المفعول به
تعريفه: هو اسم منصوب دائماً يدل على من وقع عليه فعل الفاعل إثباتاً أو نفياً، ويسأل عنه عادة بـ (ماذا). مثل:
درس الولدُ الدرسَ.
ما درس الولدُ الدرسَ.
فإذا كان مفرداً ينصب بالفتحة، وإذا كان مثنى ينصب بالياء، وإذا كان جمع مذكر سالم أو ملحقاً به ينصب بالياء، وإذا كان جمع مؤنث سالم أو ملحقاً به ينصب بالكسرة، وإذا كان جمع تكسير ينصب بالفتحة، وإذا كان اسماً من الأسماء الخمسة ينصب بالألف نيابة عن الفتحة. وإذا كان اسماً مقصوراً فإنه ينصب بالفتحة المقدرة على الألف المقصورة (شاهدتُ يحيى).
أشكالهُ: يأتي المفعول به اسماً صريحاً، وقد يقع غير صريح. وإليك التوضيح:
1- المفعول به الصريح:
مثل: أكل الولدُ التفاحةَ.
التفاحة: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
كَرّمَت الوزارةُ المعلمين.
كرم: فعل ماضٍ مبني على الفتح.
ت: حرف تأنيث مبني على السكون لا محل له.
الوزارة: فاعل مرفوع علامته الضمة.
المعلمين: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء، لأنه جمع مذكر سالم.
وقد يأتي مفعولاً به واحداً أو أكثر في الجملة، مثل: خبّر الوالدُ الولدَ أمراً.
الولدَ: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
أمراً: مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح.
أو: أنبأت الأرصادُ الناسَ الطقسَ حاراً.
الناس: مفعول به أول، الطقس: مفعول به ثانٍ، حاراً: مفعول به ثالث.
2- المفعول به غير الصريح (الضمير أو المصدر المؤول أو اسم إشارة أو اسم موصول):
مثل: الدار سكنها أهلها. فالضمير المتصل (ها) في (سكنها) ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم.
ولقد تم شرح الضمائر التي تأتي في محل نصب مفعول به في فرع الضمائر المتصلة.
أو مثل: أخبر المعلم الطالب أن يجتهد في الدارسة.
الطالبَ: مفعول به أول.
أن يجتهد: المصدر المؤول في محل نصب مفعول به ثانٍ.
أو مثل: شاهدتُ هذا: هذا: إسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
أو مثل: شاهدت الذي رأيته بالأمس: الذي: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
أو مثل قوله تعالى: }إيّاك نعبد{. إياك: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم للفعل نعبد.
أما إذا جاء المفعول به ضميراً متصلاً مؤكداً بضمير منفصل بعده، فيعرب الأخير توكيداً لفظياً للضمير المتصل. مثل: رأيتك أنت، الكاف: ضمير متصل مبني على الفتحة في محل نصب مفعول به، أنت: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل نصب توكيد لفظي للضمير المتصل (الكاف).
تنبيه:
إذا أتبعت المتصل المنصوب بمنفصل منصوب نحو: (رأيتك إياك) أو (ضربتك أنت) فمذهب البصريين أنه بدل، ومذهب الكوفيين أنه توكيد (وهو الراجح)؛ لأن نسبة المنصوب المنفصل من المنصوب المتصل كنسبة المرفوع المنفصل من المرفوع المتصل في نحو: "فعلتَ أنتَ" والمرفوع تأكيد بالإجماع.
ويأتي المفعول به بعد الفاعل في الأصل، ولكنْ قد يتقدّم عليه، مثل: أكل رغيفاً خالدٌ، بل قد يتقدم أحياناً عليه وعلى فِعله أيضاً، مثل: رغيفاً أكل خالدٌ.
هذا على أنّ تقديم المفعول به وتأخيره، جائزان في كل الأحوال. ولا يستثنى من ذلك إلاّ حالتان يجب تقديمه فيهما:
1- أن يتّصل الفاعلُ بضمير المفعول به، فيُقَدَّم وجوباً على الفاعل، نحو: سكن الدارَ مالكُها. الدارَ: مفعول به مقدم منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
وقد ورد من الشذوذ تقديم الفاعل المتصل بضمير المفعول به عليه، كما في قول حسّان بن ثابت يرثي مُطْعِمَ بن عديّ:
ولو أنّ مجداً أَخْلَدَ الدهرَ واحداً مِنَ الناس، أبقى مجدُه الدهرَ مُطْعِما
وفي قوله هذا مخالفة لقاعدة كلية هي: أنّ الفاعل إذا اتصل بضمير المفعول به، وجب تقديم المفعول به. ولقد تحقق هذا الإتصال في البيت: فـ [مجدُه] فاعل لـ [أبقى]، والهاء المتصلة به هي ضمير المفعول به: [مطعماً]. وهذا يوجب إعمال القاعدة، أي: تقديم المفعول على الفاعل، فيقال: [أبقى مطعماً مجدُه]. ولكنّ الشاعر لم يُعملها، فكان ذلك شذوذاً، تسمّيه كتب الصناعة: [ضرورة شعرية].
وكقولُ أبي الأسود الدؤلي:
جزى ربُّهُ عني عدِيَّ ابنَ حاتمٍ جزاءَ الكلابِ العاوياتِ وقد فَعَلْ
وفي قوله: (جزى ربُّه عديّاً)، تقدّم الفاعل (ربُّه)، واتّصلت به الهاء، وهي ضمير يعود إلى المفعول: (عديّاً). وهذا يوجب إعمال القاعدة المذكورة آنفاً، أي: تقديم المفعول على الفاعل، فيقال: (جزى عديّاً ربُّه). ولكن الشاعر لم يعملها، شذوذاً، وهو ما تسمّيه كتب الصناعة، كما قلنا: (ضرورة شعريّة).
2- أن يقع الفاعل محصوراً بـ (إلا) أو (إنما): مثل: ما قطف الثمرَ إلا خالدٌ، إنما قطف الثمرَ خالدٌ. فـ (الثمرَ) في الجملتين: مفعول به مقدم منصوب.
له تتمة لاحقة بمشيئة الله تعالى
ولكم التوفيق
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
» وما غير الطبيعة من سِفر
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
» طال ابتهال المصطفى
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني