ندوة للدفاع عن اللغة العربية في المركز الثقافي

عمان_ الراي-شروق العصفور - أكد الدكتور صلاح جرار في الندوة التي اقيمت صباح امس في المركز الثقافي الملكي حول اهمية اللغة العربية وسبل الدفاع عنها وقال:»ان ما تتعرض له اللغة العربية من انتقاض واهمال واساءة استخدام من ابنائها وفي عقر دارها, وما تواجهه من مشكلات وتحديات اتخذت اشكالا عديدة منها: ضعفها على السنة من ينبغي عليهم ان يجيدوها كمعلمي المدارس والجامعات والمعاهد وموظفي المؤسسات الرسمية وخطباء المساجد, الا ما ندر من هذه الفئات, اضافة الى كثرة الاخطاء اللغوية التي تقع في ما ينشر من مؤلفات ومقالات ودراسات وغير ذلك».
واضاف:» توسع الجامعات في كثير من بلدان الوطن العربي بتدريس العلوم بلغات غير عربية, علما بأن العربية قادرة على استيعاب المنجزات العلمية الحديثة والتعبير عنها, ولا سيما ان لغات اقل شأنا من اللغة العربية قد اثبتت قدرة على استيعاب العلوم الحديثة والتعبير عنها, ومن هذه المشكلات : تردد من يشترك من العرب في مؤتمرات ومحافل دولية في مخاطبة المؤتمرين باللغة العربية, حتى كان بين المشاركين في المؤتمر اجنبي واحد, بينما يفتخر ابناء الدول الاخرى بمخاطبة المؤتمر بلغتهم الام, وهذا ما يفعله الفرنسيون والانجليز والالمان وسواهم».
وبين د. جرار في الندوة التي ترأسها ال د. خالد الجبر:» ان المشكلات التي تتعرض لها العربية: تغول العامية على الفصيحة, وزحفها على المجالات والميادين التي لا يجوز ان تستخدم فيها غير العربية الفصيحة, ومن هذه المشكلات ايضا, اشتراط المؤسسات المحلية على من يطلب عملا ان يجيد اللغة الانجليزية, لكن من النادر جدا ان نجد منها من يشترط اجادة العربية قراءة وكتابة ومحادثة, بالاضافة الى تباهي كثير من ابناء المجتمع باستخدام عبارات اجنبية اثناء احاديثهم, بالمقابل فإن استخدام اللغة العربية الفصيحة بين الشباب يبدو في اكثر الاحيان غريبا ومستهجنا وقد اصبحت اللغة العربية الفصيحة غريبة في ديارها».
واشار د. جرار الى وجود مجموعة من المهتمين بهذا الشأن الغيورين على اللغة العربية والمستشفقين عليها مما الت اليه, وبمبادرة مشكورة من المركز الاردني للدراسات وبلال حسن التل, للبدء في مشروع يعرف «بالمشروع الوطني للدفاع عن اللغة العربية», وعلى رأس هذه المجموعة د. ناصر الدين الاسد, ومن اعضائها:رئيس الوزراء عون الخصاونة قبل ان يصبح رئيسا للوزراء, د. منذر حدادين, ليلى شرف, د. زيد حمزة, د. عبد الناصر ابو البصل, بالاضافة الى د. صلاح جرار.
ووضح ال د. صلاح ان الحفاظ على الفكر والثقافة والهوية الوطنية من اهم اولويات وزارة الثقافة , ولما كانت اللغة عنصرا اساسيا من عناصر الثقافة والهوية الوطنية, فقد اصبح لزاما على هذه الوزارة ان تدعم الجهود المبذولة ضمن المشروع الوطني للدفاع عن اللغة العربية.
وفي كلمة الدكتور ناصر الدين الاسد حول الحديث عن المشروع الوطني للدفاع عن اللغة العربية فقال:»ان حاضر اللغة العربية بدأ مع بداية عصر النهضة الأدبية الحديثة أي مطالع القرن التاسع عشر حينما رأى محمد والي مصر وهو غير عربي أن لا نهضة لبلد إلا بالعلم فانشأ عددا من الكليات وأطلق عليها (المدارس ) وكانت تتولى تدريس علوم الطب والهندسة والزراعة وغيرها من العلوم باللغة العربية.»
وتابع أن محمد علي لم يكتف بذلك بل أوفد بعثات من مصر لبعض البلاد الأوروبية خاصة فرنسا للاستزادة من العلوم التطبيقية المختلفة وكان يرسل مع هذه البعثات أئمة ومن بين هؤلاء الأئمة رفاعة الطهطاوي الذي يعد أبو النهضة الفكرية والثقافية في مصر ولم يرضى أن يكون فقد إماماً بل مترجماً للغة العربية واستطاع أن يؤلف كتاباً بعنوان: «تحلق الابريز في تخليص باريز» وهذا كتاب يتناول بوادر النهضة الفكرية في البلدان العربية وحين عاد سعد زغلول اعاد احياء الدراسة باللغة العربية.
وأضاف الأسد إلى أن نهضة اللغة العربية استمرت حتى عام (1882) عندما احتل الانجليز مصر وبدء بعد ذلك محاربة اللغة العربية بتحويل التدريس إلى اللغة الانجليزية لافتاً إلى تجربة المدرسة الأمريكية التي أنشئت في بيروت عام (1866) وكانت تدرس الطب باللغة العربية.
وتحدث الأسد عن نجاح اللغة العربية في تدريس العلوم الطبية والعلوم التطبيقية والزراعية والفلك في سوريا بدءاً من العام 1910 عند قيام كلية الطب في الجامعة السورية والتي ما زالت تدرس مختلف العلوم باللغة العربية .
وأشار الاسد إلى المخاطر التي تهدد اللغة العربية خصوصاً المناهج الدراسية في التعليم العام التي أصبحت تخلو من كل ما يتصل بالتاريخ الإسلامي واللغة العربية وأشار الأسد إلى أن نهضة اللغة العربية استمرت حتى عام (1882) عندما احتل الانجليز مصر وبدء بعد ذلك محاربة اللغة العربية بتحويل التدريس إلى اللغة الانجليزية لافتاً إلى تجربة المدرسة الأمريكية التي أنشئت في بيروت عام (1866) وكانت تدرس الطب باللغة العربية.
وفي ختام كلمته اكد الاسد ان اللغة تدل على مستوى من تتحدث معه فكل انسان له معرفة معينة باللغة العربية, فاللغة العربية لغة عمل فلذلك يجب علينا ان نتحدث باللغة العربية الفصيحة في المؤتمرات الدولية ولان الترجمة الفورية متاحة بيسر بالجمعية العامة والامم المتحدة ايضا.
وفي الاطار نفسه تحدثت ليلى شرف وقالت:» انا خائفة من ان تحصل اللغة العربية بعد الانجليزية والفرنسية, لأننا لا نقرأ مقالا الا ان نجد اخطاءا لغوية, فيجب ترغيب الاجيال في هذه اللغة خوفا من ضعفها, لان ضعفها سيؤول الى ضعفنا سياسيا واقتصاديا لانها تستوعب الاداب والفلسفة والثقافة والعلوم وبدون استخدامها عند الطلاب والافراد, فلن نستطيع ان نوسع استخدامها, فهي تستوعب الذات فإذا ضعفت الذات هذا اصعب ما قد يصل اليه الفرد.
واضافت شرف:» ان اللغة العربية هي القاسم المشترك بين الافراد على الرغم من توفر لهجات لكل دولة وفرد, فاللغة العربية هي الجامعة للوطن العربي اجمع».