سوريا إلى أين في ظل قرار جامعة الدول العربية ؟

تفاصيل أربع ساعات في الجامعة الأوروبية في سوريا




رح احكي يلي صار بلغة عامية و بالتفاصيل يلي مرقت معي و شفتها بعيني و مالي مصلحة لا بالغ و لا كذب، وانشالله ما بتنحطوا بالمكان يلي كنت فيه، أولا كنت طالع ع الجامعة يوم 15-11-2011 ع الفترة التالتة، بس مشي فينا الباص بنص الطريق إجاني تلفون عم يسألوني "خير خير شو في بالجامعة عندكون ؟"، رديت "مافي شي هلأ طالع ع الجامعة عادي بوصل و بشوف"، و نحنا بالباص اجا اكتر من تلفون للطلاب و كله بلش يتحرئص، مرينا على جامعة ( اي يو اس تي) و شفنا مجموعة من 300 طالب/ة، برا الجامعة، و مسكرين الجامعة وجواتها حرب شوارع فلتانين على الكل بالضرب و قنابل مسيلة للدموع.

وصلنا ع الجامعة ما في شي و دخلنا لجوا، كان في تجمعات و الجو مشحون وفي تحضير لاعتصام للمطالبة بإطلاق سراح الطلاب المعتقلين من المظاهرة الأولى، و نوعا ما للتنسيق لمشروع مظاهرة بالجامعة، طبعاً كانت شبكة الاتصالات مقطوعة!

عرفنا انه الساعة 1:15 رح تطلع مظاهرة، بهالأثناء نزل رئيس الجامعة "عبد الغني ماء بارد" مع مساعديه و مسؤولين من الجامعة و اجتمع مع بقية من الطلاب،ما بعرف شو حكوا بس قعدوا شي 10 دقايق و حملوا حالهم و طلعوا، بعدين بلشوا 5 طلاب تكبير لمدة 10 ثواني بعدين وقفوا، و نزلوا السيكيوريتي يهدّوا فيهم وشوي و يقولوا "يا شباب الله يرضى عليكم ع الباصات"، و نزل معهم كل الدكاترة و العمادة تبع الكليات كلها و صاروا يقولوا "يلا ع البيت نزلوا بسرعة روحوا ع الباصات". و هون بلشت العالم تروح ع الباصات

أنا كنت بالمكتبة ببناء المعلوماتية "آخر طابق" عم اطلّع من الشباك يلي مطل ع الباصات، بلاقي انه كل الطلاب عم يرجعوا ع الساحة بنص الجامعة محل ما كان الاعتصام، حملت حالي و انزلت لتحت و كانت كتير عجئة و الشعارات معروفة "إعدام الرئيس و حرية للأبد" استمرت المظاهرة لمدة 5 دقائق و راحو ع الباصات.

بنفس وقت المظاهرة المؤيدين مجتمعين بين بعض و قليلين، وعم ينطوطو و ما حسنو يساو شي. وعم يحاولوا يهدّوا حالهم حتى ما يساو شي، و لحد هون كانوا على عيني كلهم.

إجا مسؤول بالجامعة و بلش يحكي معهم و يهديهم، بلشو يقولوا نحنا ما تدخلنا و دعسنا على راسون، و تركناكم تتصرفوا مشان تفصلوهم كلهم من الجامعة، و قالوا للمسؤول "روح وقف الباصات كلها مشان الأمن يجي يعتقلون". المسؤول قلون "مشي الحال يا شباب فضوها خلص سمحنا للباصات تطلع من الجامعة"، وهون جن جنونهم كلهم و طلعوا مسيرة و راحوا ركدوا على باب الجامعة، أنا فتت كمل شغلي بالجامعة، وإذ شفت كم واحد ماسكين عصي شي 10 و راكدين لاحقين واحد عم يركد طالب كان عم يتظاهر، الزلمة من رعبته طلع على سور الجامعة و نط و بلش يركد متجه نحو جامعة العلوم و التكنولوجيا و ما بعرف شو صار فيه!

بهي الأثناء كانت وصلت سيارات أمن و باصات محملة شبيحة و المؤيدين قوي عصون ووقفوا بوجه الباصات الباقية مشان ما تطلع و سكروا مع الشبيحة الجامعة. و فات ضابط رح سميه "خواجا" على قد مالو وازن و كتير واثق من حالو، و فاتوا معه شبيحته.

هلأ هون بلشنا، اجا هالخواجا و بلش يسب الكل و يسب الطلاب المؤيدين و يقللون "شلون هيك ما بتدعسوا على راسهم يا شباب و بتدحشوا صرمايتكم بتمهم، هيك رجال الأسد بتتصرف؟! انتو لازم تريحو الأمن و تنزلو تسكتو هال***** لك نحنا بدنا ندفنون بالجامعة كرمال الرئيس ولله لنشرب من دمون". و الطلاب المؤيدين عجبون هالكلام و اكتشفنا اعزائي الكرام انو الشبيحة يللي معو هنن من اتحاد الطلبة، ونفسهم يلي اجو يحاورونا و كانو آكابر ومتفهمين و احترام الرأي الاخر! بس هي المرة معهم عصي كهربا هي يلي بتخليك تنشل حركتك بس يضربك فيها، و عصي خشب و بللشوا يوزعوا عصايات على طلاب جامعتنا، و هنن مبسوطين، وصار الخواجا يقول "يلا يا شباب يلي ما بدو يفيدنا بشي اسم واحد ن****** او شي صورة يفرقنا من هون"، و بلش يعيط و يقول يلا طلعو ع الباصات و جيبولي هالكلاب كلون. و مسكوا كل باص و بلشوا طلاب يطلعوا عليه و يجروا كل واحد شايفينه بالمظاهرة او بيعرفوه معارض.

كل واحد ينزلوه ينزلوا كلهم فيه ضرب بالعصي و يدموه و يهينوه و يذلوه كلون، و هنن عم يضحكوا و مستلذين فيهم و الكل يآجر فيه و الدم بالآراضي و الزلمة اتكسر. الشبيحة كانت منتشرة بالجامعة عم تضرب الكل و تسبون و تطلعون من الغرف منهم الدكاترة و طلاب و موظفين يلي خايفين و متخبيين.

وهون أنا و شبين مالنا حل غير نوقف معهم لهالكلاب و نشوف من تم ساكت، و حاولنا ما نبدي أي تعبير على الوجه، أي واحد عم ينزلو في ضرب مهين و مسبات، حسيت حالي وسخ أوسخ من الوساخة وأنا عم شوف كل واحد عم ينزلوه من الباص و يضربوه متل الخاروف و انا عم تدمع عيني ع الشباب شو عم يصير فيها و رح ابكي ما فيني اوصفلكون شعوي أبدا و أنا مستحقر حالي.

فجأة سمعنا فوق انه في دكتورة كبيرة بالعمر مغمي عليها، طلعنا حملناها و نزلناها على سيارة الإسعاف بلشو يجو يسبوها و هي متسطحة و يضحكوا، السائق شغل زمور سيارة الاسعاف وكلهم التموا عليه و سبوه و ضربوه كف من الشباك و خلوه يطفيه و قالوله "ليش عم تشغلو يا **** شو بدك ترعب الناس يعني؟". راحوا اسعفوها و ما يزال الضرب شغال عند الباصات و عم يعبوهم بباص الأمن، بس أسعفنا الدكتورة رجعت لشوف شو صار لقيت قدامي حاطين 4 طلاب مركعينهم و عم يضربوهم بالعصايات و الكفوف ومن الجهة التانية صافين شي 10 طلاب ع الواقف و نازلين سلخ فيهم و برا الجامعة عند الباب مسطحين كم واحد ما بعرف عددهم و موجهين عليهم روسيات و بالنص نازلين ضرب بالطلاب يلي عم ينزلوهم من الباص، أكتر من واحد أكل ضرب على راسه و انشق و الدم ع الارض و هنن مبسوطين عم يلعبوا.

جابو طالب من الباص و نزلوا فيه ضرب دموه لمجرد شبيح دل عليه،و هو عم ينضرب يقول "ما دخلني ما دخلني و يبكي" و طلعوه ع الباص مع المعتقلين، اجو بعض الشبيحة و قالو هاد مو هو فلتوا، سلخوا كف و نزلوا لحشوه ع الارض و قالوله روح ك****** ... واحد تاني نزلوا فيه كلهم ضرب قام طلع مؤيد متلهم بس ماله شبيح و ماله مشارك معهم، بيطلع ابن عضو بمجلس الشعب، تركوه منهنه وراح يحكي تلفون!

عدد المعتقلين تقريباً 30 طالب، والطالبات انضرب جزء منهن و انسب وانهان الجزء التاني، في طالبة محجبة حطوها بالبوكس، طلعت راسها و إجا واحد يسبها و يقلها "شو ولك ***** بدك حرية؟ رح نعطيكي حرية"، بعدين مسكها من كتفها وبدو يضربها قام هي شالتله ايدو و دفشته قام سبها و ضربها و فات ع الباص و سكر الباب وراه و نزل فيها خبط، و بتحسوا. الباص طول الوقت عم يهزهز من الضرب يلي عم ياكلوه الطلاب جوا، واحد شبيح من الجامعة قال "للخواجا" انو في تلاتة سبوني و بدي اضربهم، قله اي جبلي ياهون ولله لن*******، طلع هاد و بلش يفتش بالباصات و جابون للأسف و نزل هو فيهم ضرب و نزلوا معه الكل.

بالوقت يلي الضرب شغال بالطلاب، على بعد10أمتار، شباب وبنات جابوا سياراتهم و شغلوا أغاني وبلشوا يدبكوا و يرقصوا و يهتفوا "نحنا الشبيحة للمعارضة دبّيحة"، و الدم يسيل من كل النواحي.

كمان بنفس الوقت "الخواجا" عم يقول للطلاب يا شباب رح نعطيكم عصايات من عنّا و خليها معكم بالدوام و اذا صار اي شي هون بدكم انتوا تنزلوا عليهون و****** لهالعرععير ,قام واحد قله "بس رئيس الجامعة قال بدو يفصل الكل في حال صار مشاكل" قله "يسترجي اخو ال**** يساوي شي معكم ولله ***** و احرقو بنص مكتبه هو و جامعته بخليه يفصل كل الطلاب الا المؤيدين لرئيسنا، خدوا هي رقمي اذا قلكم شي بس دقولي لالعن *****" ولله و نص الشباب اخدوا رقمه.

بعدين بللشو يقولو لبعض "يللا يا شبيحة في عنا شغل جوا لحقوني" كله ركد و راحوا على بناء الانكليزي و فاتوا لجوا و كسروا كلشي قزاز و خزاين، والسيكيوريتي بلش يهديهم قام ضربوه، والانسات يلي جوا طلعوا عم يبكوا كانو متخبيين وسبهون و قلعوهون لبرا ... قام اجت وحدة انسة انكليزي كبيرة بالعمر قالت لواحد شبيح "يا ابني هيك ما بصير ما بجوز من الله تساوو هيك" وهون انبحت عليها مسبات و كان رح يضربها و قلها "يلعن ربك يلي بتعبديه يا ****" بلشت تبكي وراحت تهرب منه ... كسروا كل الجامعة و لعنوا شرفها واكتر شي كلية الصيدلة يلي كاتبين بحماماتها شعارات كتيرة، كسروا الات النسكافيه و لوحات الاعلانات،و فاتوا على مكتب رئيس الجامعة و كسروه كمان، وهي الفيديو بوضح كيف كسروا زجاج باب كلية الصيدلة من برا.

السيكيوريتي كلهم اتعاقبوا لانه ما حسنوا يضبطوا الوضع و يهجموا ع المتظاهرين و يضربوهم، في وحدة *** كانت مع "الخواجا" مصورة وجوه كتير طلاب و عم تفرجيه ياهم و تبعتهم للكل مشان يشوفوهم و يفتشوا عليهم .في باص من الجامعة كان طالع على درعا سحبوا كل شي هويات من الطلاب و حجزوها و سرقوا موبايلات طلاب درعا وما رجعوها. طالب من درعا طلب مني يحكي مكالمة و بس طلعت موبايلي صرخ فيني واحد و قللي ضببببووووو يا خ***** احسن ما ن*****، الشبيحة عندهم فوبيا اسمها موبايل، و كل واحد حاطط ايدو بجيبته بفكروه عم يصور والبرادي تبع الباص كلها لازم تكون مسكرة و أي واحد بيفكر يفتح البرداية راح فيها.



بعدين خلص خلصو قتل و ضرب هالاوباش يللي مالون بشر ابدا ... و قالو يللا طلعو عالباصات. طلعنا و نزلنا عالشام و كان لسا الدبك و الرقص شغال و باص المعتقلين فيه موجود

هي أربع ساعات بالجامعة رح أرشفها بمذكراتي الأليمة و الموجعة



شارك في انتصار الثورة السورية

شارك في انتصار ثورة شعبك العظيم

انهض أيها السوري..شعبك يناديك..أنت على موعد مع التاريخ

شارك في صناعة النصر

شارك في ملحمة شعبك العظيم

شارك لتفتخر ويفتخر أبناؤك وأحفادك من بعدك

لا أجمل من أن تشارك في صناعة التاريخ!

لا أجمل من أن ترفع رأس شعبك بمشاركتك

انضم إلى الثوار..انضم إلى الأحرار

سننتصر..نريدك أن تفرح معنا!

سننتصر..نريدك أن تشاركنا فرحة الانتصار

صمتك ليس شرفا تدعيه

رغم ان السياسة المعلنة للقيادة الفلسطينية, هي عدم التدخل في شئون الدول الاخرى, وهو ما اعاد التاكيد عليه مرة اخرى الرئيس محمود عباس في مؤتمره الصحفي الاخير في تونس, الا ان فلسطين صوتت سابقا لصالح قرار تجميد تمثيل النظام القذافي لليبيا, وها هي تعيد الكرة الان بالتصويت لصالح تجميد تمثيل نظام بشار الاسد لسوريا, الامر الذي يجعلنا نتسائل عن لمستوى الشفافية الحقيقية في السياسة الفلسطينية عن عدم التدخل في شئون الغير الداخلية, والتي نقضها فعلا التصويت في كلتا الحالين,
لكن المنهجية البراغماتية السياسية تختلف في الحقيقة عن الحوار المجتمعي السائد في المنطقة, فطريقة تجسيد البراغماتية السياسية للمنظور الثقافي للصراع يمنع عنها عن عدم التدخل في شئون الغير, بل يدعوها قطعا للتدخل فيها نظرا لوجود علاقة نتائج جدلية بين مختلف الصراعات, فنحن يمكن لنا ان نقول ان التغير في طبيعة ومنهجية النظام في مصر وليبيا وسوريا وايران واي بلد اخر لا بد وان يترك انعكاساته على صراع الفلسطينين مع اعدائهم . وعلى تحلفاتهم مع اصدقائهم,
لقد كان للنظام السوري دوره وتاثيره المستمر المباشر وغير المباشر على مسار الصراع الفلسطيني الصهيوني, منذ بدء حلقة الاحتلال الصهيونية لفلسطين وحتى الان, تماما كما كان ايضا للاردن والسعودية ومصر وكل دولة اخرى, وقد كان لكل منها اتجاه معين مرسوم الهدف في التاثير بهذا الصراع, حكمه في ذلك ترتيب الاولويات وتجلى في ممارسة السيادة واسترشد باستقلال المصالح, ولم تكن قطعا علاقات مبدئيتها وحدة الذات القومي والمصالح التي يدعونها, لذلك نمايز في السياسة السورية مثلا ما بين عهد ما قبل انقلاب الرئيس حافظ الاسد, حيث كان دعم واسناد الثورة الفلسطينية هو طابع علاقة سوريا بالمقاومة الفلسطينية ذلك الزمن وما بعد ذلك الانقلاب حيث اصبح الصراع ضد المقاومة الفلسطينية هو طابعها, فجاءت هزيمة المقاومة في الاردن ليليها هزيمتها في لبنان حيث كان للنظام السوري اليد الطولى في الحاق الهزيمة بقوة كفاحنا, ولم يكتف النظام السوري بذلك بل انه استمر في ملاحقة النضال الفلسطيني والعمل على ارباكه وانهاكه عن طريق شقه بمحاولات بدأت مبكرا وانتهت بتشجيع ودعم واسناد والعمل على استمرار حالة الانشقاق الراهنة في غزة.
ان تصويت القيادة الفلسطينية بالموافقة على قرارات جامعة الدول العربية هو اذن موقف سياسي يستهدف تحرر الطرف الفلسطيني من عداء نظام الاسد المستحكم في سوريا ضد النضال الفلسطيني ووحدة قواه, وهو نفس الموقف الفلسطيني من المؤيد للحصار العالمي لنظام الملالي الايراني, ومع ذلك فهو لا يستهدف الاضرار بمصالح الشعبين الايراني والسوري, بل محاولة التحرر من نهج سياسية معادية لنا, فالموقف الفلسطيني اذن موقف مشروع سياسيا في الصراع, وهو مؤشر على وجود الخصوصيات والاستقلاليات القومية,
لقد عمل نظام الاسد في سوريا على هزيمة المقاومة المسلحة الفلسطينية وهو لم يكف عن العمل على هزيمة العمل السياسي الفلسطيني في مجال التسوية, في ممارسة وصاية سياسية واضحة على شعبنا وقضيته, وفي محاولة واضحة منه لاسقاط حق تقرير المصير الفلسطيني, وتعامل معنا على اساس التدخل في شئوننا الداخلية وتصنيفنا الى مع وضد, فنالت _ المقاومة المؤدبة_ رضاه ودعمه واسناده, ونالت الشرعية الفلسطينية غضبه وسخطه وتامره, ولو قوة تاثير الموقف السياسي الفلسطيني في صراع المنطقة والصراع العالمي لكانت منذ زمن طويل استعادت سوريا الجولان, وضم الكيان الصهيوني اليه الضفة والقطاع, وتوطن اللاجئون وشطبت الهوية السياسية للشخصية القومية الفلسطينية,
ان بقاء او سقوط نظام الاسد في سوريا امر لا يعود لنا نحن الفلسطينيون, فهذا شأن الديموقراطية لسورية, غير ان استعادة وحدة الفصائل الفلسطينية هو شأنا خاصا بنا من حقنا ان ندافع عنه ضد اجندة الانقسام الداخلية واجندتها الخارجية التي تتصدر قواها ايران وسوريا,
اننا ضد التدخل الاجنبي في سوريا, فليس من المصلحة الفلسطينية في شيء ان ينتقل المجتمع السوري من كونه فريسة ديكتاتورية نظام الفردية السياسية بان يصبح فريسة احتلال اجنبي, بل ان مصلحتا في صورة الوضع السوري هو في ان يكون وضعا ديموقراطيا سياديا مستقلا. يحفظ لسوريا من منجزات الماضي استقلالها وسيادتها ويفكك حالة التحالف الموضوعية مع الكيان الصهيوني كمقدمة لتحرير واستعادة الجولان, وان لا تتمحور حياته الداخلية حول قضية المرأة ومسالة تعدد الزوجات, كما يحدث في ليبيا وتونس, وان يهتم بتطوير عملية الانتاج القومي وتطوريها الى مستوى التكافؤ مع عمليات الانتاج عالية التطور,
ان بنيوية النظام الراهن في سوريا غير قادرة حتى على ترسيم مسار اصلاح سياسي حقيقي فيها, فماهيتها وطبيعتها الطبقية وقيودها الخارجية تسير في اتجاه معاكس لاتجاه مسار التطوير السياسي للحياة القومية السورية ولا نقول ذلك تشفيا في النظام او تحريضا للحراك الشعبي السوري ولا تبريرا لتدخلات الاجندة الاجنبية, ولكننا نقول ذلك اقرار _لا يعدو ان يكون ثقافيا_ منا بمتطلبات ازالة المعيقات من مسار التطور الحضاري السوري, تمام كما نطالب بتخلص لبنان من الصيغة الطائفية دون ان يكون لنا يد بذلك, وتماما كما ايدنا المحاولة المصرية للتخلص من اللوبي الصهيوني وشريحة الكمبرادو,....الخ.
نعم ان قرار جامعة الدول العربية بتجميد عضوية سوريا والتلويح بالعقوبات وبالاعتراف _ بكافة اطياف المعارضة_ هو قرار غير دقيق في صورته العامة, وهو يخلط الاوراق والبرامج والقوى والرؤى, كما انه قرار تتجاذبه تاثيرات الاجندات الاجنبية, وفي ظل صورة الصراع الحالي في سوريا فانه يدفع بسوريا الى ظلمة المجهول, التي سيعالجها ميزان القوى السوري الداخلي تحت تاثير الاجندة الاجنبية, والتي اكثرها تاثيرا الاجندة الامريكية الاوروبية, التي تسعى للتخلص من معيقات تسوية الصراع في الشرق الاوسط , ومحاولة تحجيم الانفلات الصهيوني الذي صال وجال طوال فترة حصانة محور الممانعة, ولكن متى كان لجامعة الدول العربية قرارات على مستوى من التضامن والدقة تستطيع معه عزل تاثير القوة الجارفة للاجندة الاجنبية والصراع العالمي؟ او ليست قرارات جامعة الدول العربية هي محصلة استقلالات منقوصة السيادة؟ وما المطلوب من الحراك الشعبي السوري, هل يكف عن ان يكون حراكا في انتظار مراجعة النظام لذاته؟
ان مواقف الاطراف وحالة الصراع السوري الداخلي وصلت نقطة اللاعودة, ومن الاجدى محاولة معالجتها في اطار خصوصية التفاعل الاقليمي معها عن ان تدخل الى مرحلة التدخل الدولي المباشر, ومن الواضح ان هذا هو جوهر قرار جامعة الدول العربية الذي يبدو انه يراعي خصوصية الوضع السوري عن خصوصية الوضع الليبي, نظرا لتباين مسافة التاثير والانعكاس عن الصراع مع الكيان الصهيوني, حيث من الواضح ان قرار الجامعة العربية يصب في مصلحة الانحياز للنفوذ الامريكي لا النفوذ الصهيوني, فهل يكف مثقفونا عن مناقشة الوضع السوري على طريقة حوار الجاهات والعطوات ومحاولة تحديد من يتحمل مسئولية الخلاف,
ان تبرير موقف ومنهجية النظام او تبرير موقف ومنهجية المعارضة لم يعد امرا مجديا في سياق الية صراع عالمية واقليمية ومحلية جارفة من الواضح انها ستجرف كثيرا من القوى والاطراف في مقدمتها رموز النظام السوري ورموز حزب البعث في طريقها, لذلك بات من الاجدى للقوى الحية ان ترسم موقفها على اساس تصورها لمرحلة قادمة لا التشبث بقاطرة الماضي
ان العمل على نصرة القوى التقدمية السورية بات الان هو المهمة الحية للمجتمع الاقليمي وهو حتى مهمة كوادر حزب البعث نفسه بذاته السورية وامتداداته الاقليمية, فالمهم هو سوريا الى اين؟



كتبها: خالد عبدالقادر أحمد