الفنان رفيق اللحام في منتدى الرواد الكبار

شكرا الك استاذ يوسف

كل الاحترام

كل شكري وعظيم امتناني لك أستاذ محمد القلاب

تحياتي

ويسعد صباحك

العرب اليوم - محمد ابو عرب ...
أكد الفنان رفيق اللحام خلال ندوة نظمتها لجنة اصدقاء الكتاب في منتدى الرواد الكبار حول كتابه رحلتي مع الحياة والفن ان الهدف من الكتاب كان مقارنة الايام الجميلة لعمان خلال الاربعينيات, ونهاية الستينيات, بالايام التي نعيشها الان.
وأوضح خلال الندوة التي اقيمت مساء امس الاول وادارها الشاعر عبد الله رضوان وقدمت فيها الروائية ليلى الاطرش والزميل الفنان حسين نشوان شهادتهم فيها, ان الكتاب ضّم ذكريات عن بداية عمله في معهد النهضة العلمي وفي كلية الحسين, ومن ثم في وزارة الاشغال العامة, والسنين التي خدم بها في القصور الملكية, ومن ثم عمله في وزارة السياحة والاثار.
وأضاف ان الكتاب تضمن نشأة الفن التشكيلي في الاردن, ومساهمته مع بعض الزملاء في ذلك.
الروائية ليلى الاطرش قدمت شهادة بعنوان رفيق اللحام.. الفن والتأريخ لامست فيها مكنونات الكتاب مبتدئة بعتبة الكتاب حيث قالت ان استشهاد اللحام بمقولة الداغستاني رسول حمزتوف من اطلق رصاص مسدسه على الماضي, اطلق عليه المستقبل مدافعه يفتح المجال امام الاسئلة متسائلة هل يؤشر قول المؤلف على الماضي الخاص ام العام, ام هو تداخل الخاص والعام في نفس عملاق فني بحجم رفيق اللحام?. بمعنى هل خشي رائد الفن التشكيلي في الاردن من عقوق الاجيال الجديدة حين يرفض بعضهم الاعتراف بالجذور?
وبينت ان للكتاب مدخلا اخر لا بد من التوقف عنده وهي جملة في نهاية افتتاحيته بعنوان اشهد اني عشت يؤكد فيها اللحام ان القارئ سيقف على افكار ومبادئ عاش لها وآمن بها, لهذا لم تأت سيرته سردا تقليديا, بل خلط التأريخ الاجتماعي والفني والسياسي راسما المكان في دمشق وعمان لوحة متداخلة بخطوط مؤشرة دون غوص في اعماقها تاركا للقارئ ان يبحث عما يستهويه منها.
وأضافت الاطرش ينطبق ذلك على سرده للاحداث وعلى وصفه لحياته وحياة دمشق وعمان, مشيرة الى ان اللحام يسحب القارئ الى نفق الزمان والعودة الى بدايات عمان الاولى, فيبعث صورة اسواقها وتجارها ورجالها ويرسم عادات سكانها.
وتذكر على لسان اللحام قوله من حسن حظي انني نشأت وتكوّنت في مطلع شبابي في بلد كان في طور النمو والتكوّن مما وفّر لي العديد من الفرص لاختيار قدراتي الفنية ومهاراتي المهنية على اكثر من صعيد مشيرة انه لا عجب من هذا فهو من زيّن بالخط العربي وآيات القرآن الكريم لوحات تشكيلية حديثة حملها الى المعارض في اصقاع الارض معتزا بالحرف العربي وجمالياته.
وحول ريادة الفنان واستمرار عطائه قالت الاطرش ان اللحام رائد الفن التشكيلي الاردني لكنه لم يتوقف عند شرف الريادة بل اختار لنفسه ان يكون مجددا على الدوام, فظل رائدا شابا كلما تقدمت به السن باحثا عن كل جديد كما يجب على الفنان الحقيقي ان يكون.
وأضافت ان رحلتي مع الحياة والفن قصة فنان مرموق وتأريخ لحقب من حياة المنطقة العربية, مدعمة بصور نادرة عن معارف وأحداث وحكايا مختصرة كانت ستضفي اثارة اكبر على الكتاب لو انها توسعت بما يعلمه الفنان وهو كثير.
وأشارت الى ان اللحام كتب ذكرياته دون ان يجعل نفسه المحور المطلق للكتاب, وأرى انه غالى في ذلك الى حد جعلها سيرة مدينة وحياة, وانه انتقل بالقارىء برشاقة وأسلوب شيّق بين الجغرافيا والتاريخ والبشر والاحداث الصغيرة كما الجسيمة.
وقرأ الزميل ابراهيم السواعير نيابة عن حسين نشوان ورقة جاءت بعنوان عن رفيق اللحام اضاء فيها على اهم مفاصل الكتاب وعلى حياة اللحام اليومية وتعامله مع الوقت والاسرة والبيت والاصدقاء مؤكدا ان اللحام سجل الفنان رحلة حياة مضارعة للثقافة, مؤثثاً المكان الذي ولد فيه باتصاله بعدد من العلماء وأصحاب الفكر, ومنهم :ابن عربي, والصالحي وانه انتقل الى مناخات التعليم والمعلمين الذين كان لهم حضور في الحياة الثقافية, امثال : خليل مردم, نجاة القصاب, الخطاط حلمي حباب, وبدوي, وديرانية, وهو بذلك يدون لتاريخ الفن والتعليم والحياة الثقافية التي يمكن ان تشير لتحولات السياسي.
وأكد نشوان ان اللحام كان من اوائل الفنانين الذين اقترحوا على صعيد الموضوع, اللوحة ذات الهوية العربية بمزاوجة البناءات الحروفية مع عناصر اللوحة, وعلى صعيد التقنية الافادة من عناصر الطبيعة والبيئة المحيطة, فاشتغل بكل ما وقعت عليه يده وبصره, مشبعاً اللوحة بمفردات المكان.
واشار ان هذا الاسلوب ظل يتبعه الى الان في تحويل المفردات المهملة والمحيطة بالبيئة الى قطع فنية, وبين تلك التجارب قدم الكثير من الاعمال المائية والزيتية والكولاج والاسكتشات والحفر, غير ان اكثر الموضوعات التي سيطرت على عقل الفنان وبصره تتمثل في البترا والقدس, اذ قدم في القدس اكثر من الف وخمسماية لوحة, فازت احداها بجائزة ذهبية عربية.
وأوضح نشوان ان ما يميز شيخ الفنانين اللحام ان له من اسمه نصيباً, فهو رفيق في احتضانه الفنانين الشبّاب, انطلاقاً من ايمانه الراسخ بأن مراحل الفن لا تتوقف, وأن التجريب لا يرتبط بسن او مرحلة او زمن او حدود.
كما اوضح انشيخ الفنانينهو ايضا شيخ الموثقين بتمثيله لذاكرة الفن الاردني, كما يمثل ذاكرة عمان, فهو حريص على حضوره الداعم للنشاطات الثقافية ومعارض الفنانين, مشيراً انه غالباً ما ترافقه في الحضور رفيقة دربه أم موفق التي تشاركه في حب عمّان, وتختزن من صور المدينة الكثيرَ مما تعيد التذكير به من خلال الكتابة الرومانسية عن ايام زمان.
ويعرج نشوان على بيت اللحام قائلا ان بيته يمثل متحفاً وأرشيفاً لا يقدَّر بثمن, من ضمنه لوحات له عمرها يزيد على ستة عقود, وهو يواصل اقتناء الاعمال لفنانين اردنيين وعرب وعالميين, بل ان متحفه ينطوي على تاريخ الاردن العمراني والاقتصادي والاجتماعي والسياحي والخدمي الذي واكبه الفنان الشيخ/ الفنان من خلال تصميم الطوابع والعملة والملصقات والتصميمات المختلفة للمناسبات الوطنية.
ويجعل من مقتنيات اللحام ارشيفاً بصرياً فريداً ومتفرداً تفيض به اركان بيته على اتساعه, مشيراً ان ام موفق اسهمت, على حبٍّ, في تنظيم اللوحات والارشيف الذي يضيّق المساحة على ست البيت في مملكتها.
وذكر نشوان مبادرات رابطة التشكيليين ومنتدى الرواد الكبار, لتكريم اللحام بإطلاق اسمه على قاعات عرض فني, مشيراً ان المطلوب اكثر من ذلك, وهو تحويل مقتنيات الفنان وأرشيفه الى متحف وطني لتاريخ الفن الاردني, يحمل اسمه, وهو بالتأكيد سيكون متحفاً بصرياً لتاريخ الاردن.