منتدى الشاعر حسن محمد نجيب صهيوني

نرحب بجميع زوار هذا المنتدى ونأمل أن يطيب لكم البقاء ويحدونا الفخر بانضمامكم لأسرتنا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى الشاعر حسن محمد نجيب صهيوني

نرحب بجميع زوار هذا المنتدى ونأمل أن يطيب لكم البقاء ويحدونا الفخر بانضمامكم لأسرتنا

منتدى الشاعر حسن محمد نجيب صهيوني

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الشاعر حسن محمد نجيب صهيوني

ملتقى أدبي يهتم بفنون الأدب العربي من شعر قديم ومعاصر ويحوي عدداً من التراجم والسير الأدبية والمقالات والقصص والروايات

بعد التحية على الزوار الراغبين بالإنضمام لهذا المنتدى التسجيل بأسمائهم الحقيقية أو ألقابهم أو أي اسم أدبي يليق بالمنتدى بعيداً عن أي أسماء تخل بسمعة المنتدى وتسيء إليه، وسوف تقوم إدارة المنتدى بالرقابة على الأسماء غير اللائقة أدبياً ثم حجبها ..... إدارة المنتدى

المواضيع الأخيرة

» ملحمة شعرية مهداة الى الشاعرة عائشة الفزاري / د. لطفي الياسيني
صراع الأجيال العربية في أوروبا في رواية الترياق للسبعاوي  Emptyالجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
صراع الأجيال العربية في أوروبا في رواية الترياق للسبعاوي  Emptyالإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
صراع الأجيال العربية في أوروبا في رواية الترياق للسبعاوي  Emptyالسبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
صراع الأجيال العربية في أوروبا في رواية الترياق للسبعاوي  Emptyالسبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» وما غير الطبيعة من سِفر
صراع الأجيال العربية في أوروبا في رواية الترياق للسبعاوي  Emptyالخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
صراع الأجيال العربية في أوروبا في رواية الترياق للسبعاوي  Emptyالخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
صراع الأجيال العربية في أوروبا في رواية الترياق للسبعاوي  Emptyالخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» طال ابتهال المصطفى
صراع الأجيال العربية في أوروبا في رواية الترياق للسبعاوي  Emptyالخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني

» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
صراع الأجيال العربية في أوروبا في رواية الترياق للسبعاوي  Emptyالأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني

التبادل الاعلاني


3 مشترك

    صراع الأجيال العربية في أوروبا في رواية الترياق للسبعاوي

    avatar
    حنان جاسم


    عدد المساهمات : 80
    نقاط : 24795
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 21/11/2010

    صراع الأجيال العربية في أوروبا في رواية الترياق للسبعاوي  Empty رد: صراع الأجيال العربية في أوروبا في رواية الترياق للسبعاوي

    مُساهمة من طرف حنان جاسم الإثنين أكتوبر 31, 2011 9:01 am

    رائعة



    بورك أخي الفاضل وطرحك الجميل



    حنان جاسم
    avatar
    المهندس أحمد ناصيف


    عدد المساهمات : 34
    نقاط : 23864
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 11/05/2011

    صراع الأجيال العربية في أوروبا في رواية الترياق للسبعاوي  Empty رد: صراع الأجيال العربية في أوروبا في رواية الترياق للسبعاوي

    مُساهمة من طرف المهندس أحمد ناصيف الخميس أكتوبر 27, 2011 8:39 am

    مقدمة لا بد منها: أعلن المستوطنون (الحريديون) المتعصبون سكان مستوطنة (يتسهار) مكافأة مقدارها مئة ألف دولار، لمن يقتل أيا من الأسيرين المحررين خويلد رمضان و نزار رمضان من أبناء قرية تل، التي تقع إلى الشمال من المستوطنة، و اللذين قد أبعد أحدهما إلى غزة و الآخر إلى تركيا، بذريعة أنهما قد قتلا اثنين من ساكني المستوطنة قبل ثلاثة عشر عاما.

    يوم كانت تتفتح عينا أحدنا على النور، فيعمد إلى تدريبهما على رؤية الأشياء الأبعد قليلا عما يحيط به في الجهات الأربع، كان أول ما يطالعه إذا صوّب ناظريه جنوبا هو تلك الهامة العالية المهيبة لجبل سلمان الفارسي، و قد عممت قمته أجمة من أشجار عتيقة عملاقة، تلتف حول مقام الصحابي الجليل- سواء صحت نسبة المقام لصاحبه أم لم تصح، فقد شاهدت و سمعت عن مقامات متعددة لهذا الصحابي في بقاع شتى من بلاد المسلمين-، فإذا حدَّ بصرنا و كان النهار أكثر إشراقا و صفاءً، تسابقنا في من يشاهد أولا المعلم الجنوبي الثاني، الذي كان يحتاج منا لتركيز أشد، ونظرة أبعد غورا، حتى يرى(عواميد رام الله) كما كنا نسميها، و لم نكن نعلم يومها شيئا عن ماهيتها، و علمنا لاحقا أنها مرسلات الإذاعة الفلسطينية، والتي اقتلعتها القوات الإسرائيلية من جذورها في اجتياحها لرام الله عام 2002م. فلم يعد الأطفال من أبناء منطقتنا في هذه الأيام يدربون نظرهم، و يتسابقون على من يرى (عواميد رام الله) أولا، مثلما كانت رياضتنا البصرية المفضلة آنذاك.

    سلمان الفارسي الذي كان الوصول إلى قمته ذات يوم حلما بعيدا يداعب خيالاتنا، كان معلما بارزا و جبلا مهيبا من أعلى قمم جبال نابلس، تطالع قمته صباح مساء أعين الناظرين في عشرات القرى الفلسطينية الهاجعة على أكتاف الجبال البعيدة عنه قبل القريبة، والمتناثرة على مد البصر شرقا و غربا و شمالا و جنوبا.

    لم يكن سلمان الفارسي في سفحه الشمالي المواجه لنا مثل سائر جبال بلادنا، تمتزج تربته بصخوره، و تغطي سفحه غابة من أشجار الزيتون الروماني المعمرة، بل كان هذا السفح المطل علينا خاليا من الأشجار، ذا تربة زراعية خصبة، ليس حاد الانحدار، بل إن سفوحه ذات ميل بسيط، وكانت تستغل في الزراعات الموسمية شتوية و صيفية.

    لم يكن ثمة من أشجار سوى الباقة التي تتوج القمة، و تحيط بمقام الولي الكريم.

    و سلمان الفارسي الذي تنوء اليوم قمته تحت وطأة مستوطنة (يتسهار)، التي يسكنها عتاة المستوطنين المتطرفين، الذين أوسعوا سكان القرى المحيطة به اعتداءات و اقتلاع أشجار و حرق محصولات و هدم منازل و جرائم شتى، من جرح و قتل و تهجير و هدم منازل ونهب بيوت واستيلاء على أراضٍ. هذا الجبل على عهدي به كان يلم في أحضانه، و على جنباته ستًا من قرى فلسطين.

    ففي القاع من سفحه الشمالي المقابل للقمة والمقام، تقع قرية(مادما) الصغيرة الوادعة، التي يشتهر أهلها بين سائر القرى المجاورة بأناتهم و طول بالهم و برودة أعصابهم، و إلى الشرق منها تقع قرية (بورين)، و تتقاسم القريتان ملكية أراضي السفوح الشمالية للجبل، أما أحضانه الجنوبية المتوارية عنا، فتتقاسمها قريتا (عينبوس) من الشرق و جارتها (عوريف) من الغرب، بينما تجلس قرية (حوارة) عند موطئ قدميه من جهة الشرق، و تمد رجليها شرقا باتجاه سهل حوارة، بينما تتمدد أراضيها غربا على طول السفوح الشرقية للجبل حتى تكاد أن تتشبث بهامته، بينما ترتفع إلى مستوى خاصرته من ناحية الغرب قرية (عصيرة القبلية)، والتي تعاني اليوم من اعتداءات المستوطنين أكثر من شقيقاتها الخمس الأخريات، اللاتي يحطن بالجبل و يحضنه من جهاته الأربع، ربما لأنها الأقرب إلى قمته من سائر أخواتها.

    لم يكن بعيدا ذلك اليوم الذي أفضى فيه إلينا سلمان الفارسي بأسراره، التي منينا أنفسنا طويلا بالوصول إلى قمته العالية، والتعرف على تلك الأجمة من الأشجار الباسقة و تفيؤ ظلالها، ثم إلقاء نظرة متأملة متمعنة على مد البصر من ذلك المرقب الشاهق.

    كنا فتية في الصف الأول الإعدادي، ضمن فرقة الكشافة في مدرسة (تل) الإعدادية للبنين، يوم وافق أستاذنا للتربية الرياضية، والمشرف على فرقة الكشافة تحت إلحاحنا الشديد، بأن تكون جولتنا الكشفية سيرا على الأقدام إلى قمة جبل سلمان الفارسي.

    انطلقنا مبكرين سالكين الطريق الترابي الضيق، الذي يشق كروم الزيتون شرقي قريتنا، فإذا ما انتهى الطريق منها انحرف جنوبا عند المنطقة المسماة (المربعة)، حيث تلتقي هناك حدود أراضي أربع قرى هي: تل و بورين و مادما و عراق بورين، وحيث تقيم قوات الاحتلال اليوم هناك حاجزا أمنيا رئيسيا، لمراقبة الحركة والتنقل بين هذه القرى الأربع، و سائر القرى التي تقع إلى الجنوب منها.

    من هناك تنحدر بنا الطريق باتجاه قرية مادما في قرارة الوادي، حيث يخترقها الطريق الآتي من جهة الشرق، متفرعا من طريق نابلس – القدس متجها ناحية الغرب مقابل معسكر حوارة، حيث يتفرع منه على يمينه أولا خط يتجه صوب بورين، بينما يواصل الخط سيره مخترقا مادما، ثم مواصلا سيره غربا نحو عصيرة القبلية حيث ينتهي هناك.

    عبرنا ذلك الطريق بعد أن اجتزنا قرية مادما، ثم رحنا نسير مصعدين في السفح الشمالي لجبل سلمان الفارسي، الذي بلغنا قمته العالية وقت الضحى. كانت المرة الأولى التي عرفنا فيها أن تلك الأجمة من الأشجار، التي نشاهدها عن بعد تتوج هامة الجبل هي مجموعة من أشجار البلوط العتيقة العملاقة، يتوسطها مقام سيدنا

    (سلمان الفارسي)، و قد سألت أخي الذي يقيم هناك و قد زارني قبل مدة قريبة عن تلك البلوطات، التي كانت تزين قمة الجبل و عما فعله بها المستوطنون، فأخبرني أن مستوطني يتسهار قد أبقوا بعضا منها وسط دوار في وسط المستوطنة، التي تتمدد اليوم على القمة بأكملها، و تمد أذرعها الأخطبوطية شمالا و جنوبا و شرقا و غربا، لتبتلع أراضي القرى الست التي تحتضن سلمان الفارسي و مقامه الكريم.

    أمضينا سحابة يومنا ذاك على قمة الجبل، و عند العصر هممنا بالعودة، ومثلما شفينا غليلنا من الكشف عن القمة التي لا تطاولها قمة على مد أبصارنا، فقد كنا نتطلع إلى كشف السر الثاني الذي يخبئه سلمان الفارسي في سفحه الشمالي المقابل لقرية مادما، والذي عبره ستكون طريق عودتنا، ذلك السر الذي طالما روعتنا صغارا، و روعت غيرنا من أهالي المنطقة، حكاياته التي تمتزج فيها الحقيقة بالخيال والخرافات، إنه ما يسميه أهالي منطقتنا(خُسفة مادما) والتي طالما سمعنا عن راعٍ قد سقط فيها و معه قطيع أغنامه، أو حراث قد ابتلعته مع بقراته، أو عابرسبيل ضل طريقه فهوى فيها في ظلمة ليل، أو فتاة خاطئة ألقاها ذووها فيها درءا لفضيحة أو غسلا لعار كما يزعمون.

    وصلنا (الخُسفة) بعد سيل من التحذيرات و التنبيهات بعد الاقتراب من حافتها، وأن لا نغشاها من جهتها الجنوبية الحادة الميل حتى لا تنزلق قدم أحدنا فيخر في هوة ما لها من قرار، إذ لا بد من الالتفاف و المجيء من جهتها الشمالية بحيث نكون في موضع أخفض من الحافة.

    أدركنا (الخسفة) التي تبدت لنا على هيئة هوة رهيبة مفزعة تفغر فاها الدائري، الذي يتجاوز قطره المئة متر. وقفنا حولها ذاهلين مشدوهين لأول وهلة، حتى شجع بعضنا بعضا أن نفعل ما سمعناه من أن كل من يزور الخسفة يفعله، و هو إلقاء حجر كبير ثم إلصاق الأذن بالأرض على الحافة وإرهاف السمع، لسماع صوت ارتطام الحجر بالقاع، فلم نسمع شيئا، مثلما قيل لنا أن أحدا قبلنا لم يسمع صوتا مهما كبر حجره، و هذا دليل على عمقها السحيق.

    لقد ظلت (خُسفة مادما) لغزا يحيرنا، مثلما حيرت كل أهالي منطقتنا على مر الأجيال، و هم يتساءلون: من حفرها؟ ولماذا حفرها؟ و بأي أداة حفرها؟ و لا أدري هل بقيت خسفة مادما لغزا يحير مستوطني يتسهار مثلما حيرتنا دهرا، أم أنهم بأجهزتهم الحديثة قد سبروا غورها، و كشفوا عن عمقها، و حقيقة تكوينها، الذي لا أظن إلا أنها قد تكونت بفعل ارتطام نيزك بالأرض، فأحدث في سطحها ذلك الثقب الغائر.

    هذه أرض سلمان الفارسي التي أعرف موضعها، والتي ذرعتها بقدمي قبل خمسين عاما، و قبل أن تكون هناك (يتسهار) أو أحد من قاطنيها، وأنا لست واحدا من أبناء القرى الست التي ابتلعت يتسهار أراضيها، واعتدى ساكنوها بالضرب والطرد و قطع الأشجار و حرق المزروعات والاستيلاء على الأراضي عنوة مرات و مرات، فهل يستهجن ساكنو يتسهار بعد ذلك كله أن يهلك اثنان من ساكنيها على يد أسيرين محررين، حتى تطاردهم بعد تحريرهم، وترصد المكافآت لقتلهم؟

    فكم مقدار المكافآت التي ينبغي أن يرصدها أهالي (بورين و مادما و عصيرة القبلية و عوريف و عينبوس و حوارة) لمن يخلصهم من (يتسهار)، و يعيد إليهم أراضيهم التي نهبتها هذه المستوطنة، و أبناءهم الذين قتلهم أو شردهم مستوطنوها، و مزروعاتهم التي أحرقوها و أشجارهم التي اقتلعوها؟

    وعلى مثل (يتسهار) التي أعرفها و أعرف مكانها، قس عشرات بل مئات المستوطنات التي يعرفها و يعرف مواضعها غيري من أبناء فلسطين.



    كتبها: فيصل التلاوي
    avatar
    أسيل جوده


    عدد المساهمات : 63
    نقاط : 25727
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 16/05/2010

    صراع الأجيال العربية في أوروبا في رواية الترياق للسبعاوي  Empty صراع الأجيال العربية في أوروبا في رواية الترياق للسبعاوي

    مُساهمة من طرف أسيل جوده الثلاثاء أكتوبر 18, 2011 8:03 am

    صراع الأجيال العربية في أوروبا في رواية الترياق للسبعاوي

    الدكتور محمد بكر البوجي ، جامعة الأزهر، غزة


    نلاحظ التأزم من عنوان النص ( البحث عن الترياق في بلاد واق الواق ) في ص 23 يشرح الكاتب معنى واق الواق ، ونفهم منه أنها تعني الغريب الغريب بلغة السكان الأصليين للقارة الاسترالية(الأبورجينز) ،فكأن الغربة عن الوطن هي السم ،يضاف إليه سم المجتمع الغربي وحضارته المادية ،فأين الترياق في النص ؟هل هو العادات والتقاليد الشرقية ؟ أم أن هذا الترياق قد فشل فأودى بأصحابه إلى الجنون أوالانتحار .إن هذه الشخصيات لا تزال تبحث عن الترياق ( الذي هو علاج لسم الأفعى ) وستظل تبحث عنه حتى نهاية العمر . يتبلور قلق الكاتب في التحول الكبير الذي يطرأ على الأسرة الشرقية في بلاد الغرب ، وما ينتاب هذه الأسرة من صراعات بين الجيل الذي جاء من الشرق بتقاليده وثقافته ،وبين الجيل الذي ولد في بلاد الغربة وتشرب ثقافتها . سبق أن عالج العديد من الروائيين العرب هذه الظاهرة بصورة فردية ، وليست كما الكاتب عبد الكريم السبعاوي بصورة جماعية ، فالبطولة هنا ليست ملك لشخص واحد كما هو عندهم ، فقد كتب الطيب صالح ( موسم الهجرة إلى الشمال) وكتب توفيق الحكيم ( زهرة العمر ، وعصفور من الشرق ) وكتب سهيل إدريس ( الحي اللاتيني ) وكتب علي الدوعاجي التونسي (جولة بين حانات البحر لمتوسط) ورشيد ميمون الجزائري كتب روايته الشهيرة (شرف القبيلة) وكتب يحيى حقي (قنديل أم هاشم) .فقد وصلوا جميعا إلى نتيجة مؤداها رفض الثقافة الغربية بعد أن حاولوا الجمع بينها وبين الثقافة الشرقية ، فقد فشلت جميع الزيجات التي تجمع بينهما ، لكنهم يبقون على الحوار والتفاهم بين الجيل القديم والجيل الجديد ، كاتبنا السبعاوي نحى المنحى نفسه ، لكن الأوضاع عنده تأخذ منحدرا مأساويا في شرف العائلة وشرف الثقافة العربية ،وهي محاولة للقطيعة بين الجيلين ،كما تصور الرواية محاولة سيطرة الجيل القديم على الجيل الجديد ، لأن كل جيل يفقد حريته بصورة مختلفة ،فالأبناء يتمردون على سيطرة الآباء ، والآباء يفقدون حريتهم من خلال الصدمة الحضارية ومحاولة الاحتفاظ بالقيم الشرقية في صدورهم ،مما يؤثر على سلوكهم ،يقول الدكتور علي زيدان عن الأولاد الصغار (الجميع - يقصد أولاده - يجيدون العربية قراءة وكتابة فقد حرصنا أنا وأمهم على أن تظل جذورهم العربية خضراء 0قالت الزوجة : ليست اللغة فقط 00ولكن



    1





    العادات والتقاليد والأخلاق )ص18 وقد تأزم الأمر في الرواية على مستويين ، اللغة ، والعلاقات الاجتماعية 0أما الأزمة الأولى فقد حددها الراوي من خلال استخدام أكثر من لغة ،فصحى وعامية وانجليزية ولهجة لبنانية 0أما المشكلة الاجتماعية فنلخصها بقول الكاتب على لسان الجيل الجديد (إن مشكلة الآباء في هذه الديار أنهم ديناصورات منقرضة )ص43 فالجيل الكبير هو الجيل الذي رأى الاستعمار في بلاده ،وكافح من أجل الحرية ، لكن المطاف انتهى به إلى أحضان مجتمع يمثل ثقافة استعمارية ،وهذا مصدر الأزمة على طول النص وعمقه ، إذ لاحظنا اضطرابا نفسيا لدى هذا الجيل فهو يتعامل مع أبنائه بصورة ضاغطة لا تخلو من روح قمعية. ويتلخص موقفهم في هذه الجملة التي تحمل الكثير من الأسى والمرارة (أنهم يحولون بيننا وبين أولادنا حتى لا ننشئهم على ثقافتنا )وإن كنا قد لاحظنا بعض التعايش في رواية الحي اللاتيني وقنديل أم هاشم فإن رواية السبعاوي أوصلت الصدام إلى حافة الهاوية ،فقد انتحرت أو أصيبت بالجنون معظم الشخصيات الرئيسة في النص ،وهذا يذكرنا بانتحار مصطفى سعيد بطل موسم الهجرة إلى الشمال لأنه غير قادر على التعايش مع مجتمعه السوداني المتخلف بعد أن ذاق حلاوة الحياة في لندن0وتجسد مدينة ملبورن الاسترالية أرضا لهذا الصراع ، فقد أصاب العائلات العربية الضياع وتفشى التفكك بين أبنائها جميعا ، إنه مكان يبتلع من يذهب إليه ويفككه مهما كان صلبا في ثقافته (فهي امرأة متقلبة المزاج ) ص7 0لقد صب الكاتب أحداث روايته التي عاصرها في قالب سردي يعتمد على أنواع متعددة من تقنيات السرد الروائي مما أعطى الكاتب حرية في الحركة وتحررا من القيود ، وتكثر في الرواية المفارقات المضحكة والتعليقات الساخرة التي تضفي على الأحداث خفة محببة ، حتى انك مجبر على حب أبو جيمي رغم كذبه الذي يحتوي على نقد سياسي لاذع فيتحول الموقف من الجد إلى الهزل ويخفي الطابع النقدي اللاذع الذي يميز أسلوب الكاتب في مجمل أعماله 0وهذه الطريقة في معالجة الموضوعات الحساسة أنجح من أسلوب النقد المباشر 0كما تعتمد الرواية على التصوير الكاريكاتوري لتبرز الشوائب والتصرفات الغريبة بأسلوب شيق ولاذع 0 استطاع الكاتب أن يحدد مفهوم الحرية في بلاد الغرب برؤية شرقية ، وهذا هو سر الأزمة لدى الثقافة العربية ولدى شخصيات الجيل القديم الذين يحاولون نقل هذه الرؤية إلى الجيل الجديد الذي يتعلم في مدارس استراليا ثقافة ومفاهيم مغايرة تماما ، انظر إلى قصة الطفلة التي تتعلم في المدرسة شيئا عن الحرية ثم يحاول والدها أن يلغي هذه المفاهيم ليضع مكانها تعاليم شرقية نظرية غير قابلة للتطبيق في المجتمع الجديد ص101 فيقع هؤلاء الأولاد في حيرة لم يستطع الكاتب أن يتعمق فيها كثيرا ، وإنما نجح في تحليل مأساة أبناء جيله من أولياء الأمور والذي يصعب عليهم التخلي عن قيم تشربوها في بلادهم 0وهنا



    2







    نتساءل ، دعونا نتساءل ، هل الحرية هي الاختيار ؟ فإذا كان الأمر كذلك على الأرجح فإن معظم شخصيات الرواية لا خيار لها سوى عباءة الأب ، إذن الحرية شبه معدومة لمعظم الشخصيات ، لأن الإرادة الواعية هي الدليل الوحيد للحرية ، فهل كان الكاتب حرا في أن يكتب ما عايشه بصورة مكشوفة ، وهل هذا عرض لمعايشة جديدة ؟ نحاول تحديد هذه المعايشة لنوضح انتقال الإنسان من حالة محايدة إلى حالة متصادمة ، يقتل الإبداع ويفجر لديه الرغبة في هجر المجتمع أو الانتحار 0اذا مفهوم الحرية غامض ومتناقض بالنسبة للمجتمع العربي في استراليا إلا إذا اتخذنا من ( مي ابنة عبد الحميد السلطان ) نموذجا لترجيح اختيار دون آخر ، فهل الأب هنا يسمح بالاختيار والتنقل بين المستويات ؟ ويشمل هذا الاختيار كل مقومات الحياة هنالك ، مساحة وتوجها ومرونة في الحركة والدافعية والمعلومات والمعنى ، عندئذ سنقع في المحظور ، لهذا لم يكن أمام ( مي ) من خيارات كثيرة فهي مقيدة داخل الأسرة وتعاليمها الشرقية، في الحدود الأوسع قليلا من (رلى بنت سعيد غيث ) المقيدة بصورة غريبة إلى درجة أن سعيد والد ( رلى ) قد دفع ابنه الصغير ( كمال ) ابن السنوات الخمس لحفظ الشعر الجاهلي 0 ومن أهم الشخصيات المتحررة من قيود الماضي ومتجهة إلي الجيل الجديد تنظر إلي الواقع بعينين اثنتين إنها (رلى ) التي تقول ( العرب هنا يكيلون بمكيالين .. ففي حين يتركون للولد الحبل على الغارب .. يحاصرون البنت بموسوعة من الأوامر والنواهي ابتدءا من طول الفستان .. وانتهاء بعدد الساعات المسموح بقضائها خارج المنزل .. حتى لو كانت هذه الساعات مخصصة لمحاضرات الجامعة ) ص23 هنا تضع رلى يدها على لب الإشكالية لدى الجالية العربية في الغرب , فلازال العرب يحملون معهم الشرق بعادته وتقاليده يحاولون فرضها على الجيل الجديد الذي يولد في الغرب ويدرس في مدارسهم ويعيش معهم في شوارعهم , هذا الذي استوقف رلى , وتطالب أن تتعامل الأسرة مع الجنسين بروح واحدة ومكيال واحد , فكيف يسمح للشاب أن يفعل ما يشاء و تسكت الأسرة عنه بحجة أنه رجل تجوز له كل سفالات العالم بحجة أن الرجال قوامون على النساء --- أرى أن مفهوم القوامة أي قائم على خدمة المرأة--- , بينما الفتاة مثل الزجاج ينبغي ألا تنكسر إلا أمام زوجها . رلى صدت كل محاولات التودد إليها من زملائها الاسترال في المدرسة وكانت تحتمي كالقنفذ حول موروثها من عادات وتقاليد وحرام وعيب , مما أفضى بها إلى نوع من العزلة , حتى عند بنات فصلها , فكانت أشبه بالمعقدة , مما دفع الباحثة الاجتماعية لاستدعائها ودراسة حالتها , وكانت دائما رلى تقول إن زملائها العرب انشغلوا عنها برفيقاتهم الشقراوات الأجنبيات , أما هي فلا ينظر إليها أحد ولا يجوز لها التعامل مع غير المسلم , بخلاف الولد الذي يجوز له كل شيء , لهذا فكرت بالهرب مع أول صديق أجنبي تعرف عليها ( لم أكن مجرد فتاة عادية .. تنتمي لثقافة مغايرة كما توهم أبي ..



    3







    كنت مريضة وبحاجة إلي طبيب نفسي .. وكان يمكن أن أبقى كذلك إلي الأبد لولا أنني قابلت فرانك ) ص85فرانك زميلها في المدرسة ثم في الجامعة كان يضايقه عزلتها , حاول التصدي لها , أمعنت في تجاهله , وفي المقابل كانت تتذكر تجربة لها مع ناظر المدرسة الإسلامية عمر الشحات في غرفته عندما أغلق باب الغرفة ثم ضمها إلي صدره ضمة كادت أن تزهق روحها . عمر الشحات صاحب نزوات متكررة مع طالبات غيرها , كانت تتمنى رلى أن ينظر إليها شاب في عمرها من المسلمين . لم تكن رلى إلي هذا الحد من التصادم مع عائلتها , فعندما بلغت السادسة والعشرين من عمرها قررت الاستقلال عن عائلتها مع شاب استرالي , كانت دائما تفكر في مصير العائلة وموقفها أمام أبناء الجالية فأصبح وجهها شاحب كوجوه الموتى , كانت دائما في حالة انهيار ،حالة من الصراع الداخلي بين حرية الجسد والعقل وبين ثقافة البيت القادمة من هناك . لهذا كانت لا تتمنى لأحد غيرها خوض هذه التجربة القاسية فقالت في رسالتها لوالدها ( فقط انسوني وعيشوا حياتكم بدوني , عودوا من حيث أتيتم فهذه البلاد لا تناسبكم لا تعرضوا باقي أولادكم للتجربة التي عشتها ) ص148 شخصية رلى حسمت الموضوع لصالح تجربتها الشخصية فلكل مجتمع ثقافته الخاصة التي لا يجوز لأحد الخروج عليها أو أن يعيش الإنسان بروحين في جسد واحد , لقد أزاحت المسافة المتبقية بين الثقافتين , إنها تمثل تمرد المرأة نحو حياة مستقرة وهذا يعد طرحا جديدا لقضية تطبيق العادات والتقاليد على الشاب والفتاة في بلاد الغرب، فلا يجوز أن تتجمد قوانين الشريعة المعمول بها في الشرق في بلاد تحمل عادات وسلوك مختلف 0نرى أنه من الأفضل إعادة النظر في هذه القضية بجرأة وشجاعة و فتوى تصلح لمكان جديد وعصر جديد . أثارت الرواية قضية الفتاة المسلمة في أوروبا بشكل فاضح ،فالشبان يتزوجون أوربيات شقراوات لأنه حلال لهم ،ويتركون الفتاة المسلمة بل ويطالبونها أن تكون ملتزمة مدى الحياة ،ولا يحترمون الغريزة الإلهية لديها ولا توجد فكرة أو فتوى لحماية غريزتها نحو الأمومة . قال تعالى: وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ " [البقرة :221] الآية هنا لا تفرق بين الرجل والمرأة لكن المفسرين هم الذين فرقوا بدافع النخوة والغيرة العربية ،بل إن التفسيرات الخارجة عن نطاق النص القرآني هي معطلْْة تماما للعمل بنصف هذه الآية الكريمة ، والآية ليست منسوخة ،فيمكن إعادة النظر في تفسيرها ، لأن المسيحي هو من أهل الكتاب وليس مشركا،والقصد بالإيمان في هذه الآية هو الإيمان بوحدانية الله وآخرته، كما جاء في الأديان





    4









    الإبراهيمية السماوية الثلاث ،جاء في العهد القديم Sad أنا الأول وأنا الآخر ولا إله غيري)أشعيا 44 ،وجاء أيضا Sad لأني أنا الله وليس من إله آخر .أنا الله وليس من إله مثلي)أشعيا 46 9، وجاء في العهد الجديدSad(لا صالح إلا الله وحده)مرقس 108،وجاء أيضاSadوأن لا إله إلا الله الواحد)كورنتس8 ، القضية إذن قابلة للنقاش حسب ضرورة العصر والحالة الجديدة. فلا اجتهاد ولا غيره مع وجود نص قراني صريح.نحن نحترم إجماع العلماء قبل أكثر من ألف عام لكن من حقنا أن نقول من خلال فهمنا المعاصر لهذه الآية الكريمة والواضحة وضوح الشمس في الهاجرة أن ما ينطبق على الشاب المسلم في أوروبا ينبغي أن ينطبق على الفتاة المسلمة أيضا والعكس صحيح ،هذه ليست فتوى وإنما رأي قابل للنقاش على أرضية أن كلام الله لا يعلو عليه كلام آخر ، لأن مقاصد الشريعة هو حل قضايا الناس في كل عصر، وهذا طريق جديد أيضا لنشر الدعوة الإسلامية ،فالمرأة المعاصرة تفرض سطوتها على الرجل والبيت.



    مع تحياتي

    أسيل جوده

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 1:55 pm