لابُدَّ أنَّكَ إذ دخلتَ لتقرأ هذا الموضوع تريد أنْ تكُونَ كاتبًا، فأهلاً وسهلاً بكَ، وأسْألُ اللهَ لكَ التوفيق؛ ولكنْ لماذا تريد أنْ تكونَ كاتبًا؟
أَلِيُقالَ فُلانٌ كاتبٌ؟
أم لإعلاء كَلِمة الله، ونَشْر الخير والدعوة إليه، ورَدْع المُنْكر، والتَّنْفِير منه؟!
هذه هي الخُطْوَة الأُولَى قبلَ كُل شيء:"صَحِّح قَصْدكَ":
صَحِّح قَصْدَك، واجْلِس مع نفسِكَ، وابْحَثْ في خفاياها، وانْظُر في أعماقها، هل فِعلاً أريدُ أنْ يَذْكُرَني الناس، أم أريدُ أن يذكرنِي رَبُّ الناس؟
هل فعلاً لا أريدُ إلاَّ أنْ تعلُوَ كلمةُ الله، وينتشرَ دِين الله؟ أم أنَّ ما يَؤُزُّني هو شَهْوة الشُّهْرة، ومَحَبَّة الرِّفْعَة؟
إنَّ البَحْث عَن هذه الأمراض في خَفايا النفس، وخبايا الضَّمير لَهُو أمرٌ في غاية الأهمية، وكثيرٌ مِنَّا لا يُصارِح نفسَه ولا تُصارِحُه، يُحسِن بِها الظَّنَّ، ويَترك لها الحبلَ على الغَارِب، فلا يَكْتَشِف المرض إلاَّ بعد أنْ يستفحل، ولا يُحِسُّ بالمُصِيبة إلاَّ بعد أنْ يَفوتَه التَّدارُكُ، لا بُدَّ أنْ تَسْتَوْقفها قَبْل البِداية، وقبل أنْ يَكثُرَ حولَكَ الأَتْباع، ويَلْتَفَّ حولَكَ العَوَامُّ، ويُصبِحَ لكلمتك صَوْتٌ، ولقولك وَقْعٌ، عندها يَعْظُم سُلْطَان النَّفْس، وتشتدُّ الإغْرَاءات، فتُطمَسُ البصيرة، حين لا يرى الإنسان إلاَّ مكانتَه الاجْتِماعيَّة، ويطيرُ الإخلاصُ، حين لا يهتمُّ الكاتبُ إلاَّ برغبات القُرَّاء، فالبِدارَ قَبْل الانْحِدَار، والمُسارَعةَ قَبْل المُوَاقَعَة، فما زِلْتَ على اليابسة، وما زال اتخاذ القرار سهلاً.
فإنْ وجدتَ مِنْ نفسك أنَّها تُعْجَب بالثناء، وتَسْعَدُ بكلام الناسِ، وأحْسَسْتَ في نفسكَ فَرَحًا عارمًا إِنْ أَثْنَوْا عليكَ أو مَدَحُوكَ، فهذه علامةٌ أُولَى، فإذا انْضَاف إليها أَنَّك تَشْقَى بقَدْحِهِم، وتَنْكَسِر لنَقْدِهم، ويَعمُّكَ البُؤْس لتَعْييرهم، فهذه علامةٌ مَتَى ما اجْتَمَعَتْ مع الأُولَى، فعليكَ الحَذَرَ أشدَّ الحَذَر مِن سلوك هذا الطريق قبل أنْ تُصلِحَ مِن نفسكَ ما ذكرت، وقبل أنْ توَحِّدَ مِن قصدكَ ما شتَّتَّ، وتَجمَع نِيَّتَكَ على الله وَحْدَه، وتحقِّق التوحيد في غايتكَ إليه - سبحانه -، عندها لن تكتبَ حَرْفًا، ولن تَسْطُرَ سَطْرًا، ولن تُجْرِيَ سَوَادًا على بَيَاضٍ إلاَّ وكان التوفيقُ إلى جانِبِكَ، واليُمْنُ في طريقك.
والله ولي التوفيق
تحياتي
ساره صالح
أَلِيُقالَ فُلانٌ كاتبٌ؟
أم لإعلاء كَلِمة الله، ونَشْر الخير والدعوة إليه، ورَدْع المُنْكر، والتَّنْفِير منه؟!
هذه هي الخُطْوَة الأُولَى قبلَ كُل شيء:"صَحِّح قَصْدكَ":
صَحِّح قَصْدَك، واجْلِس مع نفسِكَ، وابْحَثْ في خفاياها، وانْظُر في أعماقها، هل فِعلاً أريدُ أنْ يَذْكُرَني الناس، أم أريدُ أن يذكرنِي رَبُّ الناس؟
هل فعلاً لا أريدُ إلاَّ أنْ تعلُوَ كلمةُ الله، وينتشرَ دِين الله؟ أم أنَّ ما يَؤُزُّني هو شَهْوة الشُّهْرة، ومَحَبَّة الرِّفْعَة؟
إنَّ البَحْث عَن هذه الأمراض في خَفايا النفس، وخبايا الضَّمير لَهُو أمرٌ في غاية الأهمية، وكثيرٌ مِنَّا لا يُصارِح نفسَه ولا تُصارِحُه، يُحسِن بِها الظَّنَّ، ويَترك لها الحبلَ على الغَارِب، فلا يَكْتَشِف المرض إلاَّ بعد أنْ يستفحل، ولا يُحِسُّ بالمُصِيبة إلاَّ بعد أنْ يَفوتَه التَّدارُكُ، لا بُدَّ أنْ تَسْتَوْقفها قَبْل البِداية، وقبل أنْ يَكثُرَ حولَكَ الأَتْباع، ويَلْتَفَّ حولَكَ العَوَامُّ، ويُصبِحَ لكلمتك صَوْتٌ، ولقولك وَقْعٌ، عندها يَعْظُم سُلْطَان النَّفْس، وتشتدُّ الإغْرَاءات، فتُطمَسُ البصيرة، حين لا يرى الإنسان إلاَّ مكانتَه الاجْتِماعيَّة، ويطيرُ الإخلاصُ، حين لا يهتمُّ الكاتبُ إلاَّ برغبات القُرَّاء، فالبِدارَ قَبْل الانْحِدَار، والمُسارَعةَ قَبْل المُوَاقَعَة، فما زِلْتَ على اليابسة، وما زال اتخاذ القرار سهلاً.
فإنْ وجدتَ مِنْ نفسك أنَّها تُعْجَب بالثناء، وتَسْعَدُ بكلام الناسِ، وأحْسَسْتَ في نفسكَ فَرَحًا عارمًا إِنْ أَثْنَوْا عليكَ أو مَدَحُوكَ، فهذه علامةٌ أُولَى، فإذا انْضَاف إليها أَنَّك تَشْقَى بقَدْحِهِم، وتَنْكَسِر لنَقْدِهم، ويَعمُّكَ البُؤْس لتَعْييرهم، فهذه علامةٌ مَتَى ما اجْتَمَعَتْ مع الأُولَى، فعليكَ الحَذَرَ أشدَّ الحَذَر مِن سلوك هذا الطريق قبل أنْ تُصلِحَ مِن نفسكَ ما ذكرت، وقبل أنْ توَحِّدَ مِن قصدكَ ما شتَّتَّ، وتَجمَع نِيَّتَكَ على الله وَحْدَه، وتحقِّق التوحيد في غايتكَ إليه - سبحانه -، عندها لن تكتبَ حَرْفًا، ولن تَسْطُرَ سَطْرًا، ولن تُجْرِيَ سَوَادًا على بَيَاضٍ إلاَّ وكان التوفيقُ إلى جانِبِكَ، واليُمْنُ في طريقك.
والله ولي التوفيق
تحياتي
ساره صالح
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني