من طرف م. محمد القلاب الإثنين نوفمبر 28, 2011 10:24 am
عمان -الراي- محمد جميل خضر - في قفلة مسك لنشاطات المركز الثقافي العربي للعام الحالي، وختام بهاء لنشاطاتها هذا العام، أحيت الشاعرة اللبنانية جمانة حداد مساء أول من أمس على المسرح الدائري في المركز الثقافي الملكي أمسية شعرية إلقائية حوارية، شاركتها فيها الفنانة الأردنية مكادي نحاس.
الأمسية التي حضرها جمهور ملأ جنبات المسرح الدائري (مسرح محمود أبو غريب) وزاد على 200 كاتب وناقد وفنان وصديق ومهتم بتجربة حداد، وأدارها القاص والإعلامي الزميل كاتب السطور ، تضمنت حواراً إبداعياً فكرياً معرفياً بين رئيس المركز الثقافي العربي الروائي جمال ناجي والشاعرة اللبنانية جمانة حداد، وقراءة مشتركة بين حداد ونحاس لنص الشاعرة اللبنانية «ليليت»، وأدت نحاس بعض مقاطع النص غناء خالصاً دون مصاحبة موسيقية. وختمت حداد الأمسية بقراءة واحد من نصوص مجموعتها الأخيرة «كتاب الجيم».
مكادي استهلت القراءات بالتعريف بليليت مادة النص وجوهره ومعناه قائلة: جاء ذكرها في الميتولوجيات السومرية والبابلية والأشورية والكنعانية، كما في العهد القديم والتلمود. تروي الأسطورة أنّها المرأة الأولى، التي خلقها الله من التراب على غرار آدم. لكنّ ليليت رفضت الخضوع الأعمى للرجل وسئمت الجنّة، فتمرّدت وهربت ورفضت العودة. آنذاك نفاها الربّ الى ظلال الأرض المقفرة، ثم خلق من ضلع آدم المرأة الثانية، حوّاء.
ووسط تناغم خلاق بين حداد ونحاس، وبطريقة إلقائية مؤثرة، وبصوتين مدربيْن ومفعمين بإحساس واع وإدراك معرفي جنسوي (فهم الأنثى للأنثى) تناوبتا؛ الشاعرة والفنانة، قراءة آفاق النص ومكامنه ولا حدود انعتاقه:
«التي صيّادةٌ وقتيلةٌ والجسرُ بينَهما
التي قوانينها تسنّها وحيدة تنتهكها جماعات
التي أرضها برتقالةٌ مسطّحة وتعلم أنّها تدور حولها
التي لا تصدِّق لا تصدَّق». تقول جمانة فترد مكادي:
من الترابِ في اليومِ السابعِ خلقها
من فرطِ الحياةِ عند احتمالِها خلقها
ليليت
التي كحبٍّ مؤجّلٍ عيناها
التي الأسُودُ على هديلِ ثدييها تغفو
التي كملكةٍ ورعية
التي توثقُ رجالها وتبكي على صدورِهم
التي مُذْنِبٌ ثوبُها من تلقائِه». وهكذا الأمر دواليك في ظلال نص صعد وهبط تقلّب كما أحوال المرأة وعنفوان اشتعالاتها وعواطفها الجياشة، وصولاً إلى:
جمانة: «لا أنتظر شيئاً»، مكادي «لا أنتظر منكم شيئاً». جمانة «تكفيني جثّتي تبتسم لي، عنقي يشفّ يشفّ، وفي طريقي إلى النسيان». مكادي «نعم، جميلةٌ أنا
ووحدها اظفاري الوسخة تفضحني». وأخيراً جمانة «هيّا، هيّا، ارقصوا الآن!».
الحوار الذي تبناه الروائي جمال ناجي مع الشاعرة والإعلامية والمترجمة اللبنانية جمانة حداد، تحرك في غير اتجاه، وتناول أكثر من محور. وفيه رأت حداد أن الكتابة المنتصرة للمرأة العربية لا تقتصر على الكتابات النسوية، فهناك كثير من الرجال، بحسبها، يتبنون مواقف مشرقة في هذا الاتجاه، في مقابل نساء كثيرات يتبنين مواقف سلبية مستلبة ضد حقوق بنات جنسهن وتطلعاتهن المشروعة بحرية وتقدم واستقلالية على مختلف الأصعدة. حداد لم تعترض على من يصفون محتوى مجلتها الإشكالية «جسد» أنه يدخل في إطار الأدب الإيروتيكي، بل على العكس أكدت ذلك، وقالت إنها غير خجولة من هذا الوصف، الذي لا ترى فيه ضيراً أو مساساً بها وبتوجهاتها ومنهجها الإبداعي والإعلامي.
حداد أخذت في حوار ناجي معها، على ربيع الثورات العربية ما رأت فيه مؤشرات تراجع لدور المرأة، خصوصاً بعد تحقيق ثورة من ثوراته أهدافها، وبما يتبدى كتحول في مسار ما ظهرت فيه المرأة مطالع هذه الثورات مبادرة، ومشاركة فاعلة، وأحياناً في طليعة ثورة ما وفي الجانب القيادي منها.
«جيولوجيا الأنا»، هو النص الذي ختمت حداد به فقرات الأمسية النوعية التي تصدى لها المركز الثقافي العربي:
«أنا اليومُ السادسُ من شهر كانون الأول من سنة ألفٍ وتسعمئةٍ وسبعين
أنا الساعةُ الأولى بُعيدَ الظهر
صرخاتُ أمّي تلدني
صرخاتُها تلدها
رحمُها تقذفني لأخرج منّي
عَرَقُها يحقق احتمالي
أنا صفعةُ الطبيب التي أحيتْني
(كلّ صفعةٍ لاحقة حاولتْ إحيائي قد أرْدتني)
أنا عيونُ العائلة عليَّ
حدقاتُ الأب والجدّ والعمّة والخالة
وأنا المَشاهدُ المحتمَلة
أنا الستائرُ تنزاح والستائرُ في الوراء والجدرانُ في الوراء
أنا التي لا اسمَ ولا يدَ لكلّ ما هو وراء».
تعمل حداد الشاعرة والكاتبة والمترجمة والصحافية اللبنانية، مسؤولةً عن الصفحات الثقافية في جريدة «النهار اللبنانية»، ورئيسة تحرير مجلة «جسد» الثقافية المتخصصة في آداب الجسد وعلومه وفنونه.
أصدرت مجموعات شعرية عديدة منها: «عودة ليليت» و «مرايا العابرات في المنام» «,صحبة لصوص النار» و»النمرة المخبوءة عند مسقط الكتفين» وديوانها الجديد «كتاب الجيم»، فضلا عن كتابها حول المرأة العربية «هكذا قتلتُ شهرزاد، اعترافات امرأة عربية غاضبة» الذي صدر في اثنتي عشرة لغة حول العالم.
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني