من طرف ساره صالح الثلاثاء نوفمبر 15, 2011 12:37 pm
الشموع السوداء
قصة قصيرة
بقلم أ . سمير أبو شتات
السبت 12/11/2011 م
بعد غياب طويل عاد .. المكان غير المكان والأرض غير الأرض والوجوه غير الوجوه ...
جلس على أريكة قديمة في شرفة منزله أخذ يجول بناظريه في كل الأرجاء ... مرت من أمام الشرفة بسيارتها الفارهة الحمراء .. أوقفتها وسألت : هل عاد ؟؟ قالوا نعم عاد ..عاد إليها شريط الذكريات يمر من أمام عينيها الزرقاوات مرّ السحاب و مضت وهي تتمتم بكلمات وكلمات.. رتبت كل شيء على عجل ودعته .. تردد ولكنه وجد نفسه مرغما على قبول الدعوة فقد اشتاق إليها كشوق الرضيع إلى ثدي أمه فلبى دعوتها .
في الموعد غادر منزله المتواضع ماشيا ينظر إلى كل شيء عله يتذكر شيئا فالمعالم كلها تغيرت حتى الوجوه لم تعد هي الوجوه التي ألفها .. التي أحبها .. لكنه وصل وما أن وقعت عيناه على المكان حتى عادت إليه الشجون والضنون والذكريات .. تذكر كيف كان يطوف بالمكان يتلقف النظرات .. يشتهي الابتسامات .. يتسمع الكلمات .. تغازله ويغازلها .. تذكر كيف كانت تعانق العيون العيون .. وتذكر أشياء و أشياء ......
دخل الباب الذي كم تمنى دخوله .. فإذا بهو كبير فيه من الناس الكثير الكثير .............
فيه من الكؤوس والرؤوس ومتاجري النفوس
فيه من الغانيات والقانيات وبائعات الهوى
فيه الوزير والغفير والخنزير والسكّير
فيه الماجن والفاجر والتاجر والمقامر والمغامر ... وفيه .. وفيه .. وفيه .................
تأمل الوجوه .. كلها بيضاء ولكنها سوداء سوداء .. تتمايل على موسيقى فيها من الفجر ما فيها .. تترنح من شدة وقع الخمر المعتق عليها .. مرّ بينهم بصعوبة لأنه لا يدري من سيسقط عليه من هؤلاء الثملى .. مرّ .. و.. رأى ....
فتاة تسقي سيدها كأسا ... وأخرى تلعق من يد مغازلها خمرا... وثالثة لا تدري أين المسير ؟؟
حتى وصل و ما أن رأته حتى أزاحت بيديها من حولها من السكارى و ألقت ما في أناملها من كؤوس الطلا وأقبلت تهفو بثوبها الملتصق بحسدها النحيل والذي لم يستر مما تحته شيئا وقالت في دعة وصوت رقيق : جئت ؟؟ عدت ؟؟ ... واعتلت أريكة بجوار طاولة نسجت عليها الشموع بعناية وهي تترنح وقد بان من جسدها المسموح وغير المسموع .. ثم أشاحت بيدها المخضبة بالحناء إلى الحضور فسكت الجميع وخيم على المكان صمت رهيب وصرخت يا كل أصدقائي أقدم لكم ذكرياتي التي كدت أنساها وقد عات من جديد وأشارت إليه ولم تكمل وسقطت بين ذراعيه مغشي عليها ثم استفاقت وهفت عليه بصدرها تعانقه تارة وتقبله تارة أخرى وسألته ماذا رأيت ؟؟ انظر ماذا أعددت لاستقبالك حبيبي .. فأجاب وهو ينساب من بين أناملها كالماء السلسبيل : نعم رأيت ولكني لم أر إلا شموعا سوداء .. وغادر المكان ... !!!
لكم كل التحيات
ساره صالح
الجمعة يونيو 28, 2019 8:55 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» د. ليلى عريقات نائب الرئيس ورئيسة تكريم الشهادات الفخرية والرئيسة الفخرية للمجلس
الإثنين ديسمبر 03, 2018 12:25 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» اهداء ارتجالي الى عميدة الشعر المعاصر الاستاذة د. ليلى عريقات / د. لطفي الياسيني
السبت ديسمبر 01, 2018 9:05 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» خذ ومن عمري لعمرك .. مهداة لشيخ الشعراء المجاهدين لطفي الياسيني للشاعر حسين حرفوش
السبت ديسمبر 01, 2018 2:18 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» وما غير الطبيعة من سِفر
الخميس يوليو 11, 2013 6:22 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» حمى الناس ..إهداء إلى أهالي الحولة
الخميس يوليو 11, 2013 6:13 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» قصيدة معايدة الرؤساء العرب .. للشيخ عائض القرني
الخميس يوليو 11, 2013 6:12 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» طال ابتهال المصطفى
الخميس يوليو 11, 2013 6:11 pm من طرف الشاعر لطفي الياسيني
» من وحي السيول والفيضانات التي اجتاحت بيوتنا / د. لطفي الياسيني
الأربعاء يناير 09, 2013 4:02 am من طرف الشاعر لطفي الياسيني