من طرف ختام الأشقر الأربعاء أبريل 14, 2010 8:18 am
نظرت إليه كعادتي كل مساء.....
أتأملُ روعته و جماله....أتأملُ تلك الخيوط الفضية الرائعة التي يبعث بها إلى الكون...و كأنه يقول:
إنني أتيت لأزيل وحشة هذا الليل المعتم.
أيها القمر..
كم هو جميلٌ هذا الشعاع الذي تبعثه...ليوقظ في نفسي الأحلام بعد أن قتلتها مصائب الأيام...و يبعث في قلبي الأمل بعد أن أهلكهُ الألم...
أيها القمر..
لا أتصور أبداً أن تمر ليلة دون أن تكون أنيسي في هذه العتمة...دون أن أقف و أحدثك و أبُثك بعض همومي...
أيها القمر..
لن أنسى أبداً تلك اللحظات التي قضيتها معك...و أنت تمسح آلامي.....بل و آلام الملايين من البشر الذين يسعدون بإطلالتك الرائعة...
و لن أنسى كم وقفتُ لأشكو إليك غدر الأصحاب...و ظلم الأعادي...
و كم بكيتُ أمامك على فراقِ الأحبة...
لن أنسى كم كنت أشكو إليك أشخاصاً لا تعرف قلوبهم الحب أو الرحمة....أشخاصاً قضوا الحياة تطاحناً و خصاماً....
و أنا أتساءل....ألم ينظروا يوماً إليك؟
ألم يروا هذا الأدب الجمّ ؟
ألم يروا أنك تبدأ الظهور شيئا فشيئا و كأنك تستأذن للبقاء معنا...و بعدها تُحيل العتمة نوراً يبهج نفوسنا..
ثم ترحل مُستأذناً كما أتيت...
أيها الصديق الوفيّ...
هذه المرة حديثي غير كل حديث....و ألمي غير كل ألم..
كيف أصف لك ما جرى...
دموعي تسبق كلماتي...
دموعي على من أخذته المنية بعيداً...
أخذته بعد أن هدَّ المرض جسده...
أواه يا صديقي لو تعلم كم كنت أدعو الله أن يشفيه...
كم كنت أتمنى أن يعود لي كما كان....صحيحا قويا...
كم كنت أتمنى أن أجلس و أتحدث معه كما كنا نفعل قبل أن يشتد عليه المرض
كم كنت أتمنى.....و أتمنى...
و لكن قدر الله مضى... و أنا أعلنت رضاً بالقضى..
أيها القمر..
ها أنا أشعر بخيوط ضوئك تكاد تتلاشى معلنةً وقت الرحيل...
و لكن...
سأنتظر قدومك...
كعادتي كل مساء...بشوقٍ كبير.
ختام الأشقر
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
» وما غير الطبيعة من سِفر
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
» طال ابتهال المصطفى
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني