تساؤلات كثيرة تثيرها هذه الرواية ، وتجعلك تفكر صامتا ، بل وتنطوي الى أعماق أعماقك ، محاولا ان تسبر أغوار نفسك ، متساءلا لمن أنتمي ، ومن التي أحب وأعشق ؟! ما وطني ، ومن عشيقتي ؟ أهي التي تسكنني ام التي أسكنها، ام أنها تلك التي لا أستطيع إمتلاكها !
وهل الرجل يشتهي إلا من لا ينالها ! بل من لا يستطيع الإنتماء إليها ،
وذلك حين تتوحد المعشوقة والوطن !!!
تلامس هذه الرواية الرغبات المحرمة والأماني المجنونة داخل كل رجل ، بل داخل كل شعب وأمّة، وكأن المرأة بالنسبة للرجل هي مكان وزمان ، بل هي تكاد أن تكون التاريخ ، كلما حاولت فهمه تعذر الفهم وابتعد عن المنطق ، فهي مكان واضح ومجهول بآن ، فهي كمدينة عشقت كل زوايا طرقاتها وتشعبات احيائها ، لكنك تبقى قاصرا عن فهمها وما تخبىء ، وكيف ولماذا تعشقها ، او لماذا تنفر منها ، كما أن هذه الرواية تلامس الأعماق دون مواربة ، فها هو الرجل مسكونا بالتاريخ والرموز، وكأنه بلا هذه وتلك يصبح شبه رجل ! واذا به بلحظة ما يظن ان المرأة التي يشتهيها هي التي تجعله يخرج من قيوده ويتحرر من مفاهيم مجتمعية تكبله بقداسة مرهقة ، ولكن اذا بها تتحول لديه الى رمزا للغز آخر يحيره ولا يستطيع فهمه ، وإذا بالجسد العاري أمامه ليس هو المشتهى ، بل لاشتهائه هذه المرأة سبب آخر، يحاول أن يجده دون جدوى ،هي، هي، المرأة الغامضة، الأنثى اللغز، وهو،هو، الرجل المباح ، الذكر الفريسة ، فها هي المرأة تريد من الرجل ان يقرأ جسدها حرفا حرفا ،
أن يرسمها جزءا جزءا ، ولكنها تهرب منه إن حاول التعمق بها ، وكأن لها عذريتان ،
عذرية الجسد والفكر، ولن تهب العذريتان ابدا معا ،
وكأنها حينئذ تصبح بلا دفاع أمام رجل قد يشتهي كل عذارى الكون.!
وتقول الرواية بمعنى آخر وهي على حقّ ، بأن الرجل لا بد له من الشعور بالإنتماء الى مكان ما، وإن لم يسكنه ، وعدم سكناه يجعله أكثر قداسة ، اما المرأة فهي تستقر في أي مكان ، لأنها تشعر انها هي المكان ، أي مكان ، ولا بد ان يكون الاستقرار بها ، بل هي المكان الوحيد الذي يجب ان تكون قبلة الرجل اليه ، لكنه لا يجعلها الا جزءا من المكان ، متداخلة به دون أن تكونه ، فيصبح عشقه لها عشق إضافي له ، ويصبح البعد عنه او عنها مبددا للشعور بالأمان والإستقرار الذين يكونا إن سكنهما.
للكاتب محمود ترحيني
دمتم طيبين
منتهى حنون
وهل الرجل يشتهي إلا من لا ينالها ! بل من لا يستطيع الإنتماء إليها ،
وذلك حين تتوحد المعشوقة والوطن !!!
تلامس هذه الرواية الرغبات المحرمة والأماني المجنونة داخل كل رجل ، بل داخل كل شعب وأمّة، وكأن المرأة بالنسبة للرجل هي مكان وزمان ، بل هي تكاد أن تكون التاريخ ، كلما حاولت فهمه تعذر الفهم وابتعد عن المنطق ، فهي مكان واضح ومجهول بآن ، فهي كمدينة عشقت كل زوايا طرقاتها وتشعبات احيائها ، لكنك تبقى قاصرا عن فهمها وما تخبىء ، وكيف ولماذا تعشقها ، او لماذا تنفر منها ، كما أن هذه الرواية تلامس الأعماق دون مواربة ، فها هو الرجل مسكونا بالتاريخ والرموز، وكأنه بلا هذه وتلك يصبح شبه رجل ! واذا به بلحظة ما يظن ان المرأة التي يشتهيها هي التي تجعله يخرج من قيوده ويتحرر من مفاهيم مجتمعية تكبله بقداسة مرهقة ، ولكن اذا بها تتحول لديه الى رمزا للغز آخر يحيره ولا يستطيع فهمه ، وإذا بالجسد العاري أمامه ليس هو المشتهى ، بل لاشتهائه هذه المرأة سبب آخر، يحاول أن يجده دون جدوى ،هي، هي، المرأة الغامضة، الأنثى اللغز، وهو،هو، الرجل المباح ، الذكر الفريسة ، فها هي المرأة تريد من الرجل ان يقرأ جسدها حرفا حرفا ،
أن يرسمها جزءا جزءا ، ولكنها تهرب منه إن حاول التعمق بها ، وكأن لها عذريتان ،
عذرية الجسد والفكر، ولن تهب العذريتان ابدا معا ،
وكأنها حينئذ تصبح بلا دفاع أمام رجل قد يشتهي كل عذارى الكون.!
وتقول الرواية بمعنى آخر وهي على حقّ ، بأن الرجل لا بد له من الشعور بالإنتماء الى مكان ما، وإن لم يسكنه ، وعدم سكناه يجعله أكثر قداسة ، اما المرأة فهي تستقر في أي مكان ، لأنها تشعر انها هي المكان ، أي مكان ، ولا بد ان يكون الاستقرار بها ، بل هي المكان الوحيد الذي يجب ان تكون قبلة الرجل اليه ، لكنه لا يجعلها الا جزءا من المكان ، متداخلة به دون أن تكونه ، فيصبح عشقه لها عشق إضافي له ، ويصبح البعد عنه او عنها مبددا للشعور بالأمان والإستقرار الذين يكونا إن سكنهما.
للكاتب محمود ترحيني
دمتم طيبين
منتهى حنون
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني