إبادتنا على شاشات التلفزيون ، وكأنما يتسلَّون عبرها بمشاهدةِ أفلامِ الرُّعبِ في هوليود .
أيها السوريون المغتربون :
لا تقولوا نحن بمنأىً عن هذه الأحداث ، فلئنْ نَجَوْنا اليومَ منْ هذه المأساة ، فما ينتظرُنا في المستقبل قد يكون أفظعَ وأبشعَ ، فنحنُ مهدَّدُون في المستقبل بجريمةِ تطهيرٍ عرقيٍّ مذهبيٍّ ، ضدَّ كل عربي غير شيعي .. و والله لو تمكنتْ هذه العصابةُ من قمع الثورة ، فلن تقوم لسوري قائمةٌ بعدها ، فالعصابةُ الحاكمةُ في سوريا هي فارسيةُ الأصل ، شيعيةُ المَذهَب ، مجوسيةُ الهَوى ، ولا مانعَ لديهم من التخلُّص منا نحن السوريين الثائرين عليهم جميعاً ، وذلك بأنْ يَقتُلُوا فريقاً منا ، ويُشرِّدُون فريقا ، ثم يُمكنُهم بعد ذلك أن يستعيضوا عنا ، بشعبٍ يجلبونه من إيران ولواء الإسكندرون .. ونُصبحُ بعدها من غير وطن ولا كرامة ، فمن لا وطن له ، لا كرامة له .. وربما يستبعدُ بعضُكم حصولَ شيءٍ من هذا ، ولكنَّ الذي حصلَ من هذه العصابة المجرمة كان أغربَ من الخيال .! فبالله عليكم ، مَنْ كان منّا يدورُ بخَلَدِهِ ، أو يخطرُ على بالِه ، أنْ يقتلنا جيشُنا بكل هذه القسوة .!؟
أيها السوريون المغتربون :
إليكم وحدكم أتوجَّهُ بالتنبيه والتحذير ، فالخطرُ الدَّاهمُ يُنذرُنا بسوءِ المصير ، ولا يَحتَمِلُ التباطؤ ولا التأخير .. أخصُّكمْ وحدكم بهذا النداء ، لأن الخطر محدقٌ بالسوريين كل السوريين ، فلن ينتهيَ النظامُ منْ قتل من في الداخل ، حتى يتفرَّغَ بعدها لحساب من في الخارج . وعندها يصدق فينا المثل القائل : " أكلت يوم أكل الثور الأبيض " ..
لقد مضى عامٌ كما ترون ، والدمُ السوري لم يتوقفْ لحظةً عن النزيف ، والوقتُ لم يَبْقَ فيه مُتَّسعٌ للتسويف . حتى صار مألوفاً لأهل الأرض أنْ يقال : قُتِلَ اليوم في سوريا عشرون .. ثلاثون .. أربعون .. مائة .. مائة وثلاثون .. مائة وستون .. مائة وسبعون .. والعالَمُ صامتٌ غير مكترثٍ ، وأخشى ما أخشاهُ أنْ يُقال : قُتِلَ اليوم ألفٌ .. وألفان .. وثلاثةٌ ، والعالم يظلُّ صامتاً ساكتاً ، لا يُحرِّكُ ساكناً لأجلنا ، سوى أنه يُحصِي أعدادَ قتلانا ، ولا يَرِقُّ لموتانا ، ولا يرحمُ أحيانا . وكأنه لا يعترفُ بأننا بشرٌ نُبَادُ على رؤوس الأشهاد ، مع أنه لا يزالُ معترفاً بشرعية هذا الجلَّاد ، فلم يَطرُد الغربُ له سفيراً من دُوَلِه ، ولا مندوباً يُزاولُ التشبيحَ في منظماته ، وحتى الآن لم يرضَ العالَمُ أن يتَّهِمَ الأسدَ بالإجرام ، وإنما يُعاملُه بكل احترام ، ويقيمُ له أعظمَ التقديرِ والاعتبار ، حتى صار يُخَيَّلُ إلينا ، وكأنَّ العالَمَ كله شرقَهُ وغربَهُ ، عجمَهُ وعَرَبَهُ ، يرتجفون خوفاً من هذا الوحش وعصابته الأشرار .!؟ فموقفُ أمريكا من الأسد متردِّدٌ . وموقفُ روسيا والصينِ مؤيّدٌ . وتركيا تُصعِّدُ وتَرْقُد ، وإيرانُ تُشاركُ في قتل أهلنا وتتوعدُ ، وحزب الشيطان يحاربنا ويتهدَّد . وشعوبُ العالم العربي قلوبهم معنا ، و حكامهم علينا إلا قليل منهم ، وهذا القليل الذي معنا ، لم يستطع أن يوقف آلة القتل عنا حتى هذه الساعة ...
مرَّ عامٌ يا سادة ، ونحنُ نعاني أشدَّ المعاناة جراء هذا الخذلان الدولي ، والتآمر العالمي .. مرَّ عامٌ يا أيها الناس ، عرفنا فيه أنَّ سوريا كانت تَحكُمُها عصابةٌ من المافيا ، وهي مؤيَّدةٌ من أغلب دُوَلِ العالَم ، فهل باتتْ أكثرُ شعوبِ العالَم خاضعةً لعصاباتٍ مِنَ المافيا .!؟ نعمْ - والله - إنَّ العالَمَ تَحكمُه العصاباتُ ، لذلك يُسوِّغُ بعضُهم لبعض ممارسةَ مثلِ هذا الإجرام .. فإلى متى نصبرُ - نحن السوريين - على هذه البلاء ؟ إلى متى نستسلم لظلم الأعداء ؟ إلى متى نتوسَّلُ إلى من لا يهمه أمرنا ؟ لقد بات واجبا علينا أن نحمل السلاح ، وندافع عن أنفسنا وأعراضنا ، وصار واضحا لدينا أنه لن يساعدنا أحد إلا الله تعالى ، فلنتوكل على الله وحده . فإن ثورتنا يتيمة ، لا ولي لها ، وإن قتلانا غرباء لا باكي لهم ، وإن مشردينا تعساءُ لا مُؤوي لهم ، وإن جياعنا مساكينُ لا مَطْعَمَ لهم ... لقد مات أشخاصٌ جوعاً تحت الحصار الأسدي في أكثرَ من مكان في سوريا . ومات أناسٌ منَ البرد ، ومات كثيرٌ من الجرحى بالنزيف لعدم وجود من يسعفهم .
أيها السوريون المغتربون :
إنَّ الثوارَ اليوم بأمسِّ الحاجةِ إلى السلاح ، وكما تآمرَ العالَمُ علينا طيلة هذا الشهور التي مرَّتْ ، فمنّانا خلالها بالنُّصرةِ ولم يَنْصُرْ ، ووعدنا بالضَّرب على يد الظالم ولم يَفعلْ .. فلا ينبغي أن نتكل في تسليح الثوار والجيش الحر على تبرعات الآخرين ، فأنتم أولى بهذا الأمر من بقية العرب . ولا تنسوا أنَّ إخوانكم في الداخل ، هم الذين سينتزعون لكم الحرية من مغتصبيها . ويستردون لكم الكرامة من سالبيها .. و والله مهما بذلنا من المال في هذا الوجه فنحن مقصِّرُون ، لأن إخوانكم الذين هناك يجودون بدمائهم ، ويبذلون أرواحهم ، فكم من قتيل وكم من مُعوَّق . وكم من مفجوع بأخ أو أب أو قريب أو حبيب .. تخيل يا أخي كم هو مؤلمٌ أنْ يَنزِفَ جريحٌ أمامك حتى الموت وأنتَ لا تستطيع إسعافه ؟ وكم هو محزن أن يرجع أحدهم إلى بيته ، فيفاجأ بأن الشبيحة قد ذبحوا له أطفاله وزوجته .؟ وتخيل كم هو مُفجِعٌ أنْ ينظر أحدهم إلى بيته المهدوم فوق أبنائه .!؟ فهل يعادل هذه التضحيات مال الدنيا كله لو أنفقناه .؟ لا والله ، فإن المرءَ لا يبيع نفسه ولا أحداً من أهله بما في الأرض جميعا . قال تعالى : ( وأَنفِقوا في سَبيلِ الله ولا تُلقوا بأيديكم إلى التَّهلُكَة وأحسنُوا إن الله يُحِبُّ المُحسنين ) .
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني