(ذاكرة الوطن) في جاليري 13 .. الموروث الجمالي في البيئة الفلسطينية

عمان – الراي-ناجح حسن -يواصل المعرض التشكيلي الجماعي المعنون (ذاكرة الوطن) فعالياته في جاليري 13 الذي يسلط الضوء على ملامح الحياة الفلسطينية وأبعاد القضية الفلسطينية وتطوراتها وما تعكسه من رؤى واساليب جمالية وفكرية نضرة.
تتسم لوحات المعرض الذي افتتحه قبل ايام النائب محمد الحلايقة بتلك الاشتغالات الابداعية التي حفر فيها خمسة من الاسماء الشابة اللامعة في المشهد التشكيلي الفلسطيني في قدرتهم على اختيار مواضيع انسانية رحبة من رحم الماساة والمعاناة المتعلقة بالانسان الفلسطيني وهويته وذاكرته سواء داخل الوطن أو خارجه خصوصا التمسك بمبدأ حق العودة رغم كل التحديات والصعاب.
تتكامل لوحات المعرض التي شكلتها ابداعات : أحمد كنعان ورانية عقل وخضر وشاح وساهر الكعبي وروان أبو الهوى- برؤيتهم التجديدية في الفن التشكيلي .. جميعهم شاركوا في العديد من المعارض في فلسطين وخارجها اطلع عليها نقاد ومهتمون باعجاب وافتتان.
احتوى المعرض على مجموعة من اللوحات التي تتوافق مع المشاعر والانطباعات وفي بعضها حاكى بشغف ملامح الحياة الفلسطينية وجمالياتها وبيئتها وأنماط العمارة في المدن الفلسطينية وبالذات في القدس التي تعكسها التشكيلات الفنية ذات الألوان البصرية الجذابة والتي قدمت في اكثر من رؤية بليغة سواء وهي تتوجع جراء الاحتلال الاسرائيلي الجاثم على قباب مساجدها و بيوتاتها او في ذلك الحلم الاتي من اشواق الانعتاق والتحرر بفعل الاراداة والصمود .
يشار إلى أن الفنان أحمد كنعان أقام معارض في فلسطين، وشارك في معارض في الأردن وكوريا واليابان وبريطانيا وألمانيا وغيرها، ونال العديد من الجوائز العالمية، في حين شاركت الفنانة رانيا عقل في مهرجان فاس للفنون التشكيلية ونالت جوائز عديدة.
تقول مديرة الجاليري الفنانة التشكيلية روان العدوان المنظمة للمعرض بانها عملت على اختيار هذه النخبة من الاشقاء الفنانين الفلسطينيين نظرا لما تتميز بها أعمالهم من براعة وتنوع في مكونات اللوحة التي تقدم رسائل انسانية بليغة، لافتة الى ان الفنان التشكيلي خضر وشاح احد ابرز المشاركين في المعارض الفنية سواء داخل فلسطين وفي العديد من البلدان العربية تغوص لوحاته في دواخليات الوجه الانساني للفلسطيني الذي يحمل هموما ومفردات معاناته لكنه في الوقت ذاته لا يعدم الامل بالعودة الى بيته الدافيء . ورأت العدوان انه تظهر في كثير من اللوحات المشاركة ملامح وجوه عبر اسلوبية فن البورتريه التعبيري والانطباعي في والتي تختلط تارة بالالوان وباللونين الابيض والاسود تارة اخرى مشيرة الى ان هناك اكثر من لوحة تتعاطى بالخط الذي يحفر اسم الارض في الوجدان والتشبث بها، على غرار اسهامات الفنان ساهر الكعبي وتجاربه المتنوعة في التنويع بفنون الخط العربي الاصيل المستمد من القصيدة العربية والتي تشكل بتعبيراتها البليغة وتكويناتها المزخرفة المدعمة بذائقة بصرية متمكنة ما هو اشبه بالجدارية الفنية.
واشارت العدوان الى ما تتمتع به لوحات الفنانة روان أبو الهوى من رؤى رحبة لفضاءات فلسطين الطبيعية المسكونة بالموروث الشعبي وتقاليده في التمسك بالارض وشجرة الزيتون مهما تعاظمت عليها الخطب .