اشترى لي والدي ذات يوم وأنا بعمر الزهور دمية صغيرة "عروس" أسميتها عروبة كنت ألعب معها وأضمها إلى صدري وأنا أغالب النوم، وأكتب واجباتي المدرسية وأنا أرقب ضحكتها التي لم ولن أنساها، كانت جميلة وأروع من الجمال نفسه عيناها زرقاوان وشعرها أشقر ذهبي ناعم الملمس، كنت أتعمد أن امسك يديها وأقبلهما وأخيط الملابس لها وأتوسل لأمي أن تساعدني في ذلك، وعندما يغضبني احدهم أغلق غرفتي لنشكو لبعضنا همومنا الصغيرة.
وذات يوم رجعت من مدرستي فلم أجد إلا مزقا من ثوبها السميك الذي كنت أغطيها به عندما كنت ألفها بأحضاني، فهرعت والخوف يركبني وصرخت بصوت يتردد صداه في أذني إلى الآن "أمي أين العروبة؟ من سرقها؟؟؟؟؟
جاءت أمي وعلامات الخوف والقلق ترسم على وجهها لوحة حزن كبيرة وقالت: آه يا ابنتي لقد زارنا اليوم بعض الغرباء وحين ذهبوا فقدنا العروبة، وكنت أرقب الدموع في عينيها، وأردفتْ قائلة: سأجعل والدك يحضر لك دمية مثلها.
تراجعت إلى الخلف وشفتاي ترتجفان وقلبي تتسارع دقاته وهرولت وأنا أصرخ: لا أريد غيرها لن أستبدل عروبتي بكل الدمى.
جاء والدي مساء وأخبرته أمي بما حدث, ثارت ثائرته، ووبخ أمي لأنها سمحت لهؤلاء الغرباء بالدخول للبيت، وأنبها لأنها لم تراقبهم جيدا، مما شجعهم على مد يدهم السوداء لتعبث في البيت وتسرق العروبة خاصتي.
قبلني والدي ومسح الدموع المنسكبة على وجنتي، وقال لي: يا بنيتي صحيح إن الغرباء دخلوا بيتنا وعاثوا فسادا بأرجائه لكنهم لم يسرقوا روح عروبتك، وسيأتي اليوم الذي نعيد فيه عروبتك المنهوبة من أيديهم، ابتسمت وقلت: سأذهب يا أبي لغرفتي وسأغمض عيني على حلم جميل تزورني فيه عروبتي…\
بقلم: مها الطراونة
وذات يوم رجعت من مدرستي فلم أجد إلا مزقا من ثوبها السميك الذي كنت أغطيها به عندما كنت ألفها بأحضاني، فهرعت والخوف يركبني وصرخت بصوت يتردد صداه في أذني إلى الآن "أمي أين العروبة؟ من سرقها؟؟؟؟؟
جاءت أمي وعلامات الخوف والقلق ترسم على وجهها لوحة حزن كبيرة وقالت: آه يا ابنتي لقد زارنا اليوم بعض الغرباء وحين ذهبوا فقدنا العروبة، وكنت أرقب الدموع في عينيها، وأردفتْ قائلة: سأجعل والدك يحضر لك دمية مثلها.
تراجعت إلى الخلف وشفتاي ترتجفان وقلبي تتسارع دقاته وهرولت وأنا أصرخ: لا أريد غيرها لن أستبدل عروبتي بكل الدمى.
جاء والدي مساء وأخبرته أمي بما حدث, ثارت ثائرته، ووبخ أمي لأنها سمحت لهؤلاء الغرباء بالدخول للبيت، وأنبها لأنها لم تراقبهم جيدا، مما شجعهم على مد يدهم السوداء لتعبث في البيت وتسرق العروبة خاصتي.
قبلني والدي ومسح الدموع المنسكبة على وجنتي، وقال لي: يا بنيتي صحيح إن الغرباء دخلوا بيتنا وعاثوا فسادا بأرجائه لكنهم لم يسرقوا روح عروبتك، وسيأتي اليوم الذي نعيد فيه عروبتك المنهوبة من أيديهم، ابتسمت وقلت: سأذهب يا أبي لغرفتي وسأغمض عيني على حلم جميل تزورني فيه عروبتي…\
بقلم: مها الطراونة
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني