الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه أما بعد
فلقد كان لنشأة الشاعر عمر أبي ريشة أثر في حياته الأدبية وانعكاس على مفرداته وأسلوبه ، كما كان لمعاناته المختلفة خلال فترات من سنيّ عمره أثر كذلك ، مما جعل صور الشاعر تحمل عاطفة أقرب إلى الحزن في غالب أحواله ،وفيه دلالة على غلبة الجانب المأساوي في حياته ، وربما اختلفت نظرة الناس إلى المواقف الحزينة ، فالنظرة إلى موقف ما عند شخص تختلف عنها عند شخص آخر ، فقد يقول قائل : إن أبا ريشة ممن تولوا المناصب ، وعملوا في سلك الدولة حينا ، فأنى له الحزن البؤس ؟ وذلك تفسير للنظرة وللعوامل المصاحبة للمواقف ، فلا أحد يخلو من مكدرات تعكر عليه صفو حياته وهذا ما لمسته في الكثير من شعر الشاعر 0
كان الشاعر يعتز بنفسه كثيرا لذا جاءت صوره الشعرية شديدة التعبير عن هذه النزعة النفسية0
من غير الممكن تصنيف الشاعر لمدرسة شعرية بعينها ، فله من كل مدرسة حظ وافر من أحسن ما فيها ، أي أنه أخذ من كل مدرسة ما يناسبه منها ، لكن الميل الغالب يميل إلى الكلاسيكية الحالمة إن صح التعبير 0
تأثر كثيرا بأسرته وبالبيئة التي عاشها سواء في سني عمره الأولى ، أو خلال مراحل دراسته ، أو بعد أن دخل المعترك السياسي ، وحتى في خريف عمره ، ثم كانت سماته الخاصة واضحة أشد الوضوح في شعره ، الذي يمكن أن يكون مدرسة شعرية مميزة0
تكثر التساؤلات في شعره ، وهي حيرة محدودة لا تنبئ عن جهل بشيء ما ، ولكنها تهدف إلى استنهاض المتلقي وإيقاظ سكونه ، واستثارته من غفلته 0
ندر شعر المديح عنده إلا ما كان في رثاء ونحوه 0
وخلال دراسة الصورة الشعرية عموما أدركت أنها من المصطلحات المرنة التي يمكن التعبير عنها بوسائل شتى للوصول إلى تعريفها ، فقد كثر الجدل حولها بين النقاد ، واختلفت التعريفات شكلا ، واتفقت في غالب الأحوال مضمونا ، مع تباين يسير عند بعض النقاد العرب ،أو الغربيين ، وتبين لي أن العرب قد تأثروا في تلقيهم لمفهوم الصورة من الغربيين فلهم فيها التعريفات الخاصة ، وهم يتعاملون معها بشكل أوسع مما تعامل به الشعراء العرب في صورهم ، فهي عند الغرب أوسع استعمالا ،وأكثر وضوحا ، غير أن الشعراء العرب المحدثين مالوا إلى الطريقة الغربية في شحن أشعارهم بالصور والشخوص 0
وحين تعرضت للصورة الشعرية عند أبي ريشة وجدت أن الشاعر قد أبدع كثيرا في هذا الباب ، فهو -بمنظور هذا العصر- قد حاز قصب السبق في مجال التعامل مع الصورة الشعرية ، فصوره بديعة ، وخياله خصب ، وأفكاره عميقة ، ونظرته مغرقه في عمق الذات ، فهو يتلمس ما حوله من ظواهر ، فيدرسها ، ويتأملها ، ثم يقدمها لنا بعد أن يكسوها بسجيته وطبعه ، وبعد أن يندمج معها ، فيخرجها لنا كقطعة من روحه ، وكشيء من مكنونات نفسه 0 ينتقي صورا من واقع معين ، ثم يلبسها بما يختلج في نفسه من مشاعر تكون في مجملها عامة ، وما أكثر ما وفق الشاعر في اجتذاب المشاعر ، واندماج الرؤى ، فإذا بمشاعره ، وأحاسيسه بعض مشاعر متلقي شعره ، ورؤاهم 0
تأثر الشاعر بشعراء قدامى في اهتمامه بالوزن والقافية ، واختيار الكلمات ، وحسن السبك ، وجودة المعاني ، ولكنه خالفهم في اهتمامه البالغ بقضية الوحدة العضوية للقصيدة ، فكانت قصيدته وحدة متكاملة مترابطة تضم بين جنباتها وحدات متفرقة ، وصورا متعدده0
تبين من خلال الاطلاع على شعر الشاعر المصادر التي اعتمد الشاعر عليها في رسم صوره من منابع عدة أهمها الطبيعة الجامدة ، والمتحركة، والإنسان ، وكان للمرأة فيها نصيب وافر ، ثم الدين، والحيوان ، فلا تكاد تخلو صورة من صوره الشعرية ، من استعارة ، أو تشبيه،أو كناية إلا وهي مستقاة من مصدر من تلك المصادر المذكورة 0
ولتكون الصورة عند أبي ريشة متقنة بشكل ملحوظ فقد طرق العديد من الوسائل الفنية التي ساعدته على تقديم صوره الشعرية بطريقة متميزة وفاعله ، فكانت الفنون البلاغية المعروفة تظهر واضحة جلية في شعره ، ولأنها عناصر ضرورية مساعدة ، بما لها من أولوية في العون على سبك الصورة الشعرية ، فإن الشاعر قد أحسن التعامل مع هذه العناصر ، كالتشبيه بأنواعه ، والاستعارة بوجوهها المعروفة ، والكناية ، وغيرها من العناصر المساعدة على تكوين الصورة الشعرية البديعة 0
كما لاحظت خلال هذا البحث اهتمام الشاعر بجانب الرمز الذي عرضه بشكل واضح وجلي ليقول لنا ما لا يمكن قوله تصريحا ؛ وليقدم لنا صورا تستثير تفكيرنا ؛ ولتوصلنا إلى طائفة من المعاني العقلية ، والمشاعر العاطفية عبر الصورة الرامزة 0
ولم تخل صور الشاعر من قبسات من القرآن الكريم ، ولا غرابة في ذلك وهو من نشأ نشأة دينية عربية ، فكانت ملامح تلك النشأة القرآنية تبرز لنا بين الفينة ، والفينة في ثنايا صور الشاعر
ولدى دراستي للجانب الموسيقي في شعر الشاعر اتضح لي التزام الشاعر بالأوزان الخليلية ، فهو يختار غالبا البحور القصيرة ، والمجزوءة ، وأكثر البحور ورودا في شعره السريع ، والرجز ، والكامل ، والخفيف ، كما نظم في غيرها إلا أنه في المذكورة أكثر ، كما أكثر من استعمال حروف روي معينه حيث وردت حروف ، الراء ، الميم ، النون ، الدال ، أكثر من سائر الحروف، كما لوحظ ختمه الكثير من قصائده بهاء السكت 0
أما بالنسبة لموسيقاه الداخلية ، كالترصيع ، والتصريع ، والتكرار فلا ريب في التزامه بها في الكثير من قصائده مما زادها روعة وجمالا ، وكتب الشعر المرسل الذي يتفق وزنا ويختلف رويا ، وورد في شعره ظاهرة التسميط 0
من جانب آخر لاحظت ، استخدامه كثيرا لأسلوبي التجسيم ، والتجسيد ، كما استعمل كلا من ، التجريد ، وتراسل الحواس ، ومزج بين المتناقضات بأساليب بديعة ومبتكرة 0
وبتأمل الجانب القصصي ، أو النزعة الدرامية في شعر الشاعر تبين ورود هذا الفن في شعره ، فكثيرا ما كان يورد حكايات شعرية بأسلوبها السردي ، وحبكتها المميزة 0
وبالنظر إلى الأغراض الشعرية التي نظم فيها الشاعر اتضح اختياره لأغراض مثل : الغزل ، الرثاء ، الفخر ، الوصف ، كما نظم الشعر التمثيلي ، والمسرحي ، وما أكثر وجدانياته في ديوانه ، لكنه لم يغفل الجوانب الإنسانية ، والوطنية عموما ، كما كان للشاعر قاموس معين من الألفاظ التي ترد كثيرا في ثنايا شعره بل ربما كانت بعض تلك الكلمات والعبارات تمثل سمة من سمات شعره 0
والمتأمل لألفاظ الشاعر وعباراته يجد ها سهلة ، مألوفة ، لا تلمح فيها تعقيدا ،ولا ترى من الغريب إلا ما ندر ، وكان الملمح الرئيسي في عباراته تلك العبارات التي يعبر بها الشاعر كثيرا عن عزة النفس ، والإباء ، ورفض الذل ، وكثيرا ما كانت كلماته موحية لها دلالاتها الخاصة ، فهي غالبا ما تكون موضوعة في مكانها الصحيح الذي لا يصلح غيرها لاحتلال مكانها0
تضمن شعره أصنافا من الكلمات ، والعبارات 0منها الجزلة ، ومنها السهلة الرقيقة كل في مكانه المناسب 0
كانت عاطفته صادقة ، قوية في غالب شعره ، فهو لم يكن ينظم إلا بعد تجربة شعرية مريرة ، مشحونة بالعاطفة الجياشة ، والانفعال القوي مع الموقف الذي يمر به ، حتى لقد ذكرالشاعر أن الأطباء منعوه من الانفعال الشديد بالمواقف ، حتى لا تنعكس سلبا على بدنه 0
عمر أبو ريشة مثله مثل أي شاعر له هنات وسقطات ، وأخطاء ، سواء في الجانب اللغوي ، أو الأسلوبي ، أو الفني ، وقد أشرت إلى ذلك مفصلا في الجزء الخاص بالمآخذ ، والسلبيات ، لا من باب الانتقاص ، ولكن من باب الإنصاف 0
وبعد هذه الدراسة التي تناولت جوانب مهمة من جوانب الإبداع عند هذا الشاعر ، فهي لا تفي الشاعر حقه ، فالشاعر ظاهرة فريدة ، وموهبة فذة ، وهو مدرسة شعرية متميزة تحتاج إلى المزيد من البحث ، والدراسة ، لسبر أغوار فنه ، ولسبر أغوار نفسه ، كأن تدرس الجوانب النفسية وأثرها على شعر أبي ريشة ، أو المؤثرات السياسية في شعر عمر أبي ريشة ، أو المظاهر البدوية والقبيلة وتأثيراتها على إبداع أبي ريشة ، وغير ذلك من الجوانب التي هي جديرة بالدراسة العميقة ، والمتأنية للخروج برؤى تنعكس آثارها على الأدب العربي والنقد ، ليستفيد منها الدارسون والباحثون 0
فلقد كان لنشأة الشاعر عمر أبي ريشة أثر في حياته الأدبية وانعكاس على مفرداته وأسلوبه ، كما كان لمعاناته المختلفة خلال فترات من سنيّ عمره أثر كذلك ، مما جعل صور الشاعر تحمل عاطفة أقرب إلى الحزن في غالب أحواله ،وفيه دلالة على غلبة الجانب المأساوي في حياته ، وربما اختلفت نظرة الناس إلى المواقف الحزينة ، فالنظرة إلى موقف ما عند شخص تختلف عنها عند شخص آخر ، فقد يقول قائل : إن أبا ريشة ممن تولوا المناصب ، وعملوا في سلك الدولة حينا ، فأنى له الحزن البؤس ؟ وذلك تفسير للنظرة وللعوامل المصاحبة للمواقف ، فلا أحد يخلو من مكدرات تعكر عليه صفو حياته وهذا ما لمسته في الكثير من شعر الشاعر 0
كان الشاعر يعتز بنفسه كثيرا لذا جاءت صوره الشعرية شديدة التعبير عن هذه النزعة النفسية0
من غير الممكن تصنيف الشاعر لمدرسة شعرية بعينها ، فله من كل مدرسة حظ وافر من أحسن ما فيها ، أي أنه أخذ من كل مدرسة ما يناسبه منها ، لكن الميل الغالب يميل إلى الكلاسيكية الحالمة إن صح التعبير 0
تأثر كثيرا بأسرته وبالبيئة التي عاشها سواء في سني عمره الأولى ، أو خلال مراحل دراسته ، أو بعد أن دخل المعترك السياسي ، وحتى في خريف عمره ، ثم كانت سماته الخاصة واضحة أشد الوضوح في شعره ، الذي يمكن أن يكون مدرسة شعرية مميزة0
تكثر التساؤلات في شعره ، وهي حيرة محدودة لا تنبئ عن جهل بشيء ما ، ولكنها تهدف إلى استنهاض المتلقي وإيقاظ سكونه ، واستثارته من غفلته 0
ندر شعر المديح عنده إلا ما كان في رثاء ونحوه 0
وخلال دراسة الصورة الشعرية عموما أدركت أنها من المصطلحات المرنة التي يمكن التعبير عنها بوسائل شتى للوصول إلى تعريفها ، فقد كثر الجدل حولها بين النقاد ، واختلفت التعريفات شكلا ، واتفقت في غالب الأحوال مضمونا ، مع تباين يسير عند بعض النقاد العرب ،أو الغربيين ، وتبين لي أن العرب قد تأثروا في تلقيهم لمفهوم الصورة من الغربيين فلهم فيها التعريفات الخاصة ، وهم يتعاملون معها بشكل أوسع مما تعامل به الشعراء العرب في صورهم ، فهي عند الغرب أوسع استعمالا ،وأكثر وضوحا ، غير أن الشعراء العرب المحدثين مالوا إلى الطريقة الغربية في شحن أشعارهم بالصور والشخوص 0
وحين تعرضت للصورة الشعرية عند أبي ريشة وجدت أن الشاعر قد أبدع كثيرا في هذا الباب ، فهو -بمنظور هذا العصر- قد حاز قصب السبق في مجال التعامل مع الصورة الشعرية ، فصوره بديعة ، وخياله خصب ، وأفكاره عميقة ، ونظرته مغرقه في عمق الذات ، فهو يتلمس ما حوله من ظواهر ، فيدرسها ، ويتأملها ، ثم يقدمها لنا بعد أن يكسوها بسجيته وطبعه ، وبعد أن يندمج معها ، فيخرجها لنا كقطعة من روحه ، وكشيء من مكنونات نفسه 0 ينتقي صورا من واقع معين ، ثم يلبسها بما يختلج في نفسه من مشاعر تكون في مجملها عامة ، وما أكثر ما وفق الشاعر في اجتذاب المشاعر ، واندماج الرؤى ، فإذا بمشاعره ، وأحاسيسه بعض مشاعر متلقي شعره ، ورؤاهم 0
تأثر الشاعر بشعراء قدامى في اهتمامه بالوزن والقافية ، واختيار الكلمات ، وحسن السبك ، وجودة المعاني ، ولكنه خالفهم في اهتمامه البالغ بقضية الوحدة العضوية للقصيدة ، فكانت قصيدته وحدة متكاملة مترابطة تضم بين جنباتها وحدات متفرقة ، وصورا متعدده0
تبين من خلال الاطلاع على شعر الشاعر المصادر التي اعتمد الشاعر عليها في رسم صوره من منابع عدة أهمها الطبيعة الجامدة ، والمتحركة، والإنسان ، وكان للمرأة فيها نصيب وافر ، ثم الدين، والحيوان ، فلا تكاد تخلو صورة من صوره الشعرية ، من استعارة ، أو تشبيه،أو كناية إلا وهي مستقاة من مصدر من تلك المصادر المذكورة 0
ولتكون الصورة عند أبي ريشة متقنة بشكل ملحوظ فقد طرق العديد من الوسائل الفنية التي ساعدته على تقديم صوره الشعرية بطريقة متميزة وفاعله ، فكانت الفنون البلاغية المعروفة تظهر واضحة جلية في شعره ، ولأنها عناصر ضرورية مساعدة ، بما لها من أولوية في العون على سبك الصورة الشعرية ، فإن الشاعر قد أحسن التعامل مع هذه العناصر ، كالتشبيه بأنواعه ، والاستعارة بوجوهها المعروفة ، والكناية ، وغيرها من العناصر المساعدة على تكوين الصورة الشعرية البديعة 0
كما لاحظت خلال هذا البحث اهتمام الشاعر بجانب الرمز الذي عرضه بشكل واضح وجلي ليقول لنا ما لا يمكن قوله تصريحا ؛ وليقدم لنا صورا تستثير تفكيرنا ؛ ولتوصلنا إلى طائفة من المعاني العقلية ، والمشاعر العاطفية عبر الصورة الرامزة 0
ولم تخل صور الشاعر من قبسات من القرآن الكريم ، ولا غرابة في ذلك وهو من نشأ نشأة دينية عربية ، فكانت ملامح تلك النشأة القرآنية تبرز لنا بين الفينة ، والفينة في ثنايا صور الشاعر
ولدى دراستي للجانب الموسيقي في شعر الشاعر اتضح لي التزام الشاعر بالأوزان الخليلية ، فهو يختار غالبا البحور القصيرة ، والمجزوءة ، وأكثر البحور ورودا في شعره السريع ، والرجز ، والكامل ، والخفيف ، كما نظم في غيرها إلا أنه في المذكورة أكثر ، كما أكثر من استعمال حروف روي معينه حيث وردت حروف ، الراء ، الميم ، النون ، الدال ، أكثر من سائر الحروف، كما لوحظ ختمه الكثير من قصائده بهاء السكت 0
أما بالنسبة لموسيقاه الداخلية ، كالترصيع ، والتصريع ، والتكرار فلا ريب في التزامه بها في الكثير من قصائده مما زادها روعة وجمالا ، وكتب الشعر المرسل الذي يتفق وزنا ويختلف رويا ، وورد في شعره ظاهرة التسميط 0
من جانب آخر لاحظت ، استخدامه كثيرا لأسلوبي التجسيم ، والتجسيد ، كما استعمل كلا من ، التجريد ، وتراسل الحواس ، ومزج بين المتناقضات بأساليب بديعة ومبتكرة 0
وبتأمل الجانب القصصي ، أو النزعة الدرامية في شعر الشاعر تبين ورود هذا الفن في شعره ، فكثيرا ما كان يورد حكايات شعرية بأسلوبها السردي ، وحبكتها المميزة 0
وبالنظر إلى الأغراض الشعرية التي نظم فيها الشاعر اتضح اختياره لأغراض مثل : الغزل ، الرثاء ، الفخر ، الوصف ، كما نظم الشعر التمثيلي ، والمسرحي ، وما أكثر وجدانياته في ديوانه ، لكنه لم يغفل الجوانب الإنسانية ، والوطنية عموما ، كما كان للشاعر قاموس معين من الألفاظ التي ترد كثيرا في ثنايا شعره بل ربما كانت بعض تلك الكلمات والعبارات تمثل سمة من سمات شعره 0
والمتأمل لألفاظ الشاعر وعباراته يجد ها سهلة ، مألوفة ، لا تلمح فيها تعقيدا ،ولا ترى من الغريب إلا ما ندر ، وكان الملمح الرئيسي في عباراته تلك العبارات التي يعبر بها الشاعر كثيرا عن عزة النفس ، والإباء ، ورفض الذل ، وكثيرا ما كانت كلماته موحية لها دلالاتها الخاصة ، فهي غالبا ما تكون موضوعة في مكانها الصحيح الذي لا يصلح غيرها لاحتلال مكانها0
تضمن شعره أصنافا من الكلمات ، والعبارات 0منها الجزلة ، ومنها السهلة الرقيقة كل في مكانه المناسب 0
كانت عاطفته صادقة ، قوية في غالب شعره ، فهو لم يكن ينظم إلا بعد تجربة شعرية مريرة ، مشحونة بالعاطفة الجياشة ، والانفعال القوي مع الموقف الذي يمر به ، حتى لقد ذكرالشاعر أن الأطباء منعوه من الانفعال الشديد بالمواقف ، حتى لا تنعكس سلبا على بدنه 0
عمر أبو ريشة مثله مثل أي شاعر له هنات وسقطات ، وأخطاء ، سواء في الجانب اللغوي ، أو الأسلوبي ، أو الفني ، وقد أشرت إلى ذلك مفصلا في الجزء الخاص بالمآخذ ، والسلبيات ، لا من باب الانتقاص ، ولكن من باب الإنصاف 0
وبعد هذه الدراسة التي تناولت جوانب مهمة من جوانب الإبداع عند هذا الشاعر ، فهي لا تفي الشاعر حقه ، فالشاعر ظاهرة فريدة ، وموهبة فذة ، وهو مدرسة شعرية متميزة تحتاج إلى المزيد من البحث ، والدراسة ، لسبر أغوار فنه ، ولسبر أغوار نفسه ، كأن تدرس الجوانب النفسية وأثرها على شعر أبي ريشة ، أو المؤثرات السياسية في شعر عمر أبي ريشة ، أو المظاهر البدوية والقبيلة وتأثيراتها على إبداع أبي ريشة ، وغير ذلك من الجوانب التي هي جديرة بالدراسة العميقة ، والمتأنية للخروج برؤى تنعكس آثارها على الأدب العربي والنقد ، ليستفيد منها الدارسون والباحثون 0
هذا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني