زنبقة من زنابق العرب .. و قائدة من قادتهم التاريخيين
لا يلبث التاريخ يذكرنا بنفسه ، و بها ! ففي كل مرة نسرد نفس الحكاية ، حكاية زنوبيا .. ملكة تدمر !
اسمها: زنوبيا أو الزباء ، وتعني بنت زباي أي ابنة المشتري .. أو المحاربة التي تجيد رمي القوس !
نسبها : زنوبيا أو الزباء ابنة سالمين (سليماو) عمرو ابن الظرب ابن حسان ابن أذينة ابن الصميدع ، أحد رؤساء عشائر الفرات الأوسط ، وأمها يونانية من ذرية كليوباترا ملكة مصر !!
النشأة: جاءت في وقت عصيب شهدته الشام، فالحروب مع الفرس والمناوشات بين القبائل على أشدها، كان قرار الشيخ سليم ( والدها) هو وأدها لتجنب عار السبي، فبعثتها أمها مع إخوتها الذكور إلى الأحراش القريبة من حمص وأوغاريت ، وهناك تعلمت مهارات الصيد والقنص والدفاع عن النفس في سن مبكرة ، مما جعلها تملك مهارات حربية أهلتها لقيادة العسكر والعشائر الفراتية فيما بعد .
و بعدما الذي شاهدت من كم التدمير والقتل الذي اصاب الشرق جراء التفتت والأحقاد، عزمت على أن تعيد للشرق مجده وعنفوانه، بعيدا عن الحاجة إلى الروم أو الفرس .
صفاتها:
عرفت بجمالها ! وولعها بالصيد والقنص
قيل عنها: ذات رأي وحكمة، وعقل وسياسة، ودقة نظر وفروسية ، وشدة بأس، وجمال فائق!
سمراء لوحتها شمس الصحراء، قوية اللحظ وهيبة الجمال والعظمة تلوح على وجهها، يلقبونها بالزباء لطول وغزارة شعرها، عيونها سوداء لامعة بأهداب سوداء طويلة .دائمة الابتسام، وأسنانها بيضاء حتى اعتقدت نساء روما بأنها زرعت اللؤلؤ بدلا من أسنانها !!!!!!!!
صوتها قوي وكلامها ملحن !
تضع العمامة على رأسها وتلبس ثوبا أرجوانيا مرصعا بالجواهر مقلدة ملوك الأكاسرة ، وكثيرا ما تترك ذراعها مكشوفة .
تحب القنص والمبارزة بالسيف ، وأحاديث الطرفة والعلم ،وتتحدث بخمس لغات : الآرامية واللاتينية والإغريقية والقبطية .. وتثقفت بالثقافة الهيلينية !
أعلنها كورنيلوس كابيتولينس أنبل نساء الشرق وأجملهن
في سن 10-12 عاما ألفت مجمع الشرق الكبير باليونانية ، أرختفيه للشرق وآسيا والثقافات واللغات المختلفة، وترجمته إلى اللاتينية لاحقا.
الحكم:
تزوجت ملك الملوك أذينة سيد الشرق الروماني الذي امتدت سلطته على سوريا وما يليها ، فاستأثر أذينة بسوريا وسائر آسيا الرومانية، وكثيرا ما حارب الفرس وردهم عن بلاده، وكانت تنوب عنه في حكومة تدمر إذا خرج إلى الحرب زوجته زنوبيا ، حتى قيل إن ما وصل إليه من البراعة في القيادة والدراية في تعبئة الجيوش يعود إليها.
اغتيل زوجها بعد إنشائه مجلس السيناتورات تمهيدا للانفصال عن روما ، بقرار من القيصر وخيانة من الأمراء الطامعين في حكم تدمر !على رأسهم معن ( موينوس) ابن أخته ! كان ذلك في حفلة صاخبة ثمل فيها اذينة وابنه حران ، فتم قتلهما عام 267 م
بذلك استلمت زنوبيا الحكم الانتقالي باسم ابنها وهب اللات موها صاحبة الحضانة، فقامت بأسر معن ومعاونيه وحكمتهم بالإعدام
وكانت تصف معن بالبذيء . بذلك سيطرت بقوتها وفرضت هيبتها لتحكم تدمرز
توليها السلطة:
يقال تولت الملك وعمرها 14 عاما ! وازدهرت تدمر في عهدها وامتد نفوذهاواسعا، حتى لقبت بالملكة المحاربة، تعتمر خوذة ابوللو مع الجيش الذي فرض سيطرته جنوبا وشرقا وغربا، وتلبس العمامة الكسروية عند استقبال الوفود في ديوانها الملكي.
السياسة :
1-انشأت زنوبيا جيشا قويا وجعلت الزبيد (زابيداس) قائدا أعلى عليه..قالت بانه قائد يتمتع الي جانب المهارة العسكريه بالاخلاق
2- طردت العصابات والمرتزقه الذين اتخذوا من جبال الساحل
مرتعا لسرقة القوافل أو الاعتداء على فتيات القرى
3- منعت نزول الحاميات الرومانيه الي الساحل السوري دون اذن مسبق
4- بسبب شكاوي من اهالي اللاذقيه واوغاريت فانها وسعت ملكها ليضم انطاكيا والبوسفور والنيل باسم مملكة تدمر فأصبحوا رسميا مواطنين تدمريين.
الاقتصاد:
-1-عززت صلاتها مع الحبشه وبلاد العرب والعراق وايران وكذلك آسيا
2- انهت اعمال السلب في أنحاء بترا على القوافل السورية.
3- اصدرت قانون منع الاحتكار والتطفيف بالاوزان
4- اسسوا لهم مراكز في بصرى والرصافة وخارسين "المحمّرة" في الاهواز.. وغيرها.. .
الثقافه :
1- اوعزت للديوان الملكي باستخدام الاحرف الفينيقيه كلغة مراسلات رسمية.. وهو نوع من الخط العربي القديم كان الفينيقيون جلبوه معهم من بلدهم الاصلي اليمن الي سورية..
الي جانب اللغه اليونانيه
2- التعليم إلزامي
3- قالت بان الدول تقوم على أساس الثقافة والعلم وليس بالحروب والاقتتال
توسع المملكة وانزعاج روما :
توسعت مملكتها حتي شملت باقى مناطق سوريا وامتدت من شواطئ البسفور حتى النيل، وأطلقت عليها الإمبراطورية الشرقية مملكة تدمر وأصبحت أهم الممالك واقواها في الشرق على الإطلاق، مما دعى الإمبراطور الروماني أورليانوس للتفاوض مع الملكة زنوبيا لتأمين حدود امبراطوريتة ولوقف زحف جيوش تدمر مقابل الإعتراف بألقاب ابنها وامتيازاته الملكية
أصدرت الملكة زنوبيا العملة الخاصة ب تدمر وصكت النقود في إنطاكية وطبعت عليها صورة وهب اللات على وجه وعلى الوجه الثاني صورة الإمبراطور أورليانوس، ثم أزالت بعدها صورة الإمبراطور مميزة النقود السورية التدمرية عن نقود روما
الإمبراطور الروماني صمم على التصدي ل المملكة التدمرية القوية التي سيطرت على العديد من المناطق، في سنة 271م ارسل جيشا قويا مجهزا إلى اطراف المملكة وجيشاً آخر بقيادة الإمبراطور أورليانوس نفسه توجه به إلى سوريا وآسيا الصغرى ليلتقي الجيشان وتدور معركة كبيرة بين مملكة تدمر والامبراطورية
الرومانية، احتل بروبوس اجزاء من جنوب المملكة في أفريقيا وبلغ أورليانوس أنطاكية في سوريا، وتواجه مع زنوبيا بتجهيزات كبيرة وهزمها هناك، مما جعلها تنسحب لتدمر وكان أورليانوس قد بلغ مدينة حمص، فدارت بينهما معارك شرسة قدمت فيها زنوبيا الكثير ودفع اورليانوس بالمزيد من القوات في مواجهة جيش زنوبيا، تراجع جيشها إلى تدمر، فتقدم أورليانوس إلى تدمر وحاصر أسوارها المنيعة حصاراً محكما، وكانت زنوبيا قد حصنت المدينة ووضعت على كل برج من أبراج السور إثنين أو ثلاثة من المجانيق تقذف بالحجارة المهاجمين لأسوارها وتمطرهم بقذائف النفط الملتهبة، والتي كانت تعرف بالنار الإغريقية
الانهيار:
قاومت الغزاة بشجاعة معلنة القتال حتي الموت دفاعا عن مملكتها. عرض أورليانوس عليها التسليم وخروجها سالمة من المدينة الني لن تمس، لكنها رفضت ووضعت خطة وحاولت اعادة الالتفاف على جيش اورليانس فتحصنت بالقرب من نهر الفرات إلا أنها وبعد معارك ضارية وقعت في الأسر ولاقاها أورليانوس وهو في ميدان القتال فأحسن معاملتها وكان ذلك سنة 272م
الأسر:
اصطحبها معه إلى روما ولم يقتلها بل قتل بعض كبار قادتها ومستشاريها بعد محاكمة أجريت لهم في مدينة حمص.واقتادها بقيود من ذهب إلى روما وحين خرجت إلى الناس والغوغاء وهي تحاول جر السلاسل الذهبيه هاج الجمع وصرخ باورليانوس إذ ان زنوبيا أو الملكة تعتبر مواطنة رومانيه أيضا.. ليكسر اورليانوس القيود ويحمل زنوبيا إلى فيلا فاخره في ضواحي التايبر في روما
قيل إنه عرض عليها الزواج منه الا انها رفضت فغضب عليها وحبسها في القبو.
انتهت حياتها في منزل أعده لها أورليانوس، وقيل انها رفضت التنازل وانتحرت بالسم , وانهت حياتها بعزة وكرامة ملكة عظيمة حكمت أهم ممالك الشرق، فقد اخضعت لحكمها من عاصمتها تدمر جميع سوريا والشام وآسيا الصغرى حتى أنقرة وجنوبآ حتى النيل لتكون مملكة من أهم الممالك في التأريخ العربي القديم .
كانت سيرتها أقرب إلى سير الأبطال من سير النساء، فلم تكن تركب في الأسفار غير الخيل، ولم تكن تحمل في الهودج، وكانت تجالس قوادها وأعوانها وتباحثهم ، وإذا جادلتهم غلبتهم بقوة برهانها وفصاحة لسانها، وكثيراً ما ضم مجلسها رجالاً من أمم شتى وبينهم وفود من ملوك الفرس والأرمن ، وكانت عادلة في رعاياها خصوصاً من العرب.
في مجالسها الاعتيادية كانت تدخل معها ابنها وهب اللات معها وعليها أفخر اللباس وعلى كتفيها المشملة القصيرة الأرجوانية، وعلى رأسها التاج ..أما عند استعراض الجند في الميادين مرت أمام الصفوف فوق جوادها وعليها لباس الحرب وعلى رأسها الخوذة الرومانية مرصعة بالدر والجوهر،.آثار تدمر مازالت شاهدة حتى اللحظة على ما كانت فيه من عظمة ومنعة وعز وثراء وبهاء بقيادة زنوبيا ، ولها آثار باقية في لبنان منها أقنية الماء من نهر إبراهيم إلى جبيل وكذلك من نهر قاديشا إلى طرابلس ومن نهر بيروت إلى بيروت .
وأخيرا:
زنبق زنوبيا: Zenobia pulverulenta- Honeycup
اسم لفصيلة من الزنابق البيضاء.. سميت كذلك تكريما لذكرى حسناء تدمر زنوبيا.. وتشبيها لاسنانها البيضاء التي
كانوا يشبهونها باللؤلؤ.
لها مقولة شهيرة جدا تحدثت بها عندما اقيدت الى التايبر بروما مقيدة بالسلاسل الذهبية ... حيث قالت:
(بئس ما تاج على رأس خانع ذليل , ونعم ما قيد في ساعد حرّ ابيّ)
* تم جمع المعلومات من المصادر مع بعض المداخلات والتصرف الدكتورة / آية السيد
تحياتي
وجه البدر
لا يلبث التاريخ يذكرنا بنفسه ، و بها ! ففي كل مرة نسرد نفس الحكاية ، حكاية زنوبيا .. ملكة تدمر !
اسمها: زنوبيا أو الزباء ، وتعني بنت زباي أي ابنة المشتري .. أو المحاربة التي تجيد رمي القوس !
نسبها : زنوبيا أو الزباء ابنة سالمين (سليماو) عمرو ابن الظرب ابن حسان ابن أذينة ابن الصميدع ، أحد رؤساء عشائر الفرات الأوسط ، وأمها يونانية من ذرية كليوباترا ملكة مصر !!
النشأة: جاءت في وقت عصيب شهدته الشام، فالحروب مع الفرس والمناوشات بين القبائل على أشدها، كان قرار الشيخ سليم ( والدها) هو وأدها لتجنب عار السبي، فبعثتها أمها مع إخوتها الذكور إلى الأحراش القريبة من حمص وأوغاريت ، وهناك تعلمت مهارات الصيد والقنص والدفاع عن النفس في سن مبكرة ، مما جعلها تملك مهارات حربية أهلتها لقيادة العسكر والعشائر الفراتية فيما بعد .
و بعدما الذي شاهدت من كم التدمير والقتل الذي اصاب الشرق جراء التفتت والأحقاد، عزمت على أن تعيد للشرق مجده وعنفوانه، بعيدا عن الحاجة إلى الروم أو الفرس .
صفاتها:
عرفت بجمالها ! وولعها بالصيد والقنص
قيل عنها: ذات رأي وحكمة، وعقل وسياسة، ودقة نظر وفروسية ، وشدة بأس، وجمال فائق!
سمراء لوحتها شمس الصحراء، قوية اللحظ وهيبة الجمال والعظمة تلوح على وجهها، يلقبونها بالزباء لطول وغزارة شعرها، عيونها سوداء لامعة بأهداب سوداء طويلة .دائمة الابتسام، وأسنانها بيضاء حتى اعتقدت نساء روما بأنها زرعت اللؤلؤ بدلا من أسنانها !!!!!!!!
صوتها قوي وكلامها ملحن !
تضع العمامة على رأسها وتلبس ثوبا أرجوانيا مرصعا بالجواهر مقلدة ملوك الأكاسرة ، وكثيرا ما تترك ذراعها مكشوفة .
تحب القنص والمبارزة بالسيف ، وأحاديث الطرفة والعلم ،وتتحدث بخمس لغات : الآرامية واللاتينية والإغريقية والقبطية .. وتثقفت بالثقافة الهيلينية !
أعلنها كورنيلوس كابيتولينس أنبل نساء الشرق وأجملهن
في سن 10-12 عاما ألفت مجمع الشرق الكبير باليونانية ، أرختفيه للشرق وآسيا والثقافات واللغات المختلفة، وترجمته إلى اللاتينية لاحقا.
الحكم:
تزوجت ملك الملوك أذينة سيد الشرق الروماني الذي امتدت سلطته على سوريا وما يليها ، فاستأثر أذينة بسوريا وسائر آسيا الرومانية، وكثيرا ما حارب الفرس وردهم عن بلاده، وكانت تنوب عنه في حكومة تدمر إذا خرج إلى الحرب زوجته زنوبيا ، حتى قيل إن ما وصل إليه من البراعة في القيادة والدراية في تعبئة الجيوش يعود إليها.
اغتيل زوجها بعد إنشائه مجلس السيناتورات تمهيدا للانفصال عن روما ، بقرار من القيصر وخيانة من الأمراء الطامعين في حكم تدمر !على رأسهم معن ( موينوس) ابن أخته ! كان ذلك في حفلة صاخبة ثمل فيها اذينة وابنه حران ، فتم قتلهما عام 267 م
بذلك استلمت زنوبيا الحكم الانتقالي باسم ابنها وهب اللات موها صاحبة الحضانة، فقامت بأسر معن ومعاونيه وحكمتهم بالإعدام
وكانت تصف معن بالبذيء . بذلك سيطرت بقوتها وفرضت هيبتها لتحكم تدمرز
توليها السلطة:
يقال تولت الملك وعمرها 14 عاما ! وازدهرت تدمر في عهدها وامتد نفوذهاواسعا، حتى لقبت بالملكة المحاربة، تعتمر خوذة ابوللو مع الجيش الذي فرض سيطرته جنوبا وشرقا وغربا، وتلبس العمامة الكسروية عند استقبال الوفود في ديوانها الملكي.
السياسة :
1-انشأت زنوبيا جيشا قويا وجعلت الزبيد (زابيداس) قائدا أعلى عليه..قالت بانه قائد يتمتع الي جانب المهارة العسكريه بالاخلاق
2- طردت العصابات والمرتزقه الذين اتخذوا من جبال الساحل
مرتعا لسرقة القوافل أو الاعتداء على فتيات القرى
3- منعت نزول الحاميات الرومانيه الي الساحل السوري دون اذن مسبق
4- بسبب شكاوي من اهالي اللاذقيه واوغاريت فانها وسعت ملكها ليضم انطاكيا والبوسفور والنيل باسم مملكة تدمر فأصبحوا رسميا مواطنين تدمريين.
الاقتصاد:
-1-عززت صلاتها مع الحبشه وبلاد العرب والعراق وايران وكذلك آسيا
2- انهت اعمال السلب في أنحاء بترا على القوافل السورية.
3- اصدرت قانون منع الاحتكار والتطفيف بالاوزان
4- اسسوا لهم مراكز في بصرى والرصافة وخارسين "المحمّرة" في الاهواز.. وغيرها.. .
الثقافه :
1- اوعزت للديوان الملكي باستخدام الاحرف الفينيقيه كلغة مراسلات رسمية.. وهو نوع من الخط العربي القديم كان الفينيقيون جلبوه معهم من بلدهم الاصلي اليمن الي سورية..
الي جانب اللغه اليونانيه
2- التعليم إلزامي
3- قالت بان الدول تقوم على أساس الثقافة والعلم وليس بالحروب والاقتتال
توسع المملكة وانزعاج روما :
توسعت مملكتها حتي شملت باقى مناطق سوريا وامتدت من شواطئ البسفور حتى النيل، وأطلقت عليها الإمبراطورية الشرقية مملكة تدمر وأصبحت أهم الممالك واقواها في الشرق على الإطلاق، مما دعى الإمبراطور الروماني أورليانوس للتفاوض مع الملكة زنوبيا لتأمين حدود امبراطوريتة ولوقف زحف جيوش تدمر مقابل الإعتراف بألقاب ابنها وامتيازاته الملكية
أصدرت الملكة زنوبيا العملة الخاصة ب تدمر وصكت النقود في إنطاكية وطبعت عليها صورة وهب اللات على وجه وعلى الوجه الثاني صورة الإمبراطور أورليانوس، ثم أزالت بعدها صورة الإمبراطور مميزة النقود السورية التدمرية عن نقود روما
الإمبراطور الروماني صمم على التصدي ل المملكة التدمرية القوية التي سيطرت على العديد من المناطق، في سنة 271م ارسل جيشا قويا مجهزا إلى اطراف المملكة وجيشاً آخر بقيادة الإمبراطور أورليانوس نفسه توجه به إلى سوريا وآسيا الصغرى ليلتقي الجيشان وتدور معركة كبيرة بين مملكة تدمر والامبراطورية
الرومانية، احتل بروبوس اجزاء من جنوب المملكة في أفريقيا وبلغ أورليانوس أنطاكية في سوريا، وتواجه مع زنوبيا بتجهيزات كبيرة وهزمها هناك، مما جعلها تنسحب لتدمر وكان أورليانوس قد بلغ مدينة حمص، فدارت بينهما معارك شرسة قدمت فيها زنوبيا الكثير ودفع اورليانوس بالمزيد من القوات في مواجهة جيش زنوبيا، تراجع جيشها إلى تدمر، فتقدم أورليانوس إلى تدمر وحاصر أسوارها المنيعة حصاراً محكما، وكانت زنوبيا قد حصنت المدينة ووضعت على كل برج من أبراج السور إثنين أو ثلاثة من المجانيق تقذف بالحجارة المهاجمين لأسوارها وتمطرهم بقذائف النفط الملتهبة، والتي كانت تعرف بالنار الإغريقية
الانهيار:
قاومت الغزاة بشجاعة معلنة القتال حتي الموت دفاعا عن مملكتها. عرض أورليانوس عليها التسليم وخروجها سالمة من المدينة الني لن تمس، لكنها رفضت ووضعت خطة وحاولت اعادة الالتفاف على جيش اورليانس فتحصنت بالقرب من نهر الفرات إلا أنها وبعد معارك ضارية وقعت في الأسر ولاقاها أورليانوس وهو في ميدان القتال فأحسن معاملتها وكان ذلك سنة 272م
الأسر:
اصطحبها معه إلى روما ولم يقتلها بل قتل بعض كبار قادتها ومستشاريها بعد محاكمة أجريت لهم في مدينة حمص.واقتادها بقيود من ذهب إلى روما وحين خرجت إلى الناس والغوغاء وهي تحاول جر السلاسل الذهبيه هاج الجمع وصرخ باورليانوس إذ ان زنوبيا أو الملكة تعتبر مواطنة رومانيه أيضا.. ليكسر اورليانوس القيود ويحمل زنوبيا إلى فيلا فاخره في ضواحي التايبر في روما
قيل إنه عرض عليها الزواج منه الا انها رفضت فغضب عليها وحبسها في القبو.
انتهت حياتها في منزل أعده لها أورليانوس، وقيل انها رفضت التنازل وانتحرت بالسم , وانهت حياتها بعزة وكرامة ملكة عظيمة حكمت أهم ممالك الشرق، فقد اخضعت لحكمها من عاصمتها تدمر جميع سوريا والشام وآسيا الصغرى حتى أنقرة وجنوبآ حتى النيل لتكون مملكة من أهم الممالك في التأريخ العربي القديم .
كانت سيرتها أقرب إلى سير الأبطال من سير النساء، فلم تكن تركب في الأسفار غير الخيل، ولم تكن تحمل في الهودج، وكانت تجالس قوادها وأعوانها وتباحثهم ، وإذا جادلتهم غلبتهم بقوة برهانها وفصاحة لسانها، وكثيراً ما ضم مجلسها رجالاً من أمم شتى وبينهم وفود من ملوك الفرس والأرمن ، وكانت عادلة في رعاياها خصوصاً من العرب.
في مجالسها الاعتيادية كانت تدخل معها ابنها وهب اللات معها وعليها أفخر اللباس وعلى كتفيها المشملة القصيرة الأرجوانية، وعلى رأسها التاج ..أما عند استعراض الجند في الميادين مرت أمام الصفوف فوق جوادها وعليها لباس الحرب وعلى رأسها الخوذة الرومانية مرصعة بالدر والجوهر،.آثار تدمر مازالت شاهدة حتى اللحظة على ما كانت فيه من عظمة ومنعة وعز وثراء وبهاء بقيادة زنوبيا ، ولها آثار باقية في لبنان منها أقنية الماء من نهر إبراهيم إلى جبيل وكذلك من نهر قاديشا إلى طرابلس ومن نهر بيروت إلى بيروت .
وأخيرا:
زنبق زنوبيا: Zenobia pulverulenta- Honeycup
اسم لفصيلة من الزنابق البيضاء.. سميت كذلك تكريما لذكرى حسناء تدمر زنوبيا.. وتشبيها لاسنانها البيضاء التي
كانوا يشبهونها باللؤلؤ.
لها مقولة شهيرة جدا تحدثت بها عندما اقيدت الى التايبر بروما مقيدة بالسلاسل الذهبية ... حيث قالت:
(بئس ما تاج على رأس خانع ذليل , ونعم ما قيد في ساعد حرّ ابيّ)
* تم جمع المعلومات من المصادر مع بعض المداخلات والتصرف الدكتورة / آية السيد
تحياتي
وجه البدر
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
» وما غير الطبيعة من سِفر
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
» طال ابتهال المصطفى
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني