لعل أول ما يطالعنا عند قراءة كلمة " قرية " ، هو أصالة وتاريخ وتراث وحياة ريفية ينعم فيها القروي بحياة طبيعية يشرب من ماء العين ويأكل من جنى حقله وثمار أشجاره ويسهر على أحاديث الجيران, وحكايا قديم الزمان .ولكن ، ومع الأسف ، فإننا لو زرنا القرية اليوم نجدها اقرب إلى مدينة صغيرة .
فالناس ركبوا السيارات والشاحنات ، واستعاضوا عن ماء العين بفوهات الحديد , وعن جنى الحقل بطام معلب , وعن ثمار الشجر بثمار البيوت البلاستيكية والمواد الكيماوية , وغزا الهاتف المحمول أوقاتنا واستأثر باهتمامنا ، وأَسَرتْنا القنوات الفضائية , وأخيرًا وليس آخرًا خدمات الانترنت .
ومع هذا فإننا سنسلط الضوء على يوميات قريتنا مع كل إطلالة شمس فوق روابينا الخضراء .
.... فإنتظرونا .
فداءً للوطن ... ، فداءً لأحرار الوطن ...
وقف علي ، وهو طفل جنوبي ، على تلة صغيرة قرب منزله الريفي عصر ذلك اليوم، وقد كانت الطائرات الإسرائيلية تجوب سماء لبنان من الجنوب حتى الشمال ، تمطر القرى برسائل حمراء كُتِبَ عليها " لا أحد يدعم لبنان بقدر ما ندعمه "
مشى علي خطوات قليلة وراح يتأمل مشهد الدبابات الإسرائيلية الثقيلة تقترب من حدود قريته. عرف علي أن هذه هي " الميركافا 4 " الأكثر تدريعًا في العالم , وعرف أنها لا تحمل هدايا العيد ولا أزهار ولا ألعاب, أنها تحمل حقدًا وكرهًا وجيفًا تمشي وتتنفس, أدرك منذ اللحظة أنها مخلوقات كالبشر .
فكر علي ماذا سيحصل لو أن هذه الدبابات هدمت منزله, وقتلت عائلته, وحطمَّت ألعابه وخربَّت ملعبه, فهل يقاوم بجسده الضعيف ؟ هل يكرر صورة فارس عودة ؟ هل تقاوم العين المخرز ؟؟؟
وما هي إلا لحظات حتى اشتعلت تلك الدبابات بمن فيها, وراحت الصواريخ تنهال عليها كالمطر، ها هم رجال الله يحققون حلم علي ويذودون عنه وعن أهله . هتف علي فرحًا , وراح يقفز ويقفز من شدة الفرح، وإذا بتلك التلة تشتعل ويتطاير علي هنا وهناك ليوزع فرحته على كل أرض قريته .
نعم ، إنها قنبلة ذكية , ذكية لدرجة أنها أدركت فرحة علي وعرفت أنه سيكبر وسيقاوم ، وسيُشهِدُ العالم على الديمقراطية العاتية في وجه الإرهاب المسالم .
وكان الجواب ، فقد قاوم علي بجسده الضعيف الأكثر تدريعًا ، لقد كرَّرَ صورة فارس عودة وكل الأبطال ، فكان فداءً للوطن ... , فداءً لأحرار الوطن ... .
فالناس ركبوا السيارات والشاحنات ، واستعاضوا عن ماء العين بفوهات الحديد , وعن جنى الحقل بطام معلب , وعن ثمار الشجر بثمار البيوت البلاستيكية والمواد الكيماوية , وغزا الهاتف المحمول أوقاتنا واستأثر باهتمامنا ، وأَسَرتْنا القنوات الفضائية , وأخيرًا وليس آخرًا خدمات الانترنت .
ومع هذا فإننا سنسلط الضوء على يوميات قريتنا مع كل إطلالة شمس فوق روابينا الخضراء .
.... فإنتظرونا .
فداءً للوطن ... ، فداءً لأحرار الوطن ...
وقف علي ، وهو طفل جنوبي ، على تلة صغيرة قرب منزله الريفي عصر ذلك اليوم، وقد كانت الطائرات الإسرائيلية تجوب سماء لبنان من الجنوب حتى الشمال ، تمطر القرى برسائل حمراء كُتِبَ عليها " لا أحد يدعم لبنان بقدر ما ندعمه "
مشى علي خطوات قليلة وراح يتأمل مشهد الدبابات الإسرائيلية الثقيلة تقترب من حدود قريته. عرف علي أن هذه هي " الميركافا 4 " الأكثر تدريعًا في العالم , وعرف أنها لا تحمل هدايا العيد ولا أزهار ولا ألعاب, أنها تحمل حقدًا وكرهًا وجيفًا تمشي وتتنفس, أدرك منذ اللحظة أنها مخلوقات كالبشر .
فكر علي ماذا سيحصل لو أن هذه الدبابات هدمت منزله, وقتلت عائلته, وحطمَّت ألعابه وخربَّت ملعبه, فهل يقاوم بجسده الضعيف ؟ هل يكرر صورة فارس عودة ؟ هل تقاوم العين المخرز ؟؟؟
وما هي إلا لحظات حتى اشتعلت تلك الدبابات بمن فيها, وراحت الصواريخ تنهال عليها كالمطر، ها هم رجال الله يحققون حلم علي ويذودون عنه وعن أهله . هتف علي فرحًا , وراح يقفز ويقفز من شدة الفرح، وإذا بتلك التلة تشتعل ويتطاير علي هنا وهناك ليوزع فرحته على كل أرض قريته .
نعم ، إنها قنبلة ذكية , ذكية لدرجة أنها أدركت فرحة علي وعرفت أنه سيكبر وسيقاوم ، وسيُشهِدُ العالم على الديمقراطية العاتية في وجه الإرهاب المسالم .
وكان الجواب ، فقد قاوم علي بجسده الضعيف الأكثر تدريعًا ، لقد كرَّرَ صورة فارس عودة وكل الأبطال ، فكان فداءً للوطن ... , فداءً لأحرار الوطن ... .
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني