منتدى الشاعر حسن محمد نجيب صهيوني

نرحب بجميع زوار هذا المنتدى ونأمل أن يطيب لكم البقاء ويحدونا الفخر بانضمامكم لأسرتنا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى الشاعر حسن محمد نجيب صهيوني

نرحب بجميع زوار هذا المنتدى ونأمل أن يطيب لكم البقاء ويحدونا الفخر بانضمامكم لأسرتنا

منتدى الشاعر حسن محمد نجيب صهيوني

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الشاعر حسن محمد نجيب صهيوني

ملتقى أدبي يهتم بفنون الأدب العربي من شعر قديم ومعاصر ويحوي عدداً من التراجم والسير الأدبية والمقالات والقصص والروايات

بعد التحية على الزوار الراغبين بالإنضمام لهذا المنتدى التسجيل بأسمائهم الحقيقية أو ألقابهم أو أي اسم أدبي يليق بالمنتدى بعيداً عن أي أسماء تخل بسمعة المنتدى وتسيء إليه، وسوف تقوم إدارة المنتدى بالرقابة على الأسماء غير اللائقة أدبياً ثم حجبها ..... إدارة المنتدى

المواضيع الأخيرة

» ملحمة شعرية مهداة الى الشاعرة عائشة الفزاري / د. لطفي الياسيني
الدرس الرابع عشر / نائب الفاعل  Emptyالجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الدرس الرابع عشر / نائب الفاعل  Emptyالإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
الدرس الرابع عشر / نائب الفاعل  Emptyالسبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
الدرس الرابع عشر / نائب الفاعل  Emptyالسبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» وما غير الطبيعة من سِفر
الدرس الرابع عشر / نائب الفاعل  Emptyالخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الدرس الرابع عشر / نائب الفاعل  Emptyالخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الدرس الرابع عشر / نائب الفاعل  Emptyالخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» طال ابتهال المصطفى
الدرس الرابع عشر / نائب الفاعل  Emptyالخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الدرس الرابع عشر / نائب الفاعل  Emptyالأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني

التبادل الاعلاني


    الدرس الرابع عشر / نائب الفاعل

    hmns_najeb
    hmns_najeb
    Admin


    عدد المساهمات : 679
    نقاط : 27088
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 07/04/2010
    العمر : 45
    الموقع : http://www.airssforum.com/blogs/11306

    الدرس الرابع عشر / نائب الفاعل  Empty الدرس الرابع عشر / نائب الفاعل

    مُساهمة من طرف hmns_najeb السبت فبراير 11, 2012 9:23 am

    نائب الفاعل



    أولاً: تعريفه:

    هو اسم مرفوع يقع بعد فعل غير معروف (مجهول فاعله)، أو يقع بعد شبه فعل، وشبه الفعل في هذا المقام هو اسم المفعول، والإسم المنسوب.



    وقد سُمي نائب الفاعل (1)كذلك، لأنه سد مسدّ الفاعل بعد حذفه، بأن حلَّ محلَّه وناب عنه في العمل. وتنطبق الأحكام التي وردت في باب الفاعل على نائب الفاعل من حيث مطابقته لفعله في التذكير والتأنيث والإفراد والتثنية والجمع.



    مثال: ما يقع بعد فعل غير معروف فاعله: عوقبَ الطالبُ.

    مثال: ما يقع بعد شبه فعل – اسم المفعول: الوطن مرفوعةٌ أعلامه.

    مثال: ما يقع بعد شبه الفعل- اسم منسوب: أعراقيٌ جارُك = أَيُنسبُ جارُك إلى العراق؟.

    حكمه: الرفع دائماً، غير أنه قد يجر بحرف جر زائد، فيكون مجروراً لفظاً مرفوعاً محلاً. نحو: لم يُقَرر من شيء جديد. شيء: نائب فاعل مجرور لفظاً بحرف الجر الزائد (مِن) مرفوع محلاً.

    تنبيه هام: لعلَّ من المفيد أن يدرك الدارس أن الفعل الذي يسبق نائب الفاعل هو فعل مجهول فاعله – والذي درج النحويون على تسميته – الفعل المبني للمجهول – وهم لا يقصدون أنه مبني، نظراً لأنه معرب في حال كونه فعلَ مضارعٍ، ولكنهم يعنون بكلمة (مبني) أنه (مَصُوغ)، والأفضل – تجنباً لسوء الفهم، أن يُقال عن هذا الفعل فعل مضارع مرفوع، مجهول فاعله في قولنا: تُذْكَرُ عن الفتاة أقوالٌ رائعة .



    أما في قولنا: اقتيد المناضِلُ إلى المعتقل، فالفعل (اقتِيدَ) فعل ماضٍ مبني على الفتح، مجهول فاعله.

    إذن، حبذا أن نبتعد عن إعراب الفعل - بنوعيه (المضارع والماضي)- في حال كون فاعله مجهولاً بأنه فعل مبني للمجهول، بل نقول في حال المضارع: فعل مضارع مرفوع، مجهول فاعله، وفي حال الماضي: فعل ماضٍ مبني على الفتح، مجهول فاعله.



    كيفية الإعراب في الجمل السابقة:

    - عُوقِب الطالبُ:

    عوقب: فعل ماضٍ (مجهول فاعله) مبني على الفتح الظاهر على آخره.

    الطالب: نائب فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.



    - الوطن مرفوعة أعلاه:

    الوطن: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

    مرفوعة: مبتدأ ثانٍ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. وهو صرفياً اسم مفعول.

    أعلامه: نائب فاعل لاسم المفعول سدّ مسد خبر المبتدأ الثاني، مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه. والجملة الإسمية (مرفوعة أعلامه) في محل رفع خبر للمبتدأ الأول (الوطن).



    - أعراقي جارُك؟

    أعراقي: الهمزة للإستفهام، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. عراقي: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره. وهو صرفياً اسم منسوب.

    جارك: نائب فاعل للإسم المنسوب سدَّ مسد الخبر، مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.



    ففي الأمثلة أعلاه، نرى أن الفاعل قد حذف من الجملة، فلم يُعرَفْ من عاقب الطالبَ في المثال الأول كذلك لم يُعرَفْ من رفع أعلام الوطن (الفاعل) في المثال الثاني، وكذلك الحال في المثال الثالث، إذ لم يُعرَف من نَسَبَ جارَك إلى العراق، فكان الفعل هنا مجهول الفاعل، بحكم حذف الفاعل منه. ولو كان الفعل معلوم الفاعل لكان الفاعل مثبتاً في تلك الجمل السابقة، كأن نقول:



    - عاقبَ المدرسُ الطالبَ.

    - رفع الجنود أعلام الوطن.

    - هل تنْسُبُ جارَك إلى العراق؟.



    ثانياً: لماذا نستخدم الأسلوب الذي يُحذفُ منه الفاعل؟ (أسباب حذف الفاعل).

    يحذف الفاعل لعدة أسباب منها:

    1- يحذف الفاعل لغرض لفظي أو معنوي (العلم به ومعرفته)، وعندئذٍ لا تكون هنالك قيمة من وراء ذكره، مثل: "وخُلِقَ الإنسانُ ضعيفاً"، أو "وخُلِقَ الإنسانُ ضعيفاً".

    2- للجهل به (عدم العلم بالفاعل)، ولذا لا يمكن تعيينه. مثل: سُرِقَت السيارةُ.

    3- الخوف عليه من ذكره، مثل ضُرِبَ اللاعِبُ، إذا عَرَفْتَ الضاربَ، لكنك خِفْتَ عليه من العقاب فلم تذكره.

    4- الخوف منه أو تحقير ذكره: مثل: سُرِقت الماشيةُ، إذا عَرَفْتَ من سرقها، وخفت من ذكره، لأنه شرير مثلاً. ومثال التحقير: أُهينَ المسلمُ: فحذفنا الفاعل هنا بجامع التحقير له. والتقدير مثلاً: أهان الكافرُ المسلمَ.

    5- أو للتعظيم، نحو قول الرسول الكريم- صلى الله عيه وسلم-: "من بُلي منكم بهذه القاذورات". من باب تعظيم أمرها وتهويله.

    6- لإقامة وزن الشعر. نحو: وإذا شربت فإنني مستهلك .. مالي وعرضي وافر لم يُكلم

    7- لإصلاح السجع. نحو: "من طابت سريرته حُمِدتْ سيرتُه".

    8- بقصد الإيجاز. نحو قوله تعالى: { ومن عاقب بمثل ما عُوقب به ثم بُغِي عليه }.



    ثالثاً: أشكال نائب الفاعل: إما أن يكون :

    1- اسماً ظاهراً، مثل: يُقَدَّرُ المخلصُ.

    2- ضميراً متصلاً: أُكرِمْتُ. (التاء: تاء المتكلم، ضمير متصل مبني في محل رفع نائب فاعل).

    أو منفصلاً: ما يُستثنى إلا أنا. (عند اجتماع حرف نفي "ما" و"إلا" في الجملة، فتعرب الجملة بتقدير حذفهما منها، كأننا نقول: يستثنى أنا: أنا: ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع نائب فاعل).

    أو مستتراً: خالد يشكُرُ، وهي تُشْكَرُ. (يُشكَر/تُشكَر: الضمير المستتر هو/هي في محل رفع نائب فاعل).

    3- مصدراً مؤولاً أو (أنَّ وجملتها): فمثال المصدر المؤول: يُفَضَّل أن تنتبهوا، والتقدير: يُفَضَّلُ انتباهُكم. (أن تنتبهوا: المصدر المؤول في محل رفع نائب فاعل). ومثال أنّ وجملتها: يُؤخَذُ عليك أنَّك متهاون. والتقدير: تهاونك. (أنك متهاون: الجملة الإسمية من (أنّ ومعمولَيْها) في محل رفع نائب فاعل).

    4- ويأتي نائب الفاعل جملة. نحو: قِيلَ لا تهملوا واجباتكم. (لا تهملوا): الجملة الفعلية في محل رفع نائب فاعل. ومنه قوله تعالى: { وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض }. ومنه قوله تعالى: { وقيل يا أرض ابلعي ماءك }. الجملة الإسمية (يا أرض ابلعي ماءك) في محل رفع نائب فاعل.

    5- ويأتي شبه جملة (جار مجرور أو ظرف): نحو: جُلس في الغرفة. شبه الجملة (الجار والمجرور) متلعق بمحذوف في محل رفع نائب فاعل. ومنه قوله تعالى: {ولما سقط في أيديهم}. ومثال الظرف للمكان: أُقيم عندنا. ومثال ظرف الزمان نحو: سوفر يومُ الخميس.



    ويشترط في إنابة شبه الجملة (الجار والمجرور أو الظرف) عن الفاعل شروط هي:

    أ- أن يكون ظرف المكان والزمان مختصاً متصرفاً. (المختص من الظروف ما خص بإضافة، أو وصف، والمتصرف منها ما يخرج عن النصب على الظرفية، والجر بمن إلى التأثر بالعوامل الداخلة عليه).

    نحو: جُلِس أمامُ المنزل. ونحو: صيم يومُ الخميس. وسُهرتْ ليلةُ الجمعة. شبه الجمل هنا (أمام المنزل، يوم الخميس، ليلة الجمعة) متعلق بمحذوف في محل رفع نائب فاعل.

    فـ (أمام، ويوم، وليلة) ظروف مختصة متصرفة، لذلك صح أن تنوب مناب الفاعل بعد حذفه، وتصبح نائباً له، وتأخذ أحكامه وأهمها الرفع. فإن كان الظرف غير مختص، ولا متصرف لم ينب عن الفاعل، ومن الظروف الملازمة للظرفية: عند، ولدى، وإذ، وغيرها.

    ب- ويشترط لنيابة الجار والمجرور ثلاثة شروط، هي:

    1- أن يكون مختصاً، أي: أن يكون مجروره معرفة لا نكرة. نحو: اقتطعت من المال. بعد بناء الجملة للمجهول نقول : اقتُطِع من المال. فكلمة (المال) معرفة لذلك كان حرف الجر مختصاً، فناب الجار والمجرور مناب الفاعل المحذوف. أما إذا كان المجرور نكرة فإنه يعرب نائب فاعل مجروراً لفظاً بحر الجر الزائد ومرفوعاً محلاً. مثل: لم يُؤتَ بشيء جديد.

    2- ألا يكون حرف الجر ملازماً لطريقة واحدة، كـ (مذ، ومنذ) الملازمتين لجر الزمان، وكحروف القسم الملازمة لجر القسم مثل: الواو، والتاء، والباء.

    3- ألا يكون حرف الجر دالاً على التعليل، كاللام، والباء، ومن، إذا استعملت إحداها في الدلالة على التعليل. ومثال غير الدال على التعليل (ينوب مناب الفاعل): قد أعطي للقائد، ومُرَّ بمحمد، وفي أوقات الأزمات يستغنى عن الكماليات، ومنه قوله تعالى: {وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها}.

    6- ويأتي اسماً موصولاً. مثل: لُعِن الذين كفروا، قُتِلَ من رأيته البارحة، يُساء منك ما تصنع. (الذين، من، ما: اسم موصول مبني في محل رفع نائب فاعل).

    إنابة المفعول به عن الفاعل (في الفعل مجهول الفاعل):

    ينوب المفعول به عن الفاعل إذا كان الفعل متعدياً لواحد، فإن تعدى لأكثر من مفعول، ناب المفعول به الأول عن الفاعل، وكذلك إذا اشتملت الجملة على مفعول به، ثم مفعول مطلق، لزمت الإنابة المفعول به مادام مقدماً. نحو: كسر المهمل الزجاج ( كسر فعل متعدٍ لمفعول واحد). نقول بعد بنائها للمجهول: كُسِر الزجاج.

    ومثال اشتمال الجملة على مفعول به، ومفعول مطلق: صافحت الضيف مصافحة حارة. نقول عند التحويل إلى فعل مجهول الفاعل: صوفح الضيفُ مصافحةً حارَّة.

    فـ (الضيف) في الأصل مفعول به، و(مصافحة ) مفعول مطلق، فناب المفعول به عن الفاعل؛ لأنه مقدم على المفعول المطلق في الجملة.

    صوفح: فعل ماض (مجهول فاعله) مبني على الفتح.

    الضيف: نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة.

    مصافحة: مفعول مطلق منصوب بالفتحة .

    أما إذا كان الفعل متعدياً لمفعولين أو أكثر (كأفعال الظن واليقين ...)، فعند التحويل إلى الفعل مجهول الفاعل يناب المفعول به الأول عن الفاعل بعد حذفه، ويبقى المفعول به الثاني أو الثالث .. على حاله. مثل: علمتُ محمداً ناجحاً. فنقول بعد بنائها للمجهول: عُلِم محمدٌ ناجحاً.

    فـ (محمد) في الأصل مفعول به أول، وناجحاً مفعول به ثان، فناب المفعول به الأول عن الفاعل بعد حذفه، وبقي المفعول به الثاني على حاله، وكذلك إذا اشتملت الجملة على أكثر من مفعولين. (محمد: نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم، ناجحاً: مفعول به منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح).

    وبعض النحاة يرى أن الفعل اللازم الذي لا يأخذ مفعولاً به، حينما يكون مجهولاً فاعله، يُقدَّر له مصدر مضمر يكون هو نائبَ الفاعل، مثل: (ولما سُقِط في أيديهم)، فيتم تقدير مصدر مضمر للفعل (سُقِط) وهو (سقوط)، ليكون المصدر المضمر (سقوطٌ): نائب فاعل مرفوع لفعل مجهول فاعله. وتقدير الجملة (ولما سُقِط في أيدهم سقوطٌ).



    ويقال الشيء نفسه في قوله تعالى مِن سورة (الفجر 89/23): ]وجيء يومئذٍ بجهنم] وذلك أنّ [جاء] - هنا - فعلٌ لازم، لا ينصب مفعولاً به، فلما جُهِل فاعلُه، فقيل: [جيء] - ولم يكن في الكلام مفعولٌ به يُجعَل نائب فاعل - قدّرنا مصدراً مضمراً يكون هو نائبَ الفاعل، أي: [جيء بجهنم مجيءٌ].



    ومن اليَنبوع نفسه أيضاً ما جاء في سورة الزُمَر (39/69): ]وجيء بالنبيّين والشهداء وقُضِيَ بينهم بالحق] أي: جيء بالنبيّين... مجيءٌ ، وقُضِيَ بينهم... قضاءٌ.



    ومنه قول الفرزدق يمدح زين العابدين، عليّ بن الحسين، رضي الله عنهما (الديوان2/179):
    يُغضِي حياءً ويُغضَى مِنْ مهابتِهِ فما يُكَلَّمُ إلاّ حينَ يبتسمُ

    [يُغْضِي]: فعلٌ مضارعٌ لازمٌ لا ينصب مفعولاً به، فلما كان مجهول الفاعل، فقيل: [يُغْضَى]، ولم يكن في الكلام مفعول به يُجعَل نائب فاعل، قدّرنا مصدراً مضمراً يكون هو نائب الفاعل، أي: [يُغْضَى مِن مهابته إغضاءٌ مجهول فاعله].



    هذا، على أن في القرآن نظيراً مماثلاً لذلك، كما في قوله تعالى: ]وحِيل بينهم وبين ما يشتهون] (سبأ 34/54): أي حيل بينهم وبين ما يشتهون حؤولٌ.

    رابعاً: كيفية تحويل الفعل معلوم الفاعل إلى مجهول الفاعل (تحويل الفعل المبني للمعلوم إلى فعل مبني للمجهول).



    1- الفعل الماضي الثلاثي صحيح العين (أي أن حرف العين في الفعل الذي على وزن (فَعَلَ) أو (فَعِِلَ) صحيح غير معتل)، الخالي من التضعيف، يُضم أولُه ويكسر ما قبل آخره: فالفعل (عَلِمَ) على وزن (فَعِلَ) صحيح العين، يصير (عُلِمَ)، مثل : عُلِمَ السر. والفعل (كَسَرَ) على وزن (فَعَلَ) صحيح العين، يصير (كُسِرَ)، مثل كُسِر الزجاجُ.

    2- الفعل المضارع يُضمُ أول حرف فيه ويُفتحُ ما قبل الآخر، فالفعل (يُعلَّمُ) يصير (يُعْلَّمُ)، مثل: يُعَلَّمُ الرجلُ مبادئَ السوق، أما إذا كان الحرف الذي قبل الأخير واواً أو ياءً، فإن الفتح يكون مقدراً عليه بأن تبدل (الواو أو الياء ألفاً عند التحويل إلى الفعل مجهول الفاعل)، فالفعل (يصوم) تصبح (يُصام)، مثل: يُصام رمضانُ، والفعل (يبيع) تصبح (يُباع). أما أما إذا كان الحرف الذي قبل الأخير ألفاً فإنه يبقى على حاله عند التحويل إلى الفعل مجهول الفاعل، فالفعل (يَعاف) تصبح (يُعاف)، مثل: يُعافُ الأمرُ.

    3- إذا كان الماضي مبدوءاً بتاء زائدة (تاء المطاوعة)، فإن الحرف الواقع بعدها يضم كما تضم التاء، مثل: (تَفَضَّلَ وتَقَبَّلَ وتَدَحْرَج) تصبح (تُفُضِّلَ، تُقُبِِّلَ، تُدُحْرِج).

    4- الفعل الماضي المعتل الوسط بالواو أو الياء مثل (صام) أصلها (صَوَمَ)، ومثل (قال) أصلها (قَوَلَ)، و(باع) أصلها (بَيَعَ)، ويتم معرفة الأصل بإرجاعها إلى الفعل المضارع أو المصدر (الفعل المضارع: يصوم/ يقول/ يبيع- المصدر: صَوْماً، قولاً، بيعاً) فإن كان الأصل (واواً أو ياءً) يكسر أولها عند التحويل إلى الفعل مجهول الفاعل لتصبح (صِيم، قِيْلَ، بِيْعَ). وإن كان الفعل الماضي مزيداً (أكثر من ثلاثة أحرف) معتل ما قبل الآخر بالألف، نحو: اختار، وانقاد، وانحاز. كُسِرَ ما قبل الألف، وقلبت الألف ياء. نحو: اخْتِير، انْقِيد، انْحِيز.

    وقد أجاز النحويون في الأفعال الماضية المعتلة الوسط بالألف إغلاظ الضم، وعندئذ تقلب الألف واواً فنقول: قُوْلَ، وبُوْعَ، واخْتُوْرَ ... إلخ. ومنه قول الشاعر: ليت وهل ينفع شيئا ليت ليت شباباً بوع فاشتريت

    الشاهد قوله (بُوُعَ) ببناء الفعل المعتل الوسط بالألف للمجهول بضم ما قبل آخره، وقلب ألفه واواً، وهي حالة رديئة.

    ومن النحاة من قال بالإشمام(1)، أو ما يعرف عند القراء بـ "الروم" وهو الإتيان بالفم بحركة بين الضم والكسر، ولا يظهر هذا إلا في اللفظ دون الكتابة، وقد قرئ في القراءات السبعة قولُه تعالى:{ وقيل يا أرض ابلغي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء } بالإشمام في "قيل، وغيض".

    5- وإن كان الفعل الماضي ثلاثياً مزيداً بحرف الألف على وزن (فاعَلَ) ضُمَّ أولُه، وقلبت ألفه واواً، وكسر ما قبل الآخر. نحو: (قاتل – قُوتِل)، (بايع – بُويِعَ).

    6- أما إذا كان الفعل مبدوءاً بهمزة وصل سُكِّن ثانيه وضُمَّ ثالثُه وكسر ما قبل آخره. نحو: انطلق ـ اُنْطُلِق، انتصر ـ اُنْتُصِر، استعمل ـ اُستُعمِل.

    7- الماضي الثلاثي المضعف (الذي ثانية وثالثة من جنس واحد) – أي المدخل فيه الحرف الأخير فيما قبله – مثل شدّ وهزّ ومدّ، فيُضمُّ أولُه، مثل:شُدَّ الحبلُ، وهُزَّت الأرضُ، ومُدّتِ الجسورُ.

    8- فعل الأمر والفعل الجامد كـ (نعم، عسى، ليس .. إلخ) لا يحولان إلى مجهول.





    (1) ليس المراد من مصطلح: [نائب فاعل]، أن المفعول به ينوب عن الفاعل في القيام بالفعل والوقوع على المفاعيل!! كلاّ. فالمفعول به - وإنْ سمّي اصطلاحاً: [نائب فاعل] - يظل مفعولاً به في المعنى. وسواء قلت: [كسَرَ خالدٌ الزجاجَ] أو [كُسِر الزجاجُ] فإنّ الكسر واقع على الزجاج في الحالتين. وإنما المراد من هذا المصطلح كما ذكرنا في المتن، أنّ نائب الفاعل أصبح - بعد حذف الفاعل من الجملة - [عمدة]، كما أنّ الفاعل في الجملة عمدة، ومرفوعاً كما أنّ الفاعل مرفوع.

    يقول المبرد في المقتضب 4/50: [وإنما كان رفعاً، وحدّ المفعول أن يكون نصباً، لأنك حذفت الفاعل. ولا بدّ لكل فعل من فاعل، لأنه لا يكون فعلٌ ولا فاعل]. ثم قال: [فلما لم يكن للفعل من الفاعل بدّ، وكنت هاهنا قد حذفته، أقمتَ المفعولَ مُقامه، ليصحّ الفعل بما قام مَقام فاعله].




    (1) شرح ابن عقيل ج1 ، ص505 . ومعنى الإشمام: أن تنحو بكسر فاء الفعل نحو الضمة، فتميل الياء نحو الواو إذانا بأن الأصل فيه ضم أوله، وجاء الواو فقيل: قول، وغوض، والأصل قول وغيض ، فيحذف كسر العين ، وتقلب الياء واوالسكونها ، وضم ما قبلها . انظر لباب الإعراب هامش ص 240 .



    له تتمة بإذن الله تعالى

    حسن محمد نجيب صهيوني

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 03, 2024 5:19 am