حوار مع والد شاعر الأمة

لم أجد أرق ولا أصدق من تلك الكلمات التي تغنى بها شاعر الأمة العربية/ حسن صهيوني من خلال قصيدته "إلى والدي الغالي" لتكون مقدمة للحوار الصحفي الذي شرفت بإجرائه مع والده الكريم السيد / محمد نجيب صهيوني والذي يستحق منا كل التقدير على إنجابه وتربيته لخيرة شباب الوطن العربي، ولأعظم شعراء الأمة.





بطاقة تعارف:

1- الاسم: محمد نجيب حسن صهيوني

2- المؤهل: بكالوريوس شريعة

3- المهنة: مدرس



4- عدد الأبناء وترتيب الشاعر حسن صهيوني بينهم.

عدد الأبناء: ثلاثة، ولدان وبنت، وترتيب حسن يأتي في الوسط.



5- أهم الصفات التي كنت تبحث عنها في زوجك؟

أهم الصفات التي بحثت عنها في زوجتي: الدين والجمال.



6- أهم الأسس التي استندت إليها في تربية أبنائك؟

أهم هذه الأسس هي الكتاب، أقصد القرآن الكريم ثم سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.



7- هل من الممكن أن يحظى أحد الأبناء بقدر من الحب عن باقي إخوته؟

مقدار الحب الذاتي بينهما واحد، ولكن الميل قد يختلف.



8- هل كان لمهنتكم كمعلم لمادتي الشريعة الإسلامية واللغة العربية أثرا في نفس أبنائك؟

نعم، الأثر كان كبيراً وعظيماً، كيف لا؟ ومبادئ الشريعة الإسلامية هي مراد الله تعالى وأوامره، واللغة العربية هي لغة القرآن الكريم على ما فيها من فصاحة وبلاغة وسلامة نطق ووسع الخيال.



9- أطلقنا مؤخرا على نجلكم الكريم حسن صهيوني لقب شاعر الأمة لاهتمامه الواضح بالعديد من قضايا الوطن العربي في قصائده، فإلى أي مدى ترى جدارته بهذا اللقب؟

أنا أعترف كغيري بشاعريته. أما أنه شاعر الأمة، فهذا لقب يقره أصحاب الذوق السليم، والذين يشاركونه آلام الأمة وأحاسيسها.





10- حدثنا بإيجاز عن ملامح طفولته؟

تتلخص ملامح الطفولة بأنه نشأ في بيت إسلامي، وبلد إسلامي، وتربى على يد أساتذة إسلاميين، وذلك لأنه درس في المملكة العربية السعودية وكان تحت سمعي وبصري، تعليماً وتوجيهاً وإرشاداً. كنت أنظر إليه على أنه ثروتي في حياتي، ومصدر خير بعد مماتي. كنت ألحظ فيه سرعة البديهة، وحدة في الذكاء، وملكة في الحفظ، فحفظ كتاب الله تعالى كاملاً ونال شهادة رفيعة من جامعة الإمام محمد بن سعود، ثم روّيته الشعر، وذلك بعد ما لا بد له من حفظ سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان في الشعر معجباً بالشاعر عبد الرحمن العشماوي، فاجتمعت له البلاغة من أطرافها، من القرآن والسنة والأدب العربي كشعر المتنبي، والمعري، وامرئ القيس، وعظماء الشعر في العصر الحديث.



11- أجمل ما قرأت لشاعر الأمة؟

من أجمل ما قرأت لابني: قصيدة جمعت أسماء سور القرآن الكريم كاملة، وقصيدة المجد الغابر، ووقفة على أعتاب الثورة العربية.



12- هل لك من مآخذ تذكر على بعض قصائده؟

نعم، بالرغم من أنني أعجب بقصائده إلا أنني انتقده كثيراً عندما أرى شعره كقصائد الشعر الجاهلي في الوعورة والعمق، إذ أن من يريد أن يتمتع بجمال المعني يجب أن يكون على مستوى رفيع من الإحاطة والإلمام باللغة ومعانيها ومفرداتها.



13- نصيحة تحرص دائما على إسدائها له؟

أنصحه دائماً أن يجعل قصائده على مستوى أدنى مما هو عليه، لتكون أكثر ملاءمة وتماشياً مع جميع القراء.



14- شيء كنت تود عمله وتأمل أن يحققه ولدكم؟

من فضل الله علي، ما من أمر كنت أود وآمل تحقيقه إلا أكرمني الله بتحقيقه وأنا مغرم بزراعة الزهور والورود. ولكن أملي ضعيف بأن يحقق ولدي حسن ما أرجو تحقيقه لا تقصيراً ولكن لعدم إحاطته بالزراعة.



15- هل لك من كتابات تذكر في لون من ألوان الأدب العربي؟

أحب الأدب. وفي مكتبتي عمدة الأدب، ودواوين جميع الشعراء. ويعلم ولدي حسن بأنه ما من قصيدة جميلة عصماء أسمعها إلا وأطلب منه ان يطبعها ويأتيني بها. ولي بعض الكتابات الأدبية في السعودية.



16- ما رأيك فيمن يستعين ببعض اللغات الأجنبية أثناء الحوار من أبناء وطننا العربي؟ وماذا تقول لهم؟

أنا استهجن وأنكر بشدة أن يستعين العربي في حواره مع مثيله ببعض المفردات الأجنبية ليضيع جمال اللغة، كمن يضيف الملح إلى السكر، فيصبح الطعم هجيناً غير مستساغ.





17- ما رأيك في بعض الفتيات اللاتي يرققن بعض حروف اللغة العربية عن قصد فينطقن الضاد دالا..والطاء تاءا.. والظاء ذالا؟ وبم تنصحهن؟

هذا نوع من الدلع الممقوت، واللحن البغيض، وأقول لهنّ ناصحاً: إن جمال النطق، واللفظ الطبيعي هو أن يخرج كل حرف من مخرجه بشكل سليم دون أن يتجاوز حدوده إلى غيره.



18- في رأيك: متى تحقق المنافسة آمالا ومتى تكون وبالا؟

إذا كانت غاية المنافسة الوصول إلى الحقيقة دون ترفّع على الآخرين فهي منافسة إيجابية، وإلا كانت وبالاً على صاحبها.



19- فيم تقتض بالرسول الكريم صلوات الله عليه وسلامه؟

إن الإقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم مرتبط بحبه، فكلما كان الحب شديداً كان الإقتداء به أشد وأقوى سواءً أكان ذلك في مجال القول أو الفعل أو الصفة.



20- آية قرآنية كلما استمعت إليها ترقرقت الدموع من عينيك؟

هي قوله تعالى: "ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعاً ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون". (47: الزمر). إذ أنه يروى أن الإمام أبا حنيفة – رحمه الله تعالى- كان يقرؤها ليلاً ويكررها ويبكي حتى تختضل لحيته خوفاً من الله وخوفاً من المفاجأة التي لم تكن متوقعة، وهي قوله تعالى: "وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون".



21- أجمل ما قرأت من القول المأثور؟


القول المأثور كله جميل، ولكن يتفاوت في جماله. وأختار منه قوله صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عباس: (واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك)، و(إن مع العسر يسراً)، (الصبر مع الفرج).


22- مبدأ أو حكمة تؤمن بها وتحرص دائما على تطبيقها؟

الحكمة التي احرص على تطبيقها دائماً أن أحب للآخرين ما أحبه لنفسي.



23- دعاء دائما ما تبتهل به إلى الله تعالى؟

من الأدعية – وهي كثيرة لا تحصى- وكثيراً ما أبتهل بها إلى الله تعالى: أن يجعلني في حرزه وعياذه وجواره، وأن يعينني على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يجعل خير أعمالي خواتيمها، وخير أيامي يوم ألقاه، وان ينصر الإسلام والمسلمين، وان يعم السلام والعدل في أرجاء المعمورة، ويسحق الطغاة الظالمين المتجبرين.



24- أمنية تمنيتها ولم يساعدك القدرعلى تحقيقها؟

أمنيتي قبل موتي أن أرى البشرية جمعاء يستظلون بظل راية الإسلام حرصاً على سعادتهم ونجاتهم، وهذه أمنية أسأل الله تحقيقها، وما ذلك على الله بعزيز.



25- أسوأ ما يزعجك من تصرفات الآخرين؟

أكثر ما يزعجني من تصرفات الآخرين (خروجهم عن منهج الله ورسوله)، إذ هو الموصل إلى سعادتهم ومرضاته وليس أمامهم سبيل إلا الجنة والنار، وهم بعد ذلك بالخيار ولا غير.



26- حدثني أخي شاعر الأمة بأن غصن شجرة لديك أغلى من كل أبنائك!

فما ردك على هذا الادعاء؟

قال الشاعر: لا يعرف العشق إلا من يكابده ولا الصبابة إلا من يعانيها.... فالزهور والورود والأغصان كلها محبوبة لدي ولكن مهما بلغت من الحب لم تعدل ظفر ولد من أولادي، إلا أن ولدي حسن قد بالغ في وصفه ومفاضلته، فحفظه الله وسامحه.



27- هل ترى أن الشعب العربي يشترك في مصير واحد؟

نعم، إن الشعب العربي يشترك في مصير واحد هو أن يعيشوا كرماء أو يموتوا شهداء.



28- هل تأخرت الثورات العربية في أنحاء الوطن العربي أم أن هذا توقيت مناسب لاندلاعها؟

لا يقع شيء إلا بقدر الله تعالى في حينه ووقته ، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (ولكنكم تستعجلون)، فإن حكمة الله لا تتخلى عن أوامره. فإن جاءت الثورة متقدمة في نظرنا فهي لحكمة شاءها الله تعالى، وإن تأخرت فهي لحكمة وتدبير، والخير فيما اختاره الله.



29- كيف ترى الرئيس المخلوع حسني مبارك قبل وبعد الثورة في مصر؟

أراه قبل الثورة فرعوناً وطاغياًن وبعدها ذليلاً حسيراً، وهذه سنة الله في خلقه من الطغاة الظالمين.



30- أفضل ما يتسم به المصريين من وجهة نظركم الخاصة؟

لقد عاشرت إخواني المصريين خمسة عشر عاماً في السعودية، فرأيت منهم صدق الإخوة مع الكرم والرجولة، بالإضافة إلى الطرائف الحلوة والمزاح الجميل. وكان لي رغبة أن أسافر من السعودية للعيش في مصر، إلا ان الظروف لم تسمح لي والخير فيما اختاره الله تعالى.



31- وهل تجد تشابها بين شعب الأردن والشعب المصري؟

التشابه بين الشعوب العربية، على الغالب متشابهة، ولكنها أكثر تشابهاً بين الأردنيين والمصريين، وأضيف إليهما السوريين أيضاً من باب الإقحام.



33- إذا جاز لنا أن نطلق على بعض أنواع النبات صفاتا، فما صفة كل من:

· النخيل: الثبات والشموخ والكبرياء.

· أشجار الزيتون: شجرة لها صفة متميزة، حيث وصفها الله بأنها مباركة (بها الصفاء والسلام).

· الصبّار: الصبر وقدرة التحمل.

· الريحان: منظر جميل ورائحة طيبة.

· الياسمين: العطر والنعومة.

· نبات الظل: البعد عن تحمل المشقة.

· النبات المتسلق: الرغبة في السمو والعلو.



34- أعط تعريفا موجزا لكل من:

- الحياة: هي النمو والثبات، وهي ضد الموت. لكن هناك موتى وهم في الناس أحياء بسيرتهم ومآثرهم التي تركوها خلفهم. وهناك أحياء ولكنهم في عداد الموتى، عاشوا لبطونهم ولكنهم لم يعيشوا لعقولهم.

- الخبرة: معرفة الشيء بطبيعته، وهذه تحتاج إلى أيام بل وسنين.

- العنف: التعامل مع الاخرين بقسوة وشدة.

- الرحمة: رقة في القلب وما وضعت في شيء إلا زانته وما نزعت من شيء إلا شانته.



- الظلم: كلمة تحمل معناها في نطقها، فهي مجاوزة للحد والتعدي على الآخرين.

- وقت الفراغ: هو الوقت الضائع، والشخص الإيجابي لا فراغ له. ولقد كان الشهيد حسن البنا رحمه الله يمر على المقاهي ويقول لهم: ليت الوقت يباع لاشتريته منكم.

- الأردن: بلد السلام والأمان.

- مصر: يكفيها شموخاً أن تكون أم الدنيا.

- المسجد الأقصى: أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وتحريره واجب على كل مسلم.





35- وختاما: شبه لنا كل من الشخصيات الآتي أسماءهم ببعض النباتات:

- العاهل الأردني: كالزنبقة

- باراك أوباما: كالغرقد

- جمال عبد الناصر: كالحنظل

- طه حسين: كالزعرور

- عباس محمود العقاد: كالبقول

- أبو القاسم الشابي: كالسنديان

- حسن محمد نجيب صهيوني: الغاردينيا



وكما بدأنا بكلمات من تلك القصيدة العذبة التي تحمل بين طياتها كل معاني الحب والتقدير والعرفان " إلى والدي الغالي" أختم بأبيات منها يناجي فيها شاعرنا والده قائلا:

بداية كل الشكر للأخت صفاء على هذه المكرمة الطيبة .
لقد عرفت أبا حسن عن قرب وذلك بفضل الله جل وعلا وحقاً إنه نعم الأب والمربي ولا أزكيه على الله ، ولكن لكل خير علامة وعلامة ذلك الرجل ظاهرة منذ رؤياه اتمنى أن يكون أنموذجاً يسير على نهجه الكثير من الآباء للوصول بأبنائهم الى قمم المعالي ، فوالله إن الثروة الحقيقية في حياتنا هي أداء رسالتنا في هذه الحياة كما أمر الله و( إن الله لا يضيع إجر من أحسن عملا ) فمن عمل وإجتهد والتزم بأوامر الله تعالى ، فالله كفيل بمكافأته وأي مكافأة أجمل من إنعام الله علينا بالذرية الصالحة . أما أستاذي الشاعر حسن فأنني أعجز عن البوح بما يختلج به صدري من حب ووفاء تجاهه فوالله إنه أستاذي ومعلمي بكل ما لهذه الكلمة من عظمة ومعنى . حمى الله والدنا أبا حسن وأستاذنا حسن ( أبا محمد ) ويارك الله في أختنا وأستاذتنا الكبيرة صفاء عبدالمرتضى .

أنصح الجميع بقراءة هذا الحوار
ففيه الكثير من الحكمة وينم عن خبرة عميقه وتجربة متمرسة في الحياة
بصراحة حوار علمي اعتمد أسلوب منهجي وفيه الكثير من النصائح
مع قوة الأسلئة وبراعة الطرح من قبل الصحفية

تحياتي على هذا الحوار الشيق
وبارك الله في الأستاذة صفاء
وفي والد شاعر أمتنا الحبيب

وشكراً

نرجس الحسيني

بسم الله الرحمن الرحيم
بداية، شراف عظيم لي أن يكون طرفا الحوار والدي وصحفيتنا الغالية الأستاذة صفاء
ولا أخفيكم علماً بإعجابي الشديد بالأسئلة التي طرحتها الأستاذة على والدي الكريم
وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على دقة التعبير وملاءة السرد الصحفي وسبك التجربة
فهنيئاً للمنتدى بهذه الصحفية التي ما زادته إلا فخراً على فخر
كما وأتوجه بالشكر الجزيل إلى والدي الغالي الذي كان له أكبر الأثر وعظيم الفضل بعد الله تعالى في ترويتي للشعر وتلقيني للمعارف الأدبية بشتى أنواعها
فجزاه الله كل خير

مع خالص شكري وتقديري لأختي الفاضلة صفاء عبد المرتضى
وبالله التوفيق

حسن محمد نجيب صهيوني

حوار رائع جداً جداً
فيه الكثير من الأدب وعمق التجربة وغزارة الفكر وروح الشربعة الإسلامية
كل الشكر والتقدير للصحفية الرائعة والمحاور معه والد شاعرنا الكريم

وبارك الله بكم

أسئلة رائعة
وإجابات أروع
وشاعر رائع
ووالد أروع
وحضور ذهبي من الصحفية الراقية صفاء عبد المرتضى
كل شكري للجميع
وبارك الله بكم وبمسعاكم الكريم

حوار علمي منهجي رائع من حيث أسلئة المحاور إجابات المحاور معه
بارك الله بك وبوالدك الكريم أخينا الشاعر الجليل
وبوركت في الصحفية الفاضلة على نباهة الطرح للأسئلة

واقبلوا منا الاحترام والتقدير

حنان جاسم
مشرفة زاوية الأدب العالمي وأدب الرحلات

سلمت يداك يا ابنتي على هذا الحوار الممتع
كما وأتوجه بالشكر من أبي الشاعر حسن صهيوني على هذه الخبرة في الحياة
وأهنؤه بولده الكريم الذي نفخر به والذي نعتبره شاعر الأمة بحق

تحياتي يا أبا حسن وتحياتي لك يا أستاذة صفاء

واقبلوا مني الاحترام والتقدير

الشاعر ناظم عزت

الصحفية القديرة الأستاذة صفاء
تحية طيبة وبعد
من بعد إذنك
فقد قمت بنشر هذا الحوار في عدد من المواقع الالكترونية

شكراً جزيلاً لك
وانا حقيقة معجب بك وبقلمك المميز

تحياتي