رحيل و لقاء
ذات ليلة قمت ألملم شعث أمتعتي من هنا و هناك ..
أرفع منها ما استطعت تأهبا لرحيل قد أزف ..
و قلبي بين جنبي لم أعد أملك له زماما ..
تراقصه و نبضاته تضخ السعادة في عروقي مع الدماء ..
و بدأت أحزم متاعي و أخاطب نفسي :
هذه لأختي الحبيبة و تلك لأخي الغالي ..
و ذاك لابن أختي الصغير الذي تفطر قلبي لرؤيته منذ ولادته ..
و ذاك لأختي الأخرى التي تفوقت في دراستها و لم أكن بجانبها أفرح فرحتها و أكثر ..
بت أتخيل اللقاء و بت أراه قريبا ..
راح عقلي يرسم فرحة اللقاء و يحس بحرارتها ..
لم يعد بيني و بين الأهل و الأحبة و الخلان إلا آمال و بضعة أيام و صبر قليل ..
ها أنا أستعد رويدا رويدا لرحيل ربما كان مؤقتا ..
رحيل عن أرض قد أرقتني آلامها ..
فكان لهيب الأشواق في صدري إلى الأرض و هوائها و الأحبة ..
ليؤرق نومي و يقض مضجعي ..
جافاني نومي ..
و ضاق بي ذرعا فراشي و أنا أتقلب يمنة و يسرة ، باحثة عن هناءتي و قرارة عيني فلا أجدها ..
فالسعادة كانت أكبر ..
هدأت لحظة ..
سكنت برهة ..
حدقت عيني هنيهة إلى السقف ..
هذا رحيلي الأصغر فكيف برحيلي الحقيقي الأكبر ؟؟
هذا شوقي إلى أرضي ، جنتي في الدنيا ..
فكيف شوقي إلى دار مقامي ..؟؟!!
و هذا استعدادي للرحيل من دار فناء إلى دار ليست لي بباقية ..
فكيف استعدادي للرحيل إلى دار إقامتي و فيها البقاء ..؟؟!!
و هذا فرحي بلقاء أهلي و أحبتي و خلاني الذين مفارقتهم و مفارقوني يوما يقينا ..
فكيف بلقاء أحبة لم ترهم عيني و لم تشهدهم إلا من سيرهم الناصعة الخالدة البيضاء .. ؟؟!!
كيف بلقاء أهلي الذين سبقوني بالإيمان ..؟!!
كيف بلقاء خلاني الذين أسكنهم الله فردوسه ..؟!
بل كيف بلقاء رسول الله حبيب الله صلوات ربي و سلامه عليه .. ؟!
أم دون كل ما سبق ..
كيف إن أتم الله فضله بنعيمه برؤية وجهه الكريم ..؟!
تلك دموع حرّى قد سكبتها عيني للقاء الأحبة في الدنيا أو فراقهم ..
فأين دموع الشوق لله وحده في خشوع و في سجدة و في لحظة خالية ..؟!
تلك راحلتي أعددت لرحلتي في رحلتي ..
فما زوادتي التي عبأت في حقائبي لرحلتي الحقيقية .. ؟!!
تلك حقائبي في الدنيا ملأتها بكل فان ..
فما الذي خبأته في صندوق عملي ..؟1
فارق النوم عند ذلك عيني ..
و أبعد القلق الفراش عن جسدي ..
و تسحّبت من فراشي و رسمت خطوطي الأساسية في الحياة فرحة سعيدة بلقاء ربي ..
لأني عرفت ماذا أريد ..
فذقت بذلك حلاوة أعظم ..
منقولة
مع الشكر
الشاعر ناظم عزت
ذات ليلة قمت ألملم شعث أمتعتي من هنا و هناك ..
أرفع منها ما استطعت تأهبا لرحيل قد أزف ..
و قلبي بين جنبي لم أعد أملك له زماما ..
تراقصه و نبضاته تضخ السعادة في عروقي مع الدماء ..
و بدأت أحزم متاعي و أخاطب نفسي :
هذه لأختي الحبيبة و تلك لأخي الغالي ..
و ذاك لابن أختي الصغير الذي تفطر قلبي لرؤيته منذ ولادته ..
و ذاك لأختي الأخرى التي تفوقت في دراستها و لم أكن بجانبها أفرح فرحتها و أكثر ..
بت أتخيل اللقاء و بت أراه قريبا ..
راح عقلي يرسم فرحة اللقاء و يحس بحرارتها ..
لم يعد بيني و بين الأهل و الأحبة و الخلان إلا آمال و بضعة أيام و صبر قليل ..
ها أنا أستعد رويدا رويدا لرحيل ربما كان مؤقتا ..
رحيل عن أرض قد أرقتني آلامها ..
فكان لهيب الأشواق في صدري إلى الأرض و هوائها و الأحبة ..
ليؤرق نومي و يقض مضجعي ..
جافاني نومي ..
و ضاق بي ذرعا فراشي و أنا أتقلب يمنة و يسرة ، باحثة عن هناءتي و قرارة عيني فلا أجدها ..
فالسعادة كانت أكبر ..
هدأت لحظة ..
سكنت برهة ..
حدقت عيني هنيهة إلى السقف ..
هذا رحيلي الأصغر فكيف برحيلي الحقيقي الأكبر ؟؟
هذا شوقي إلى أرضي ، جنتي في الدنيا ..
فكيف شوقي إلى دار مقامي ..؟؟!!
و هذا استعدادي للرحيل من دار فناء إلى دار ليست لي بباقية ..
فكيف استعدادي للرحيل إلى دار إقامتي و فيها البقاء ..؟؟!!
و هذا فرحي بلقاء أهلي و أحبتي و خلاني الذين مفارقتهم و مفارقوني يوما يقينا ..
فكيف بلقاء أحبة لم ترهم عيني و لم تشهدهم إلا من سيرهم الناصعة الخالدة البيضاء .. ؟؟!!
كيف بلقاء أهلي الذين سبقوني بالإيمان ..؟!!
كيف بلقاء خلاني الذين أسكنهم الله فردوسه ..؟!
بل كيف بلقاء رسول الله حبيب الله صلوات ربي و سلامه عليه .. ؟!
أم دون كل ما سبق ..
كيف إن أتم الله فضله بنعيمه برؤية وجهه الكريم ..؟!
تلك دموع حرّى قد سكبتها عيني للقاء الأحبة في الدنيا أو فراقهم ..
فأين دموع الشوق لله وحده في خشوع و في سجدة و في لحظة خالية ..؟!
تلك راحلتي أعددت لرحلتي في رحلتي ..
فما زوادتي التي عبأت في حقائبي لرحلتي الحقيقية .. ؟!!
تلك حقائبي في الدنيا ملأتها بكل فان ..
فما الذي خبأته في صندوق عملي ..؟1
فارق النوم عند ذلك عيني ..
و أبعد القلق الفراش عن جسدي ..
و تسحّبت من فراشي و رسمت خطوطي الأساسية في الحياة فرحة سعيدة بلقاء ربي ..
لأني عرفت ماذا أريد ..
فذقت بذلك حلاوة أعظم ..
منقولة
مع الشكر
الشاعر ناظم عزت
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني